الحق | من أسماء الله تعالى الحسنى | أ.د علي جمعة

الحق  | من أسماء الله تعالى الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش هذه اللحظات مع اسمه سبحانه وتعالى الحق، فهو الحق والحق مطلق، والفرق بين الحق والحقيقة، ولم يتسم الله سبحانه وتعالى بالحقيقة لأن الحقيقة تتغير بتغير الزمان والمكان وتتغير بتغير الأحوال والأشخاص، فالحقيقة نسبية تختلف من شخص إلى شخص ومن
زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان وكلها حقيقة، لكن الحق واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، والحق جدير بالاتباع ولذلك فإننا نأتمر بأمر الله سبحانه نواهيه والحق ضد الباطل، ولذلك فإننا نطمئن إلى أمر الله سبحانه وتعالى ونطمئن إليه في دعائنا وفي رجائنا وفي توكلنا عليه لأنه هو الحق، فالحق كلمة جامعة لكل أنواع الخير مانعة من كل أنواع الشر، فالله سبحانه وتعالى هو الحق المطلق، الحق
يقتضي العدل والحق يقتضي المساواة والحق يقتضي الحكم بين الناس والحق يقتضي اللطف بهم وكل هذه من صفات الله سبحانه وتعالى فهو العدل وهو اللطيف وهو الخبير وهو على كل شيء قدير كل ذلك يتسق مع هذا الاسم الحق وبعضهم وهو يذكر بهذا الاسم يحب أن يذكر بالحق المبين وهذا جائز لأن المبين صفة من الصفات المشتقة مما أسند إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي يبين لعباده أمور
دينهم وهو الذي يحكم بينهم بالحق والعدل يوم القيامة وهو الذي يبين ويكشف أسرار كونه لمن يشاء فهو سبحانه وتعالى مبين وهذا الاسم من الأسماء السبعة التي يذكر بها أهل الله سبحانه وتعالى ويكثرون من الذكر جدا بهذا الاسم وله أسرار وأنوار في قلوب العارفين بالله الأسماء السبعة كما ذكرنا قبل ذلك ونذكرها مرة، لا إله إلا الله، لفظ الجلالة هو، فنذكر ونقول يا هو، ندعو الله سبحانه وتعالى بالضمير الذي إذا ما أطلق انصرف الذهن إليه، وإلى هذا يشير
النحاة أن الضمير هو أعرف المعارف لأنه إذا اطلق فإن الذهن ينصرف إلى الله رب العالمين الحي القيوم الحق القهار، هذه السبعة هي التي تجمع في حقيقتها أسماء الله الحسنى كلها، ولذلك ترى العارفين بالله يدعون الناس إلى أن يكثروا من ذكرها، فيذكرون كل واحدة ما لا يقل عن مائة ألف مرة كل يوم شيئا من هذه المائة ألف حتى تتم فينتقل الذاكر إلى ما بعد هذا فالحق هو الاسم السادس الذي قبل القهار إذا
هذا اسم عظيم لأنه يوضح للناس حقيقة الدنيا وأن فيها إقدام وإحجام وفيها خير وشر وفيها حق وباطل وفيها فوقية وتحتية علوية وسفلية فيها طريقان وهديناه النجدين الله سبحانه وتعالى يحب الخير وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، الله سبحانه وتعالى هو الحق، الله سبحانه وتعالى
قاهر فوق عباده، الله متصف بالصفات العلى، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.