الحكم العطائية | من 2 - 5 | أ.د علي جمعة

الحكم العطائية | من 2 - 5 | أ.د علي جمعة - الحكم العطائية, تصوف
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، اللهم يا ربنا اجعل هذا الجمع جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما، وهب مسيئنا إلى محسننا واغفر لنا جملة واحدة على ما كان منا من تقصير، اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم يا ربنا اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ووفقنا لصالح الأعمال لا يوفق لصالحها إلا أنت، وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك، وأقمنا
حيث ترضى، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين. آمين، إرادتك التجريد مع إقامة الأسباب إياك في الله من الشهوة الخفية، وإرادتك إقامة الأسباب مع التجريد إياك في انحطاط عن الهمة العالية، أهو وجه آخر من وجوه ذلك الكنز الذي تحت العرش في "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فإن الأمر بيد الله ولا يكون في كونه إلا ما أراد وهو سبحانه وتعالى لا يزال خالقا فعالا لما يريد لا
يسأل عما يفعل وهم يسألون، بيده ملكوت كل شيء ملكوت السماوات والأرض، بيده الخير سبحانه وتعالى، وعلى ذلك فلا بد أيها العبد ما دمت قد علمت حقيقة لا حول ولا قوة إلا بالله أن تسلم أمرك لله وأن ترضى بقضائه وقدره فيك، إذا أقامك في الأسباب والإقامة علامتها الاستقامة، فإذا استقامت لك الأسباب فقد أقامك فيها، فلا تحاول أن تنقل نفسك من كون إلى كون، واجعله هو
سبحانه ينقلك، فإذا أردت أنت أن تنقل نفسك فقد رأيت لنفسك حولا وقوة، وقد تقرر أنه لا حول ولا قوة. إلا بالله فبذلك تكون قد خالفت ما اعتقدت وقلت ما لم تفعل وفعلت ما لم تقل والله سبحانه وتعالى يحذرنا من ذلك التناقض بين القول والعمل يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون كبر مقتا إنها لكبيرة أن تقول بلسانك لا حول ولا قوة إلا بالله وأنت كاذب بينك وبين
نفسك حيث إنك تريد لنفسك وترى لها حولا وقوة ولا تستطيع أن تتخلص من حولك وقوتك فتستسلم وترضى بأمر الله فيك فإذا أقامك في الأسباب والإقامة علامتها الاستقامة أي استقامت لك الأسباب فلا بد عليك أن تكون حيث ما أمرك الله كونا أن تكون، يسر لك الزواج، إذا فلا بد من السعي وراء الأرزاق. لو جلست بعد أن أقامك في الزواج ويسره لك واستقام حالك فيه ويزداد ذلك بالولد، فلا يجوز لك أن تترك الأسباب
وأن تقول: لا بد لهذه الأسرة أن تعيش كما أريد، فتتقشف وتزهد في الضروري من العيش وأنا سأفعل هذا ليس بيدك حسنا انتهى أقامك الله في الأسباب فكأنه أمرك بها هو الزواج مباح أم حرام انتهى أنت فعلت المباح يسره لك أو كرهه عليك يسره لك يبقى بعد أن نتزوج وننجب نريد أن نطلق ونقتل الأولاد الذين جاءوا لأن أصل أنا حصل لي قليل من الذكر ذكرتهم وأريد أن أتخلص بالكلية من التكليفات الشرعية المرعية في الأسرة
