الحكم العطائية | من 46 - 50 | أ.د علي جمعة

الحكم العطائية | من 46 - 50 | أ.د علي جمعة - الحكم العطائية, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه اللهم يا ربنا صل على سيدنا محمد وسلم في العالمين وفي الأولين وفي الآخرين وجازه عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته واجعله لنا شفيعا يوم القيامة وأسوة في الدنيا اللهم انفعنا به يا أرحم الراحمين في الدنيا والآخرة واحشرنا تحت لوائه واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب ولا عتاب ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في
جنة الخلد يا أرحم الراحمين وأحينا مسلمين وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين ووحد قلوبنا أمة سيدنا محمد على الخير في الدنيا، اللهم يا رب العالمين انصر الإسلام والمسلمين وامح يا ربنا بالحسنات السيئات وتقبلنا عندك بقبول حسن واغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العزيز الكريم وهب مسيئنا إلى محسننا واغفر لنا جميعا، اللهم يا ربنا استر عيوبنا ونور قلوبنا واغفر ذنوبنا ويسر اغفر لنا ذنوبنا واجعلنا
من الراشدين ومع الصادقين وانصرنا على القوم الكافرين واهدنا واهد بنا يا رب العالمين قال رضي الله تعالى عنه حسن الأحوال من التحقق في مقامات الإنزال إذ كل شيء من عند الله فهو الهادي وهو المضل ومن يهد الله فلا
مضل له ومن يضلل فلا هادي من الله والتوفيق والهداية من الله، فلا تفتخر أيها المؤمن بعملك فإنما عملك مخلوق لله وما استطعت عليه إلا بتوفيق الله لك وأنه قد أذن بهدايتك، وكان الصحابة يقولون ما أنعم الله علينا بنعمة بعد نعمة الإسلام أي كانت نعمة الإسلام لا تقدر ولا تقاوم بشيء لأنه قد هدانا للإسلام. من غير حول منا ولا قوة، ولو أرادنا من أولئك الذين قد غضب عليهم أو
أضلهم لجعلنا من غير حول منا أيضا ولا قوة، فالحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله الذي جعلنا مسلمين من غير حول منا ولا قوة، فيجب عليك بعد أن أنعم الله عليك بهذا أن تقوم حيث ما يرضي الله وأن تطبق على نفسك ما أراده الله منك وأن تكون في مراد الله سبحانه وتعالى الذي بينه لك ووضحه لك فيقول: حسن نتائج الأعمال هذه حسن الأعمال، نتائج حسن الأحوال، إذا حسن حالك مع الله وصح حسن عملك، فالسلوك الذي يسلكه المؤمن مرتبط بما
في القلوب وما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام وإنما بشيء وقر في قلبه وجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال يخرج عليكم من ها هنا رجل من أهل الجنة فخرج رجل فترصد له ابن عمر وذهب إليه وبات معه حتى يرصد عمله فما وجده إلا أنه قد استيقظ قبل الفجر لم يقم الليل بطوله وصلى ركعات خفيفات وظل عنده ثلاثة أيام فكان الأمر هكذا لا يزيد من عمله ليس بصوام النهار ولا بقوام الليل ولكن سأله وقال له لقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك من
أهل الجنة فبم وصلت إلى هذا قال أبيت وليس في قلبي شيء لأحد من الخلق فحسن الأحوال ينتج منه حسن الأعمال ومن أين تأتي بحسن الأحوال قال من التحقق في مقامات الإنزال إذا فلا بد أن تتحقق بالمقامات والفرق بين الحال والمقام أن الحال عارض يأتي ويذهب فالقبض والبسط من الأحوال أما المقام فثابت فالجود والكرم والحب والعطاء من المقامات
تأخذ في التحقق بالأحوال حتى تصل إلى المقامات، فإذا وصلت إلى المقام ثبتت فيه ونتجت منه أحوال أخرى، وهذه الأحوال هي التي تحسن الأعمال. فاللهم يا ربنا أحسن سريرتنا وأحسن مقاماتنا وأحسن أحوالنا وأحسن أعمالنا وتقبلنا عندك بقبول حسن. قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه الإمام النووي في الأذكار يقول إن الذاكر يثاب حتى لو
ذكر بلسانه دون قلبه، إياك أن تنقطع استمر في الذكر بالك مشغول لا تهتم ببالك المشغول استمر في الذكر طيب وذكر أي شيء هذا إذن استمر في الذكر إياك أن تنقطع دائما استمر في الذكر لعدم حضورك مع الله فيه لأن لسانك إذا اشتغل بالذكر لا يشتغل بالغيبة ولا بالنميمة ولأنك إذا أدمت الكلام باللسان في ذكر الله أثر ذلك في قلبك لا محالة ولأن الدوام أحب الأعمال إلى الله قال أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل لأنه يؤثر في القلب ويحول الحال إلى مقام فبعد
أن كان الذكر يجري على لسانك دون قلبك يدخل قلبك ولسانك معك فهناك ذكر اللسان وهناك ذكر القلب وهناك ذكر اللسان مع القلب ثم هناك ذكر الروح وإذا بدأت الروح في الذكر سجد القلب لله وإذا سجد القلب لله فإنه لا يقوم إلى يوم القيامة فسجود القلب لله ليس بعده قيام، القيام يبقى على الجبهة نسجد ونقوم فنتعب الدم يجري في دماغنا ونتعب وخلق الإنسان ضعيفا، أما القلب إذا سجد لربه فإنه لا يقوم أبدا، لا تترك
الذكر لعدم حضورك مع الله فيه استمر دائما لا يزال لسانك رطبا بذكر الله لا يزال وقال له ما حال قال له لسانك هاك انظر أفصح العرب سيد الكونين لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع الغيبة عما سوى المذكور وما ذلك
على الله بعزيز يبقى ينتقل من مرحلة إلى مرحلة ومن حالة إلى حالة من أين من الاستمرار من الدوام من أنه أطاع رسول الله انظر طريقنا مقيد بالكتاب والسنة ما هو يتكلم عن الذكر لكنه منتبه من أن أحب الأعمال إلى الله أدومها قل وخذ بالك لا يزال لسانك ما لم يأخذ قلبك بالك من جهد العقل وخذ بالك من أشياء كثيرة كل الدين أشياء كثيرة جدا ولذلك يقول لك النصيحة في الآخر لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه اشتغل بالذكر ولا تغفل ولا تأتيك الشياطين لزوما ما الفائدة من أن
ومنشغل بالدنيا وبلاياها قوله ليس لك شأن لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله خير ما قلت وقال النبيون من قبلي لا إله إلا الله قال خير ما اعتقدت واعتقد النبيون من قبلي أبدا تكلم عن الحضور القلبي أبدا هذا يقول خير ما قلت لكي ينبهك إلى البداية الصحيحة وهي أن تشغل لسانك بذكر الله ومن خير الذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاللهم صل على سيدنا محمد وآله لأن غفلتك عن وجود ذكره حين لا تذكر إطلاقا أشد من غفلتك في وجود ذكره فيبقى
لسانك يعمل وهذا أفضل من فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، وقلنا بداية الطريق ما هي؟ اليقظة إذن الذكر قبل الطريق أم لا؟ وفي الطريق أم لا؟ وبعد الطريق أم لا؟ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر، يا أهل ذكر الله أكبر من الصلاة، صلاة مرات وتنهى عن الفحشاء والمنكر وبعد ذلك ذكر الله أكبر لو وقفنا عند هذه الآية وحدها لكفى ما هو لا يزال لسانك رطبا بذكر الله اشتغل بالذكر أما أولئك الذين لا
يذكرون الله إلا قليلا فيبقون ليسوا معنا يبقون لم يبدؤوا بعد حسنا اليقظة أن تعرف الحقيقة ما هي الحقيقة أنك فان يعني أن ربك باق، وأنك حادث يعني أن ربك لا أول له، وأنك تحتاج إلى غيرك يعني أن ربك قيوم السماوات والأرض، وأنك متعدد في جهاتك يعني أن الله سبحانه وتعالى واحد أحد فرد صمد لا إله إلا هو ليس كمثله شيء. اليقظة معرفة الحقيقة، استيقظ من غفلتك. فعرفت أنه لا حول ولا قوة إلا بالله
وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد وأن كل شيء عنده بمقدار وأنه سبحانه وتعالى فعال لما يريد وأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وأن له الصفات العلا وأنه صاحب صفات الجمال والجلال والكمال، ربنا سبحانه وتعالى خالق السماوات والأرض. وما بينهما أعط اليقظة ولكن نفسك مغلوبة وتنازعك في الطاعة وتجرها خلفك أو تحت قدميك أو أمامك تدفعها دفعا فينقلك من ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور والحضرة القدسية معنى تدخل
فيه عالما لا تستطيع أن تنسى فيه الله فالله حاضر وليس غائبا تستدعيه وتستحضره وتعيش مرة في الدنيا ومرة في حضرته لا بل أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عن الحاضر في حضرته طرفة عين فيدخل إلى الحضرة القدسية ليست الحضرة القدسية مكانا لا هذه حالة فإذا دخلت في الحضرة القدسية فماذا ترى الخلق أجمعين كافرهم ومؤمنهم الأنبياء والأولياء والملائكة الملائكة المقربين
تجدهم أجمعين يعبدون الله بعضهم بعبادة الحال وبعضهم بعبادة الحال والمقال وأن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون التسبيح الكافر يسبح ربنا رغما عنه جسمه يسبح ربنا خلاياه تسبح ربنا ومن تجدون في هذه الحضرة تجدون إماما لها كإمام الصلاة نحن في الصلاة نعمل مثل الحضرة يكون واحد واقفا إماما ويكون المصلون خلفه من أمام الحضرة القدسية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ويسمونه إنسان عين الحضرة القدسية ويقول اللهم صل على إنسان عين الحضرة القدسية صلى الله عليه وآله وسلم ماذا تعني إنسان العين يعني حدقة العين السوداء هذه عندما تذهب يحدث ماذا لا ترى شيئا فعندما النبي لا تبصر وأنت في الحضرة المقدسة فلا تعود تبصر، فماذا تفعل؟ لا تعرف، وأنت في الحضرة المقدسة أتسكت أم تتكلم؟ لا تعرف، ما الأدب؟ أتقوم أم تقعد؟ لا تعرف، متى أعرف متى؟ عندما أرى النبي، قم
فأراه، أرى ماذا يفعل وأقلده، ولذلك سموه ماذا؟ إمام المرسلين قائد الغر المحجلين سيد ولد آدم أجمعين ويقولون عنه إنسان عين الحضرة القدسية يعني لو غاب عنك فهو دائما هناك في الحضرة القدسية هذه فإذا غاب عنك تهدأ ولذلك ليس هناك باب سوى باب النبي المصطفى والحبيب المجتبى لله رب العالمين بينك وبينه النبي لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا، والله ما تركت شيئا يقربكم إلى الله يقربكم إلى الجنة يبعدكم عن النار إلا أمرتكم به، وما تركت شيئا يبعدكم عن الله يبعدكم عن الجنة يقربكم إلى النار إلا نهيتكم عنه، فجزاه الله عنا خير ما جازى نبيا عن أمته صلى الله عليه وسلم فسيد الخلق أجمعين هو الحبيب المصطفى ففي الحضرة لا تنسى، كيف تنسى وأنت في الحضرة في مشاهدة في هذه الحضرة التي لا تنسى فيها تحتاج إلى إمام وإمامك سيد الخلق أجمعين ومن ذكر مع وجود
حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور ثم بعد ذلك تترقى إلى أن ينطبع رسول الله وراثة فيك والعلماء ورثة الأنبياء إنهم علماء العارفون بالله وليس العلماء الذين يقولون آه هذا الذي نحن جالسون نتحدث فيه هذه معلومات وليس علما هذا العلم هو المعرفة بالله قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يخشى الله من عباده العلماء إنما يخشى الله من عباده العلماء أم لا، نعم لأنهم عرفوا الله وعرفوا حقيقة الدنيا، فالعلم الذي لا يوصل إلى الله هو جهل
ومعلومات وحجاب، فعندما تصل إلى المعرفة ينطبع فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيب عن كل شيء حتى عن ذاتك في عين الحضرة القدسية فلا يبقى ولا تعبد إلا إياه ولا ترى سواه سبحانه وتعالى، الحقيقة الباقية والوجود الحق، حينئذ تتشعشع الأنوار وتتجلى المقدرات وما ذلك على الله بعزيز لأنه فعال لما يريد، ينقلك سبحانه من حال إلى حال فلا تنقل نفسك لأن
نقلك لنفسك إنما هو شهوة وتشهي أن تصل ولا تجعل الوصول غايتك بل اجعل غايتك الله واجعل الله هو مقصودك قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات وترك الندم على ما فعلته من الزلات ما القلب الصاحي والقلب الميت القلب الصاحي يحزن من فوات الأوقات
يحزن من فرص العبادة الضائعة، يحزن من المواقف التي لم يحضرها وكان قادرا على حضورها حاضرا لها قادرا حاضرا، لا يحزن للدنيا لأن الدنيا قد طلقها ثلاثا وحرمت عليه البتة، أخرج الدنيا من قلبه فخلا قلبه والقلب لا يخلو فإذا خرجت الدنيا امتلأ القلب بالأنوار وإذا امتلأ القلب بالأنوار انكشفت له الأسرار وإذا انكشفت له الأسرار فإنه يسجد للواحد القهار لو اطلعتم على أسرار ما يحيط بكم من الكون لسجدتم
لله لشدة عظمة ما هنالك ولو عرفتم ماذا خلق الله من الكائنات وعلى أي تدبير هي لخررتم سجدا ولما استطاع أحد منكم أن يقوم من سجدته مهما مضت فيضيعها القلب الذي يحزن من ضياع الأوقات، هل يضيع الوقت الذي سيأتي أبدا؟ وكذلك مثل الحزن الندم، اندم على ما فاتك أو ما ارتكبت من الزلات، فإن الندم أول التوبة والتوبة أول
الدرجات بعد اليقظة. أتذكرون عندما تناولنا منازل السائرين؟ اليقظة ثم التوبة، والتوبة على درجات منها التوبة من الذنوب. إلى أن تصل إلى التوبة من السوء، يعني ما سوى الله فلا ترى في الكون إلا هو، ولا تثق ولا تتوكل إلا عليه. لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله تعالى. ما دمنا نتحدث عن التوبة، لا تستعظم الذنب، استعظمه في بداية الأمر حين ترتكبه فحسب. التوبة أن تندم وأن تقلع عن الذنب وأن تستعظمه ونهاية التوبة أن تنسى الذنب قال أنت لم تفعل شيئا صفحتك
بيضاء لكي تتشجع قليلا على الاستمرار ووعي الذنب يتعاظم عندك حتى يكون حجابا بينك وبين الله وتقول هذا ربنا لن يغفر لي، يغفر لك حتى لو كنت مشركا به ثم لأغفرن لك يا ابن آدم لو جئتني بقراب الأرض ذنوبا ثم جئتني تائبا لغفرت لك فإن من عرف ربه استصغر في جانب كرمه ذنبه لا تيأس اندم اترك استعظم في أول الأمر وبعد قليل تقول هل أنا عملت ذنبا أنا ما عملت شيئا أنا صفحة بيضاء الحمد لله طيب وهذا ليس ضحكا على النفس قال لا هذه معونة لأنها تأتي بخير وهذا مبناها ما هو
الثقة بالله تبنى إلى الله ومن تاب الله عليه ولذلك في حديث شديد عن سيد الخلق أجمعين يقول من حج ووقف بعرفة ثم اعتقد أن عليه ذنبا فقد كفر فاللهم اغفر لنا ذنوبنا كالواقفين وأخرجنا منها كما ولدتنا أمهاتنا ونقنا منها بالماء والثلج والبرد وباعد بيننا وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب واغسلنا من خطايانا يا ربنا كما يغسل الثوب الأبيض من الدنس لا صغيرة إذا قابلك عدلها ولا
كبيرة إذا واجهك فضلها بعض الناس يقول لك في صغائر وكبائر وبعض الناس الآخرين العلماء الثانية التي من الأفضل أن يقول لا في لا صغائر ولا كبائر في المصيبة ما هي إلا معصية واحدة ومعصية في التوبة ما هي إلا واحدة ربنا سيتوب على هذه وسيتوب على هذه فلماذا تصنفها صغائر وكبائر لماذا نفرق يقول لك يوجد صغائر وكبائر ما المقياس قال الشيء الذي فيه كذلك فعليه لعنة الله كذلك والأمر الذي فيه نار والخلود في النار والبقاء في النار ودخول النار والأمر الذي فيه حد مثل الزنا والسرقة
وشرب الخمر وكذلك هذه هي الكبائر، الثاني قال له لا اجتنب الذنوب صغيرها وكبيرها ذلك التقوى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحتقرن صغيرة إن الجبال من الحصى قالوا وأخفى الله ثمانية في ثمانية، في ثمانية فأخفى ليلة القدر في رمضان، وأخفى الليالي الوترية من رمضان في العشر الأواخر، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات، وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى ساعة الإجابة في ثلث الليل الآخر، وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء الحسنى وأخفى ولي الله في الناس لا تعرف
إذا كان هذا ولي الله أم لا، احسب جميعهم أولياء كلهم أولياء ما لي دخل أنا ما شأني أنا كلهم أولياء، إياك أن تنظر إلى الواحد هكذا باحتقار لعله يكون وليا تقول لا أنا بصلاح سمين جدا انتهى ابتدأنا الضلال هاهو ذا يجلس طوال النهار سارحا، فلو كان وليا لما جعله الله هكذا. أولم يكن الشيخ الفرغل خارج الأزهر هنا عند الباب في القرن الثامن الهجري والتاسع يبيع الحشيش، فجاء الشيخ ابن حجر العسقلاني شارح البخاري ودخل، وكان قاضي القضاة، فقال: ما هذا؟ قالوا له: هذا الشيخ الفرغل. فحدث نفسه أنه قال لو كان وليا
ما أقامه الله في هذا المقام أبدا، ودخل ليصلي بالناس فنسي الفاتحة، فبعد ذلك قال له الناس: لا، أنت فعلت شيئا، هذا يعني حافظ الدنيا، قال حافظ الكبير، حافظ الدنيا، حافظ أشياء عجيبة وتنسى الفاتحة، غير معقول يعني، ليس من الضروري أن تفعل شيئا كهذا أم هكذا قال والله ما فعلت شيئا ولكن الرجل الذي بالخارج هذا قال هو أنا داخل قلبي غير مرتاح له لأنه يرتكب ذنبا يفتش في أحد يدخن قالوا إذن اذهب استأذنه انظر ما القضية فذهب قال له افتحه قال
له فتشني أنا أخذت منك شيئا افتحه قال له لا هكذا أنا قاضي القضاة وأصبحت أم الناس وأنا الحافظ وهكذا ما شاء الله استحي ولا تكن هكذا قال له تب إلى الله من قال لك أن تسخر من خلق الله الدين قال لك هكذا وأنت داخل تسخر من خلق الله قال له أما أنت تبيع الحشيش يا مولانا الشيخ المتفرغ ما هو أيضا شيء تخيل قال له فاجلس وبع معي فجلس الحافظ ابن حجر بجانبه يبيع معه وبعد ذلك أخذ قاضي القضاة وقال له انظر أي واحد تختاره وانظر إليه هل يأخذ قطعة الحشيش مني ما الذي يحدث
فاختار واحدا هكذا ومشى خلفه شرب الحشيش وتقيأ وتوقف قال له يا أنا هنا هادئ منذ عشرين سنة لم يأخذ أحد مني حشيشا يا أخي ولم يعد إليها مرة أخرى أبدا، كيف تتكلم؟ كانوا يعيشون يا إخواني، ترون أن الله يا ناس لا تصدقوا هذه الأشياء، يقول لك هذا هو الشيخ سيقول خرافات الآن، ترون أن الله يدعوه يا رب أصلح الحال، التي تعبدها من دون الله هذه وإن شاء الله تكون آخر حشيشة، حدث هذا مع سيدنا الشيخ محمد أمين البغدادي، وبعد ذلك أصبح الشيخ محمد زهني شيخا فيما بعد، يتمايل من السكر وقال
له ألا تعطيني ريالا فأعطاه ريالا، فاعترض التلاميذ أتعطي رجلا سكرانا سيذهب ليشرب الخمر قال كيف هكذا ووجدوا محمد زهني هذا يأتي إليهم بعد ثلاثة أو أربعة أيام يبحث عن الشيخ أين الشيخ الذي كان هنا الذي أعطاني هذا الريال الجميل قالوا له لماذا قال كل مشروب حتى تقززت من الخمر وأحوال الخمر ولا بد أن الشيخ هنا في الظاهر جاشنكير حتى توفي رحمه الله تعالى وحدثت في وفاة كرامة محمد زهني هذا نطق بالشهادتين بعد أن مات، الرجل هذا قال له يا سيدنا الشيخ
بعد أن سار معه شهرين ثلاثة أربعة وتاب إلى الله وحسن حاله وأصبح من المصلين، قال له يا سيدنا الشيخ هل الذي يتبعكم يفتقر؟ قال له لماذا؟ قال له كان لدي ستة جنيهات ذهبية وأصبحت ثلاثة حالما أمسكت بطريقكم هذا، فالذي قدره الله معكم هكذا أنه يعني ونحن فسقة يعطينا ستة ونحن متقون يعطينا ثلاثة، فقال له: حسنا ولكن لنحسبها، كم كنت تعطيني أيها الخمار؟ قال له: ثلاثة، قال له: إذن ليست ملكك وأنت توقفت أعطهم لي فربنا أرسل لك أولادك الثلاثة كان يعطيهم لك ويكتب عليك ذنبا والآن لا يعطيهم لك ولا يكتب عليك شيئا ويكتب لك الحسنات كلها انظر كيف
أن الإنسان قاصر النظر ولا يعرف أين الخير ولذلك قلنا طريقنا هذا مقيد بالكتاب والسنة اتبع الكتاب والسنة وليس لك شأن أن تقل ليس لك شأن امض، هذا ظاهر فقط، كان لديه ستة وأصبحوا ثلاثة لما اتقى الله، لا هذا أنت نظفت لا تخف أنت نظفت هكذا لأن الثلاثة لم يكونوا رزقه، واحد أيضا ربنا يشفيه فيقلل رزقه، أجل لم تكن الأموال كانت للطبيب لم تكن كانت للطبيب والدواء لم تكن لك فدع احذر من هذه المعاني فلا صغيرة إذا قابلك عدله إذا حاسبك بعدله ما من صغيرة بقي كله خطأ ولا كبيرة إذا واجهك فضله
الله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء فاللهم يا ربنا اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك