التعاون | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

التعاون | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة - الرحمات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من عناصر الرحمة التي نلاحظها وهي كالماء تسري في الورد التعاون، وقيمة التعاون يقول ربنا سبحانه وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. التعاون أن نعمل كفريق واحد ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنما الإمام ليؤتم به فإذا رأيتموه راكعا فاركعوا وإذا رأيتموه قائما فقوموا، التعاون قال لينوا في أيدي
إخوانكم سووا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري، الصف في الصلاة لا بد أن يستقيم فكان يقول فيما أخرجه النسائي استووا هذا الاستواء في الصف يربي الإنسان على التعاون، لا بد أن نتعاون في بناء بلدنا، لا بد أن نتعاون في الانطلاق نحو المستقبل. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل سلامى من الناس عليه صدقة، في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا وستون سلامة يبقى إذن علينا ثلاثمائة وستون في كل يوم تطلع فيه الشمس
أي كل يوم علي ثلاثمائة وستون صدقة فلا بد أن الصدقة هنا ستتسع في معناها من المعنى أن أعطي مالا للفقراء لأنكم لن تسعوا الناس بأموالكم النبي يقول هكذا فكيف آتي بصدقة من أين ثلاث مائة وستون كل يوم قال تعدل بين الناس صدقة وتعين الرجل على دابته صدقة يعني هو يريد أن يركب فرسه فأنت ساعدته هكذا تعاون هذا يصبح صدقة ستحسب لك صدقة إن كان أحد يريد أن يحمل المتاع فوق رأسه هكذا هو متاعه فيصبح ذلك صدقة والكلمة الطيبة صدقة كلمة طيبة الرحمة، هذه الكلمة الطيبة لا تأتي إلا بالرحمة، هذا التعاون لا يأتي إلا بالرحمة، كل خطوة يمشيها
إلى الصلاة صدقة، إماطة الأذى عن طريق الناس صدقة، تخيل أنك وأنت تميط قشرة الموز حتى لا ينزلق فيها أحد صدقة، إذن هذا معنى التعاون، في كل شيء، حسنا هذا أنا أنظف وأزيل الأذى عن الطريق، فهل يجوز لي أن ألقي القمامة في الطريق؟ إذا كنت مأمورا بأن أزيل هذه القذورات وأزيل هذه المؤذيات، فما بالك بإلقائها؟ يبقى إذن أن الذي يلقيها هو في الحقيقة يرتكب إثما لأنه لا يتعاون مع المجتمع، لأن التعاون مع المجتمع من الرحمة لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.