الحنان المنان | من أسماء الله تعالى الحسنى | أ.د علي جمعة

الحنان المنان  | من أسماء الله تعالى الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش هذه اللحظات مع اسمه سبحانه الحنان المنان، وهذه اللفظة الحنان المنان وردت في رواية الإمام مالك في الموطأ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي من الأسماء التي اختصت بها السنة، فالأسماء الحسنى قد تكون قد وردت في القرآن، هناك أكثر من مائة وخمسين اسما من مائة
وخمسين اسما في القرآن، وهناك في السنة أكثر من مائة وستين اسما في السنة، مع حذف المكرر يكون لدينا في القرآن والسنة أكثر من مائتين وعشرين اسما لله تعالى، الله له أسماء كثيرة وليست فقط رواية أبي هريرة المشهورة المحفوظة التسعة والتسعين اسما "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور إلى آخره التي نحن حافظوها هذه هي أسماء الله الحسنى في رواية أبي هريرة ولكن لو جمعنا الروايات تظهر الأرقام التي أقول عليها هذه قوموا من ضمن الروايات رواية فيها الحنان المنان حنان صيغة
مبالغة من الحنو فهو يحن على عباده والمنان صيغة مبالغة من يمن يعني وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، فالنعم والمنن التي ينزلها الله سبحانه وتعالى على عباده لا تتناهى، ابتداء من البدء والخلق ونفخ الروح، في نعمة البصر، ونعمة الشم، ونعمة اللمس، ونعمة التذوق، ونعمة الصحة، ونعمة العقل، ونعمة كذا وكذا، وبضدها تتميز الأشياء، ولذلك ترى الله سبحانه وتعالى قد ابتلى بعضا عبيده فسحب نعمة النظر أو نعمة الكلام أو نعمة السمع أو أي نعمة من النعم من أجل أن يقول أحدنا الحمد لله الذي
ابتلى الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من عباده ولا يضيع أجر أولئك الذين صبروا على تلك البلايا بل من أنه حنان منان فمن سلب نعمة النظر ابتداء من ولادته أو لمرض في حياته يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتلاه الله سبحانه وتعالى فأخذ حبيبتيه يعني عينيه الاثنتين لأن الإنسان حتى عندما يضعف بصره ويحتاج إلى نظارة يصبح متضايقا يقول والله لم أعد أراه أم ماذا لا هذا سلب منه حبيبتيه فصبر واحتسب فليس له جزاء إلا الجنة، يعني الإنسان
يعني نقول ماذا ولكن هو قال لا تتمنوا البلاء، لو لم نكن قد نهينا عن البلاء لكان الإنسان دعا ربه أن يأخذ حبيبتيه في الدنيا ولكن يدخلهما الجنة في الآخرة، لكن ممنوعون أن ندعو هكذا نقول يا رب خذ عيني لكي أدخل الجنة، لأن ربنا واسع وليس محتاجا منك أن تدعو بهذا الدعاء، سيغفر لك ويرحمك ويدخلك الجنة باستغفارك وإقلاعك عن الذنب وتوبتك، وليس بأن تعطيه مقابل عينيك، لا فهو واسع ورحمن رحيم ودود سبحانه وتعالى يا حبيبي، يا رب فلا تتمنوا نزول البلاء. فإذا نزل فاصبروا، هذا فرق بين شيء آت من عند ربنا نصبر
عليه، وشيء نطلبه. لا تتمنوا الموت ولا البلاء ولا سلب النعمة أبدا، بل ندعو الله سبحانه وتعالى ألا يسلب النعمة، ولذلك كانوا يقولون: نعوذ بالله من الحور بعد الكور. الحور والكور، الكور يعني لفة العمامة يعني وأنا ألف العمامة فتصبح شيئا يسمى كور العمامة، كور العمامة يعني العمامة وهي ملفوفة، أما الحور فإنك تحلها، فإذن الكور فيه بناء تبني العمامة وتنشئها، والحور فيه هدم، فنعوذ بالله من الحور بعد الكور يعني من الهدم بعد البناء، ولذلك ربنا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعلها الوارث منا هذا الذي نحن نقوله لأنه حنان منان
فليسلب شيء من هذا حقيقته أمران الأمر الأول أنك أنت تحمد ربنا وتدرك أن الحاجة التي معك هذه حاجة غالية ليست حاجة هكذا معتادة ما هي كل الناس عندها بصر لا ليس كل الناس عندها بصر ليس كل الناس لديها سمع وليس كل الناس لديها كلام، والقضية الثانية أن من ابتلي بشيء من ذلك كان له أجر مدخر لصبره واحتسابه ولتعامله مع الأمر باعتبار أنه من خلق الله، وهناك رضا وتسليم في قلوبنا لله، فيدخل الجنة هذه خالدين فيها أبدا، ولذلك الدنيا إخواننا هذه ما لها معنى إلا بالآخرة، ما لها معنى، كلها كدر ووهم وعمل وتعب ومشاكل وهكذا،
متعبون ولا بد أن نتحمل ولا بد أن نسعى ونعمر، ولكننا نأمل في وجه الله، نحن ننتظر شيئا أجمل من هذا، نحن نعمل هنا الخير وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، الحنان المنان من أسماء بها فإنه حقيقة حنان منان سبحانه وتعالى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته