الحكم العطائية | من 42 - 45 | أ.د علي جمعة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد، اللهم يا ربنا اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته وانفعنا به في الدنيا والآخرة واجعله قدوة حسنة لمسيرتنا إليك وشفيعا لنا يوم القيامة، اللهم يا أرحم الراحمين حبب الإيمان إلى قلوبنا وزينه فيها وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين وانصرنا على القوم الكافرين واغفر وارحم
وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم نعوذ اللهم بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق اللهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين ووسعنا الله بعلومه في الدارين آمين لا ترحل من كون إلى كون فتكون كحمار الرحى يسير والمكان الذي هو الذي ارتحل منه ولكن
ارتحل من الأكوان إلى المكون وأن إلى ربك المنتهى وانظر إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه فافهم قوله عليه الصلاة والسلام وتأمل هذا الأمر إن كنت ذا فهم والسلام فالإنسان يجب عليه أن يحرر مسيرته إلى الله فلا يلتفت إلى سواه فإن
الملتفت لا يصل وفي الطريق شواغل ومشاغل كثيرة تريد أن تلفتك عن النظر إلى الله والله هو مقصود الكل في الطريق إلى الله بهرجة عن اليمين وعن اليسار إذا وقفت عند كل ما يشغلك ويلفتك ولو كان من ظهور الأنوار وانكشاف الأسرار، بل وظهور الكرامات وخوارق العادات، فإنك لا تصل إلى الله. والعابد يعبد والذاكر يذكر، فإن
كثيرا من الشواغل والمشاغل واللوافت تنفتح عليه، بعضها من قبل الشيطان وبعضها من قبل الابتلاء والامتحان. فإذا خليت نفسك عنها ولم تلتفت إليها ولم ترغب إلا في الله أنقذك الله منها وحصنك من الوقوع في تلك اللفتات وسار بك إلى ذاته سبحانه وتعالى لا تقصد إلا إياه الله سبحانه وتعالى جعل لنا ما يسمى بالملك وجعل لنا ما يسمى بالملكوت
فالملك ما تراه أو تستطيع أن تراه والملكوت ما لا تراه بحواسك أو تستطيع أن تراه، أما الذي هو الملك ففيه أنوار وفيه أسرار، والملكوت فيه أنوار وفيه أسرار، وكل ذلك صادر عن الله سبحانه وتعالى. أنوار الملك كنور الشمس والقمر والنجوم والكهرباء وغيرها مما ينير لك في بصرك وحسك ما حولك، وأنوار الملكوت تتعلق بالقلوب فينشرح القلب وينبسط
ويسر وقد يصل برؤية البصيرة إلى أن يرى نورا في خلوته أو حجرته أو نورا في السماء، كل ذلك من الأوهام. بعض العابدين الجاهلين يغترون بذلك ويرون أنهم قد وصلوا، فإذا ظنوا أنهم قد وصلوا بهذا فقد ضلوا الطريق. حتى قيل إن العابدين يظهر لهم عرش نوراني في السماء يقول لهم أنا لي فإن سجد كفر لأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو السميع البصير سبحانه
وتعالى ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى رب السماوات والأرض لا يرى في الدنيا وعن عبد القادر الجيلاني رضي الله تعالى عنه وهو من أكابر الصالحين وأولياء الله العاملين أنه كان يجلس في خلوته يذكر ربه فأضاءت الخلوة بنور لم ير مثله وشعر بقلبه يخشع لله وسمع صوتا قال ما سمع أحلى منه من قبل قال يا عبد القادر لقد قربناك قال لبيك ربي لبيك قال يا عبد القادر أحببناك
قال فشعرت أنني أذوب كما يذوب الملح في الماء قال يا عبد القادر أحللنا لك الحرام قال اذهب يا لعين فانطفأ النور وسمعت صوتا لم أسمع أقبح منه من قبل وهو يقول علمك نجاك يا عبد القادر أخرجت بها سبعين وليا من ديوان الولاية فاللهم سلم لأن عبد القادر أراد الله لا سواه فلم يلتفت إلى هذه المخرقات ودعوى الكرامات بل قصد الله لا رب سواه فقال
علمك نجاك يا عبد القادر ومن أجل ذلك نصح المشايخ بأن يكون لك شيخ في الطريق إلى الله يبين لك هذا من ذاك والنافع من غيره والبشرى من الشواغل ويسعى بك إلى ربك على شرط العلم لأن كلامنا وطريقنا مقيد بالكتاب والسنة فإن لم يتقيد بالكتاب والسنة فكن يهوديا أو نصرانيا أو بوذيا أو هندوكيا فإن من راض نفسه من البشر كثير ولكن لا بد للمسلمين إذا ما راضوا أنفسهم لله أن يكون ذلك على طريق الكتاب والسنة
فإن خرج عن الكتاب والسنة فليس بطريق إلى الله علمك نجاك يا عبد القادر لأنه عرف أن الله لا يرى بعين النظر ولا يحل الحرام ولم يحله لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الكائنات وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين وسيد الخلق أجمعين وأفضل ما خلق الله سبحانه وتعالى على جهة الإطلاق، بل إنه زاد في عبادته كل ما رقاه ربه في مدارج عبوديته ويقول: يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا اللهم
صل عليه وسلم في الأولين وصل عليه وسلم في الآخرين وصل وسلم عليه في العالمين رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله له مدارج العبودية مستمرة حتى بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى فجعل الناس تلهج بذكره إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا عليه وسلموا تسليما، فما زال الناس بالملايين يصلون عليه إلى يوم الدين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فتح الله له بابا من الثواب لا يغلق إلى يوم الدين، فسلط عليه سفلة
القوم يشتمونه ويسبونه، فترتفع درجته عند ربه كل لحظة بسب السفهاء له وبكفر الكافرين به وبسفاهة السفهاء في جنابه الأعظم فما زال يترقى صلى الله عليه وسلم في مدارج العبودية مع ربه ولا نهاية لمدارج العبودية ويزداد شرفا فوق شرف ورفعة فوق رفعة من غير حول منه ولا قوة إنما هو بفضل الله عليه وإسبال نعمته عليه صلى الله عليه وآله وسلم ليكون رحمة للعالمين ومثالا يحتذى لمن أراد الله سبحانه وتعالى ونحن في
الطريق إلى الله وقد أمرنا ألا يكون هناك سواه فلا نلتفت إلى اللوافت لا ينبغي أن نعبد الطريق نفسه من دون الله قالوا لأبي يزيد ما لنا نعبد ولا نجد لذة العبادة في قلوبنا قال عبدتم العبادة فلم تجدوا لذتها في قلوبكم اعبدوا الله تجدون لذة العبادة في قلوبكم، فالإنسان إذا قام الليل وصام النهار حدثته نفسه أن يفرح لأنه قد قام الليل وصام النهار والحمد لله، فيلتفت إلى العبادة، أما
الذي أخلص نيته لله فإنه لا يلتفت إليها، بل إنه يصوم شوقا إلى الله ويصلي حبا في الله ويذكر رغبة في الله فإنه لا يرى إلا الله حتى عمله لا يراه، فحينئذ يجد لذة العبادة في قلبه. فتنبه فإنه معنى دقيق لا يلتفت إليه كثير من الناس. العبادة أمر طيب مأمور به ممدوح عليه، ولكن اجعله لله لا من أجل أن تترقى حتى في الطريق إلى الله، وهذا هو الذي يقوله لنا الشيخ. اليوم لا ترحل من كون إلى كون ولا
تنقل نفسك من درجة إلى درجة ولا تحاسب نفسك أنك بالأمس لم تكن تقوم واليوم تقوم وبالأمس لم تكن تصوم واليوم تصوم وهكذا بل افعل كل ذلك لله رب العالمين من غير تكلف ومن غير رغبة في الترقي في درجات العبودية إنما اجعله هو الذي ينقلك من حال إلى حال ومن كون إلى كون ومن خطوة إلى خطوة، اترك نفسك لله فلا ترى سواه ولا تجعل العمل حائلا وحجابا بينك وبينه، والعلم كذلك العلم الشرعي قد يكون حجابا، فمن تفاخر بعلمه واعتز
به ونظر إليه وقارن بين نفسه وبين الناس فتعالى عليهم بذلك العلم فالعلم يومئذ حجاب والعياذ بالله وتحول ما هو موصل إلى الله إلى ما هو منقطع بك عن الله فلا ترحل من كون إلى كون فتكون كحمار الرحى ماذا يفعل حمار الرحى يسير في دائرة مثل الذي نقول عليه في الجيش عندما يأتي ليقول لك خطوة تنظيم مكانك سر فتتحرك رجلاك صاعدا نازلا وما تتقدم شيئا هذا حمار الرحى يمشي طول النهار متعقبا نفسه وهو في دائرة
لم يتقدم خطوة لأنه دار حول نفسه ها نفسه ليس ربه ليس إلى ربه وإنما لف حول نفسه فانظر التشبيه لا تلف حول نفسك أنكر نفسك وأنكر عملك لا تلتفت إلى ولا إلى نفسك فإنه ما وفقك إلى ذلك العمل إلا هو فتذكر ربك واترك نفسك له يفعل فيك ما يشاء مع الرضا والتسليم والبعد عن المعاصي والمنكرات وفعل الطاعات بالهمة العالية فتكون مثل حمار الرحى يسير لكنه لا يتقدم وأنت تعمل لكنه لا يقبل إذا فالمحصلة تكون
صفرا لا شيء والذي ارتحل إليه هو الذي ارتحل منه، النقطة التي انطلق منها هو الذي يعود إليها لينطلق منها. أنت أيها الرحالة تدور حول روحك مسكينا، ولكن ارتحل من الأكوان إلى المكون، هو الله وأن إلى ربك المنتهى. الله أمامك ولا تلقاه إلا إذا انتقلت من الحياة الدنيا، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين الذي هو الموت، بعض القاصرين يفهمون أن اليقين يعني التيقن مائة في المائة، فما دام سيدنا رسول الله مؤمن ألف في المائة، لكن أن اعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني حتى الموت، فليس هناك سقوط للتكاليف ولا إلحاد، وانظر إلى قوله
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله والإخوة لا يظنون أن الحديث هذا فيه شرك، ما دام قال إلى الله ورسوله. عيب! رسول الله هو طريقنا إخواننا إلى الله، والله لا يفتح لنا إلا من قبله وارتضاه الله سبحانه وتعالى واسطة بين الحق والخلق، وعلمنا هو عليه الصلاة والسلام أنه واسطة. بين الخلق والحق وقال ربكم ادعوني أستجب لكم هكذا مباشرة إذن فهو واسطتنا بينه وبيننا لأنه صاحب الوحي الشريف ولذلك ليس
من الشرك أن نطيع الله ورسوله وليس من الشرك أن نحب الله ورسوله وليس من الشرك إلا أن تدخل الإسلام إلا إذا شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يعني لو شهد أحدهم بأن لا إله إلا الله لا يدخل الإسلام، ولذلك الإمام أحمد أجاز الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وقال ينعقد لأنه ركن من أركان الشهادة، ركن من الشهادتين لا تتم الشهادة إلا به، فلما يقول شخص والنبي انعقد اليمين عند الإمام أحمد لماذا؟ أليس
من حلف بغير الله فقد أشرك، ولكن ليس هذا، سيد المرسلين، هذا ركن الإسلام، وهذا الحديث الأول في البخاري: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، الله هو النية نشرك فيها رسول الله. اسكت أيها الجاهل، لا تصح نيتك إلا بحبك لنبيك صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الذي يأخذ بأيديكم يوم القيامة ويشفع في الخلق أجمعين حتى يصدق عليه أنه رحمة للعالمين، يشفع فينا جميعا مؤمننا وكافرنا فيخفف اليوم من ألف سنة إلى خمسمائة، والخلق يذهبون إلى آدم فيقول نفسي فيذهبون إلى
نوح ثم يذهبون إلى إبراهيم فموسى فعيسى حتى يأتوا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. كما أخرجه البخاري فيقول أنا لها أنا لها فيذهب فيسجد عند العرش فيلهمه الله محامد كثيرة لم يلهمها لأحد من قبله حتى يقول له يا محمد ارفع واسأل تعط واشفع تشفع عليه الصلاة والسلام فيشفع في الخلق أجمعين فهذا الذي سبه واستخف به يحدث له من الخجل ما الله به عليم لماذا لأنه كان سببا في رحمة قد أصابته وهكذا يجعله الله سلطانا
على الناس سبحانه وتعالى قال رضي الله تعالى عنه وهو يتكلم في السير في الطريق إلى الله لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل وكم من المتصدرين قد قست قلوبهم عن ذكر الله يبدعون الذاكرين ولا يذكرون الله إلا قليلا فأغلق الله عليهم مغاليق الطريق ولم يفتح عليهم فتوح العارفين به، فإذا صاحبته انتقلت ظلمة قلبه إلى قلبك والمرء
على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، ومثل الصاحب السيء صاحب السوء والخليل الطيب كمثل حامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك بمسك أو تشم منه رائحة طيبة أو يعطيك من مسكه ونافخ الكير إما أن تصيبك ناره فتحرق ثيابك وإما أن تشم منه الرائحة الكريهة فهكذا الصاحب والله سبحانه وتعالى يقول يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
وليس من الصادقين فالمعية تدل على الصحبة والصحبة تؤثر في القلب فتنتقل أنوار الذكر إلى قلبك بالبيئة الصالحة ودل على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل التي قصها علينا قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عابدا هل لي من توبة قال لا فقتله فأكمل به المائة وسأل عالما هل لي من توبة قال ومن الذي يتألى على الله من الذي يمنعك من التوبة ولكن أرى أنك بقوم سوء كيف لم يقبضوا عليك ولم يقتلوك وتركوك تقتل منهم مائة فارحل إلى أرض كذا
فإن فيها أقواما يعبدون الله فتبقى إذن الهجرة والانتقال من أرض المعصية ومن صحبة السوء تعد من الهجرة فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول من هاجر شبرا من الأرض، شبر يعني حرك نفسك في الحافلة هكذا شبرا حتى لا ترتكب المعصية، شبر يعني ليس هناك خطوة بل شبر يعني ربع خطوة، الشبر اثنان وعشرون سنتيمترا والخطوة خمسة وسبعون يعني تقريبا ربع خطوة شبر، من هاجر شبرا من الأرض كتبت له هجرة ما
هذا الكلام الجميل هذا يجب عليك أن تهجر أصحاب الظلمة الذين منعهم وحرمهم ربنا من الذكر وأن تحيط نفسك بالصحبة الصالحة الصادقين الذين جعلهم ووفقهم تلهج ألسنتهم بذكره لا يزال لسانك رطبا بذكر الله خيركم من إذا رئي ذكر الله ولا يدلك على الله مقولة قال رضي الله تعالى عنه ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ حالا منك فإذا
ما صاحبت السيء هذا تقول أنا أحسن منه وحالما قلت أنا أحسن منه تكون قد ضللت هذه مصيبة صحبة الظالمين والمظلومين الظالمين والمظلومين مصيبة صحبتهم أنك ستتعالى عليهم ولو تعاليت لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر وحبة الخردل هذه كم تزن الثلاثة غرامات بستة آلاف حبة فيكون الغرام بكم بألفي حبة فتكون ما هذه إذن اسمها ما هذه
هباء منثور ذرة حبة الخردل خفيفة يا إخواننا وزنها مثل قشرة حبة القمح هكذا القشر الذي يطير هذا الذي يطير في الهواء، فحبة الخردل هذه شيء بسيط جدا يا أهل هذا، وبعد ذلك هذه مصيبة سوداء نحن في مصيبة هكذا، فليكن الكبر بعيدا عنه، كنا نقول لمشايخنا حديث تكبروا على أهل الكبر فإن ذلك عليهم صدقة، قالوا موضوع، لا تتكبر أهل كبر أم على أهل لم يتكبروا، ما لك علاقة بالكبر، نعم ولكن هذا متكبر فتكبر عليه، لا، دع هذا، ليس نحن من نفعل ذلك، نحن نتواضع لربنا، وإلا فلماذا نسجد؟ إعلانا للخضوع له والخضوع له، فإياك أن تصاحب
هؤلاء لئلا تغتر وتقول أنا أحسن منهم وأنت أحسن منهم حقا ولكن المصيبة أنك عندما قلت ذلك فقد دخلت في نفسك في النظر إلى عملك وإذا دخلت بالنظر إلى عملك رغما عنك هكذا فستضطرب أم لا ستضطرب ما قل عمل برز من قلب زاهد ولا كثر عمل برز من قلب راغب ازهد في الدنيا يحبك الناس وازهد فيما ازهد في ما في أيدي الناس يحبك الله وازهد في ما في أيدي الناس يحبك الناس ازهد في الدنيا يعني لا تفرح بالموجود ولا تحزن على المفقود ولا تسعى لتحصيلها وادع وقل اللهم اجعلها في أيدينا ولا تجعلها
في قلوبنا يعني الذي في يده الدنيا لا يتركها وإنما يستعملها للاستعمال الحسن في الزهد لا يكون إلا عن تملك، متى تسمى زاهدا؟ عندما تكون الدنيا في يديك لكن لا ترضى أن تدخل قلبك، لا تدعوك إلى معصية ولا إلى تعلق ولا إلى تبرم بقضاء الله، فلو فقدتها لما تغير قلبك ولو تكاثرت في يديك لما تغير قلبك فأنت زاهد، أما الفقير فيكون زاهدا في أي شيء عندما لا تجد شيئا فبماذا ستزهد، الذي يزهد هو المالك فاللهم اجعل الدنيا في أيدينا نتقوى بها على عبادتك ولا تجعلها في قلوبنا فنكون من
الراغبين فتحبط أعمالنا، شخص صلى ركعتين قم تجد هاتين الركعتين في ميزان ربنا عظيمتان جدا لأنهما خرجوا من قلبي خرج من قلبي رجل زاهد مؤمن أما الراغب في الدنيا والمتعلق قلبه بها فصلى اثنتي عشرة ركعة ضحى قوم يريدون أن يخرجوا خفيفا هكذا هو على نحو عشرة ثوابات اثنتا عشرة في عشرة بمائة وعشرين والركعتان أخذتا مائة وعشرين ألفا ما هذه الحكاية لماذا لأنه أحب الأعمال الله جهد المقل والمقل هذا تتكاثر حسناته لأنه
جعلها على الله قلبه ما فيه دنيا فاللهم يا ربنا اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا واجعلنا مع الصادقين ومن الراشدين واهدنا إلى صراطك المستقيم