لكي أذهب للسباحة، فما هذا؟ فماذا يقول الشيخ؟ إرادتك التجرد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية، قال له: نعم أنت منهم من الخارج، الله ومن الداخل يعلمها الله، لأنه لو كنت من داخليا فهمت مراد الله فيك وعرفت أن استقامة الأسباب عليك علامة إقامتك فيها وأنه بذلك لا يجوز لك أن تخرج نفسك من الأسباب وإلا رأيت لنفسك حولا وقوة بخلاف حول وقوة الله والعياذ بالله تعالى، لعرفت أن هذا إنما هو من الشهوة الخفية المذمومة المرضية وليست من الأمور المرضية
المقبولة. هذه الأحوال أحوال نفسانية، والأحوال النفسانية تعني أن النفس أمارة بالسوء، فالنفس التي هي أمارة بالسوء عندما تتعبك قليلا تقول لها اسكتي، فأنا ربي أقامني في الأسباب، فإن أراد التجريد فلا أريد التجريد، والتجريد صعب مع الأسباب وتمنيه مؤلم، قالوا هذا من الألم لا من الملاءمة. أنت تتصور أنك تعرف أنه يخرجك من الأسباب يعني ماذا يعني موت زوجتك وأولادك فأصابتكم مصيبة الموت هو الموت مصيبة أم فرح ما هو مصيبة هل ستقدر على تحمله يعني التجريد
الذي أنت تطلبه أم أنت تطلبه هكذا فأزيله ونخصه نعم فالشيخ ينبهك أنه لا تتلاعب مع الله نعم لا تتقافز مع ربنا امش في الطريق خطوة قال أريد أن أقفز إلى بابك قال له سر في طريقي وإلا كنت عاصيا سر في طريقي وإلا يعني ربنا يقول لك امش من هنا إلى هناك المشي يحتاج كم خطوة مائة خطوة فتقول له لا أنا سأقفز يا ولد أقول لك يا فتى ليس الأمر كذلك، لا أنا سأقفز فتصبح شهوة خفية لأنها تخفي وراءها عصيانا كامنا، من أين يأتي العصيان؟ من عدم التسليم
والرضا، هذا محمد يسلب عليك أربع سنوات، نعم أنت محمد، آه والله هذا أمر غريب، أسنعترض أيضا على أمر الله؟ يتبرك بالشيخ سيد، إرادتك المجردة مع إقامة إياك من الأسباب الخفية للشهوات، فهناك من أقامه الله وأدخله كلية الطب وجعله أستاذا في كلية الطب ثم جاء يقول إنه يريد ترك الوظيفة والعمل في الفقه، أرأيت قلة الحياء هذه، الظاهر أنه يعمل شيئا حسنا وهو يطلب الشرع والحقيقة أن الله لم يقمه هنا، وهناك آخر حفظ القرآن صغيرا وتفقه على يد جده ودخل أيضا كلية الطب
فأصبح من كبار الأطباء ومن كبار الفقهاء هكذا أقامه الله في هذا، سبحان الله لا إله إلا الله، مثل الشيخ أبو اليسر عابدين كان من كبار الجراحين والأطباء يقولون عنه الطبيب البارع وفي الوقت نفسه كان مفتي الشام لأنه من ما هو ابن حفيد صاحب الحاشية الشيخ ابن عابدين الكبير وجد مكتبة ووجد جده يدرس له ووجد الجو كذلك هو وبعد ذلك لما أخذ الشهادة الثانوية دخل كلية الطب ونجح وتخرج الأول فهذا جيد فليقمك الله في هذا ولكن أن تقعد تخلط وتترك التجارات والدنيا وفروض الكفايات من أجل شيء تركك للأسباب
وترك الأسباب جهل، من الذي جردك؟ ربنا واحد، ربنا لم ييسر له الزواج فلا يوجد إنجاب، وأعطى له رزقا سموه الرزق، هذا الرزق معناه ماذا؟ دخل ثابت يستطيع أن ينفق منه على نفسه، يتبلغ به لهدفه لمراده في الحياة الدنيا، وإذا دخل التجارة ما رأيك أن يفشل ويخسر حسنا وبعد ذلك انتهى الأمر، فقد أقامك الله فيما أقامك فيه، فإذا كان ربنا قد أعطاك الصوت الحسن وحفظك القرآن ومدائح النبي صلى الله عليه وسلم، فما الذي يجعلك تعمل في الطب؟ أنا
أعرفك، أنا أقول له، قولوا له، قولوا له ألا يعمل في الطب، فالجراح يريد أن يقوم بالجراحة يريد أن يعمل الجراحة ولم يدخل كلية الطب، لا تنشغل بهذه الحكاية وإرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية، نعم والله وإرادتك الأسباب، ربنا قد خلاك من الأسباب مثل الملك عنده عبدان، عبد قال له انتبه اذهب اعمل واكسب وأنفق على نفسك، سامحك أنا بذلك قال له حاضر يا سيدي والآخر قال له اجلس هنا تحت قدمي أريد أن أقول لك هات كوب ماء هات كوب شاي ها أنت تبقى معي طيب وآكل من أين ما سأطعمك أنا إذن أنت ما شأنك أنت ما أنت
ستأكل معي من طعامي وتشرب من شرابي أتدرك كيف فجلسوا غباوة أخينا الذي رفض أن يذهب ليعمل وجلس هناك في الإسطبل وقال لماذا الآخر لا يعمل فلا أعمل ولا رزق ولا طعام ولا شراب شيئا وما رأيك في غباوة هذا صاحبنا الآخر لو حدثت له غباوة التي قال له الملك اجلس هنا حتى يأتي الغداء أيضا من جعل السعيد يسعد هياكل شيئا من الملك وطعام الملوك كما تعلمون مريح هكذا جميل نعم إلا الله جربته كم على ذلك إلا كم على هذا فإذا الطمع الذي حصل لأخينا الآخر أوصله في طريق
تركه في الإسطبل معه مع البهائم لأنه بهيمة نعم أما الغباء الذي الثاني هذا لو أخذ نفسه وغاب كلما جاء الطعام يغيب كلما جاءت النعمة يغيب كلما أراد الملك أن يقوم يغيب ما هذا ماذا تفعل لماذا هكذا قال لا وما شأني أنا أريد أن أعمل وأن أحقق ذاتي مثل النساء في هذين اليومين المعاصرات أريد أن أحقق ذاتي إذن ربنا أكرمك وأراحك وجعلك مكرمة وسماك ست، هذه من أين جاءت؟ لا هذا من ست جهاتي، الرجل يقول لها يا ست جهات يعني يا من ملكت علي ست جهات، قال يعني هو ماش قال انظر الفعل وهو ماش في الطريق يراها أمامه،
قام يلتفت عن يمينه فوجدها عن يمينه، لا يستطيع مغادرتها أي ينظر عن شماله فيجدها شماله قال يا رب فوجدها فوق ينظر تحت فوجدها موجودة تحت فأحاطت به من ست جهات أي هذا في الأول كان العرب يقولون لها ماذا يا ست جهاتي وبعدين جهاتي لم يعودوا يقولونها لكثرة الاستعمال فأصبحت فيها يا ست قال انظر كل هذا الإكرام وبعد ذلك تقول أريد حقي الذاتي، هذا انحطاط من الهمة العالية يحبسها في البيت ولكنها تريد أن تشعر بذاتها، تشعر بذاتها لا مانع من ذلك، وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن
الهمة العالية لأن صاحب الملك هذا عندما يريد أن يذهب إلى الأسواق أمجنون هذا أم ماذا هذا ربنا كفل له العيش والراحة قال رضي الله تعالى عنه سوابق الهمم أي الهمم السوابق يعني هذا من باب إضافة الصفة للموصوف سوابق الهمم يعني ماذا سوابق الهمم يعني الهمم السوابق فتبقى السوابق هذه صفة أضفناها إلى الموصوف الخاص بها فانعكست بهذا الشكل سوابق الهمم تخترق أسوار الأقدار الهمم السابقة هذه التي تخص كبار أولياء الله الصالحين، أما الهمم التي ليست سابقة فالله أولى بها، إذا كانت
الهمم القوية العالية التي بينها وبين الله صلة وليس بينها وبين الله حجاب لا تخترق أسوار الأقدار، فالأقدار هذه تصنع سورا حول نفسها، وهذه الهمم لا تستطيع إنها تخترقه فالله غالب على أمره والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وهو القاهر فوق عباده سبحانه وتعالى أبدا لا يستطيع أحد من الناس أن يفعل شيئا معه ولا من الأكوان أبدا فأمره هو النافذ سبحانه وتعالى يبقى هذا لا حول ولا قوة إلا بالله هناك أناس أطلقوا عليهم أهل التصريف، ما أهل التصريف
هؤلاء؟ قيل إن مراده مراد الله، فكأنه يتصرف في الكون، وهو لا يتصرف في شيء، إنه مرآة، هو لا يتصرف حقيقة ولكن يبدو كذلك كأن الله يسارع في هواه. السيدة عائشة تقول لسيدنا رسول الله: أرى الله يسارع في هواك، فكان الله يسارع في هواه، يريد شيئا معينا ويكلمك في أمره، والله أنا أريد فلانا هذا، قم تجده داخلا، الله مثلا يعني على الأشياء الخفيفة، اقض حوائجهم قبل أن يرفعوا حواجبهم يا سيدي يا سيدي يا سيدي يا سيدي، هذا إذن كلام أهل البصيرة
في كل عصر، الحمد لله الذي خلقنا في هذه البقعة المباركة نعم فقل تقضى حوائجهم من قبل أن يرفعوا حواجبهم، ما هذا ما هذا الكلام الجميل هذا جئت به من أهل الله، آه جئت به من أهل الله قبل أن يلتفت طرفة عين هكذا تجده قد تحقق فتقول هذا الرجل غريب جدا هذا لا يدعو ائتوني بفلان هذا يقول والله أنا أريد أن تبعثوا لنا لتأتوا لنا بفلان هكذا فما هذا داخل يسألون عن واحد ما رأيك في فلان يقول لا ضعيف في العلم هكذا لا يستحق النجاح قم يسأل
وهكذا كان الله يسارع في هواه ما هذه الحكاية قال أصله هذا وصل إلى التسليم التام والرضا التام فالله سبحانه وتعالى يعطي له من صفاته يعكس صفاته عليه صفات ربنا يقول ماذا إذا قال لشيء كن فيكون لكان على الفور هكذا إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون على الفور فإن ربنا يمن عليه بالرضا والتسليم بحيث أنه يكون ما في الكون كما في النفس وما في النفس كما في الكون فسوابق هممه يعني هممه السوابق لا تخترق أسوار الأقدار انظر ماذا يريد الله ويفعله الله
يريد شيئا وينفذه ولذلك تجد هؤلاء الناس عندما يموت أحد تجده يبكي ولكنه ليس حزينا انتبه وبعضهم تجده يبكي وهو حزين لأن الله أراد منه بموت العزيز أن يبكي لأن الله أراد منه بموت العزيز أن يبكي، ربنا خلق الإنسان هكذا يحزن عندما يفقد عزيزا لديه فعينه تدمع هكذا وقلبه يحزن قليلا، ولكن لله وهو يأخذ الدواء يأخذ الدواء ويذهب يشتريه من الصيدلية وكل شيء لأن الله سبحانه وتعالى عندما أمرضه كأنه أمره أن يذهب
للدواء ويعطي المال للصيدلي رزقه، وإلا كيف يعمل الصيدلي؟ سبب، نعم، ويأخذ هذا السبب ويتناوله، ولا يخرق أسوار الأقدار. سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار، يعني هذا من فعل المكلف، يعني لا يحاول أن يسبق أن يخرق أسوار الأقدار، ولذلك فقد صار عبدا ربانيا ولا فعلا. إذا حاول أن يخترقها فمن اخترق الاثنين ولكن هذه درجة وهذه درجة أنت لديك همة وتريد أن تخترق أسوار الأقدار فتكون أنت من أبي ثلاثة ساغ أسوار أقدار ما الذي ستخترقه ستغير كون الله كيف لا أنت لا ترضى
أن تدعو بشيء مخالف للقدر انظر كم لماذا يعني يا ربي افعل ما شئت فإني راض، هذه الحاجة العالية ولذلك قالوا إن الحكمة هذه ذيل الحكمة الأخرى يعني ما يجعلك يا أخي ترضى وتسلم ترضى وتسلم بشأن أي شيء أصله لا حول ولا قوة إلا بالله انتبه قال رضي الله تعالى عنه أرح نفسك من التدبير فما قام به غيرك عنك لا تقم به لنفسك، التدبير نوعان، نوع لا يمكن تركه لأن النبي صلى الله عليه وسلم دبر وكان يخزن طعام
سنة ولا يزيد على سنة، يجلب لأهله لأزواجه رضي الله تعالى عنهن طعام سنة، اخزنوا هؤلاء يا أولاد هنا لكي نأكل منهم خلال هذه السنة وانتهينا، الحديث انتهى هكذا. قم تعال لتبحث إذن في السيرة يقول لك ماذا فلا يبقى ذلك عنه أياما ما هو يخزن سنة يخزن سنة لماذا لكي يعلمنا التدبير المحمود التدبير المحمود والواقع إذن ماذا عليه الصلاة والسلام كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان فلا يأتيه سائل ولا محتاج ولا يرى واحد كهذا متعب
أم ماذا، أخذ فلا يبقى عنده ما ادخره أياما ويعيش على الطوى بعد ذلك، وشد من ثقب أحشائه وطوى تحت الحجارة كشحا مترفق الأدم ما وصله ابن ناس حسيب نسيب وبطنه رقيقة ما هو بتاعه كدح وكذا لا هذا حاجة ولا ملوك أي شيء بقي وبتاع أي هذا كله هذا في القمامة، هذا سيد الخلق قام من شدة الجوع كان يضع صلى الله عليه وآله وسلم الحجارة على بطنه حتى يصبر على الجوع، ما هو الذي معه وضعها للغير ما عاد معه شيء، لكن يعلمنا نحن أننا يمكن أن ندبر لغاية سنة لما
خرج إلى أحد وترك بين قوسين يقول لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا جائعة وتعود بطانا أي ذاهبة وآيبة أي التدبير هذا الذي قال لك عنه لا تترك الأسباب لا مانع منه فما هو التدبير الذي ينهى عنه الآن يقول لي نعم وأنت تعمل الأسباب لا تعتمد عليها، لا تحمل هما، فيكون التدبير المانع عنه ألا تحمل الهم. إذا حملت الهم فاعلم أنك ناقص في طريق الله، لا تحمل الهم، ارض نعم، سلم نعم، ثق بالله، فلا تحمل الهم. لو حملت الهم فلا يكون هناك تدبير، علينا السعي وعليه التدبير إن شاء
الله، أرح نفسك. من التدبير الذي هو حمل الهم هذا أنا خائف غدا يحدث كذا فتبقى لا تزال في البداية لا تزال لم تدخل الطريق لا تزال لم ينفتح الباب أرح نفسك من التدبير يعني أرح نفسك من التعلق والهم إذا لم تدبر فما قام به غيرك عنك الله كتب عليك ما سيكون ما تقوم به لنفسك هذا جهل، ثم قال: اجتهادك فيما ضمن لك من الأرزاق من الصحة من كل هذا ليس معناه أن تترك الأسباب، ولكن لا تعتمد عليها، لا تترك الأسباب ولا التدبير ولكن إياك أن تعتمد عليها وتتعلق بها وتفرح
وتحزن على الموجود والمفقود، اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك، فالعين هذه للبصر وهناك بصيرة في القلب وبصيرة القلب ترى الحقائق كما ترى العين المحسوسات، فلا بد لك ببصيرة قلبك أن تعلم الحقيقة وهي أن اجتهادك إنما ينبغي أن يكون فيما طلب منك، طلب منك العبادة طلب منك العمارة طلب منك تزكية النفس ينبغي عليك بها ولا يكون اجتهادك فيما ضمن لك أبدا، فهذه حقيقة التوكل، اجتهد فيما
طلب منك ودع عنك ما ضمن لك، اجتهادك فيما ضمن لك الله تعالى وتقصيرك فيما طلب منك سبحانه دليل على انطماس البصيرة منك، نعوذ بالله من انطماس البصائر، فاللهم يا ربنا نور بصائرنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا، اللهم يا ربنا أنزل علينا من خزائن فضلك ومن السكينة ما تثبت به أفئدتنا، اللهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين، وجاز عنا سيدنا محمدا خير ما جازيت نبيا عن أمته، صل عليه في
الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه. في العالمين وسلم تسليما كثيرا