الحكم العطائية | من 81 - 90 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل الله سبحانه وتعالى هو المعطي والمانع وهو
القابض والباسط والقبض والبسط قد يكون في الحس في الجسم في الشعور في العقل في الروح فقد يجد الإنسان نفسه مسرورا فيكون في حالة بسط وقد يجد نفسه حزينا فيكون في حالة قبض والله كريم فكل ما كان من سبيل القبض جزيت عليه وكل ما كان من قبيل البسط فإما أن يكون جزاء لك وعطاء من ربك يستوجب الشكر وإما
أن يكون امتحانا وابتلاء ولذلك العارف بربه وشأن ربه سبحانه وتعالى إذا حدث له القبض آمن شيئا ما لأنه يعلم أنه في حالة شدة وأن الشدة سيعطيه الله سبحانه وتعالى فيها وبها الثواب الجزيل أما الذي هو في حالة البسط وكان من العارفين بالله فإنه لا يعلم إذا ما كان هذا جزاء من ربه له أو امتحانا يمتحنه به ليثبت فيكون خائفا من ربه في هذه الحالة أكثر
من حالة القبض كثير من الناس يشكون القبض ويقولون أنا متضايق أنا متعب أنا لا أجد نفسي أنا أبحث عن شيء لا وجدها يريد أن يذهب إلى شيء لا يعرفه أو يكون ذلك حال قبض ويكون فيه ثواب لو كان عارفا ما هو لا يعرف بالله فهو يظن أنه في حيرة وتعب ونكد ولكن لو وصل بقلبه إلى المعرفة بالله لاطمأن شيئا ما لا يطمئن كل الاطمئنان لأنه لا يأمن مكر الله القوم الخاسرون ولذلك هذه الحالة لا تيأس
منها ولا تحزن عليها واغتنمها فرصة وافهم عن ربك أن هذا باب رزق لك وإن كان هو حال شدة وضيق واللأواء يعني الضيق من اللأواء فانظر كيف كلام نفيس كلام شخص قد جرب الطريق مع الله وكلام شخص فهم عن الله مراده يا سبحان الله لو فهمنا مراد الله أن تقوموا من الدرس هنا وأنتم فاهمون وبعد ذلك خلال ساعتين تنسون لم تصلوا بعد إلى مرحلة العارفين
بالله ستصلون إن شاء الله ما دمنا سائرين معه ونرى ما آخرتها مع سيدنا ابن عطاء الله السكندري والذي يسير مع الصادقين يحصل له ماذا سلام يا سلام هذا كان وهابيا، سبحان الله يتحدث الآن عن النفحات، ما شاء الله. اضحك لا تفعل هكذا لئلا تكون عملية صعبة جدا. قال رضي الله تعالى عنه وأرضاه لحالة القبض العارفون إذا بسطوا أخوف، فإذا هم خائفون في حالة القبض وهم خائفون في حالة البسط،
وإنما في حالة البسط أشد خوفا، وأفعل التفضيل يفيد المشاركة مع زيادة أحد الطرفين على الآخر، يفيد المشاركة، أي ماذا؟ أي أن الخوف حاصل في القبض والبسط معا لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، ولكن في حالة البسط كان ينبغي للإنسان أن يفرح، فما دام الله قد أفرحني فهو قد من حالة القبض ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل، لما يصبح الواحد مسرورا وتوسعت عليه الأحوال فكان ينبغي أن يكون أكثر خوفا، ما رأيك أن الأخوف هذا هو القليل
النادر جدا من الذي يدرك الحكمة ويعلم أن حالة القبض إنما هي جزاء وحالة البسط قد تكون اختبارا رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين، البسط الفرح والسرور والانفراج تأخذ النفس منه حظها بوجود الفرح، أليس كذلك وأنت مسرور تأخذ فرحا وهذا الفرح النفس تميل إليه وليس تميل إلى الكآبة والحزن، تميل إلى الفرح يعني عندما تأتي بأحد وتقول له سأخيرك بين الغنى والفقر طبيعيا هكذا يختار ماذا انظر يقول لك الغنى أم الفقر الغنى
القوة أم الضعف القوة الصحة أم المرض الصحة العلم أم الجهل العلم وهكذا ميل النفس هكذا لأن هذه المعاني فيها قوة لأن هذه المعاني فيها راحة لأن هذه المعاني فيها سعادة لأن هذه المعاني فيها تمكن فميل النفس إلى هذه المعاني ولكن وأنت في حالة البسط التي تميل إليها النفس تأخذ جزاءك أم لا، نعم أنا أحب الفرح فتكون قد أخذت جزاءها، والقبض لا حظ للنفس فيه، عندما نأتي في القبض فيعني أخذت ماذا صبرت، حسنا فيكون الصبر عليه شيء آخر أن الله مع الصابرين معي
هذه حاجة عالية جدا لأنه مع تدخل على العظيم فكان الله قد عظم الصابرين لأنه جعل فيها هذا المعنى الجليل ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك يعني أنت لا تعرف الخير فيك هو أعطاك في الدنيا ولكنه سيمنعك بهذا العطاء في الآخرة فتبقى أنت فرح اليوم وأنت لا تعلم إن الله يخفي لك شيئا وأحيانا يمنعك في الدنيا فتتضجر وأنت لا تعلم أيها المسكين أن هذا المنع
عطاء فلعله أخرك ليقدمك أي أخرك في الدنيا ليقدمك في الآخرة أو أخرك في ترتيب الناس ليقدمك عنده سبحانه وتعالى قالوا ولقد أخر الله النبي صلى الله عليه وسلم في الظهور الكوني المعنوي عليه الصلاة والسلام يعني سيدنا محمد آخر الأنبياء آخر الأنبياء هذا أول الأنبياء هذا لما جاء في الإسراء والمعراج ذهب فصلى بهم إماما وانتبه كيف يكون آخر العنقود سكر أي معقود يكون سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد مكرر ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك
يكون لا ينبغي للإنسان أن يأخذ بالظواهر وأنت في التعامل مع الله فافهم عن الله، وهذا يؤدي بك إلى الرضا والتسليم، وعندما تأتي لتدعو ادع هكذا: اللهم يسر ولا تعسر، اختر لي ما فيه الخير، لا تقل يمينا وشمالا، والذي يأتي به الله حسن، انظر إلى الناس الذي يأتي به ربنا جيد هذه تكشف عن ماذا عن التسليم والرضا متى فتح لك باب الفهم في المنع عقلك أصبح ذكيا وأصبحت فاهما وعارفا أنه عندما منعك قد يكون قد أعطاك عاد المنع عين العطاء المنع
نفسه سيصبح نعمة النعمة عندما تصيبك تفرح بها أم تحزن تفرح فسبحان الله فتفرح أنت دعوت وبعد ذلك الدعاء لم يستجب فلماذا تفرح؟ هذا كان يجب أن تبكي وتقول هذا وتتذمر وتضرب برجلك الأرض ولا تكون راضيا، لو فهمت لعرفت أن هذا المنع لو رضيت به وسلمت أصبح الرضا والتسليم هو عين العطاء، متى فتح لك باب الفهم في المنع وعرفت معناه أي منع وتعاملت معه معاملة الأكابر العارفين بالله حتى ولو لم تكن منهم حتى
ولم تتحقق بأخلاقهم إذا كنت كذلك تحول المنع في ذاته إلى عين العطاء وكان نعمة لا نقمة فاللهم افتح علينا باب الفهم لمرادك من خلقك يا أرحم الراحمين وافتح علينا فتوح العارفين بك ولا تجعل نفوسنا حائلا بيننا وبينك قال رضي الله تعالى عن الأكوان ظاهرها غرة غرور يغتر بها من يراها من الخارج رخام ومن الداخل فحم من الخارج
لا إله إلا الله ومن الداخل يعلم الله أي من الخارج شيء والحقيقة شيء آخر وباطنها عبرة لو جلست أنت وتأنيت وفهمت الكلام على وجهه وما طالما تأخذ العبرة من هذا تفهم كيف يعمل الترتيب الإلهي، ما حكمة ربنا سبحانه وتعالى في هذا، لكنه من الخارج هكذا يغره، شخص جاء وشتمك، لعنك، افترى عليك الكذب، شيء يغيظ، شيء يغيظ، لكنك لو تأملت هكذا
تقول حسنا ولماذا سلطه الله علي، ليبلوكم أيكم أفضل عمل انتهى أمامنا ليبلوا صبرنا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قوم فوض أمرك إلى الله واعف واصفح اعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير قوم تلقى ربنا سبحانه وتعالى فهمك العبرة عندما تهدي نفسك هكذا وتحول أخلاق الخلق عنك بعد ما كانت فلماذا إذن فعلها به أولا لكي يرى أيكم أحسن وفعل ذلك لكي يختبرك، أليس هو لنبلوكم أي في امتحان، أتدرك ذلك؟ فأنت ابق خارجا هكذا تتفرج على الدنيا
التي خلقها الله تتأمل هكذا وترى ما هي الحكاية. سيدنا محيي الدين بن العربي كان يمشي في الشارع فأطفال صغار هكذا قالوا ما الكافر؟ هذا ما الكافر؟ هذا فواحد معه قال له لا تضربهم ولا تضربهم بالعصي قال له لماذا؟ هذا هو التصور الذي في أذهانهم أنني كافر أقول بالحلول والاتحاد والأمور الباطلة، لو ضربتهم فإنني أقول لهم إن التصور الذي في أذهانكم إسلام يعني وحلاوة وجيد، دعهم قال له لكن أنت لست كذلك قال له ما هذا ربنا يعلمهم الآن وأنا ما شأني هو الولد يتصور في ذهنه صورة معينة فغضب ما هو لابد أن يغضب نعم
يعني هذا نفى نفسه تماما فصاروا يقولون عنه ماذا الإمام الأكبر والكبريت الأحمر لماذا ما هو الناس قاعدون متسلطون عليه بالسب ومتسلطون الباطل كما قالوا عزير ابن الله والمسيح ابن الله، وكل هذا عذاب لسيدنا عزير وسيدنا المسيح، فهم يفترون عليهما. إذا فهم الإنسان هذا الوضع عن ربه فعلم الحقيقة فرضي فأسلم فرضي الله عنه. الأكوان ظاهرها غرور، فلا تأخذ بالظاهر هكذا، وباطنها عبرة، فالنفس تنظر إلى
يبدو أن النفس الأمارة بالسوء قد غرتها، فهي تأخذ بالظاهر، والقلب ينظر إلى باطن عبرتها، أما القلب السليم إلا من أتى الله بقلب سليم، فما هو القلب السليم؟ هو الذي ينظر إلى عبرة الدنيا ولا ينظر إطلاقا إلى غرورها. قال رضي الله تعالى عنه: إن أردت أن يكون لك عز يفنى موجود عندكم أي بعز يفنى والله
والباقي جل وجهه الله كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام إذن إذا أردت عزا لا يفنى يبقى لازما أن يتعلق قلبك بمن لا يفنى أما إذا تعلق بعز فان أو بعز من يفنى إن كان عز من يفنى يسمى وإن كان لديك عشرون مشغولا بعمل
راق يبقى معك دائما في ملكك، وبين قلة مكسورة ومطلية بالطين، وإذا أمسكتها خمس دقائق ستذوب في يديك، فماذا تختار؟ القلة؟ قال: أختار القلة. هذا هو الإنسان الذي خلقه الله على ما هو عليه هكذا، وقد تنبه إلى ذلك، هذا هو حاله، لا يوجد وليس فيها هذه قطعة فخار تالفة متعبة لن تبقى في يدك ثلاث دقائق وتذوب فتصبح ترابا قم
أيها العاقل واختر هذا الذهب الأنيق لكي تذهب فتبيعه وتذيبه وتصنع منه حليا يا ناصح ولكن الذي يتحول هكذا هي الدنيا هكذا الناس يفعلون لا بدين في عظم ما فيه قطعة لحم عظم لحم وتاركين الهبر كلها الهبر التي تخص ماذا هبر يعني ماذا لحم ما تأكل لحم اكتب هبر يعني لحم جمع هبرة عندكم هكذا في البلاد هبرة
قطعة لحم كبيرة هكذا مسلوقة تأكل فيها اسمها هبرة انتهى والأولاد في البلاد يقولون عليها هبرة وجمعها هبر نعم واحد يقول اللهم أكرمنا لأن من كل الحلاوة التي نتحدث فيها ونتمسك بجانب الدنيا، هذا يا أخي الإنسان، هذا الإنسان يأكل ويشرب ويلبس وينام وانتهى، لا تعرف ما القضية، لا تعرف أنه إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعزن بعز يفنى، قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين الطي الحقيقي
أن تطوي مسافة الدنيا عنك حتى ترى الآخرة أقرب إليك منك، أحيانا يحدث لأهل الرياضة شيء يسمى طي الزمان وشيء يسمى طي المكان، طي المكان مرة أحد شيوخنا وهو في بداية الطلب كان هنا في شارع الأزهر يمشي بالترام، الصغار منكم لا يتذكرونه الذين فوق السبعين يظنون أنه ماش فألقوه هنا في شارع الأزهر هكذا فيقول لي إنه ركب فيه كي
يذهب إلى الجيزة فألقوه قبل أن يذهب إلى الجيزة فإذا بها ساعة لا ربع ولا شيء ونزل من الناحية الأخرى فوجد نفسه في الجيزة هذا ما يسمونه طي المكان فالله طوى له المكان أو طي أي لم يجعله يشعر بالثلاث أو الأربع ساعات، أول شيء يستغرق ثلاث أو أربع ساعات استغرق دقيقة، فما هذا؟ أم هو أمر خارق من خوارق العادات؟ فيم يفيد؟ أم هو شيء يحدث للهندوس ويحدث للرهبان النصارى في أديرتهم ويحدث لأتباع الطريقة عندنا في الطرق الصوفية ويحدث لأهل التبت، هذه الأشياء. وهناك
أناس يطيرون في الهواء وهناك أناس يمشون على الماء وأهل الله يقولون ماذا إذا رأيت الرجل يطير في الهواء أو يمشي على الماء فاعرض أمره على الشرع فإن وافقه فذلك تبقى كرامة والكرامة تعني ماذا ولا شيء قال كنا نستحيي من الكرامة كاستحياء البكر من دم حيضها يعني كانوا يستحيون من أن تحدث لهم كرامة، والكرامة ماذا تعني؟ إن الله يشجعك، والكرامة تكون للسالكين في بداية الطريق، فإذا بلغوا مبلغ الرجال انقطعت الكرامة. القطب ليس له كرامة، أي الرجل الكبير لا كرامة له، ترك الكرامة لله، خر قلبه ساجدا
لله فلم يقم، ليس هناك كرامة، من أجل من يحتال بها الأطفال الصغار فمعنى أن لديك كرامة معناه أنك ما زلت صغيرا يشجعك أي لكي تصبر لكي تسير بالاستقامة لكي تعمل أشياء كثيرة فطي الزمان وطي المكان من الكرامة الشيخ عبد الوهاب الشعراني واحد كان لديه المدونة لمالك المدونة كم مجلدا ثمانية مجلدات كبيرة هكذا فالشعراني استعار منه بعد العشاء أرسل الولد الذي عنده قال له يا سيدي سيدنا الشيخ الشعراني يريد أن يستعير منا الكتاب وهو المدونة ثمانية مجلدات وأحضرها
عند الفجر وهم ذاهبون إلى المسجد أعادها له فالرجل وضعها في مكانها وانتهى الأمر شهرين يقلب فيها فوجد الشيخ كتب حاشية عليها أي كتب حاشية على ثمانية مجلدات في ثلاث ساعات أو أربع ساعات، نعم هذا كتب وقرأ وعمل، وكل هذا يعني أن الزمان قد طوي له أم لا، طوي له الزمان، ما دلالة هذا؟ أم لا شيء، رجل طيب، آدمي من أي شيء؟ آدمي من المسلمين، آدمي من المؤمنين، آدمي عرضنا أمره على الشرع الشريف الناس أصبحوا ينبهرون كثيرا هكذا، فالسيد ابن عطاء ينبهك ويقول لك عندما يحدث لك طي الزمان أو طي المكان،
قال نحن سيحدث لنا، هو يظن هكذا يعني، لا إذا حدث لك فلا تغتر، ليس هو هذا الدين، فما هو الدين إذن؟ قال الطي الحقيقي ليس طي الزمان وطي المكان والكرامات تريد أن تعرف ما هو الطي الحقيقي، قلت له نعم، أن تطوي مسافة الدنيا عنك، ليس أن تطوي مسافة الأرض أي وتركب من هنا فتصل إلى الجيزة، فنحن نصل إلى الجيزة في أيام ونصل ولا يحدث شيء، لكن الطي الحقيقي أن تخرج الدنيا من قلبك، الطي الحقيقي أن مسافات الدنيا تنتهي وتطويها يعني تنهيها، ليس أنك أنهيت المسافة من هنا إلى الجيزة
لا، الطي الحقيقي أن تطوي وتنهي المسافة التي للدنيا التي في قلبك، فيجب أن تخرج الدنيا من قلبك حتى ترى الآخرة وليس حتى ترى الجيزة لا، عندما طوينا مسافة الدنيا قربنا الآية للآخرة أقرب إليك منك فتصبح على هكذا يعيشها والذي يعيش للآخرة هذا ما يحصل له في الدنيا ألا يعصي ولا يتكاسل عن الطاعة تماما يعيش مع ربه لا ينساه هذا شيء جميل جدا وبسيط جدا لكن صعب جدا ولقد يسرنا القرآن للذكر هذا في ذاته هكذا فهل من مدكر تجد أبدا الناس
اتخذت القرآن مهجورا رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. العطاء من الخلق حرمان يمن عليك ويعيرك به وينظر إليك هكذا وكأنه لم يعطك. ربنا سبحانه وتعالى عندما ينظر إليك ينظر إليك بنظرة الرحمة وليس بنظرة المنة وهو أحق بالمنة، ولكن الأمور مقلوبة والشرع جاء ليعدلها. العطاء من الخلق حرمان. قال لك ربنا ما يحوجك لأحد لأنه لو أحوجك إلى أحد فإنه قد حرمك ويقول لك: إذن أنا لن أعطيك، اذهب فاطلب، اذهب فتسول من الناس واطلب أمرك منهم
ما دمت غير راض أن تتوكل حق التوكل على ربك، فاذهب بحولك وقوتك، فمرة يردونك ومرة يعطونك ومرة يستقبلونك في وجهك ومرة يغلقون الأبواب أمامك والله وكل ذلك بإذن الله أيضا يعني ما أنت بتارك ربنا وراءك خذ إذن ولذلك كان من دعاء الصالحين اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك فما بالك إذن أن يكلك إلى غيرك إلى من تكلني إلى عدو ملكته أمري صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من الله في هذا الشأن، العطاء من الخلق حرمان والمنع من الله إحسان. انظر أنت إذا انعكس
الأمر في قلبك، عظمت المعطي من البشر وقلبك يصبح حاملا على ربنا والعياذ بالله تعالى إذا منعك، وهذا خطأ. هذا أنت عندما يمنعك ربنا فهو إحسان لك. فلا بد عليك من أن تعيش هذا الإحسان بالحمد وتعيش هذا الإحسان بالسجود لله رب العالمين وبالطاعة قال رضي الله تعالى عنه جل ربنا أن يعامله العبد نقدا فيجازيه نسيئة يبقى قال لك الشكوك ممنوعة والحزن مرفوع أنت تذهب وتقدم الحاجة في وقتها لربنا فتصوم الشهر الذي قال لك صمه وتصلي الصلاة التي أمرك ربك أن تصليها،
فلا يؤخر لك دعاء ويكرمك ويعطيك فورا كما تعطي فورا، وكذلك لا تؤخر قلبك عن التوكل عليه والرضا والتسليم بأمره، فإن فعلت أعطاك فورا، فماذا لو فعلت؟ ما دمت راضيا بكل شيء، راضيا بكل شيء حتى بالمنع، ورأيته إحسانا فسيعطيك فورا ولكن لن يعطيك الدنيا، سيعطيك كرامة الفتح، كرامة الفهم، كرامة الراحة، كرامة حسن المعاملة مع الله سبحانه وتعالى. قال رضي الله تعالى عنه ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. كفى من جزائه إياك على الطاعة
أن رضيك لها أهلا. أنت صليت في موعد وصمت في موعد وهكذا وتقول لماذا إذن ما الذي جعلك تصوم، ما الذي وفقك لأن تصوم وأنت تظن أن هذا سهل، ما الذي أذن لك بأن تصلي التراويح، ما الذي لم يوفق غيرك، هناك أناس كثيرون عندما تأتي في التراويح هنا قم فتجدهم صفين فقط حتى الصف طويل لكن مع ذلك فأين بقية الخلق هذا كل من يعمل بالكنافة ومن يعمل بالقطايف ومن يعمل بأمور الدنيا في شأن كثير، كل يوم هو في شأن، وأنت يا ربنا اخترتك أن تصلي فاحمد ربنا على عطائه في أنه قد وفقك وجعلك أهلا للعبادة في ذلك فافهم،
فاللهم يا ربنا فهمنا مرادك من خلقك وأعنا على ذكرك وشكرك وأحسن عبادتك واهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وأحسن خاتمتنا يا أرحم الراحمين، اللهم يا رب العالمين افتح علينا فتوح العارفين بك، اللهم ثبت حبك وحب نبيك في قلوبنا وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ومع القوم الصادقين ومن المتقين وانصرنا على القوم الكافرين واهدنا واهد بنا وأصلح حالنا وهدئ بالنا واجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة يا رب العالمين