الصمت وحفظ اللسان | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع قيمة أخرى، مع خلق آخر، مع مكون آخر من مكونات الرحمة التي أرادنا الله سبحانه وتعالى أن نتخلق بها وأن نسعى بين صفته الرحمن رحمن الدنيا وبين صفته الرحيم وهو رحيم الآخرة وما بين الدنيا والآخرة مصير الإنسان ويجب أن يكون هذا المصير إلى الله سبحانه وتعالى من مكونات الرحمة وقد لا يلاحظها كثير من الناس الصمت وحفظ اللسان والنبي
صلى الله عليه وسلم يأمرنا بألا نتكلم كثيرا وألا نهذي بما لا نعرف وأن لا نؤذي الناس بكلامنا فحرم علينا الكذب والافتراء، وحرم علينا الغيبة والنميمة، وحرم علينا شهادة الزور وقال: احفظ لي ما بين لحييك وما بين فخذيك أضمن لك الجنة. إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بقلة الكلام، وقلة الكلام عند التأمل عنصر أساسي ومظهر أساسي من مظاهر الرحمة. وعن عبد الله بن عمرو بن تعالى عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صمت
نجا أخرجه الترمذي الصمت هذا هو النجاة لأنك إذا تكلمت فتكلم بالحق أو لتصمت ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر انظر كيف ربط هذا الخلق بالإيمان بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه رواه البخاري ومسلم. ما هذه الأخلاق! إنها الرحمة، إنها مكونات
تفصيلية للرحمة، والذي نركز عليه هنا هو قيمة الصمت، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يأمرنا حين الفتن فيقول: خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون وأمسكوا عليكم ألسنتكم، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرنا بأن نعتصم بالصمت وأن نملك ألسنتنا وأن هذه مظاهر الرحمة العملية، إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته