التقوى | المبشرات | حـ 15 | أ.د علي جمعة

التقوى | المبشرات | حـ 15 | أ.د علي جمعة - المبشرات
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حلقة جديدة من حلقات برنامج المبشرات مع فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلا ومرحبا بك يا مولانا. أهلا وسهلا في الحلقة الماضية مولانا استمتعنا بعلم حضرتك، فضيلتك أوضحت لنا الفرق بين الخشية والرجاء، وكنا نريد أن نتطرق منها إلى التقوى، ونحن نعلم أن رب العزة تبارك وتعالى يقول: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". في شهر رمضان، شهر التقوى، نريد التقوى ونحن خارجون من الخشية والرجاء. تفضل يا مولانا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. لدينا تراث كبير من كلام السلف الصالح من الصحابة الكرام ومن بعدهم في قضية
التقوى، والتاء هنا هي بدل عن واو، بدل عن واو، نعم. مثل "وراث" أصبحت "تراث"، و"وراث" أصبحت "تراث"، مثل "وجه" فأصبح "وجاه"، أصبح "اتجاه" جميل. وهنا "وقى" يعني حمى وحفظ، أصبحت "تقاة"، "إلا أن تتقوا منهم تقاة". فالتقوى في الحقيقة آتية من الوقاية، آتية من الوقاية، جميل ما شاء الله. فتقي ماذا؟ اتقِ محارم الله، واتقِ ماذا؟ اتقِ المخالفة. طيب، لنذهب. هكذا لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رضي الله عنه وهو يقول في إحدى خُطَبِه: "التقوى هي
الخوف من الجليل سبحانه وتعالى، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل". ما شاء الله، فانظر كيف أن الخوف من الجليل يكون إيمانًا بالله، والعمل بالتنزيل يكون إيمانًا برسوله وكتابه. والتكليف والالتزام وطبّق بالعمل الصالح والرضا بالقليل، وهنا يعني أخلى قلبه من الدنيا وطلقها ثلاثاً لا رجعة فيها، أو لعله لاعنها لأن المطلق الثلاث يرجع لها بعد أن تنكح زوجاً غيره، لكن الملاعنة
لا يرجع إليها أبداً ولو تابوا صحيح ولو اعترفوا لا توجد فائدة، خلاص لا يوجد رجوع أبداً مثل المؤبد هكذا، نعم، والاستعداد ليوم الرحيل يعني أنه مؤمن باليوم الآخر، يؤمن بالحساب والعقاب وما إلى ذلك. الإيمان بالله وبرسوله وكتابه وتكليفه، والإيمان باليوم الآخر، هذه الأركان الثلاثة تجيب للمؤمن في الدنيا على الأسئلة الثلاثة الكبرى التي حيرت البشرية: من أين نحن؟ وماذا نفعل هنا؟ وماذا سيكون غداً الماضي؟ والحاضر والمستقبل واضح. الماضي: ربنا خلقنا. الحاضر: نحن مكلفون وها هو الرسول وها هو الكتاب وها هو التكليف
بشكله. والمستقبل: بعد الموت سنرجع فيه إلى يوم للمحاكمة، للدينونة، يوم الدين، حساب، عقاب أو ثواب. وهذه الثلاثة تؤثر في سلوك المؤمن، نعم، وليست في معزل عن سلوكه اليومي، فكلما أردت أن اسأل هل هي حلال أم حرام؟ أأحجم أم أقدم؟ أأهجم عليها وأملأها أم أتراجع؟ أحياناً تدفعني شهوتي أو خجلي أو مصلحتي إلى فعل شيء، ثم أعرف أنه حرام، أو كنت أعرف أنه حرام فأبادر بالتوبة. كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون، وخُلق الإنسان ضعيفاً، ويحصل لي نوع من أنواع السؤال عن الأحكام الشرعية اختصت
به أمة الإسلام. جميل السؤال عن الأحكام الشرعية، لا توجد أمة في الأرض تسأل عن الأحكام الشرعية. على فكرة، قد تسأل عن بعض الأحكام النفسية، وتسأل عن بعض النصائح الاجتماعية، لكن عن الأحكام الشرعية للأفعال البشرية، ليس هناك أمة في الأرض الآن تسأل عن الأحكام سوى المسلم، ولذلك اهتم ربنا جداً بهذا، وأنزل لنا سورة تعلمنا كيف نسأل ومن نسأل ومتى نسأل، وهي سورة البقرة. وسماها البقرة حتى لا نسأل كما سألوا في قصة البقرة، وإنما نمتثل للأمر بدرجاته وتدرجاته. ثم صرح لنا تصريحاً وقال: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ فأنا
الآن أمام هذه الصفة وهي التقوى التي يجب على كل مؤمن أن يتصف بها حتى يدخل في البشرى. بشرى ماذا إذن؟ أن ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. فإذا لم أُدخل نفسي في دائرة التقوى فلن يكون القرآن هدى لي. جميل ما شاء الله وأنا أريد. القرآن يكون هدىً لماذا؟ نعم، لأنه هذا بيان للناس وهدى. فأنا أريد أن أتبين مراد الله سبحانه وتعالى من غير عناء ومن غير تشقيق أسئلة وما إلى ذلك، كما حدث في قصة البقرة، وإنما بسهولة ويسر. "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر". كيف أمسك
النقطة هذه؟ نعم، بالتقوى. كُن تقياً واتقوا الله ويعلمكم الله. ما شاء الله، انظر كيف أن التقوى ستجعلني أتعلم، والعلم سيفتح عيني على هذا القرآن، وهذا القرآن سيجعل الأمور متزنة وواضحة وسهلة وميسرة، ليس فيها ضيق. "وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم، هو سماكم المسلمين من قبل". حسناً، هذه التقوى... عند سيدنا علي وضحت المعالم وأجابت لنا عن الأسئلة الثلاثة الكبرى التي حيرت البشرية. سيدنا عمر كلّم سيدنا أُبَيّ بن كعب وكان قارئاً للقرآن وكان
سيدنا رسول الله يخصه ويُعلي مرتبته في الإمامة في قضية القراءة، فكان سيدنا عمر يحبه. "يا أُبَيّ، ما التقوى؟" قال له: "أسرت في طريق". هناك شوك قال له: "سرت"، فقال له: "ماذا فعلت؟" هذا الشوك طبعاً يمكن أن يكون مثل الإبرة، ويمكن أن يكون تكوينه كبيراً مثل الصبار، مثل الأشواك التي توجد في البادية. فماذا فعلت؟ قال له: "شمرت عن ثيابي حتى لا تمسك كرة من هذا الحسك أو تشتبك في الثوب من الأسفل". وتبقى مشكلة تمزق الثياب وتجرح الجسم. حقاً، قال:
"شمرت عن ثيابي وحذرت مما أرى"، فأصبح يضع قدمه في المكان الخالي من الشوك لأنه يراقب موضع الشوك. أين هي الشوكة؟ ها هي، حتى لا تصيب قدمي، فيبتعد عنها. حقاً "وحذرت مما أرى". نعم، قال: هذه هي الطاقة، ما شاء الله. وأنت سائر في طريق الله سبحانه، معنى الكلام أنه وأنت سائر في طريق الله سبحانه وتعالى، انتبه جيداً، "خذوا حذركم"، ويحذركم الله نفسه. انتبه، أي تقوى، فالتقوى بمنتهى البساطة هي أن تنتبه. الإنسان ينتبه، حسناً، أنتبه من ماذا؟ انتبه أن لا تقع في... المعصية انتبه أنك لا تستصغر ذنباً صغيراً، انتبه أن تحافظ دائماً على الطاعة، انتبه بأن المعاصي كلها من شُعَب الكفر والطاعات كلها
من شُعَب الإيمان، ما شاء الله. وأخذ ابن المعتز هذا المعنى، ابن المعتز هذا شاعر، نعم، قال: خلِّ الذنوب كبيرها وصغيرها، ذاك التقى ما. سيدنا أبي بعد أن قال له: يعني هكذا تجعل الذنوب كبيرة وتميل في طريق الله؟ فلتجعل الذنوب كبيرة وصغيرة، ذلك هو التقوى، واصنع كما يمشي فوق أرض الشوك حذراً مما يرى. لا تستصغرن ذنباً صغيراً، فإن الجبال من الحصى تتجمع. الحصاة تصنع جبلاً، ستصنع جبلاً، وابن المعتز في بيته. الأخير صار مثلاً أي لا تحتقرنّ صغيرة، إن الجبال من الحصى، صحيح، فمستصغر
النار معظم النار من مستصغر الشرر. يقولون هكذا في الأمثال، فلا تقل هذه صغيرة وهذه صغيرة وهذه صغيرة وهذه ماذا تعني وهذه هذه ليست تقوى هذه جميلة، لا، بل يجب أن تكون حريصاً على نفسك، فنحن مثل... الشوك ليس كبيراً بعد أن يدخل في رجلي، بل هناك الكبير والصغير. حسناً، سنذهب إلى الفاصل يا مولانا ونعود لنستكمل هذا الحوار الممتع. فاصل، نعود إليكم فابقوا معنا. بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من حلقات المبشرات مع الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية يتحدث عن التقوى. كنا يا مولانا في نهاية الجزء الأول نتحدث عن التقوى، أن أتقي الأشواك الكبيرة والصغيرة، لا أقول أتجنب الأشواك الكبيرة وأترك الصغيرة تدخل في رجلي، بل سأبتعد عن الصغيرة وعن الكبيرة. هذه الحالة هي "لا تحقرن صغيرة، إن الجبال..." من الحصى هذه الحالة التي فيها محاولة
لأن أتغلب على الصغير والكبير من الذنوب والمعاصي، ما علاقتها بالصيام؟ لأننا في أول الحلقة تحدثنا عن الآية "كُتِب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، فما علاقة التقوى هنا بكتابة الصيام؟ الصيام في الحقيقة ماذا يفعل؟ يساعدني في... السيطرة على نفسي تعني أنني امتنعت عن الطعام وكففت عن شهوة الفرج وأمسكت لساني عن اللغو والغيبة والنميمة والكذب، ومن باب أولى شهادة الزور التي هي من الكبائر. فقد ضبطت لساني وتحكمت في
طعامي وشرابي وقيدت شهوتي، وأيضاً سيطرت على النفس السبعية التي تتصرف مثل الأسد، تلك التي تغضب، لأنه ولك الجنة ما شاء الله عليه الصلاة والسلام. أمسكت الثانية أن أنا أترك أحداً وأشتم أحداً، فليس هذا هو الصيام هكذا. ولذلك فهذا الصيام هو اللجام الذي أمسك به فرس نفسي، الفرس التي أنا راكبها، التي نفسي هذه عاملٌ لها لجاماً لكي لا تجمح به، لا تجمح بها ولا تجري. به ولا تسقطني من على ظهرها وأكون أنا الخاسر. جميل، فهذا يساعد على التقوى. فالصيام يساعد على التقوى، متى يساعد على التقوى؟ إذا استوفى شروطه وأركانه. ما شاء الله،
جميل. ما هي الأركان؟ أن يكون خالصاً لله، فتكون هناك نية، وأن يكون هناك إمساك لشهوتي البطن والفرج. هذه هي الأركان. أما شروطه فإن سبه أحد أو شتمه فليقل إني صائم، إني صائم، إني صائم. رب أحدكم، رب صائم ليس له من صيامه، ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. نعم، إذا أنا أُمرت أن أكون من الصائمين الذين يراعون لا أركان الصيام فقط، بل أيضاً أراعي لساني وأراعي غضبي. وأراعي مع ذلك شهوتي، وكلامي كله يُضاف إلى هذه العبادات
التي هي مع رمضان: التراويح. هذه التراويح فيها قيام لليل، وفيها قراءة للقرآن وتدبر له، وفيها ذكر، وما يحدث بين كل ترويحة وترويحة من درس علم، ومن ذكر لله سبحانه وتعالى، أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. طواف إذا كان بجوار الكعبة المشرفة من دعاء، كل هذه عبادات التمتع. ليس معنى التقوى هو الحرمان، بل إن هناك تمتعاً بنعم الله علينا، فنرى ذلك في تعجيل الإفطار، ونرى ذلك في أنه
لا بد وينبغي على الإنسان المسلم أن يتسحر في السحور ولو أن يتجرع جرعة ماء، ولو أن... يتجرع جرعة ماء وأن هذا السحور هو الذي يعينه، كل هذا إعلان للتمتع بنعم الله سبحانه وتعالى. هذا شهر القرآن، والقرآن يحب الليل، القرآن يحب الليل، يحب الليل في السكون هكذا والهدوء. الإنسان أبداً، لقد ربط الله بين القرآن وبين الليل لسر "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا". كنا منذرين فيها يفرق كل أمر الحكيم إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ما
شاء الله ما هي القصة؟ هذا موجود ها هو هكذا ارتباط نعم يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً، نصفه أو انقص منه قليلاً أو قم أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً. ما هذا؟ ما علاقة الليل بالقرآن؟ هذه العلاقة العجيبة الغريبة التي تنتهي بقرآن الفجر الذي هو مشهود من الملائكة الذين ينزلون بالليل والنهار معاً. صحيح "ومن الليل فتهجد به نافلة لك"، نعم "ومن الليل فتهجد". ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ إذا كان القرآن قد نزل ليلاً، وقُرئ ليلاً، وأُمِرَ بقراءته ليلاً، فهناك علاقة بين القرآن والليل. وإذا سألني أحدهم: "قل لي ما هذه العلاقة بالضبط؟" فأقول: هذه العلاقة يكتشفها كل شخص بنفسه، يكتشفها عندما يمارس هذا الأمر ويتهجد بالقرآن.
بالليل ويتهجد ويقرأ القرآن بالنهار ويرى الفرق أي شيء، ثم يرى كيف هو الفرق، ثم يرى أثر هذا. هو عمل إذاً، نعم صحيح، هذه لا نستطيع أن نحصرها. الأسرار مرتبطة بالأنوار، ما شاء الله جميل. ما دام هناك شيء هكذا في القرآن ما بين الليل وبين القرآن، فإننا نجرب هذا فأصبح الله يفتح عليه من عنده ما يثبت به الإيمان في قلبه وما يحبب به الإيمان في قلبه وما يكره به الكفر والفسوق والعصيان، وهذا يجعله من الراشدين. هناك علاقة بين القرآن وبين الليل، هذه العلاقة تظهر في رمضان،
فرمضان الحقيقة في صيامه وفي قرآنه وفي عباداته وفي ذكره وهو... الزمان الذي تُصفد فيه الشياطين فيُترك الإنسان مع نفسه، وهو الزمان الذي اشتمل على ليلة هي خير من ألف شهر في العشر الأواخر من رمضان أو في الوتر منها، وهو الزمان الذي اشتمل على سُنّية الاعتكاف، والاعتكاف هذا مثل الخلوة التي كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء ولكن بطريقة تتسق مع وضعية صلاة الجماعة نعم وصلاة الجمعة يعني الاعتكاف لم يقولوا له اذهب وابحث لك عن
غار وكهف واجلس فيه حتى لا يُحرم من ثواب الجماعة ولا يُحرم من فريضة الجمعة. فالاعتكاف والتراويح والقرآن وخاصة بالليل وشهر القرآن والصيام الخاص به مع ما في... ذلك كله من ذكر مع ما في هذا الفضل من زمن، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي جاءت تبكي حالها وفوات الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمرة في رمضان كحجة"، وفي رواية: "للنساء كحجة معي" عليه الصلاة والسلام. جميل كأنك حججت مع الرسول. عليه الصلاة والسلام كأنها حجت مع سيدنا رسول الله، وما أدراك ما الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. نخلص من هذا كله
بحقائق وهي أن هناك علاقة ما بين التقوى وما بين شهر الصيام جميلة، وأن هذه العلاقة علاقة متينة تتمثل في ذات الصيام وفي القرآن وفي الليل التراويح وفي الاعتكاف وفي العمرة وفي كل هذا، فهو شهر خير صُفِّدت فيه الشياطين. من صفات المؤمن الذي يريد أن يعرض نفسه للتقوى حتى يعرض نفسه لنصر الله وللدفاع عنه باعتباره من المؤمنين للبشرى، من هذه الصفات أن
يعرض نفسه للتقوى، وشهر رمضان أحسن وقت يبدأ فيه هذا القرار. إدخال نفسه في المتقين جميل، ولدينا يا مولانا آيات كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"، وأن ربنا سبحانه وتعالى قال لنا: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، يعني المعية والكرم والجنة أُعدت للمتقين. فإذاً التقوى يا مولانا هي من أعظم الصفات التي تخص. المستحق للجيل الناصح الذي هو: ربنا يقول "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين". وكونوا مع الصادقين، لم يقل من الصادقين. نعم، فالتقوى هي السبيل للوحدة، لأن الإنسان عندما يكون تقياً، ثم بعد ذلك يضع يده في يد إخوانه من الأتقياء، وكما قالوا:
الطيور على أشكالها تقع، فإنه مع الصادقين، والوحدة هي أساس القوة، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، فالاعتصام بحبل الله والوحدة من شأن وعلامات قبول التقوى، ومن علامات استقرار التقوى في النفوس جميل. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، ونشكر العميل في البرنامج على وعد باللقاء إن شاء الله في حلقات قادمة من برنامج البشارات. إلى ذلك الحين، نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم. والسلام عليكم ورحمة