الرزاق | من أسماء الله تعالى الحسنى | أ.د علي جمعة

الرزاق  | من أسماء الله تعالى الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مع اسم من أسماء الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش هذه اللحظات مع اسمه الرزاق، والله سبحانه وتعالى هو الرازق والرازق اسم فاعل والرزاق صيغة مبالغة، فهو الذي عنده الرزق أصلا، فالرزق كالأجل ليس بيد أحد وليس بسعي أحد ولكن الله سبحانه وتعالى يبسط
الرزق لمن يشاء ويقدر أن يضيقه، فنرى بعضهم قد وفقه الله سبحانه وتعالى بقليل العمل ونرى بعضهم قد قدر عليه رزقه مع كثرة العمل، وهذا التوكل لا يمنع السعي فإن الرازق سبحانه وتعالى يريد منا قلوبنا لكنه يأمرنا بالعمل بأيدينا. تتعلق به وتتوكل عليه وترجو منه الخير كله وتدعوه اللهم ارزقنا رزقا واسعا وقلبا خاشعا ونفسا قانعة وعينا دامعة وشفاء من كل داء، ولكن وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، ولكن
إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها إلا السعي في طلب الرزق كما قال رسول الله صلى الله عليه لكن لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فوجد أحدهم ينقطع للعبادة قال من أين يأكل هذا قالوا كلنا نعطيه يا رسول الله قال كلكم أفضل منه في حين أنه أجاز التفرغ للعلم فقال عندما رأى أحدهم أو عندما جاءه أحدهم يشكو أخاه أنه ينقطع إلى العلم وهو يتكفل بإطعامه وبشأنه قال لعلك ترزق بأخيك فأجاز ما يمكن أن نسميه في لغة
عصرنا بالمنحة العلمية ولكنه لم يجز التفرغ للعبادة إلا لمن كان قادرا على أن يكفل نفسه وعنده من المال ما يبلغ حاجته والرزاق فالله سبحانه وتعالى دائم الرزق لا يرزق مرة واحدة ثم يترك الإنسان لحوله بل إنه يرزق باستمرار، الرزاق كلمة عظيمة تجعلنا نتعلق بصفة الفعل هذه، فالرزق من صفات الأفعال وصفات الأفعال معناها أن الله سبحانه وتعالى لو فعلها فهو الكريم الجواد، ولو
لم يفعلها فلا شيء عليه، مثل الرحمن كذلك، إذا رحم الله سبحانه وتعالى عباده فمن فضله، وإن حاسبهم وأخذهم فمن عدله. والرزق هنا إذا بسطه سبحانه وتعالى فهذا أمره، وإذا قدره وضيق عليه فهذا من حكمته. فكلمة الرزاق يسمونها من صفات الأفعال بخلاف صفات الذات كالقدير كالعليم كالسميع كالبصير، فهذه صفات الذات نفيها يستلزم نقصا، ولكن صفات الأفعال نفيها لا يستلزم نقصا. ولذلك ينبغي
علينا هنا التوكل والرضا بأمر الله سبحانه. وتعالى اسم من الأسماء التي لا بد أن تعلق قلبك بها، ومن عرف أن الرزق بيد الله فإنه لا يسأل أحدا، ومن سأل الناس جاءت مسألته نكتة سوداء في وجهه يوم القيامة، ولا يخاف من أحد من البشر، ولا يمنعه أحد من البشر خوفا من تضييق الرزق عليه. لأن الرزق بيد الله وأن يقول الإنسان كلمة الحق كلمة الرزاق
والتعلق بها يجعل الإنسان إنسانا ويجعله عزيزا بين قومه حتى لو قل رزقه، اشتركوا في