الرشيد | من أسماء الله تعالى الحسنى | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، مع اسمه سبحانه الرشيد. فالله سبحانه وتعالى رشيد لأنه يرشدنا إلى كل خير، ورشيد لأنه يخلق الرشد فينا، ورشيد سبحانه وتعالى لأنه يرشدنا. إلى كل شر حتى نجتنبه ورشيد سبحانه وتعالى لأن
من صفاته أنه الحكيم ورشيد سبحانه وتعالى لأن الكون كله يرشد إليه فهو رشيد راشد ومرشد إليه سبحانه وتعالى دل عليه الكون بكامله وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد فإذا تأملت كما يقول العلماء في العالم السفلي العالم السفلي هو العالم المحيط بنا، الأرض بما تشتمل عليه من بحار وأنهار وأشجار وحيوانات ونباتات وإنسان. العالم السفلي هو المدرك بالشهادة هنا، أي في الأرض،
من مظاهر الشمس والقمر والنجوم والسحاب والرياح وما إلى ذلك، فإن كل ذلك يدل بأجمعه على أن الله سبحانه وتعالى موجود هناك، فكل شيء هناك كتاب اسمه العلم يدعو إلى الإيمان ترجم إلى العربية منذ زمن يقول فيه بالحساب والعلم لو اقتربت الأرض من الشمس بمقدار خمسة أو ستة كيلومترات فقط لاحترقت ولو ابتعدت أيضا خمسة أو ستة كيلومترات لتجمدت ولو قلت نسبة الأكسجين في الهواء عن هذه النسبة الموجودة لالتهبت رئاتنا
ولو إن زادت أو زادت التهبت رئاتنا وإن قلت اختنقنا وظل يتحدث عن كمية المياه وكمية الهواء وكمية بعد القمر، لو أن هذا القمر اقترب أكثر لصارت البحار كالأنهار، ولو ابتعد أكثر لغطى المد والجزر المياه الأرض. يقول إن هذا يستحيل أن يكون هذا الكون قد خرج صدفة، هذا الكون لا بهذا الإتقان العجيب في كل شيء، وكلمة كل شيء تعني كل شيء على هذا النظام، إلا
أن هناك إلها قد خلق وأن هذا الإله حكيم وأنه قادر وأنه مريد وأنه عليم وأنه سميع وأنه بصير. الكون يقول هذا كل يوم، يرصدونها ويحملون أشكالها على الحاسوب، وإذا ما غربت الشمس انفكت. عدمت ووجدت آلاف أخرى من وحيدة الخلية هذه في الصباح قال فأي حكمة هذه ومن ربكم هذا الحكيم الذي
يخلق في مستنقعات حوض الأمازون آلاف المخلوقات ثم يفنيها ثم يخلق آلافا أخرى ثم يفنيها ثم يخلق آلافا أخرى ثم يفنيها فرأيتني من غير حول مني ولا قوة أقول الله أكبر يوم هو في شأن لأنه لا يزال خالقا فيريكم آياته في الآفاق وفي أنفسكم حتى تتبينوا أنه الحق يخلق الأشياء لأنه أسهل شيء عنده كن فيكون هكذا يكون هكذا كن فيكون إذا الملحد مسكين لا يعرف رأسه من رجله هذا مثال لقراءة الكون
وأنه يرشد إلى الله ولذلك عبر الله في القرآن عن الذين لا يؤمنون فقال: "الذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد" ولكن الكون كله يرشد إلى الله والله هو الهادي إلى سواء السبيل. إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.