الحلاج .... متصوف أم مبتدع ؟!! | أ.د علي جمعة .

الحلاج هل هو متصوف أم مبتدع؟ لا، الحلاج متصوف ولكن كان الجنيد يقول: "لو أدركته لأنقذته بقشة". قشة هكذا، هل أنت منتبه؟ كيف كان سيمدها له؟ هكذا ليعدل تفكيره، لأن الحلاج اختلط عليه الأمر. كان يشعر أنه لا شيء وأن الله سبحانه وتعالى كل شيء، فكان ينكر وجوده فيقع. إذا فمن أنت؟ ما هو أنت؟ ألك وجود ها أنت تنكره؟ إذا فهل أنت وهم؟ هل أنت وهم أم أنت عدم؟ وكيف تجمع بين الوجود والعدم؟ عقله تشوش، لا أعرف
هل انتبهت للقشة التي لسيدنا الجنيد التي سينقذه بها، أن هذا ليس وجوداً حقيقياً، هذا وجود فانٍ وذلك وجود باقٍ. فلأنه أنكر هذا، ظن السامع أنه يقول بالاتحاد، وأنه ما دام لا يوجد إلا الله وهو موجود فيكون هو الله، هكذا يعني. وقد قال عبارات تدور حول هذا المعنى، قال: "ما في الجبة إلا الله"، يعني: أنا لست قائماً بذاتي وإنما أنا قائم به سبحانه وتعالى. فرق كبير بين أنني أقوم. به وبين أنه قد حل فيه وانتهى وتنتهي القصة وتنتهي الحكاية وأنه
فالرجل كان صادقاً لكنه لم يكن عنده من العلم ومن التعابير ما استطاع أن يعبر عما جال في نفسه من ضعف وجوده وفنائه وقوة بقاء الله وقوته لم يستطع أن يعبر هذا التعبير فقال يا جماعة أنا أنا آدم، هذا يعني ما في الجُبَّة إلا الله، أي إذا قطع الله الإمداد فنيت، وهو معنى صحيح عليه أهل السنة، ولكن السامع يختلط عليه هذا. ماذا يعني ما في الجبة إلا الله؟ أيعني أنت الله؟ ولذلك قتلوه، حتى قيل إنهم قد رجعوا في تكفيره لأنه إنما كان عاجزاً عن.
التعبير ولم يكن قاصداً للكفر نعم