الابتعاد عن البخل | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

الابتعاد عن البخل | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة - الرحمات, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من القيم التي أمرنا بها أن نبتعد عن البخل والشح، والبخل الابتعاد عنه ليس كرما وإنما يكون الإنسان على حالة سوية، الكرم فوق ذلك، الكرم عطاء زائد ونام ولكن الابتعاد عن البخل أمر مستقل عن الكرم، حذرنا ربنا من البخل وقال "ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله" انتبه إلى أن الذي تبخل به ليس ملكك، بل
إن الله هو الذي آتاك من فضله "هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير، إذا فلا بد علينا أن نهرب من البخل، الله سبحانه وتعالى يقول فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون، فماذا كانت نتيجة هذا البخل؟ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم القيامة، يعني قال تعالى فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون، البخل إذا مصيبة
من المصائب ابتعد عنه حتى تكون رحيما، تخيل أنه إذا رحمت الآخرين ورحمت نفسك ورحمت من حولك فإنك تكون قد ابتعدت عن البخل، وإذا أردت أن تدخل في دائرة البخل فقد ابتعدت عن دائرة الرحمة، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع الذي يعيب الرجل ما أن يكون شحيحا بخيلا على أهله الأهل والأولاد يحبون أن يكون الرجل كالبحر وتكون المرأة مقتصدة وراءه لكنهم يريدون منه ذلك
الشعور أن يكون شعور العطاء لا البخل فالذي يعيب الرجل البخل والجبن، فالجبان ينخلع قلبه فيفر في لقاء العدو، ولا تجده يسد ما يسده الأبطال في الحياة أو في الحرب مثلا أو كذلك، لا في حرب ولا في سلم. وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع البخل والإيمان في قلب عبد أبدا، هذا أكيد كان الإيمان والبخل، إذا دخل البخل خرج الإيمان، إذا دخل الإيمان خرج البخل، هذا أكيد، نحن نتحدث عن الرحمة والحديث
هنا يتحدث عن الإيمان، ولذلك يجب علينا ألا نبخل وأن نكون على الحد الوسط أو نكون ندخل كما قلنا من ذلك في الكرم وإلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته