الحكم العطائية | من 101 - 105 | أ.د علي جمعة

الحكم العطائية | من 101 - 105 | أ.د علي جمعة - الحكم العطائية, تصوف
سبحانه وتعالى أن ينعم علينا بهذه العين الفجارة بشمس الضرائب والشهوة بكثير من الأحزان اللهم امنحنا إياه ومتعنا بما يفعلونه وتسمعونه كما كان يعزف بلوعته من متداخلة بقدرة غريبة لا تكون إلا من عند الله ولا يوقن الله سبحانه وتعالى مثل هذا القارئ الذي هو شمس في ركعة ما هو قارئ الدنيا إلا إذا كان قد رضي عنه فاللهم اجعلنا في نظر الله وراء الشيخ عبد الحكيم في هذه
الأيام المباركة لو كان الله قد أحل لنا أن نصوت ونحن في الصلاة لصوتنا وقلنا الله يا شيخ عبد الحكيم لكنه قال وقوموا لله قانتين يعني اصمت يا ولد المتوهج اسكت وأنت واقف تصلي، لكن الذي يفعله الشيخ عبد الحكيم إنما تعلمه من مشايخه، فقد أدرك الكبار فقرأ على الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات وقرأ على الشيخ إسماعيل الهمداني وقرأ على الشيخ عبد الفتاح القاضي وقرأ على الشيخ عبد العزيز السحار، وهؤلاء وطبقتهم قرأوا على الشيخ خليل الجنيني وقرأوا على الشيخ أبي السعود
وقرؤوا على الشيخ محمد خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية، وقرؤوا على الشيخ الضباع الشيخ علي الضباع، وهؤلاء وإن كان الشيخ الضباع صغيرا قرؤوا على الشيخ المتولي الكبير شمس القراء في العالمين، وهو يروي القرآن من طريق الشيخ مصطفى الأزميري، وكان يقول نحن أزميريون لأنه اختار مذهبه. في القراءة وهي هذه المذاهب التي نسمعها في محراب الأزهر الشريف زاده الله عزة وعلما، هذا المسجد مسجد مبارك يصدع بالحق منذ أن فتحه الظاهر بيبرس بعد أن أغلقه صلاح الدين مائة عام حتى يطرد منه الشيعة، ومنذ
أن أقامه الظاهر بيبرس وفتحه وإلى يومنا هذا وهذه بضاعتنا ردت إلينا. وهو قائم بالعلم على هذا المنوال فاللهم أعز هذا المسجد جامعا وجامعه وبارك لنا في علمائك الذين قد بيضوا وجه مصر وإذا كانت الكعبة البيت الحرام قد حج الناس إليها طلبا للنفحات والرحمات واستجابة الدعاء فقد حج الناس إلى هذا المسجد طلبا للعلم الشرعي الشريف فالحمد لله الذي من علينا العلماء بيننا اللهم لا تحرمنا منهم وانفعنا
بهم وأيد قلوبهم وأنزلهم في قلوبنا المنزلة التي ترضيك وانقلنا بهم من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك والشيخ الأزميري يروي عاليا بإسناده المتصل إلى محمد بن محمد بن محمد بن محمد الجزري هل كان محمد يا سيدنا الشيخ ثلاثة أم أربعة شمس القراء صاحب الطيبة في النشر، صاحب طيبة النشر والنشر في القراءات العشر، وسألني ابن من أبنائنا: هل الشيخ مخطئ أم ماذا هنا هكذا؟ وهو يقول بدلا من "بئيس" "بئسن"، وبدلا من "وإذا رأوا سبيل الرشد" قال
"الرشد". هل الشيخ مخطئ أم ماذا؟ لا، لم يخطئ، وهو يقول: والله إن سيدنا رسول في قراءات عشر متواترة علمها من علمها وجهلها من جهلها فالحمد لله الذي جعل فينا مصحفا يسير على الأرض وقرآنا جسده في صورة إنسان بقراءاته العشر المتواترة والأربع المشهورة والتسعين الشاذة فاللهم يا ربنا ارزقه رزقا واسعا وعلما نافعا وأقمه في الحق وأقم الحق به واغفر ذنبه واستر عيبه ويسر أمره وغيبه اللهم يا رب العالمين استجب دعاءه واجعلنا من بركته وبركة أمثاله
من العلماء العاملين، قال السيد ابن عطاء رضي الله تعالى عنه في نفحاته وكان يصلي في هذا المسجد وعندما توفي دفن بالقرافة الكبرى وبني عليه مسجد يزار إلى الآن إحياء لذكراه بعد أن كتب هذا الذي ينبغي أن تكتب بالذهب نصيحة للإسلام والمسلمين وإخراجا لك من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته، قال رضي الله تعالى عنه: متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به، يعني أحيانا تجد نفسك متضايقة من الخلق لا تريد
أن تراهم وعندك وحشة وفي قلبك نفور وتسأل نفسك يا ترى هل سيصيب الإنسان اكتئاب أم ماذا أم ملل من الدنيا لا توجد بوابة أخرى غير بوابة الاكتئاب النفسي والملل من الدنيا هذه البوابة هي الأنس به وحده سبحانه وتعالى أغلق باب الخلق ففتح باب الحق أغلق باب الأغيار ففتح باب الأنوار والأسرار فإن ربنا سبحانه وتعالى يقطع من مكان ويصل في مكان آخر وعندما تخير بين أن يكون مؤنسك هم البشر أو أن يكون مؤنسك الله فإذا اخترت الله
فإنها تبدو محنة لكنها منحة والظاهر أنها ضيق إنما هي باب السعة والظاهر أنها بعد ولكنها قرب لأنك إن حدثت لك وحشة فلعله أن يفتح بها بابا أنس معه وبه سبحانه وتعالى فتكون خيرا لك في دينك ودنياك فلا تتعجل في التبرم على الله من الظواهر، سلم وارض يبدل سيئاتك حسنات وضيقك فرجا ووحشتك أنسا. قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. متى أطلق لسانك
بالطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك هذا بعد. التجرد قلنا من قبل أن الشخص المؤدب مع الله لا يطلب، يبقى صامتا هكذا وبعد ذلك وجدت نفسك فجأة وجدت روحك تدعو، أنت معتاد على أنك صامت وراض وفجأة جرى الدعاء يعني الدعاء على لسانك، يا رب اعمل لي وسو لي واترك لي من شأن الدنيا والآخرة، وبعد أن دعوت أدعو الآن لماذا قال لك انتبه في معاملة ربك معك أجر الدعاء على لسانك الآن لأنه نوى أن يعطيك سبحانه وتعالى يقصد العطاء طيب وما هذا مزيد كرم مزيد
أنس ما أنت عندما تقول له يا رب ارزقني وتقوم هكذا فائز به الرزق يأتي إليك تفعل ماذا ها ستبقى مذهول وتقول الحمد لله من قلبك من الداخل وليس بلسانك وتقول الله آه هذا موجود حقا أي تكون استجابة الدعاء تثبيتا لقلبك في الإيمان به أرأيت أجمل من هذا فقد أعطاك وآنسك وثبتك وأنت في رحاب كربه سبحانه وتعالى أبدا قال العارف لا يزول اضطراره ولا يكون مع غير الله قراره العارف بالله متى يكون عارفا بالله عندما
تعرف الحقيقة طيب والحقيقة هي ما أنك هباء منثور أنك خيال شريط سينما يعمل أنك لا شيء إذن أنا من هذا أنت من لو صاحب ماذا هذا ربنا لو قطع عنك الإمداد لفنيت الذي يعرف الحقيقة هذه يحصل له يقظة تحدث له يقظة فيعرف الحقيقة أنه محتاج إلى الله دائما في كل لحظة، لو أن الله منع عنك الإمداد لحظة واحدة لانتهيت، ولذلك فأنا باق هنا بالله وقائم بالله، هو قيوم السماوات والأرض وأنا تراب ابن تراب، ما هذا التراب؟ التراب شيء وأنا عدم من عدم، ولذلك العارف من هو؟ العارف
بالله بالحقيقة بأنه لا موجود على الحق في ثباته وبقائه وقيوميته القائم بنفسه سبحانه وتعالى هو الله وحده لا شريك له. عرفت هذا انتهى، فلن تخاف من أحد ولن ترجو أحدا ولن تعتمد على أحد ولن تتبرم بما أجراه الله. في كونه ولا تيأس ولا يحصل لك اكتئاب ولا مشاعر خبيثة ولا أي شيء لماذا لأنك أصبحت مع الله معية صرت في المعية ومن كان مع الله لا يخاف سواه ولا يرجو إلا إياه فالعارف يعني بالله بالحقيقة لا يمكن أن يتصور نفسه إلا
مضطرا إلى الله محتاجا إليه في وقت وحيد والاطمئنان الخاص به لا يحصل عليه عندما يرزقه الله عشرة من الأولاد وكلهم يكونون فتيانا ولا عندما يرزقه أموال الدنيا كلها ولا الملك والسلطان ولا الجاه والمكانة ولا أي شيء فكل من عليها فان ولا أي شيء لا يكون مع ذلك كله قراره واستقراره يعني فبمن يكون استقراره الله يعني أن الرجل كأنه يفسر لنا حكاية الأنس بالله، والأنس بالله يكون عند العارفين بهذين الأمرين، فالعارف لا يزول اضطراره إلى ربه تماما لأنه محتاج إليه كونه عارفا بالحقيقة،
ولا يكون مع غير الله قراره، فلا يستقر نفسيا ولا يهدأ قلبه إلا عندما يكون مع الله، وهو واثق أنه وليس فيها ضمان أنه ليس مع الله، والله عندما تعطيه شيئا لا يكون مع شيء أبدا قراره، أما الذي مع هذه الأشياء قرار ومسرور جدا ويمشي مثل الديك الشركسي يضرب في هذا وذاك، فيكون لا يعرف، فيكون لا يعرف بالله، فيكون غافلا عن أبيه ثلاث ساعات ثلاث. في أي ساعة؟ الثالثة ليلا أم ماذا؟ هذا ما قلته: أحسن الإنسان الذي يستغني عن الله، قلته أحسن وتخاف منه لأنك لا تعرف له طريقا ولا له وقفة، نسأل الله السلامة وأن يقينا مصارع السوء. قال رضي الله تعالى عنه: أنار الظواهر بأنوار آثاره، الظواهر
التي أمامنا التي نراها ونحس ونحن نعيش فيها منورة من أين بأنوار آثاره أليس هو الذي جلب لنا الشمس والقمر والكهرباء وكل شيء وأنار السرائر في الداخل الذي نحن لا نراه بأنوار أوصافه أي تجلى الله على القلب فأناره لأجل ذلك أفلت أنوار الظواهر انطفأت أنوار الظواهر انطفأت يعني ماذا غابت أليست الشمس تغيب والكهرباء ونقول فرض سبحانه وليس فرش سبحانه بتذهب لماذا لأن أي مخلوق له نهاية كما أن له بداية وكل ما جاز عليه العدم عليه قطعا
يستحيل القدم الذي له بداية له نهاية حتى الظلم له بداية له نهاية حتى الجبروت والطغيان له بداية وله نهاية أيضا وسبحان الذي يحول ولا هو الباقي أقفلت أنوار الظواهر لأنها مخلوقة ولم تقفل أنوار القلوب والسرائر لأنها تجلي رباني وربنا لا يحول ولا يزول ولذلك قيل إن شمس النهار تغرب بالليل وشمس القلوب ليست تغيب أرأيت كيف فهمت أم لا والله هذا نابع من قلبك أم لا جميل هكذا ولكن ما لا تكذب
إذن انتظر قليلا دعنا في الظاهر الآن أن شمس النهار تغرب بالليل عندما يأتي الليل ثم يتم الصيام إلى الليل أي إلى المغرب اسم المغرب ليل تغرب بالليل أي بالغروب بالليل يدخل الليل عندما تغرب وشمس القلوب ليست تغيب لأن شمس القلوب آتية من أوصافه والشمس الظاهرية جاءت آثاره قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين ليخفف ألم البلاء عنك علمك بأنه سبحانه هو المبتلي لك فالذي واجهك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار لما
يأتيك البلاء تخفف كيف عن نفسك أنك تقول هذا من عند الله قم تقول يا حلاوة ما هو لا يأتي منه إلا الخير، هو شر كذلك لك أنت في الظاهر، لكن أنت لا تعرف الثواب الذي وراءك هذا ما هو، لا تعرف أنك عندما ستسلم وترضى سيفتح لك ماذا، لا تعرف أن صد عنك بهذا البلاء الظاهر ماذا، سقط في الامتحان، لم يركب الطائرة، سقطت، فالسقوط ما الذي جعلها لا تذهب إلى المعسكر الذي ماتوا فيه، حسنا يفعل شيئا ولكن جلب لك شيئا آخر، والطائرة عندما سقطت يا ليت ومات هكذا انتهينا، لكن هذا انكسر وعاد منكسرا وعاش منكسرا، فهل الأفضل أن أسقط في المرة وأنجح مرات أم أنكسر وأبقى هكذا، إن
الله كريم عندما تعرف من عنده لو آمنت بهذا تجد البلاء الوز من العسل النحل على قلبك تقول الله هذا شيء حلو هذا من عنده وهو حلو وجميل فيصبح انتهى علمك بأنه سبحانه هو المبتلي لك فالذي واجهتك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار أنت معتاد أن يكون لديك حسن للأشياء هذه لأنك اخترت التسليم والرضا فيجازيك بذلك خيرا، فاللهم يا ربنا نور قلوبنا واغفر ذنوبنا وتقبل منا صالح أعمالنا، اللهم يا الله يا كريم يا رحمن يا رحيم يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار اجبر
كسر قلوبنا واجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة واحشرنا تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب ولا عتاب