الحكم العطائية | من 221 - 230 | أ.د علي جمعة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، واهدنا واهد بنا وأصلح حالنا واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، نور قلوبنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر أمورنا، واجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقنا معصومين ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم وحد كلمة المسلمين وأيد بتأييدك
كلمة الحق والدين وألف بين قلوب المؤمنين وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم ارزقنا تقواك، اللهم يا أرحم الراحمين اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا علمنا منه ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وأقمنا بالحق وأقم الحق بنا اللهم نعوذ بك من العجز والكسل اللهم نعوذ بك من الخطأ والخطيئة اللهم نعوذ بعفوك من عقوبتك وبرضاك من سخطك وبك منك لا نحصي ثناء عليك
أنت كما أثنيت على نفسك قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين، لا تطلبن بقاء الواردات بعد أن بسطت أنوارها وأودعت أسرارها، فلك في الله غنى عن كل شيء وليس يغنيك عنه شيء. السالك في طريق الله يسلك إليه سبحانه وتعالى بالذكر والتربية والخلوة، الذكر أصله فاذكروني. اذكروني واشكروني ولا تكفروا والذاكرين الله كثيرا
والذاكرات واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار أما أصل التربية فالحمد لله رب العالمين لأنه يربيه والتربية يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ويقول يا معاذ عليك بحسن الخلق وروى الحسن
عن أبي الحسن عن جد الحسن صلى الله عليه وآله وسلم قال أحسن الأشياء الخلق الحسن وهو يسمى المسلسل بالحسن لأن في إسناده قال حدثنا شيخنا وكان صوته حسنا حدثنا شيخنا وكان ثوبه حسنا حدثنا شيخنا وكان وجهه حسنا أي يلتمس الحسن من أي جهة كانت في السنة مسلسل قليل ما جاء على وصف مثل أما والله أخبرني الفتى كذلك قد حدثني قائما أو بعد أن حدثني تبسم مسلسلات حتى ولو كان في سندها ضعف إلا أنها يؤخذ بها في مكارم الأخلاق كشأن حديث الحسن هذا أحسن
الأخلاق الحسنة، فالأخلاق الحسنة منصوص عليها "وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة" أي أن القول بالحسنى يكون قبل الصلاة، فالتربية أساس من أسس طريق الله، والخلوة أساسها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعبد الليالي ذوات العدد في غار حراء، فأخذوا منها الخلوة، وأصل ذلك أيضا الاعتكاف في سبحان الله وتعالى شرع أن نعتكف في البيت الحرام وفي مساجده خاصة في العشر الأواخر من رمضان، إلا أن الاعتكاف مشروع ومطلوب في سائر السنة، ومنه الخلوة حتى يقطع أو يساعد ذلك العبد على أن يقطع العلائق
مع الدنيا ويتوجه بقلبه إلى الله فيملأ قلبه إيمانا ونورا، ثم يعود لعمارة بعد ذلك على ما أراد الله فالذكر والتربية والخلوة هي أساس الطريق، عندما يذكر الإنسان ويذكر الله كثيرا ويجلس في مجالس الذكر والنبي صلى الله عليه وسلم أكد على مجالس الذكر حتى أن أبيا كان له مجلس للذكر فجاءه وقال له يا رسول الله أجعل لك ثلث مجلسي أم أجعل مجلسي أجعل لك مجلسي كله قال إذا كفيت ووفيت يعني في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكانوا يجلسون للذكر فرادى
وجماعات ومر النبي صلى الله عليه وسلم وقال إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله قال حلق الذكر إذن المسلم إذا ذكر ربه وأكثر من الذكر فإن لسانه يجف ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك الجفاف لا يزال لسانك رطبا بذكر الله يعني الجفاف هذا جفاف في الظاهر فقط لكن حقيقته عند ربك أنه من الرطوبة كخلوف فم الصائم أحب عند الله من ريح المسك هو الخلوف رائحته كريهة لكنه عند الله هو أطيب من ريح المسك، ودم الشهيد أحب عند الله من ريح المسك. الدم
يتغير ورائحته تتغير وتصبح كريهة، لكن هذا كريه في أنوفكم فقط، لكن عند الله هذا الذي جاد بنفسه في سبيل الله هو في الجنة، ليس بينه وبين الجنة إلا خروج الروح إذا في ظاهر وفي حقيقة الأمر عند الله هذه الحقيقة أن لسانك إذا جف فهو رطوبة يجب أن تزيل هذه الرطوبة ولا تبقيها فالإمام الشافعي يقول لك أن تبقيها فلا تتسوك بعد الزوال وأنت صائم عند الشافعية هكذا مكروه أن تزيل ذلك الخلوف أو الخلوف لغتان بالسواك هكذا هو لماذا قال لأنه من ريح المسك كأنك إذا أبقيته أبقيت ما هو حبيب عند الله أكثر من ريح
المسك كذلك قال أهل الله في الريق الناشف بعد الذكر، انتظر قليلا ولا تشرب لمدة ثلاث ساعات. يأتي إليك أحد من الإخوة يقول لك من أين جئت بهذا وما دليلك وما هذا حتى يقول لك من أين هذا المكان وأين دليلك دليلي هنا افهم الكلام فهناك فرق بين ما قاله له نحن الأطباء وأنتم الصيادلة يعني أنت ائتني بالحديث فقط وأنا أفهمه هناك فرق بين الحديث وبين فهمه وما يترتب عليه انظر كيف فهم سيدنا الإمام الشافعي فهذا هو السلف الصالح كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف وليت هذا الخلف ابتدع هذا جهل أيضا ليس ابتداعا فحسب يفكر كيف الإمام الشافعي أصبح الخلوف ويفكر كيف
أهل الله أصبحوا النشفان هذا لماذا لا يزال لسانك رطبا يقول له حاضر يا سيدنا رسول الله لا يزال لساني كم سنأخذ ثلاث ساعات أخرى قوم عندما فعلنا ذلك أطعنا الناس المجربين العابدين الأتقياء الأنقياء الذين يسيرون وراء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حذو القذة بالقذة لا يحيدون عنها قيد أنملة قوم وجدنا أنفسنا جاءت واردات ماذا حدث إذن جاءت واردات ما هي الواردات هذه حاجة كالإلهامات، صفاء في النفس يتبعه واردات عبارة حسنة، دعاء، ذكر، اسم من أسماء الله تعالى. لم تكن منتبها إليه، هو في اسم
من أسماء الله تعالى ما الإنسان يكون غير منتبه إليه. آه، اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك ما قال أنبياء أو خلافه أو استأثرت به في علم الغيب عندك يبقى فيه أم علمته أحدا من خلقك في فيأتي اسم كذلك تذكر به الله أو معنى اسم معنى اسم أنت لم نكن منتبهين يا واسع لم نكن منتبهين يا واسع يعني ماذا فجأة يكون لك معنى حلو هكذا هذه الواردات، هذه الواردات عندما تجربها تستلذها تقول والله هذه حاجة حلوة صافية لطيفة موافقة للشريعة منورة للقلب، فتبدأ نفسك المسكينة تتعلق
بالواردات ونحن لا نريد ذلك، نحن نريد أن يكون قلبك معلقا بالله وليس بالواردات، الواردات هذه ما هي؟ الجائزة الثمرة الخاصة بالذكر، تذكر وعينك على الوارد وقلبك ابتدأ يتعلق بالوارد لأنه أصله حلو جدا لذيذ جدا تريد من هذا مثل الأطفال فأنت لو تأملت في نفسك تجدك في داخلك طفل أنا أريد من هذا ولذلك أهل الله يقولون ماذا لم يبلغ مبلغ الرجال من هذا رجل عنده سبعون سنة تقول عليه لم يبلغ مبلغ الرجال كيف الرجال الذي يعني ليس طفلا والنفس كالطفل إن تهمله نشأ على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم فاحذر النفس والشيطان واعصهما وإنهما نصحاك النصح فاتهمهما
ولا تطع منهما خصما ولا حكما فأنت تعلم كيد الخصم والحكم إذا النفس بداخله كالطفل يتعلق قلبك بماذا بالوارد لا أريدك هكذا، دع عنك هذا الأمر وتعلق بذكر الله وحرر قلبك لذكر الله فإن الله هو وها هم بعض الناس أيضا يقولون لي لا أعرف ماذا يعني، لا أعرف كيف، انظر إلى النحاة، العلماء قالوا عن الضمير ماذا؟ أعرف المعارف، ها الضمير في النحو يقولون ماذا؟ أعرف المعارف عندما تقول هو فيكون من هو الله، انظر إلى الجمال قال قل هو الله
أحد، إذا وأنت سائر هكذا بدأ قلبك يتعلق بهذا الوارد، أجيد أم سيء؟ سيء، وإن كانت نفسك تقول هذا شيء جميل هذه لذة أنا أريد هذه اللذة، بدأنا ننحرف ونذكر لغرض، والذي يحب أن يذكر لغير سبحانك لك كل العبادة لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، انظر إلى الكلام النبوي الجميل قال له أنا عاجز عن شكرك لست قادرا على الشكر أشكر على ماذا فلو شكرت فسأحتاج إلى الشكر لأنني شكرت ولن ننتهي فأنت اشكر نفسك ما لي ولهذا العجز ولكنه عجز محمود مقدوح محمود فلما الرجل هنا ينصحك فيقول لك احذر انتبه وأنت تتعبد
ستأتيك واردات ستستلذ بها من ضمن الترقي لما الله يحب أن يرقيك يقطع الوارد عنك ليرى هل ستتضايق أم ستستمر، الطفل الصغير يتضايق ويبكي لأنه لم يعط الشوكولاتة الخاصة به، الرجل الكبير يفهم أنه نعم هذا ترقي فيذكر الله كعادته ما دام لا يقطع ويذكر الله لا لغرض الوارد كان مشايخنا يخبروننا بأشياء نفهمها بعد ذلك يقول لك هذا أنا لم أر رؤية منذ أربعين سنة منذ أربعين سنة لم ير رؤى يعني لم
يأته وارد ولا إلهام ولا أي شيء لماذا يبقى ربنا راقاه ليس نحتاجها قالوا القطب الغوث الذي هو أحسن واحد في الدنيا، القطب الغوث هذا من؟ هذا ليس خيالا، لو أن الستة مليارات من البشر وقفوا أمام ربنا، أحسن واحد فيهم من هو؟ هذا الذي يسمى قطب الغوث، شخص الله راض عنه، شخص أحسن واحد في الستة مليارات، رقم واحد طبعا، كلما سيموت وسيصبح في القائمة واحدا، والذي يأتي بعده، هكذا هي الحال، فلا بد من وجود أفضل واحد، فهذا القطب قال لك: إذا ترقى القطب إلى القطبانية امتنعت عنه الكرامات، لم تعد تظهر كرامات ولا شيء، مثل إنسان عادي هكذا، هو
منا ذهب وعاد، ذهب إلى البحر ورأى الشاطئ الآخر فيه وعاد كما هو فبقي واقفا معنا واحد يأتي ليقول له فيقول الله يحفظك أنا أفكر في ماذا فيقول له لا أعرف فأنا مثلكم هكذا وآخر يقول فماذا حدث له أمس والله هل أنا حاو هل أنا ساحر هل أنا أعمل ثلاث حرف ثلاث درجات الناس تريد واحدا حاويا، تريد شيخا حاويا يقول له نعم يعني ماذا، قل لي هكذا ما عليها، أنا فقط فاهم أنك تعرف كل شيء، لا لست تعرف شيئا، أنا مثلك أنا مثلي مثلك هكذا عبد ضعيف، إذن بالأمس كشفتني وقلت هذا توفيق من الله ليس مني، هذا أنا أقول شيئا فربنا أرسلها إليك وليس أنا، ولا أعرف ما في ذهنك ولا أعرف أي شيء، إنه
أرسلها إليك ليعلمك، فأنا لا شأن لي بشيء. فيقول لك القطب إذا وصل إلى القطبانية امتنعت عنه الكرامات، فهذه الكرامات إذن من يراها؟ الأطفال الصغار ذوو الثلاث سنوات أم الأولياء ذوو الثلاث؟ ساغ في سوق الولاية يعني طبعا الولاية هذا أبو ثلاثة ساغ هذا بثلاثة مليارات دولار آه هذا شيء والثاني ولي بقي لكن الولي هذا الذي يرى الكرامات هذا عندنا في الأمر هذا هو في ديوان الرجال لا يزال أول السلم قالوا كنا نستحيي من الكرامة كاستحياء البكر من دم حيضها حدث كشف له فقال اللهم استر عني، افترض أنك فتحت النافذة ووجدت ابنة الجيران عارية، إذا كنت فاسقا فستبقى تتفرج،
وإذا كنت تقيا فماذا ستفعل؟ ستغض بصرك وتغلق النافذة وتقول أستغفر الله، هكذا "غضوا من أبصارهم"، "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"، حسنا هو كلما نقول غضوا من أبصارهم الشيخ سليم يقول الحمد لله، ماش يا مولانا، نعلم أنك في نعمة ما بعدها نعمة، اللهم متعنا بأبصارنا. الشيخ سيد مجاهد، أنا لا شأن لي، طيب، واجعل حبيبتيه قرة عين له في الجنة. من ابتلاه الله في حبيبتيه فصبر دخل الجنة، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأغلق النافذة تنظر إلى الناس كذلك الكشف
أنا ربي كشف لي أنك فعلت وفعلت لو كنت أنا تقيا حقا أقول له يا رب أنا ما لي أنا ما لي أنا أغلق ويبكي الولي من هؤلاء ألا يقول نعم ما أنا كشفتك ها هو ما هي لعبة هذا ابتلاء قوم يدعون الله هذا ينتهي ويكتمل، نعم هذا يكون هذا قلبه، انظر قلبه معلق بالله في جميع الأحوال، في جميع الأحوال قلبه معلق بالله، وما لي بعورات الناس، هو أفضل مني، أنت بهذا تفتن، أنا أريد أن تفهمني أنني أفضل منه، أبدا هذا هو أفضل مني أيضا، يقول الشيطان يقول أفضل منك كيف تعني أنت تقول إن هذه المعصية لن تكون معصية أو ستدخلني في مشاكل فلا أفضل أن أغلق النافذة وهكذا
فالرجل هنا ينبهنا رضي الله عنه عن هذه الأشياء فيقول ماذا لا تطلبن بقاء الواردات قلبك لا يتعلق بالوارد بعد أن بسطت أنوارها أليس أنت ذقتها وأحسست حلاوتها ونورها دخل في قلبك بما فيه الكفاية وأودعت أسرارها وفهمت ما معنى الواردات وانتهى الأمر فلك في الله غنى عن كل شيء انظر إلى كلام هذا الرجل المجرب الذي يعيش لأنه يأتي لنا بالكلام الصحيح بطريقة سلسة وسهلة فلك في الله غنى عن كل شيء وليس يغنيك عنه شيء لا واردات ولا إشارات ولذلك سيدنا الجنيد يقول لك رؤية في المنام بعد وفاته فقال له الرائي ما
فعل الله بك قال ماذا يا شيخ محمد ذهبت الإشارات وبقيت العبارات وبقيت ركعات كنا نقوم بها في الليل يعني كل الأشياء الجوائز والثمار هذه ذهبت ما دامت جائزة ستبقى في ميزانك كيف هذا بالعكس هذه تبقى عليك أما العمل فبقي على ما عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الباقي وبقيت تلك الركعات التي كنا نقوم بها في جوف الليل وكله ذهب قال رضي الله تعالى عنه تطلعك إلى بقاء غيره كون أن قلبك يريد الواردات تستمر دليل على عدم وجدانك أنت إذن لم تجد ربك بعد ولم تفهم أن بينك
وبينه حجابا، أنت محجوب واشتياقك لفقدان ما سواه، لو الواردات ذهبت تشتاق إليها، لو كنت أنت قلبك مملوء بالله ما اشتقت إلى شيء، تصبح عائشا تتملى في معيته ومعية الله شيء آخر، واشتياقك لفقدان ما سواه دليل على عدم اتصالك عندما أدرب نفسي على ألا أتعلق بالواردات وهذا أمر صعب أيضا يستغرق وقتا وأن لا أستوحش شيئا فهذا يدربني على أن أصل إلى الله ولا يبقى في قلبي إلا هو والنعيم وإن تنوعت مظاهره إنما هو بشهوده واقترابه
بشهود ربنا واقترابه إلينا يبقى هو أقرب إلينا من حبل الوريد أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، فيبقى القرب هنا قرب مكان أم قرب وصال؟ لا، القرب وصال وليس قرب مكان، لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن المكان، منزه عن الزمان، لأنه هو الذي خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار تنوعت مظاهره، إنما هو بوجود حجابه فسبب العذاب وجود الحجاب، وإتمام النعيم بالنظر إلى وجهه الكريم. اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم
في جنة الخلد يا أرحم الراحمين. هل تضارون في رؤية البدر ليلة التمام؟ إنكم ترون ربكم يوم القيامة هكذا، يعني رؤية واضحة. وجوه يومئذ ناضرة إلى ربنا ناظر إلى ما تجده القلوب من الهموم والأحزان فلأجل ما منعت من وجود العيان يبقى ما شاهدت الحضرة القدسية وما دام لم تشهد الحضرة القدسية بعين بصيرتك فتجده مملوءا بالهموم والغموم والتعب إذا شاهدت الحضرة القدسية ولا شيء يحدث الذي يحدث لا تنقلب الدنيا على من فيها ليس تبلد هناك أناس أيضا بلداء تنقلب الدنيا على من فيها وهم بلداء، هذا
ليس تقوى على الإطلاق، هذا كأن يقول لك وأنا ما شأني، خطأ كيف قال ما تحترق، هذا بليد هذا، أغلق باب الله وباب الناس، لا نحن نريد أن تفتح باب الله وترى الله وتحدث هذه الرؤية في لكن لا يحدث لك هم، انظر إلى الفرق بين الهم والهمة، الهم جمعها هموم أي أحزان وكآبة، والهمة همم مثل قمم، انظر كيف أن الهمم توصلك إلى القمم لكن الهموم توصلك إلى الغموم، فالهموم والغموم شيء واحد، أي قلل ما تفرح به، لا تفرح كثيرا جدا
هكذا بالأشياء والأشخاص والأحداث ذكر الله ما هو كله هذه حجب يقال ما تحزن عليه اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا فإنه لما يجعلها في قلوبنا وفقدت منا في داهية ولا يحصل شيء لا يفرح بالموجود ولا يحزن على المفقود قال رضي الله تعالى عنه من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك ويمنعك ما يبغيك يبقى كفافا هكذا لكي لا تحزن على شيء، على الحاجة جربها مع نفسك هكذا وقل حسنا يا فتى أنا الآن امتلكت ثلاثة مليارات دولار ماذا أفعل بها؟ ستسهر طوال الليل تفكر ماذا تفعل بها وأنت
ليس معك ثلاثة قروش والحمد لله مثل الرجل الذي جاء يسألونه يوم القيامة يقول لك في الروايات هكذا الإسرائيليات أو الخرافات صنعوا صاجة كبيرة هكذا ووقفوا كل واحد يحاسبونه على الأشياء التي يملكها في الدنيا والصاجة هذه تحتها شعلة نار لكي تبقى ملتهبة فالذي يملك طبعا ثلاثة مليارات هذا سيجلس كثيرا في التحقيقات من أين جئت بهذه العمارة وهذه الضيعة من أين والسيارة هذه من أين والأشياء هذه من أين وهو يجيب يرفع رجله وهكذا يتألم فواحد خرج قالوا له ماذا كان عندك قال عنزة وماتت عنزة وماتت يعني اختصر فيقول لك إنه يعني قلة الموجود لا تغضب منه كثيرا نعم يبقى إذا نعم انظر الفقراء
يضحكون من قلوبهم والأغنياء يقول لك الله كل هذا سأتركه أيضا لا توجد فائدة إن أردت أن لا تعزل فلا تتولى ولاية لا تدوم لك يبقى عندما يريك ربنا منصبا تبقى تحسب حسابك أنك ستعزل من المنصب لو دام لغيرك ما وصل إليك عندما تولى الشيخ الشعراوي رضي الله عنه الوزارة فأحضر المكتب ووضعه بجانب ماذا بجانب الباب فيقولون له لماذا قال فقط لأنه عندما أمشي أكون قريبا أخرج مباشرة هكذا هل أنا سأجلس بعد سأمشي كل هذا هو من الباب حتى هنا هاته هنا يا مولانا هذا باب الوزراء جميعهم منذ أول ما جاء حتى ما قال أبدا دعوني فقط هنا بجانب الباب لكي الذي يؤذيني ولا يحدث شيء آخذ نفسي وأذهب
من هنا دون أن ينتبه أحد، نعم إن رغبتك في البدايات زهدتك في النهايات، فهو في البداية الواردات تأتي إليك فترغبك والكرامات تعمل فترغبك، وبعد ذلك عندما تعرف الحقيقة وأن هذه الأشياء كلها زائلة وأن الأمر إنما هو لله فيها قلت له أنا ماذا أعمل بها كل هذا شاغل هذا ربنا يكون في عوني إن دعاك إليها ظاهر نهاك عنها باطن اللذة الخاصة بالواردات والكرامات تدعوك في الظاهر والفهم الصحيح للقضية أنه لا يبقى إلا وجه الله وأن كل شيء هالك إلا وجهه وأنه من عليها فان إلا
أن تفهم هكذا وتفهم أن الله هو الأساس والأصل لكل شيء فيكون ذلك هو الباطن وهو الحقيقة، ولذلك ستزهد في كل هذه المظاهر، إنما جعلها محلا للأغيار، إذ يقول جعلها، فتكون الدنيا يعني جعلها، من هذه؟ جعلها، أي جعلها يعني الدنيا التي نحن فيها محلا للأغيار، الأغيار على وزن غبار والأشياء المتغيرة تتغير وتتقلب والأشياء ما سوى الله لأن ما سوى الله هالك تبقى الأشياء هالكة لها بداية ولها نهاية لا تدوم على حال ومعدن للأحزان يموت واحد عزيز علينا
نبكي وأحيانا يصرخون وأحيانا يلطمون وفعلا مصيبة يأتيني واحد يقول لي هذا وعدني أنه سيعطيني ما لقد مات، وأخذ ما وعدته به من الميراث، لا بالطبع لا، لقد مات فأصابتكم مصيبة الموت لكي تعلموا أنكم لا تقبلون النصح تزهيدا لكم فيها، أي لكي تزهدوا في الدنيا وتعلموا أنها ليست محلا للاستقرار بل هي للتغيير، وأنها ليست محلا للأنوار بل هي للأحزان، اعلموا أنكم لا تقبلون النصح المجرد عندما يجلس لينصحك مجرد ذلك تقتنع من هنا وتخرج لتعمل أيضا الشيء المعكوس الذي تفعله فذوقك من مذاقها لا يسهل عليك وجود فراقها
فجاء إلى منزلك بعض المصائب هكذا لكي تتعلم لكي تتأدب لأنك لن تشتغل بعقلك على الفور أين المثال تقرص قليلا في المال تقرص قليلا في الحياة تقرص قليلا في قوم تزهد فيها تمل منها تقول أف ولكن ليس للوالدين وإنما أف هنا ما هي