الحكم العطائية | المقدمة وشرح الحكمة الأولى | أ.د علي جمعة

كان من كبار الصالحين، توفي في أوائل القرن الثامن الهجري، وكان ابن تيمية رحمه الله تعالى يجله ويقدره ويناديه يا ولي الله. شهد على ابن تيمية في عدة مسائل فكان سببا في دخوله السجن، فلما خرج قال: لا ألومك لأنك ما قلت إلا الحق، يعني ليس لنا شأن بأن يسجنوني. ولا ما يسجنوني لكن أنت قلت الحق واعلم أنك ما قلت ذلك إلا لله فشهد
له القريب والبعيد وسبب ذلك وسره الإخلاص لأنه كان مخلصا لله قد توكل عليه سبحانه وتعالى حق توكله أخرج الدنيا من قلبه ودعا الله سبحانه وتعالى ألا تدخل فيه حتى يلقاه فتنزلت عليه الأنوار وتكلم بهذه الحكم التي سميت بالحكم العطائية نسبة لاسمه ابن عطاء وإشارة لما فيها من عطاء رباني ومنحة منحها الله سبحانه وتعالى وأجراها
على لسان ذلك الولي فله من اسمه نصيب فهو أول الكلمة التي هي كنز من كنوز العرش تخيل ما العرش النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أن السماء الدنيا في السماء الثانية حلقة في فلاة
يعني نسبة السماء الدنيا في حجمها إلى السماء الثانية كنسبة الحلقة في الصحراء الكبيرة يعني نسبة لا تكاد تذكر واحد إلى مليون واحد إلى مليار لا نعرف أعدادا يقولون عنها الأعداد الفلكية حتى يعجز العقل عن تصورها والسماء الثانية بالنسبة للثالثة كذلك حلقة في فلاة هنا خلاص يتوقف العقل فتقعد تتصور الاتساع كم هو والإنسان الصغير هذا الذي في أرض الله لا نستطيع أن ندرك مشارقها ومغاربها وهذه الأرض ذرة في ذلك الكون وأقل من حلقة في فلاة بالنسبة للسماء الدنيا فما بالك بالسابعة وكل سماء
بالنسبة لما بعدها حلقة في فلاة يعني ذرة في كون فسيح حتى نصل إلى السماء السابعة فتكون حلقة في فلاة بالنسبة للعرش فالعرش مخلوق عظيم غاية في العظمة من ناحية الحجم إذا رآه أي مخلوق فإنه يسجد لله الذي خلقه يسجد لله انبهارا بهذا الخلق الذي لا يمكن لعقل أن يحيط به ومخلوقات الله، سبحانه وتعالى يخاطبها ويخلقها ويجعلها
تتجه إليه سبحانه وتعالى فالكون يسبح وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم والكون يسجد له ما في السماوات وما في الأرض والكون مسخر والسماء تبكي والأرض تبكي فما بكت عليهم السماء إذن هذه الأشياء يخاطبها ربنا ويجعلها تسير في طريق متجه إلى الله فإن الله مقصود الكل مقصود
السماء ومقصود الأرض ومقصود هذا وذاك مما علمنا ومما لا نعلم فالكل منجذب إليه بالحال والقال إلا قلب الكافر فإنه منجذب إليه بالحال ويأبى بالقال يعني انظر إلى اللعنة التي يعيشها الكافر ومدى المصيبة التي يخالف بها تيار الكون كل الكون يسير في متجه إلى الله وهذا صاحبنا أعطيناه ظهرنا وسائر في الاتجاه الآخر سيغرق هكذا سيتعب وهو متعب فعلا عندما جلسنا مع الكافرين قالوا لنا نحن في جهنم فقلنا لهم لماذا لا تخرجون
من جهنم وتؤمنون قالوا لسنا قادرين فقلنا سبحان الله واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه أي أنهم لا كفرهم ووصولهم إلى درجة العتل، ما هو في درجة اسمها ماذا؟ درجة العتل الزنيم. فالكون كله يتجه إلى الله "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" "ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين" إذن السماء والأرض لما قال لها أتي طوعا أو كرها قالت ماذا أتينا طائعين، يبدو أن العرش رأى نفسه قليلا
أعظم مخلوقات الله السماء السابعة التي يرى قدر حلقه في فلاح، فلما خلقه الله لم يكونوا أن هو يعني يتكلم هكذا أو هكذا، الرحمن على العرش استوى، أين إذن استوى، يعني سكن يعني استوى. الله عليه وقهره، فهل يعني ذلك أن مخلوقات الله تقهر من الله؟ أليس هو الذي يقول "ائتيا طوعا أو كرها"، أي إن لم تأتيا طوعا فستأتيان كرها، ففي مخلوقات كذلك ستفكر وستتمهل كي لا تأتي قهرا؟ العرش دليل عظمة الله، فاستواء الله عليه يعني شدة العظمة، فالله
عظيم. لا يحيط به العقل، قم فتجد أولياء الله وهم يصلون على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون للعرش أنت مسرور أي أنك عرش استواء العظمة، لدينا أفضل منك فمن الذي أفضل من العرش؟ سيدنا رسول الله، فهو سيد المخلوقات والكائنات لماذا؟ لأنه عرش استواء رحمانية الله الرحمانية أعلى أم العظمة أعلى؟ الرحمانية، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، فهذا فائق، ولذلك قال بسم الله الرحمن الرحيم، لم يقل بسم الله الرحمن العظيم، قال بسم الله
الرحمن الرحيم، فيقول اللهم صل على عرش استواء رحمانيتك صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الكلام يثبت عظمة سيدنا رسول الله صلى عليه وآله وسلم وأن قلبه الشريف كان محل استواء رب العالمين من جهة الرحمانية لا من جهة العظمة كما هو لأعظم المخلوقات حجما وهو العرش المبارك الشريف إذا لما تقرأ هذه العبارة تفهمها اللهم صل على عرش استواء رحمانيتك تعرف ماذا تعني أي أنك فضلت رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر الكائنات ورفعته إلى المقام
الأعلى فهو أعظم من كل عظيم لأن الله سبحانه وتعالى أرسله رحمة للعالمين بما في العرش بما في الفرش بما في كله وحصر ذلك فيه فقال وما أرسلناك إلا أسلوب حصر وقصر رحمة للعالمين هذا العرش الذي استوى عليه ربنا سبحانه وتعالى والذي فضلنا بأن اتبعنا رسول الله الذي هو أعظم منه شأنا وجل قدرا، هذا العرش يسبح
بحمد الله مع عظمته، وإذا نظر إليه الناظر خر ساجدا لله، خر ساجدا وليس للعرش، هذه أمة التوحيد، خر ساجدا لله لأنه يتبين أن من خلق هذا يستحق السجود له، فالكون يسجد فلا بد عليك. أيها المؤمن أن تسير في تيار هذا الكون فابن عطاء الله السكندري لما خلا قلبه من الدنيا أصبح قلبه عرشا من عروش الله تتلألأ
عليه الأنوار لأن الله يتخذ القلب عرشا فقلب المؤمن إذا أخرج منه السوى سوى الله سبحانه وتعالى ولم يبق فيه إلا الله انكشفت له الأنوار وانكشفت له الأسرار فينطق بالحكمة ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا في الحكمة والحكمة تخرج من قلب المؤمن الذي أخرج منه
السوى، سوى ماذا؟ سوى الله، فلم يبق فيه إلا الله فكان بيتا لله وما كان كذلك كانت النفس عنده ضيفا على الله ومن كان ضيفا على الله فحق على الله أن يكرمه ما وصل الله كريم فيفتح له من ينابيع الحكمة ما يجري على لسانه أخرج ابن أبي الدنيا في الصمت كتاب اسمه الصمت يعني اصمت أحسن لك اصمت الصمت إذا رأيتم الرجل أوتي صمتا وعبادة فاعلموا أن قلبه يتفجر منه ينبوع الحكمة إذا
رأيتم الرجل أوتي صمتا وعبادة ليس صامتا لأنه أبله ولا صامتا لأنه لديه عجز أو عي، بل هو صامت لله يا معاذ. وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ أنؤخذ بما نقوله يا رسول الله؟ قال: رب الكلمة من غضب الله لا يلقي أحدكم إليها بالا تهوي به سبعين خريفا في جهنم اضمن لي ما بين فكيك وفخذيك أضمن لك الجنة، سيدنا رسول الله يقول هكذا، أي اترك الكلام الكثير، والذين هم عن اللغو معرضون. فيبدو أن سيدنا ابن عطاء أعطاه الله هذا
فأنار قلبه فأجرى الحكمة على لسانه فأنشأ هذه الحكم حتى صار قلبه عرشا للأنوار وانكشاف الأسرار مائتين وأربعة وستين. حكمة كل حكمة تكتب بماء الذهب، توفي ابن عطاء سنة سبعمائة وتسعة ودفن بسفح المقطم، وهو تلميذ المرسي أبي العباس المدفون بالإسكندرية، والمرسي أبو العباس تلميذ أبي الحسن الشاذلي المدفون بحميثرة على البحر الأحمر في جنوب الوادي، وأبو الحسن الشاذلي وكان اسمه علي تلميذ ابن مشيش لأن
العرب إذا جاءت الباء في أول الكلمة أحيانا ينطقونها باء وأحيانا ينطقونها ميما، قال ما اسمك؟ قال بكر، قال وما الذي عدل بك عن لغة قومك؟ كان يجب على الباشا أن يفعل ماذا مكر، فقال خفت أن أكون مكرا، دعنا نتركها هكذا، فبكر أحسن من مكر، فكان العرب يفعلون هكذا. فابن عطاء له سلسلة يرتقي بها إلى الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الطريق إلى الله بركته في تلك السلسلة. المسلمون دائما يهتمون بالسلسلة بالإسناد
أن هذا الإسناد دين، فانظروا ممن تأخذون دينكم. تميزت الأمة الإسلامية بأنها قد وثقت قرآنها. يجب أن أقرأ الشيخ حتى أقول القرآن هذا صحيح هو الذي أنطق به هو الذي سمعته من الشيخ ووثقوا أحاديث نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم مليون سنة عشرون ألف إنسان لهم ملفات عندنا كل ملف فيه متى مات ومتى ولد ورحل إلى أي البلدان وهكذا كذلك في الطريق إلى الله والإرشاد والوراثة والبركة فإن البركة تنزل في
حلقات السلسلة، سلسلة بدايتها أنت ونهايتها سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم، لا عن أوهام ولا عن أخبار تنقل وتزاد وتنقص، بل عن حق وحقيقة ورؤية ومشاهدة وأخذ البركة من جيل إلى جيل ومن حلقة إلى حلقة. إذن لا بد لنا أن ندرك سر البركة وإن البركة من ميراث الأنبياء وإنها موروثة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسري في الأمة كما يسري الماء في الورد وإن هذه الأمة باقية على خيريتها ما بقيت البركة موروثة وإن من قمم البركة أهل
البيت فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الترمذي وليس في الكتب الستة سواه يقول تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترة أهل بيتي ما ليس وسنتي في الكتب الستة التي موجودة في الكتب الستة وعترة أهل بيتي وسنتي أخرجه أحمد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب هذا موجود في مسند أحمد ولكن وجدته في الترمذي، والترمذي مقدم على أحمد لأنه من الكتب الستة المعتمدة. ما معنى ما قال؟ أي النبي حقيقة، ما معنى
القرآن؟ أي النبي حقيقة، النبي صلى الله عليه وسلم هو الوحيد الذي نجزم بقبره. قولوا لنا أين قبر موسى إذن، قولوا لنا أين؟ قبر آدم قولوا لنا أين قبر سليمان لا نعرف ولا أحد يعرف القبر الوحيد الذي موجود لمن لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالكاد يعني بالكاد سيدنا إبراهيم في الخليل مدفون بجانبه يعقوب وإسحاق ويعقوب ويوسف كله ظن وزوجاتهم ظن وقريب من دمشق هكذا في أيوب ظن
وتذهب فتجد الضريح مبنيا على طريقة المسلمين، فهؤلاء كانوا يدفنون متجهين نحو الشرق فكيف يكونون مسلمين؟ ودانيال واحد هنا اسمه دانيال في الإسكندرية، يظن أحد أنه يعرف أنه لا بد أن يكون أبدا ما ليس إلا لا بد أن يكون إلا سيد الخلق تفرد هو، حقا ليس بمنكر لا يمكن أن تنكر وجود سيدنا محمد، أحد المجرمين من الملحدين قال في ثلاثة مجلدات يثبت فيها عدم وجود سيدنا عيسى، يقول لك إن سيدنا عيسى هذا غير موجود، أحد من الكفار الذين في أوروبا، لماذا يا أخانا سيدنا عيسى غير موجود؟ كفى الله الشر قال غير موجود في السجلات الرومانية التي موجودة في هذا الأمر هو طيب
نحن إذن ليس لدينا هكذا نحن لدينا آلاف الروايات من آلاف الأشخاص تعبر عن كل مقولة صدرت من فمه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم وتعبر عن كل حركة وسكون وحفظ القرآن وفيه آية معجزة إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فإذا لقد حفظ حفظه الله سبحانه وتعالى فعلا لا على مستوى الكلمة ولا الجملة ولا الصورة بل على مستوى نطق الحرف عندما تجلس مع المشايخ ويقول لك وضح يقول لك لا خطأ قل وضح حي ليس حائط أنت تخطئ ويضربك على كتفك ما هذا
حفظ وإلى الآن وهو الكتاب الوحيد الذي يحفظ هو محفوظ من التحريف ولكنه محفوظ حتى في التلاوة، رأيت كتابا يحفظه أحد، هل حفظ أحد التوراة أو الإنجيل؟ الذي يحفظ منه صفحة واحدة يصبح من العلماء الكبار عندهم، لماذا يحفظ صفحة واحدة؟ إذن نحن لا يعجبنا المشايخ ونقول له: يا أخي اتق الله، ألست حافظا أم تجعلك واعيا للقرآن والشيخ يتلعثم ولا شيء في الصلاة تبقى واعيته غير مفيدة وتجد الطفل الصغير هكذا يرد عليه هذه معجزة ولد صغير هكذا هو والشيخ واقف في المحراب يشوش الذهن يجعل الإنسان مضطربا المحراب والمنبر والشيء
والتوجه هذا كله ما هو الناس هؤلاء جميعا في ناس ينسون الفاتحة شيء مسؤولية قال شيبتني المنابر والمحاريب هذا عبد الملك بن مروان يقول شيبتني المنابر والمحاريب وهو فصيح كأنه عالم لكنه يخاف وبعد ذلك إذا بك تجد الرجل في رمضان واقفا بيننا ولا يخطئ إلا ربما ربع خطأ فقط لكنه كان يعني دخل من أين إلى أين أيضا حافظ يعني شيء فالقرآن محفوظ وآل البيت محفوظون وأسانيد النبي في سنته محفوظة والبركة موروثة انتبه لا حسن هذه معان بدأ كثير من الناس في الطعن فيها فما طعنوا إلا في أنفسهم ودينهم والعياذ بالله تعالى فتحرر من
هؤلاء الذين يريدون فسادا كبيرا في الأرض وتمسك بما عليه السلف الصالح واعلم أن البركة موروثة من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسري في الأمة سريان الماء في الورد ما هي أمة مثل الورد في مكان جميل ما أحد يسجد للحن ما أحد يذكر للحن ما أحد يمشي يأمر بعبادة الله وعمارة الكون وتزكية النفس إلا نحن ما أحد عنده أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر إلا نحن فانظر إلى مدى من أجرم في حقنا فأضعف قوتنا حتى لم نعد قادرين على الجهاد في سبيل الله وانظر إلى مدى الإجرام الذي يتولى كبره من يتولاه
في تضييع الأمة من أجل مصالح بني آدم الشخصية تبقى مصيبة عند الله ولكن ينبغي عليك أن تبدأ بنفسك ثم بمن تعول، إذا أردت أن تغير فابدأ بنفسك ثم بمن تعول، أترى الخشبة في عينك وتترك الخشبة في عينك وترى القذى في عين أخيك؟ يعني ابدأ واملأ نفسك، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، عرف ابن عطاء رضي الله تعالى عنه هذا كله فطبقه فورا عن مشايخه بركة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنار الله
قلبه فنطق بالحكم قال أول ما قال وهي على هذا الترتيب الذي رتبه ابن عطاء ففيها حكمة فإن كل حكمة تهيئ للتي بعدها تسلم الأمر للتي بعدها جاء مستشرق هندي ولم يفهم هكذا فذهب ورتبها وأحضر الحكم التي تتشابه مع بعضها البعض في باب واحد تخلط الدنيا لترتبها على الحروف الأبجدية كما فعل الشيخ البزم هنا ما لها معنى هذا للبحث فقط وترجع المسألة إلى الأنوار التي تخص ابن عطاء البركة لا تغير هكذا نحن أمة نسعى إلى الحق بالهدوء بالعلم فلا تغير
بسرعة أي ليس الحكمة أن تتغير للأحسن، هذه هي الحكمة الآن أن تتغير، وقالوا ألن تغيروا أنفسكم أم ماذا، حتى قالوا لنا في المؤتمرات ألن تغيروا القرآن، فقد غيرنا طبعة جديدة مزيدة ومنقحة فيها، فقلنا لهم لا يصح ذلك، فقال إذن أنتم هكذا أيها المسلمون، غيروا الآية التي ليست أعجبك أن تضعها في الطابعة الجديدة يا عم، لا يصلح، لماذا؟ أنت لست رجل دين. قلت له: لا، أنا عالم دين. قال: ماذا؟ عالم دين يعني رجل دين، ورجل دين يعني لديه سلطة يضع ويرفع ويفعل ما يريد. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. انتبه يا عم نحن لسنا كذلك كيف ما أنتم متخلفون فاحذفوا ما
لا أستطيع لماذا لا تستطيعون المسلمون يأكلون وجهي لو حذفت شيئا في القرآن آية كذلك لا تعجبنا واتفقنا أن نحذفها معا سويا قوم المسلمين يغضبون لماذا يغضبون لماذا ألست أنت رجل دينهم وقلت لهم هذه ليست هنا نعم ولكنهم في الأصل يعرفون أيضا أنكم كنتم تخفون هذا لتلعبوا به على هواكم، نحن لا نخفيه بل قلناه للناس أما أنتم فمخطئون كنتم تحتفظون به عندكم وتحرفون فيه على هواكم، لا تحرفوا بل طوروا فيه، لن ننجح معا نحن، نسعى إلى الحق وهم يسعون إلى المنفعة.
والمصلحة والشهوة لن تنفعا فانتبه إلى ترتيب ابن عطاء لأن ترتيب ابن عطاء هذا فيه بركة وبركة موروثة وتجاوز به إلى الأنوار التي وراءه قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين ومن علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل أظهر العبودية وقال لك أنت عبد لله إذا فينبغي عليك
أن تفعل العمل مخلصا لله قال صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى وقال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما أو الوحدي وقال لا يبلغ أحدكم مبلغ الإيمان حتى أن أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين وقال لا يبلغ أحدكم مبلغ الإيمان حتى يكون هواه تبعا لما جئت به يعني لا بد عليك من إخلاص النية لله وأن تفعل العمل
لله طيب لو فعلت العمل للعمل تصبح أنت ناسيا ربك ولست تذكر تصلي لأن وقت الصلاة دخل أم أنك لا تذكر ربنا ولا شيئا، الله! هذه تصبح العبادة قد صارت عادة، العبادة من غير ذكر الله تتحول إلى عادة. أنت تصلي لماذا؟ يقول لك أصلي كل يوم ولن أترك الصلاة والعياذ بالله، هذا جميل حسن، لكن الصلاة التي صليتها هذه أين معناها؟ أين نيتها؟ أين الحال؟ الخاصة بها يجب أن يكون لها حال عندك يجب أن تعيشها فأنت الآن تصلي فحسب
فيكون ذلك واجب إثبات حالة لكن ليس القيام بواجب العبودية وحينئذ لا تجد حلاوة الإيمان في قلبه قالوا لأبي يزيد البسطامي ما لنا نعبد الله ولا نجد لذة العبادة قال إنكم عبدتم العبادة لو عبدتم العبادة تعني ماذا عبد العبادة تعني ماذا يعني صلى لكي يقول لنفسه وليس يقول لغيره يقول لغيره فهذا يكون مرائيا لا هذا يقول لنفسه أنا صليت أنا شجاع أنا صليت أنا شجاع فتكون حالة نصل إلى درجة تسمى الاعتماد على العمل فأنا أعتمد على العمل أقول له
لماذا تصلي قال لأن الله يدخلني الجنة، نعم فقد أصبحت العبادة لها غرض والغرض شخصي، لكي يستجيب الله دعائي الشخصي أيضا، وليس لأن الله يستحق العبادة، لا هذه عملية شخصية، سأعبد ربي لأجل غرض، هذا الغرض هو أن يكرمني في الدنيا ويكرمني في الآخرة، وهذا الغرض هو أن أكون أمام نفسي رجل محترم أنا أصلي وأصوم ولا أرتكب المعاصي فيكون هناك اعتماد على العمل، فماذا بعد؟ قال لي أحدهم: إذن أنا أريد أن أتخلص من هذه الحالة، قلت له: حسنا
يجب أن أضع لك مقياسا حتى تجد ابن عطاء يضع لنا مقاييس لكي نكتشف بها أنفسنا ونرى هل أنا اقتنعت بكلامك مولانا نريد أن نصلي لله حتى نجد حلاوة الإيمان ولكن ما معنى أن أعرف كيف أنني صليت لله هذا هو السؤال إذن يجب من الكواشف هذه الكواشف عندما نتبعها ونقوم نجدها تكشف لنا حالنا مع الله فما هي العلامة هذه الكواشف المعيار المقياس الشيء الذي أكتشف به الاعتماد على العمل لست أريد أن أبقى معتمدا على العمل أنا أعتمد على الله وأؤدي
العمل لله فقال من علامة الاعتماد على العمل والاعتماد على العمل هذا شيء جيد أم سيء شيء سيء نقص أم كمال لا نقص نقصان الرجاء عند وجود الزلل جاء فوقعت في المعصية فلما وقعت في المعصية ساءت الدنيا في وجهي وقلت نعم أنا لست ذا فائدة أنا داخل النار داخل النار وهناك أناس والعياذ بالله يسيرون في هذا الطريق حتى يقولوا ما دمت دخلت النار فخلاص لم أعد أجلس لأصلي وأصوم لا اتركك من العمل لأنه لا توجد فائدة هذا طبيعي الإنسان هكذا وسمعنا
ورأينا هذا الصنف من الناس يدعي أن الإنسان لا يمكن أن يخلو عمله من المعصية، حسنا قد تكون هذه حقيقة، النبي عليه الصلاة والسلام يقول كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لا هو أخذ الجزء الثاني من الحديث، قال كل بني آدم خطاء ولذلك ينبغي علينا أن نسير في الخطأ لأن هذه سنة الله فينا هكذا أصحاب علم النفس عندهم رجل اسمه فرويد سيجموند فرويد هذا سيجموند فرويد هذا رجل يهودي الرجل اليهودي هذا قال لك إن النفس هذه أمارة بالسوء وجالس يصف
النفس الأمارة بالسوء قال في كتب كبيرة هكذا هو يصف فيها النفس الأمارة بالسوء فقلنا له حسنا ما نحن لدينا أيضا كذلك لدينا شيء النفس سبع درجات أولها الأمارة بالسوء فأنت لم تأت بشيء جديد نحن مؤمنون بهذا قال لا لكن أنا أتيت بعلاج النفس الأمارة بالسوء أن تستمر في السوء علاج النفس الأمارة بالسوء أن تستمر في السوء وتتبع نفسها للسوء لكي تهدأ ولكي تستقيم مع الحياة الدنيا وإلا يحدث لك اكتئاب قلنا له نعم هنا سنتخاصم
مع بعضنا البعض أنت من طريق ونحن من طريق أنت في طريق الشيطان ونحن في طريق الرحمن نحن لدينا والنفس كالطفل إن تفطمه ينشأ على وإن تتركه ينشأ على حب الرضاعة وإن تفطمه ينفطم انظر كيف النفس عندما تعطيها تطلب أكثر لا ترتاح هذه تتعب أكثر وهذا الذي يحدث حتى ينتحروا أكبر نسب انتحار عند الناس الذين أطاعوا فريد يظل نعطيه حتى ينتحر نعطيه حتى قال ما هي الحياة ما شكلها ما هي الحياة بعد ذلك ويأتي منتحرا، لكن لدينا هذه النفس
الأمارة بالسوء، بعدها نوصل الإنسان إلى النفس اللوامة التي تقول له لا عيب استح تلومه، والنفس اللوامة تسلمه إلى النفس الملهمة، والنفس الملهمة إلى الراضية، والراضية إلى المرضية، والمرضية إلى المطمئنة، والمطمئنة إلى الكاملة. من قال لك يا فرويد إن النفس أمارة؟ بالسوء ولكن النفس أجل أمارة بالسوء موجودة ولكن من الذي قال لك إننا نسلمها إلى السوء، النفس نسلمها لربها، النفس نقاومها ونضغط عليها ونجعلها تحت أقدامنا فإذا بها تستقيم وتسكت لأنها مثل الطفل، والنفس كالطفل إن تهمله نشأ على حب الرضاع وإن تفطمه انفطم، فاحذر
النفس والشيطان واعصهما وإنهما أحضرك النصح فاتبعه ولا تطع منهما خصما ولا حكما فأنت أعلم بكيد الخصم والحكم، هذه النفس لا تعطها هكذا، لا تسر وراءها، هذا يلزم أن تقاومها. من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل، فلما تقع في المعصية تيأس؟ لا، تيأس، ثق بالله، ارجع، تب، خير التوابين الخاطئون التائبون بادروا بالمغفرة، فروا إلى الله، سارعوا إلى المغفرة، وهكذا هذه أول حكمة من
علامات الاعتماد على العمل: نقصان الرجاء عند وجود الزلل، وما هذا؟ ما علاقته بلا حول ولا قوة إلا بالله؟ إذا تبرأت من حولك وقوتك عرفت أن العبادة التي جرت عليك إنما هي من الله ومن الله وأنه لا شأن لك إلا أنك محل تجلي فعل الله في كونه هو أنت صليت أصلا يا مجرم الله هو الذي جعلك تصلي يستوجب منك أن تحمد الله سبحانه وتعالى على أن وفقك إلى الصلاة الله سبحانه وتعالى هو الذي وفقك للطاعات وهو الذي خلقها عليك وأجراها عليك فيجب عليك
أن تشكره وعندما تشكره فإنه يجب عليك أن تشكره إن وفقك لشكره وعندما تشكر شكره يجب عليك أن تؤمن أن ذلك كله من عند الله وأنك لا توفي حقه أبدا لا يمكن أن توفيه حقه لأن كلما شكرت كلما احتاج الأمر إلى شكر أكثر ولذلك يقول أنت كما أثنيت على نفسك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ما لن ينفع قل له انتهى أنا عجزت أن أحمدك كما ينبغي لجلال وجهك أن يكون ولذلك أنت فاحمد نفسك لأنني لو حمدتك لن أنتهي أنا ضعيف لا ملجأ منك
إلا إليك سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، أي ما معنى لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا عرفت هذه الحقيقة وأن ما قدمته من عبادة إنما هو من فضل الله، عرفت أنه إذا قصرت ووقعت في الزلل فلا بد لك من الرجاء في الله لأن الكل من عنده إذا كان الأمر كذلك فلا تيأس، فهذه الحكمة علمتنا أمورا: أولا أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ثانيا لا تعتمد على العمل وحده، ثالثا اعلم أن ما أجراه الله عليك
من الطاعات فبإذن الله ومن فضله مما يستوجب مزيد الشكر، رابعا إذا وقعت في الزلل فارج المغفرة وبادر بالتوبة، إن كنت كذلك فاعلم أنك ما زلت في نطاق الاعتماد على العمل ولا بد لك أن تتخلص من هذه الصفة، نكتفي اليوم بهذا، ثم إن شاء الله نشرع في شرحها حتى ننتهي منها في رمضان القادم إن شاء الله تعالى.