التوسط | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

التوسط | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة - الرحمات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع قيمة من القيم التي تولدت من الرحمة التي أمرنا الله بها ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأصبح قلب المسلم أو ينبغي أن يكون كذلك قلبا رحيما هذه القيمة هي قيمة التوسط والتوسط له معان من معنى التوسط الاعتدال والإنصاف والعدل ومن معنى التوسط عدم المغالاة ولا التشدد ولا التطرف نهانا
ربنا ونهانا رسوله صلى الله عليه وسلم عن التنطع في الدين وقال صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نترك المغالاة فما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، قال تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا أي في حالة اعتدال لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. في الحقيقة شهيد جمعه شهداء يعني علماء جمع عالم، فقهاء جمع فقيه، شهداء جمع شهيد، والوسط هنا هو أعلى الجبل فكأننا قد وقفنا على أعلى الجبل
ونموذجا صالحا لكل الأمم نراهم ويروننا نشاهدهم ويشاهدوننا لأن شهيد معناها شاهد ومشهود في نفس الوقت فاعل ومفعول ولذلك ونحن على أعلى الجبل يجب علينا أن نمتثل حال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكون ذلك إلا من قلب رحيم والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوام الاعتدال وجاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي، فلما أخبروا استقلوها وقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم أما
أنا فأصلي الليل أبدا أي لا أنام وقال الآخر وأنا أصوم الدهر ولا أفطر يصوم كل يوم وقال الآخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم لله لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء ومن يرغب عن ملتي فليس مني أمة وسط لا تعرف التطرف ولا تعرف التشدد، وعن عائشة أنها قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أدومها وإن قل، رضي الله تعالى
عنها وعن أبيها الكريم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    التوسط | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا