الإيمان صفة من صفات المؤمنين | المبشرات | حـ 11 | أ.د علي جمعة

الإيمان صفة من صفات المؤمنين | المبشرات | حـ 11 | أ.د علي جمعة - المبشرات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات برنامج المبشرات مع فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلاً ومرحباً بك، أهلاً وسهلاً بكم فضيلتكم. تحدثنا في آخر الحلقة العاشرة عن بعض صفات مستحق النصر وقلنا سنفرد لهم في الحلقة القادمة. نبدأ أول صفة: صفة المؤمنين أن الله يدافع عن الذين آمنوا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هناك صفات يتصف بها الإنسان فيعرض نفسه للبشرى فالله سبحانه وتعالى كما في هذه الآية بشَّر المؤمنين بأنه يدافع عنهم، إذاً فلا بد أن أعرض نفسي
بموجب الإيمان لهذه البشرى. سنرى بعد ذلك صفات كثيرة تكلم عنها الله سبحانه وتعالى، نفرد إن شاء الله لكل صفة من هذه الصفات حلقة مستقلة إن شاء الله. مولانا نفتح عليك. ولكن المعنى الإجمالي لهذا كله هو أنني يجب أن أتصف بهذه الصفات، فأول صفة هي الإيمان، فيجب عليّ أن أؤمن. ولكن ما هو الإيمان؟ وما حقيقة الإيمان؟ ومتى يكون الإنسان مؤمناً؟ وما فائدة أن يكون الإنسان مؤمناً؟ وكيف يصير المؤمن قد أدخل نفسه في دائرة البشرى؟ فالإيمان هو
التصديق، والتصديق هو نوع من أنواع الإدراك، نعم، حقيقة التصديق أنه إدراك، لكنه إدراك جازم مطابق للواقع، نعم، ناشئ عن دليل، ناشئ عن دليل. جميل، إذاً انظر، القضية مرت بعدة مراحل: الإيمان هو التصديق، نعم، والتصديق هو الإدراك الجازم. النقطة الأولى: إدراك، ماذا يعني إدراك؟ يعني أنني انتقلت صورة. الشيء في ذهني انتقل معنى الجملة المفيدة في ذهني، فعندما يأتي ويقول لي أن الله هو الخالق، فهذه جملة مفيدة. المحيي المميت
الذي بدأ الخليقة فهو بديع من غير مثال سابق، يقول للشيء كن فيكون. هذه جمل كلها مفيدة، أنا أريد أن أفهم ماذا تعني "لا إله إلا الله". ماذا يعني أن الله هو الخالق؟ ماذا يعني أن الله هو المحيي المميت؟ فهمتها، بناءً على فهم للغة، أي فهمتها بناءً على شرح الكتاب والسنة والعلماء لها. ما معنى "لا إله إلا الله" هذه بالنسبة لي؟ فأول مراحل الإدراك هو التلقي، وثاني مراحل الإدراك هو الفهم، التلقي ثم الفهم. ثالث مراحل الإدراك هي أن أسلِّم لهذا الفهم، أي أقتنع به، يعني أقول فعلاً إنني مصدِّق. انظر، التصديق جاء وهو يعني الموافقة، أي
أنني أقول كذلك أيضاً أنه لا إله إلا الله وأنه هو الخالق والمحيي والمميت. بعد ذلك يتحول هذا التصديق ليس إلى مجرد تصديق بل إلى تصديق. إدراك جازم، نعم، والجازم هنا معناه أنه لو عُرض عليّ نقيضه لرفضته، والجازم معناه أنني لست مترددًا ولم أكن في مرحلة عدم اتخاذ القرار بعد، فأنا مصدق أنه لا إله إلا الله، وتصديقي جازم موقن مائة في المائة، مثل مائة في المائة، نعم، فيقول لي: على فكرة، يوجد شريك. مع الله قلت له أعوذ بالله أبداً إنني أرفض، ها أنا أرفض النقيض. نعم، محمد صلى الله عليه وسلم ليس خاتماً للنبيين؟ أقول له: أبداً، هو خاتم النبيين وسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام.
دين الإسلام لم يأتِ لنا بتكليف؟ أقول له: أبداً، جاء بالتكليف فأمرنا بالصلاة وبالصيام وبالزكاة وبالحج. وبالذكر وبالدعاء وأمرنا بحلال وحرام في الزواج والطلاق والبيع والشراء والهبة وأمرنا بأن نوزع الميراث وأمرنا بأن نستر العورات وبأن نحرم على أنفسنا الخمر والفحشاء، وهذا هو الإيمان: تصديق جازم مطابق للواقع. نعم، أنا أرى أن هذا هو الحق وأن هذا هو الواقع، وأرى أن أي انحراف. عن هذا الإيمان هو خارج عن نطاق الحق وخارج عن نطاق الواقع. صحيح لا إكراه في الدين، نعم وصحيح قد تبين الرشد من الغي، وصحيح لكم دينكم ولي دين، وصحيح فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر،
لكن هذا أنا أقول يؤمن ويكفر، ليس معنى أنني أتمسك وأصدق بهذا أن أرغم. الآخرين عليه بالعنف والقوة لأنه في حرية في هذا المجال من رأفة الله بنا، لكن أيضاً ليس معنى الحرية أن كل الدنيا حلوة وأنه كلنا وأن الكفر مثل المؤمنين مثل المؤمنين وأنه يوجد تكافؤ بين الأديان، أنا لا أعتقد هذا من عقيدتي، هذا عندما يأتي أحدهم ويطالبني. بالقول بتكافؤ الأديان هذا يتدخل في حقي أنا، حسناً أنا لم أتدخل عندك، أنا لم أقل لك أنت تعتقد هذا وأنا أمنعك من هذا أو أسخر منه أو أستهزئ به أبداً، إنني أقول لكم دينكم ولي دين، إنني أقول وإني أو إياكم لعلى هدى أو في
ضلال مبين. فكثير من الناس الآن في عصرنا الحاضر يدعون إلى تكافؤ الأديان وأن الدين الإسلامي مثل الدين البوذي مثل الدين الهندوسي مثل المسيحي مثل اليهودي، وأنا أقول له: لا، دين الإسلام عندي هو الحق وما سواه قد انحرف عن دين الإسلام في شيء أو أشياء، وعلى ذلك فهذا هو الحق الذي. أعتقد أنه هو الواقع ومطابق للواقع. عندما يأتي أي دين آخر، فالعلاقة التي بيني وبينه هي علاقة أنني لا أفرض كلامي عليه بالقول، لكن هذا لا يعني أنني أغير معتقدي من أجل الناس الآخرين وأقول إننا جميعاً متكافئون وأننا جميعاً سندخل الجنة مثلاً. على فكرة، لسنا جميعاً على الحق. وكلنا ندخل الجنة، على فكرة ما أحد منهم يقول هكذا. نعم، ما
أحد من أي فرقة كانت، وأي مذاهب كانت، وأي أديان كانت يقول أن غيره هو من سيدخل الجنة. صحيح، حتى بعد الفرق في نفس الديانة، كما حدث مؤخراً، يكفّر الآخرين، يكفرون بعضهم البعض، ويقول أنا فقط الذي على وأنا لا أدخل الجنة وأنت وأنا لا ندخل الجنة ونحن في نفس الديانة، وهذا جزء من عقيدته. نعم، وأنا لا أعترض عليه في معتقده، بمعنى أنني لا أُكرهه على ترك معتقده ولا أطلب منه أن يخفيه. نعم، ولكنني أقول له: أنا أرى، كما ترى أنت أنني كافر. أنا أرى أنك كافر، نعم، وأنني أنا الذي على الحق فقط. لكن كافر بماذا؟ هل تنتبه؟ فالكفر نسبي. هناك كفر بالطاغوت، وهذا يعني أنه مؤمن، نعم. وهناك كفر بالله أو بإحدى صفاته أو بأمر من أوامره أو بقرار من قراراته سبحانه وتعالى، نعم، هذا هو الكفر. هذا أو كفر بنعمته أو
كفر وهكذا. إذاً أنا هنا أمام قضية كبيرة جداً لا بد أن يفهمها الناس وهي أن دين الإسلام هو دين الحق الذي يعتقد فيه المسلم أنه مطابق للواقع، ولذلك يتبع التصديق الجازم المطابق للواقع الناشئ عن دليل، الناشئ عن دليل. أنا لست مقلداً في إيماني. إنَّ أول فرض على المؤمن المسلم هو النظر والتفكر وإقامة الدليل والبرهان على معتقده، ولذلك المسلم دائماً يعرف وجداناً وعقلاً وروحاً وبالأدلة، قد لا يستطيع أن يصوغ الأدلة بطريقة علمية منطقية، نعم، لكنه يعلم أن البعرة تدل على البعير، وأن الأثر يدل على المسير، فالنهار ساجٍ والليل داجٍ والبحار. ذات أمواج وصحراء
ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير. نعم والله، هذا الكلام اللطيف هو دليل بديل الأعراب الذين ما زالوا على هذا الفضل. دليل صحيح، دليل لكنه دليل مصوغ بلغته وبطريقته في الأداء، لكن هذا دليل برهاني قوي جداً أن الحادث يدل على المحدث، أن كل حادث له. محدِث وأن هذا الكون حادث، فهذا الكون له محدِث الله. هذا ترتيب منطقي بأسلوب فلسفي، لكن المهم أن الإيمان هو التصديق. نذهب بعد إذنك إلى فاصل. مولانا، للفاصل نقف عند أن الحادث له محدِث والصنعة لها صانع، ونرجع نستكمل مع فضيلتك بعد الفاصل. نعم، فاصل. نعود إليكم فابقوا. معنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عُدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامج المبشرات مع فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة. تفضل يا مولانا، كنا توقفنا في آخر الفاصل الأول أن الصنعة تدل على الصانع. هذا
في سياق تعريف الإيمان، والإيمان قلنا أنه التصديق الجازم المطابق للواقع. الناشئ عن دليل ولذلك سميناه الاعتقاد، سميناه العلم. الأمور العلمية في العقيدة معناها الإيمان، والأمور العملية هي الصلاة والصوم وما إلى ذلك. الأمور العلمية هي أن أؤمن بالإله، وأن أؤمن بالرسل، وأن أؤمن باليوم الآخر، وأن أؤمن بمثل هذا. ولذلك فالإيمان لما حصلته فصدقت جازماً مطابقاً للواقع والحق في اعتقادي، دليلٌ وليس عن تقليد، فأنا أدخلتُ نفسي في دائرة الإيمان. هذا هو أول الشروط التي بها قبول العمل. يعني مثلاً عندنا شروط
وجوب الصلاة وشروط صحة الصلاة. شروط وجوب الصلاة هي الإسلام. قال لماذا؟ قال لأن من أركان الصلاة النية، والنية لا تصلح ولا تُقبل عند الله إلا بشرط. الإسلام يكون إذا الإسلام لا بد منه حتى يتم الخطاب وأقول لك صلِّ وصُم وكذا إلى آخره، والثانية العقل، ولذلك الذي غائب عقله مثل الطفل الصغير ابن شهر وشهرين ليس لديه عقل لأن العقل لم يتكون بعد من المعلومات السابقة والإدراكات المتلاحقة، المجنون ليس لديه عقل، النائم ليس لديه عقل. ولذلك العقل مناط التكليف فيجب أن يكون أيضاً عقلاً. نعم،
كذلك حدَّ الله لنا حداً يكون فيه الإنسان قد استكمل معرفته كاملة وهو قضية البلوغ. فالفتاة أو الصبي إذا بلغوا سن البلوغ وأدركوا معنى الشهوة فإنهم قد دخلوا في التكليف، ولذلك المكلف لا يكون مكلفاً إلا إذا كان قد دخل إذا كان قد كان عاقلاً إلا إذا كان قد بلغ مبلغ الرجال والنساء حتى يتم الخطاب. هم يقولونها مسلم بالغ عاقل، مسلم بالغ عاقل. حسناً، الإيمان الذي عندي هذا عندما صنعته وصدقت به، يقول لك إن الإيمان يزيد وينقص، يزيد وينقص، جميل في ذاته أو في جلائه
قالوا. لا في جلائه لأنه في ذاته تصديق جازم لن يزيد ولن ينقص، لا ينقص ولا يزيد. أنا مئة في المئة توقفت عند هذا الحد، إنما يزيد بكثرة الأعمال الصالحة، بكثرة الذكر والتفكر والتدبر والتأمل، وينقص ويخبو عندما ينسى الإنسان، يعني هو ليس مركزاً جداً، هو مؤمن ولو أحيينا فيه الإيمان. وذكرناه بالإيمان يتذكر فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، لكن الإيمان ليس مستحضرًا الآن ومستحضر مستلزماته ومستحضر آثاره، ولذلك فإن الإيمان يزيد بكثرة الأعمال الصالحة وينقص بقلة الأعمال الصالحة. يبقى إذًا الإيمان قول وفعل
أيضًا بالإضافة إلى التصديق، هذا التصديق في القلب وأنا مؤمن تمامًا بالله وبرسوله وما إلى ذلك، لكن... لا بُدَّ أن أُقِرَّ باللسان أني أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، فكانت الشهادتان جزءاً لا يتجزأ من أركان الإسلام، لأنها هي الكاشفة عما قد وقر في القلب. جميل، قومٌ مصيبتهم سوداء، يصبح أحدهم يقول الشهادتين وهو غير مؤمن بهما في قلبه، هذا يكون... المنافق لا يكون مؤمناً، لكن المؤمن الذي عبر عما في قلبه بلسانه، فهذا أيضاً من الإيمان، نسميه إيماناً مجازاً، لأن الإيمان هو ما استقر في القلب وصدقه العمل. انظر كيف أصبح هو الثلاثة: وصدقه العمل والقول والفعل، ولذلك قالوا هو قول باللسان وفعل. بالأركان
واعتقاد في الجنان جميل، فالاعتقاد الذي في القلب هو حقيقته، لكن هل هو صادق أم لا؟ فهنا سندخل في قضية العمل، ولذلك نجد الله سبحانه وتعالى قد فصل بين الإيمان والعمل الصالح، فصل بينهما، يعني سمى هذا الإيمان وهذا العمل الصالح، "الذين آمنوا وعملوا الصالحات"، وجاء حرف العطف للمغايرة التصديق القلبي هو حقيقة الإيمان، لكن هذا الإيمان لا يُعتبر ولا يُعتد به ولا يُقبل إلا مقترناً بالعمل الصالح، وإلا وقد أنتج العمل الصالح، فإن كان الإيمان في القلب، فإن العمل الصالح هو الناتج عن الإيمان. يبقى عندما آتي وأرى الذين
آمنوا وعملوا الصالحات ليس... الذين آمنوا فقط، لا بد أن نكون معه وعملوا الصالحات، ولا يوجد في القرآن "الذين آمنوا" فقط، بل لا بد من "وعملوا الصالحات". وإن أناساً قد غرهم بالله الغرور يقولون: "نحن نحسن الظن بالله"، لو أحسنوا العمل صدق رسول الله. إذن هناك ارتباط بين ما وقر في القلب وبين العمل أن يصدقه يا الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. فقد آمنت ألسنتهم ولم تؤمن أعمالهم، وهذه مصيبة كبرى يكرهها الله سبحانه وتعالى. وكفى بهذا، ماذا يعني؟ ما الذي يدفعنا إلى الفرار من هذه الحالة لله رب
العالمين؟ لقد أصبحت مؤمناً، أصبح الإيمان الذي استقر في القلب وصدّقه العمل وأقرّه اللسان وشهد به، قد أدخلني في البشرى بأن الله يدافع عن الذين آمنوا، فيكون ربنا سبحانه وتعالى يدافع عني. في بعض الأحيان تنقطع موارد الجدال التي نعيشها في عصرنا بالليل والنهار. أرى شخصاً يكذب عليّ فأرشده وأقول له على... فكرة أنك هكذا تكذب عليّ فيصر على ما يقول وعلى الكذب الذي يكذبه عليّ، انظر كيف؟ وهذه كانت حالة الأقوام مع أنبيائها والأقوام مع
المصلحين والعلماء وما إلى آخره. حسناً، وماذا أفعل في هذا؟ ماذا أفعل فيه إذا كان هذا مصراً على الكذب؟ نعم، إذا كان هو مصراً. على تلبيس الحق بالباطل، يقول لك: "لا تقربوا الصلاة" ولا يكمل، ويقول لك: "آه، فويل للمصلين" ولا يكمل، و"وأنتم سُكارى" ولا يكمل "الذين هم عن صلاتهم ساهون". قومٌ نبَّهنا ربنا لهذا النوع من الناس وقال: "لِمَ تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون". هو وهو يقول "لا تقربوا الصلاة" وكلام. وبعد ذلك يذهب ويقول لك إن الله لم يقل ويل للكافرين ولكن قال ويل للمصلين، هذا تلبيس، قبيح، تلبيس إبليس، ماذا تفعل معه؟ إن الله يدافع عن الذين آمنوا، الله سبحانه وتعالى يدافع عنك عندما تنقطع حيلتك،
أنت نبهت وأنكرت واستعذت وقلت يا إخواننا هذا كذاب وهذا ضال، أنت. قلت لم يحدث هكذا، لم أقل هكذا، أو ليس هو الواقع هكذا، وهو مُصِرٌّ على الكذب والاستمرار، كالمثل الألماني هذا الذي يقول لك: استمر في الكذب حتى يصدقك الناس. أعوذ بالله! النبي يقول: "ولا يزال الرجل يصدق ويصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً، ولا يزال الرجل يكذب..." ويكذب حتى يُكتَب عند الله كذاباً، وإن الكذب ليهدي إلى الفجور، وإن الفجور ليهدي إلى النار. ما هذا؟ الحمد لله الذي جعلنا مسلمين. عندما تنقطع بك الحيلة تجد أن الله هو الذي يدافع عنك، وتجد أن الله سبحانه وتعالى يعني أرسل لك أو نادى في الملأ الأعلى إني إنني أحب فلاناً فأحبوه،
فينزل جبريل ثم من بعده إلى الأرض حتى يُلقي الله محبتك في قلوب الناس من غير حول منك ولا قوة. لا تستطيع أن تجمع الناس على حبك ولا على تصديقك، لا تستطيع، ليس بيدك هذا، إنما هو بيد الله. وتجد كلما كذب عليك الكاذبون، ولأنهم يكذبون، الله نصراً عزيزاً مؤثراً، ولا يقع هذا الكذب في قلوب الناس موقعه، وترى أنك من غير حولٍ منك ولا قوة قد نصرك الله عليهم، وأحبَّ فيك خلقهم. شيء غريب، يعني من المبشرات أن الله يدافع عن الذين آمنوا. جميل، الله سبحانه وتعالى أيضاً يدافع عن الذين آمنوا، الذين يأمرون بالمعروف. وينهون عن المنكر ويقفون أمام الطغيان.
دعنا نؤجل الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى حلقة قادمة يا مولانا، فقد انتهى وقت الحلقة. أسأل الله أن يزيدك محبة في قلوبنا وأن يحبب فيك خلقه يا مولانا. ونلتقي في الحلقة القادمة إن شاء الله. إلى ذلك الحين، نستودع الله دينكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته