الرقيب | من أسماء الله تعالى الحسنى | أ.د علي جمعة

اسم من أسماء الله الحسنى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش مع اسمه الرقيب والرقيب على وزن فعيل ووزن فعيل يصلح للدلالة على الفاعل وعلى المفعول، فالله سبحانه وتعالى هو المراقب الذي يراقبك في كل شيء فيراك في ظاهرك وفي باطنك في سرك وفي علانيتك أمام نفسك وأمام الناس وهو رقيب عليك سبحانه وتعالى لا يغيب عنه مثقال ذرة من خردل في السماوات ولا
في الأرض فهو سبحانه بحق الرقيب المراقب والرقيب إنما يكون من أجل الحساب بمعنى أن الله سبحانه وتعالى قد أمرك بأوامر ثم يرى فعلك تجاه هذه الأوامر في مواجهة هذه الأوامر فالرقابة تكون بعد وضع ما نراقب إزاءه لا بد أن يكون هناك خطة من الأمر والنهي هذا تكليف ثم بعد ذلك نرى فعلك كم طابق هذا فقد أمرك سبحانه وتعالى بافعل ولا تفعل فقال لك أقم الصلاة
لدلوك الشمس فهل أقمتها وقال لك آت الزكاة فهل آتيتها وقال لك امتنع عن الشر عن الحقد والحسد عن الزنا والفاحشة عن شرب الخمر فهل فعلت ذلك وقال لك اعمل عمل الخير وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فهل فعلت ذلك هنا يأتي وجه المقارنة بين عملك وبين أمر الله سبحانه وتعالى فيك وهذه هي الرقابة فالرقيب معناه أنه يقارن عملك بما أمرت به فإن وجد خيرا جزاك خيرا وإن وجد غير ذلك فالأمر مردود إليه سبحانه وتعالى، فإما أن يعفو عنك
وأن يغفر وأن يرحم وسبحانه رحمته قد سبقت غضبه وعفوه قد سبق مؤاخذته، وإما أن يؤاخذك به إذا كنت قد فعلته بشر، ولذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقون، والتقوى هي العمل بالتنزيل والخوف من الجليل من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل يعني إذا هي أن يجدك الله سبحانه وتعالى حيث ما أمرك، فمعنى الرقابة تتحقق في المقارنة ويجب عليك ألا تجعل هناك فارقا بين ما أمرت به وبين
عملك، وبين ما أراد الله أن تقوم به وبين ما أنت فيه، ولذلك من دعاء الصالحين: اللهم انقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك علمونا هكذا ندعو هكذا لأن دائرة السخط فيها معصية ولأن دائرة الرضا فيها رحمة وفيها نظر من نظر الله فالله رقيب بهذا المعنى وهو رقيب أيضا بأن ينبغي عليك أن تراقبه سبحانه وتعالى في السر والعلانية وهذا أقرب طريق لأن تجعل قلبك نقيا نقول رقيب تصلح للمفعول وتصلح للفاعل فقد انتهينا في هذا
الكلام عندما تكلمنا عن الفاعل، طيب فأين المفعول؟ ما هو سبحانه وتعالى نحن نراقبه فيكون هنا اسم المفعول، ها هو نراقبه، أين؟ في أنفسنا خائفين منه، هو يحبنا ونحن نحبه ولكن يجب علينا أن يكون هذا الحب دافعا لنا لكي دائرة الطاعة إن كنت حقا تحبه لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع يقول لك تعصي الإله وأنت تظهر حبه بلسانك يعني وأنت جالس تعصيه ليلا ونهارا هذا لعمري في القياس بديع يعني أنت كيف هذا القياس أنت جئت بها كيف لو
كنت حقا تحبه لأطعته إن المحب لمن يحب