الحكم العطائية | من 181 - 190 | أ.د علي جمعة

المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين، من عبر من بساط إحسانه أصمته الإساءة، ومن عبر من بساط إحسان الله إليه لم يصمت إذا أساء، يعني هناك أهل التكليف وأهل التعريف، أهل التكليف يلتزمون بالتكليف الذي كلفنا الله به فهم على خير، إنما أعلى منهم أهل التعريف أن أهل التكليف يعظون الناس
ثم إذا وقعوا في الذنوب استحيوا من الله فقطعهم الحياء عن الموعظة إذا وقعوا في الذنوب يقول له الله أنت تأمر الناس وتنسى نفسك أليس عيبا ستخرج تقول للناس ماذا ويحصل له حياء من الله أنه يتكلم مع الناس ولكنه لا يفعل لأنه ما في الذنب فيستحي فيمنعه الحياء من الموعظة، يبقى هذا لما كان يتكلم كان يتكلم من بساط إحسانه، لما كان صالحا مع ربه فيقول للناس كونوا صالحين مثله وهو مطمئن القلب ومسرور ومحسن ويدعو
الناس إلى الإحسان، فإذا خرج عن حد الإحسان ووقع في الذنب فإنه حينئذ يرتبك وعندما يرتبك عليه يعني أن يضطرب فيأتي منقطعا عن الموعظة فيكون ذلك دليلا لنا على أن ما كان يقوله إنما كان بسبب إحسانه من أين تأتي قماشته من إحسانه ولكنه إذا كان ينظر إلى أن الله يجري الأمور في مقاديرها على البشر وعلى الكون فإنه يعظ الناس لأن الله يريد منهم
الإحسان هو على الإحسان فذلك من فضل الله فإن أساء وأذنب لا يقطعه ذلك عن الاستمرار في الأمر بالمعروف وفي موعظة الناس لأنه إنما هو مكلف إذ هو ينظر إلى معنى آخر إلى معنى أنه تحت سلطان الله وقهره هو يسيء لكنه لا يقطع الموعظة فالموعظة شيء قد كلفه الله بالتبليغ بها وإساءته أمر قد قدره الله عليه وهذه غير هذه من عبد من بساط إحسانه أصمتته الإساءة لأنه من أهل التكليف ومن عبد من بساط إحسان الله إليه عارف أن الإحسان من الله وعارف
أن الإساءة التي فعلها بقدر الله لم يصمت إذا أساء لأنه من أهل التعريف وكلاهما على خير إلا أن أهل التعريف أعلى من أهل التكليف تسبق أنوار الحكماء أقوالهم الحكيم الذي هو العارف بالله ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فلما يتكلم يكون كلامه عليه نور فيصل إلى القلوب قبل الآذان يعني إنسان وهو يتكلم ألقى الله عليه القبول فماذا ستفعل له فيتكلم بمحض عندما يتحدث هكذا تجد قلبك يتحرك وأنت لا تعرف ما يقول أصلا تشعر هكذا أن الله هذا الرجل رجل طيب فلماذا لا تتأمل فيما يقوله قال
تأمل لماذا فإن كلامه جميل كيف مثل الشيخ الشعراوي هكذا كان الناس عندما يجلسون أمامه يستمعون إليه وهم لا يعرفون ما يقول أم يتدبرون أم ماذا، لكنه كلامه جميل. فماذا قال؟ يقول لك أنا أعرف، أنا سمعت كلاما جميلا، فهذا من أين؟ من النور. فالرجل يقول تسبق أنوار الحكماء أقوالهم أي إلى الوصول إلى القلوب، فأنوار الحكماء تصل إلى القلب قبل أن يصل القول إلى الأذن فعندما يصل القول إلى الأذن وقد سبقه النور إلى القلب فإن القول يلقى قلبا منيرا فيفهم عن الله ويتأثر ويتعظ، تصوروا يا إخواننا حتى من
غير أن يفهم كثيرا يعني لكن يحس أن قلبه هكذا تحرك لله، خيركم من إذا رئي ذكر الله، إلا الله أول ما تشاهدونه هكذا تقولون لا إله إلا الله هذا نور آت من هناك هكذا شيء جميل هكذا فحيث صار التنوير وصل التعبير عندما يصل النور إلى القلب تصبح العبارة ستصل أيضا بعدها تجد القلب منيرا ليس ظلمة يعني يقول ماذا يعني نحن لا نفهم يعني والله ما أنا فاهم شيئا كلما أسمع الشيخ هذا لم يفهم شيئا قط، فيبقى هنا لا يوجد نور، الكهرباء لم تصل، لم يحدث اتصال. كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز. الله يعينك إذن، لماذا هو كذلك؟ لأن الكلام وهو
يخرج، انظر هو خارج من أي قلب، فإذا كان قد خرج من قلب منير خرج منيرا. تكون منورة أعطاك الكلام ولفوه لك في ورقة لحم أو في ورقة سلوفان حسب القلب حسب القلب إما ورقة لحم وإما ورقة سلوفان وكله خير لكن المهم الورقة كل كلام يبرز عليه كسوة القلب الذي منه برز كان سيدنا عبد القادر الجيلاني إذا تكلم أبكى الناس فكان ابنه كان عبد الوهاب يجلس للوعظ وكان عالما كبيرا من المغرب، من العصر إلى المغرب
موعد درسه، والناس مسرورة وتستمع بإنصات وتقول نعم والله نعم والله نعم والله وانتهى الأمر، فإذا جاء الشيخ وجلس بكى الناس، فقال لماذا ونحن لم نتكلم بعد فتبكون على ماذا؟ ما أنا جالس أتحدث إليكم لا فائدة، هذا شيء آخر، أرباب القلوب فبكى الناس قال إنني كنت أمس صائما فضج الناس بالبكاء، فهل قال شيئا؟ إنه يقول أمس كنت صائما، ولكن كلمة صائم هذه تصدر وهو صائم تصدر هكذا وهو صائم تصدر منه أنه عابد لله أنه امتنع عن شهواته أمس والله كلمة
والله هذه وهي صاعدة منيرة والله شعروا بالله وهو يقول لهم كنت أمس صائما يا الله شعروا فيها بأشياء عجيبة جميلة واردات ترد القلب من الكلام لا تحسن أن تعبر عنها لا تعرف تقول ماذا طيب ماذا ما هو الرجل جالس يعظ فقال الله وقال السلف الصالح والخلف الطالح لستم راضين أن تتحركوا أبدا والرجل يقول أنا أمس كنت صائما تفعلون هذه الضجة كلها لأنها خرجت من قلب سليم وأعدت طعامي فانفجر الناس بالبكاء والله وأنت محتاج للطعام نعم لأنه إنسان وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام
لا يصح أن يمتنع عن الطعام لا هو ولا أمه عليها السلام وهذا روح الله، هذا لا ذنب له، هذا لم يرتكب ذنبا قط. سيدنا عيسى كل واحد يوم القيامة يقول نفسي وهكذا إلى آخره، ويأتون حتى سيدنا عيسى لا يذكر لنفسه ذنبا. ها صحيفته بيضاء. إبراهيم يقول كذبت ثلاث كذبات، آدم يقول أكلت من الشجرة سيدنا موسى يقول قتلت واحدا، حسنا، ولكن أنت ماذا فعلت؟ لا شيء، إنما تأدبا مع سيد الخلق النور المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول اذهبوا إلى محمد، ليست قضيتي هذه، فهذه حكاية وليست مجرد حكاية، بل يوجد صفحة بيضاء وصفحة خضراء، هذه حكاية اجتباء واصطفاء، فالله سبحانه وتعالى
اصطفى النبي المصطفى عليه وسلم من عنده تعالى لشأنه ولمكانته اختيار اجتباء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وجالس هكذا والقطة أكلت السمكة فذهبوا ينادون لأنه جائع وصائم والقطة أكلت السمكة كل هذا ذكرهم بالله لأن حلاوة القلوب قد داعبت قلوبهم وأصبح الكلام العادي له معنى عندهم من أذن له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته في إذن من الله كذلك في قبول يلقيه الله على الناس فلما يلقي الله على الناس القبول ويتكلم
يتكلم هو نفس الكلام هو ذلك الذي يتكلم كما يتكلم هو نفس المعنى وربما نفس الكلام والناس يدخل في قلوبهم هذا الكلام وقد لا يدخل في قلوبهم إذا كان الأمر كذلك فإن القضية ليست في العبارة ولا في الإشارة، بل القضية وراء ذلك في القبول في التيسير فيما ألقاه الله من خيمة الستر والتبليغ على عباده وجلت إليهم إشارته، تكون واضحة يفهمونها، ربنا أبرز الحقائق مكسوفة الأنوار، أحيانا الشمس تنكسف أي ضوءها يصبح خافتا، مكسوفة أي فالحقائق
يمكن أن تظهر ولكنها خافتة هكذا وليست واضحة جدا إذا لم يؤذن لك فيها بالإظهار أنت قلت حقيقة مهمة جدا والذي أمامك ينظر إليك هكذا ثم ماذا يعني لا ولا شيء أنا آسف أنا مخطئ الذي قلته لك لماذا لأن الله لم يأذن بعد لأن كل شيء بإذن إن الأمر ليس بالبلاغة والفصاحة والشجاعة وإظهار العلم والتعلم والجهد الذي نبذله، لا بل إن الأمر كله وراءه توفيق. فعندما ندعو فمن ندعو؟ من بيده ملكوت السماوات والأرض، ومن من نطلب؟ لا من أنفسنا ولا من غيرنا بل منه سبحانه. عباراتهم إما لفيضان وجد
أو لقصد هداية. مريد فالأول حال السالكين والثاني حال أرباب المكانة والمحققين ففي نوعين قلنا السالكون إلى الله الذين يعملون صلاة وصوم وكذا إلى آخره وهناك أناس فاهمون القضية كلها وقلبهم مستقر بالإيمان فالمشايخ وهي تتكلم تقصد هداية المريدين فيبقى أحيانا يقول لك سر الشيخ لا يقصد به أن يتعالى عليك ولا لا يريد أن يعلمك حقيقة تساعدك على الأدب مع الله لأنه مقصد الطريق كله أن تتعلم الأدب مع الله كيف تكون
مؤدبا كيف تطلب الطلب الجميل وتشكر الشكر الجميل وتعبد العبادة الجميلة الأدب مع الله كل معاني الطريق فيها كيف تكون مؤدبا مع الله وبعض الناس يتكلم في الحقائق من أن تكون عارفا بالله يعني أن هناك سالكا وعارفا، كلاهما على خير وكل واحد منهما لا بد له من الآخر، ولكنها درجات هي درجات عند الله. العبارات والألفاظ التي تخرج من أفواهنا هذه قوت لأسرة المستمعين، تماما كما لو أقدم لك طعاما تأكله قوت وغذاء وليس
لك إلا ما أنت له طعام في طبق بعيد لا تعرف كيف تحصل عليه، ستأكل مما أمامك، ستقوم فتثير ضجيجا أمام الناس، هو أمامك تراه لكن لن تأخذه. كذلك الرجل يتكلم كلاما، فهذا يفهمه فهما وذاك يفهمه فهما آخر وذلك يفهمه فهما، الشيخ لم يقصده لكنه يحرك قلبه، انظر التوفيق وذلك يفهمه. عكس ما يريده الشيخ ويحرك قلبه أيضا وهو كلام يفهم منه كل واحد شيئا، واحد يفهم منه شيئا سيئا وآخر يفهم منه شيئا جميلا، واحد يفهم
منه شيئا حسيا وآخر يفهم منه شيئا معنويا. وكان واحد شاعرا وكان هؤلاء الشعراء يكتبون كلاما كهذا أي مثل أهل الصحافة في أيامنا هذه، العشرون من شعبان قد مضى، أي مضت عشرون يوما من شعبان، فواصل الشرب ليلا ونهارا، الحق الآن املأ معدتك واشرب، لأن هذا سيأتي أول رمضان ستمنع فيه من ماذا؟ من الشرب والأكل، فالحق لك الحق به واشرب هكذا، طالما ترى الماء اشربه لأنك ستحرم
منه، وانتبه ماذا يقول: إذا العشرون من شعبان وقد صارت فواصل شرب ليلك بالنهار ولا تشرب بأقداح صغيرة لا تشرب في كأس صغيرة فإن الوقت ضاق عن الصغائر اشرب بالدلو الحق قبل أن يأتي رمضان تفهم من هذا الكلام ماذا واحد يقول لك املأ بطنك لئلا يقترب رمضان من المجيء فواحد من أهل من أرباب القلوب الذين لهم قلوب رقيقة هكذا سمع هذا فصرخ وجاور مكة حتى مات، الله يكون فهم ماذا فهم شيئا
آخر تماما يقول له كفى ما مضى من عمرك هذا، الذي مضى من عمرك عشرون شعبان يكون عشرون يكون الذي تبقى كم عشرة يكون الذي تبقى لك في عمرك أكثر أم الذي مضى قد مضى أكثر والذي باق قليل، استح الآن واجمع أوراقك والحق روحك، اشرب ولا تشرب، من أين؟ من قدس الله، والله ولا تشرب منه بأقداح صغيرة، ليس هناك وقت للأقداح الصغيرة، وإلا سيأتيك الموت وسيجعلك لا تعرف كيف تشرب، لا تعرف كيف تعمل، لا تعرف كيف تفعل، بالموت
الذي هو كرمضان، أي ما هو رمضان يمنعك من الشرب والموت يمنعك من العبادة والعمل، إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، فإذا كان الأمر كذلك فلعل هذا ما لم أقله لك في العمر قدر الذي مضى، إذا كانت العشرون من شعبان قد ولت فإن الذي ولى وهذا كان فقيها أبدا، ما هو عشرون وكذا إلى آخره، ما ليس لدينا شيء إلا حرمة صيام شعبان في النصف الأخير يكون من الخامس عشر، لكن هذا يقول عشرين فيجب أن يقصد شيئا آخر غير الظاهر، هذا أن تذهب فتشرب فواصل شرب ليلك بالنهار، هذا معناه ليس الشرب
هذا صاحب الماء هذا اذهب واعمل الأعمال الصالحة بسرعة لأن ما تبقى لك يا أخانا في الحياة ليس بقدر ما مضى فانظر إلى هذا الكلام هناك من يفهمه بعضهم أن الرجل ينصحه بأن يشرب ويأكل وهذا كلام فارغ والآخر فهم أنه لا بل يرشدنا إلى رب العالمين ربما عبر عن المقام أحيانا يتحدث الإنسان عن الحقائق وهو لم يمارسها، يقرؤها في كتاب، يفهمها، يسمعها من الشيخ، فيصبح كمن رأى البحر في التلفاز. قلنا له صف لنا البحر، فقال هذه مياه كثيرة جدا وأخذ يصف البحر تماما، رآه في التلفاز. فهل أصبحت إذن من
علماء البحار؟ قال ولا رأيته ولا رأيته في عمري، فماذا فعل هذا؟ استشرفه فعرفه ومعرفته صحيحة أم خاطئة؟ لا، معرفته صحيحة لكنه لم يتذوق، فيبقى هناك واحد عرف ولم يتذوق وهناك واحد تذوق، ومن تذوق عرف ومن عرف اغترف ومن... أتنتبه؟ من تذوق عرف ومن عرف ما هو لذيذ فقد وجد. لذة ما يقعد ساكتا ومن عرف اغترف وربما عبر عنه من وصل إليه ذهب إلى البحر نفسه ونزل
إليه وعرف ما معنى مياه وما معنى باردة في الشتاء وما معنى لا أدري ماذا في الصيف ومياه مالحة ما معناها وكل شيء عرفه وكيف يسبح فيه وهذا ملتبس إلا على صاحب كيف تعرف الشيخ من هؤلاء؟ إذا كان شيخ رأى في التلفزيون البحر ولم يذهب إليه، قال لك لن تعرفه، لن تعرفه. إنما الذي يعرفه صاحب البصيرة، صاحب البصيرة ينظر إلى الشيخ من هؤلاء فيقول الله. كان الشيخ محمد راشد يقول للشيخ أحمد مرسي رحمهما الله: تعال يا ولد. قال له: يا سيدي قال له أنت تذهب إلى من المشايخ يا ولد بعد أن تنتهي من الدرس، قال له لا أذهب إلى أحد، قال له لا تكذب أنت تذهب إلى
واحد من أولياء الله الكبار، قال له من أولياء الله الكبار لا أذهب إلى أحد أنا، قال له لا تكذب خيمة من نور تختلف عن التي كانت بالأمس، والله وأنت لا تستحق هذا عند الله، إذن لا بد أن يكون هناك أحد يلبسها لك، من هذا الذي يلبسها لك؟ قال له والله أنا لا أعرف إلا واحدا اسمه الشيخ محمد أمين البغدادي رضي الله تعالى عنه، مدفون هنا في الظاهر كان نقشبنديا عظيما، هذا ما أعرفه، ولكن لم يخطر ببالي أن أحدا آخر قال له: تعال معنا إليه، فقال له: إنه لا يقابل أحدا، قال له: تعال معنا، أيقابل أم لا يقابل؟ إنني أبحث عنه منذ سبعين سنة. الشيخ محمد راشد كان مدرس التفسير وكان من هيئة كبار العلماء. كان إمام
الخاصة الخديوية رضي الله تعالى عنه فذهب إلى الشيخ محمد أمين البغدادي وقال له يا مولانا لقد كبرت في السن ورأيت الأنوار على هذا الولد كل يوم يلبسه نور جديد وقلت يا بني ما أنت بهذا القدر كل يوم لماذا من كنت عبد القادر الجيلاني كنت الجنيد يعني من يا فتى الذي يلبسك هذا أنكر ما لا يعرف فأنا عرفت أنك ولي من الأولياء، انظر عرف وما رآه عرف من الأنوار التي على التلميذ التي التلميذ نفسه لا يعرفها، هذه أنوار هذه أرباب البصائر، أنا رجل كبرت وعندي سبعون سنة وأريد شيئا
هكذا يحرك قلبي لا يرضى أن يعمل قال له هاهي حتى الآن قال له حتى الآن وأنا أقوم الليل بركعتين منذ أربعين سنة لا يعرف عن ذلك أحد من الخلق لا زوجتي ولا أولادي ولا أحد أقوم هكذا الساعة الثانية أنسحب أصلي ركعتين وأذهب أنام ثانية يظنونني أنني نائم نوما عميقا منذ أربعين سنة لم يعرف أحد، ولكن العمل الصالح الوحيد الذي بيني وبين ربي هو هذا. كان الشيخ محمد راشد من كبار العلماء وكان بيته ثماني غرف، أربع منها مكتبة والمكتبة حتى السقف والسقف
بارتفاع هذا الجامع هكذا. فقال له: طيب أزورك، قال له: تفضل يا مولانا. ذهب إلى المكتبة أو دار الكتب المصرية، فقال له: أقرأت كل هذا يا شيخ محمد؟ قال: قرأته وجلدت الكتب بيدي، وكان هو مجلدا تعلم التجليد في إسطنبول. قال له: أين وجدت قلبك في كل هذا؟ كل هذا العلم، ولكن أين قلبك؟ قال له: ما وجدته حتى الآن. قال له إذا تأتي وتذكر معنا فجاءوا وجلسوا أمامه هكذا في الذكر وذكروا ربنا فصرخ الشيخ محمد راشد صرخة كبيرة فالشيخ
أحمد مرسي لم يستحسن هذا الأمر أنت آت هنا تمثل لماذا تصرخ يعني اخرجوا قال له والله يا بني شعرت بيده تلعب في قلبي يعني قلبه تحرك فأحس أن يدا الرجل يلعب في قلبه هذا رب القلوب والناس لا ترضى أن تصدق، لا أعرف لماذا لم يعرف يعني. فما الذي مستحيل في هذا؟ ما الخرافة التي في ذلك؟ إنه يوجد ناس طيبون لم يجدوا من يفعل معهم ذلك. نعم لم يجدوا، لم يجدوا من يفعل معهم ذلك. فهل أنت تظن محمد أمين فعل ذلك مع كل واحد أم فعل ذلك مع الذي صلى ركعتين أربعين سنة لا أحد يعرف ماذا فعل فانظر إلى الخشبة التي في
عينك ولا تنظر إلى القذاة التي في عين أخيك انظر إلى عيوبك واشتغل بعيوبك عن عيوب الناس ولكن لا، كثير من الناس يقول لك ما هذا الكلام الفارغ، نحن ما زلنا سنتحدث بهذا الكلام، هذا الكلام هو الذي يرقق القلوب، هذا هو الذي يهيئك لأن تتوجه إلى رب العالمين، اتركوا الكبر، أين هذا الكبر؟ كل قلبه كتلة من الكبر ويقول لك أين هذا الكبر، فالجمل لا يرى سنامه الجمل يقول للناس ما لكم تنظرون إلي لماذا أما أنت لك سنام يا جمل قال أين هذا ينظر هكذا لا يرى مسكين لا يرى السنام الخاص به فالمتكبر لا يرى أيضا
أنه متكبر إذن لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته بعد الذكر تأتي واردات لا تقعد إذن تتنطط هنا في النساء خاصة النساء يثرثرن بالكلام لا تستطيع أن تسكت يا سيدة الله يحفظك اسكتي تسكت في شيء وتقولين والله أنت لم تقل لي في هذا الشيء فقط وتثرثر في الشيء الآخر الرجال جيدون في هذا الأمر وسيئون في كل شيء لكن في هذا الأمر جيدون وسيئون في كل والنساء جميلات في كل شيء إلا في الثرثرة بالكلام لا ينبغي للسالك أن يعبر عن واردات قلبه إلا لشيخه ما يقول إلا للشيخ فقط فإن ذلك يقلل عملها في قلبه فيحتقرها كأنه يحتقر
الآية التي أعطاها الله له قرشين وفي القرشين ذهب محتقرا إياهما ويمنعه وجود الصدق مع ربه تمد يدك إلى الأخذ من الخلائق، لا تطلب شيئا من أحد ولا من الشيخ، ما أنت تأخذ ليس أموالا، هذه أنوار وأسرار اطلبها من ربنا، إلا أن ترى أن المعطي فيهم مولاك الله هو الذي أعطاك، فإذا كنت كذلك فخذ ما وافقك العلم، فخذ الذي تعرفه ودع ما لا تعلم حتى تكون مقيدا بطريق الله فاللهم يا ربنا يا كريم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا
وتوفنا مع الأبرار واهدنا إلى أقوم طريق لا يهدينا إليه إلا أنت افتح علينا فتوح العارفين بك واسلك بنا الطريق إليك واهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا في من توليت وبارك لنا فيما أعطيت واصرف عنا شر ما قضيت وانصرنا وانصر الإسلام والمسلمين، اللهم رد عنا كيد الكائدين واجعل ثأرنا على من ظلمنا، اللهم اهدنا واهد بنا وأصلح حالنا ورد علينا قدسنا، اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا، ارفع أيدي الأمم عنا، احم أرضنا واحم عرضنا واحشرنا. تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا، ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب.
اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم. نعوذ بعفوك من عقوبتك وبرضاك من سخطك وبك منك، لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك جل وجه الله أن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما، اللهم يا رب العالمين أجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة.