الغزوات والمبشرات | المبشرات | حـ 21 | أ.د علي جمعة

الغزوات والمبشرات | المبشرات | حـ 21 | أ.د علي جمعة - السيرة, المبشرات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات المبشرات مع فضيلة الإمام السيد الدكتور علي جمعة. أهلا بك يا مولانا. أهلا وسهلا، كيف حال فضيلتك يا مولانا؟ الحمد. لله الله يحفظك كنا يا مولانا في الحلقة الماضية في الحلقة رقم عشرين التي كنا نتحدث فيها عن صفات جيل النصر وبدأنا نتحدث عن المبشرات وعن أن رسول الله بشرنا بأن هناك عترات من أهل بيته. كنت أتحدث عن "إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر" ونتحدث عن الغزوات والمبشرات، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أنا شخصياً منبهر بالإسلام الجميل، ومنبهر بما قد صدق الله فيه وحده عبر العصور، ما
شاء الله. المبشرات بعض الناس يحصرها في ما بعد النبي صلى الله عليه وسلم أو... ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقول لا، هذه المبشرات كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم، قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبشرت بقدومه عليه الصلاة والسلام، مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، قبل النبي عليه الصلاة والسلام ومع. النبي وبعد النبي، تقسيم جميل للمبشرات. أُفاجَأ بأن هذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لما جاء، ربنا يقول: "ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد". وعندما أمسكت الكتاب المقدس عند إخواننا المسيحيين وقلبته هكذا، قرأته من الأول إلى الآخر، لم أجد "أحمد". إذن أين ذهب أحمد؟ نعم، لقد تم إخفاؤها.
أين؟ آه، أحمد! أين ذهبت؟ نقرأ هكذا في الكتب القديمة. قوم نجد، قال لك هذا في كلمة اسمها "باراكليت". نعم، وهذه الكلمة معناها في اليونانية مشتق من جذر "حامد"، وأنها هي صيغة التفضيل من "حامد" هذه. نعم، حسناً، افتح لأبحث عن "باراكليت" فلا أجدها، أجدها في النسخة اليونانية. نعم. ولائي في النسخة العربية المُعزّي وسأرسل إليكم بعد المُعزّي حتى يأتي المُعزّي. لا بد أن أذهب حتى
يأتي المُعزّي لأنه لا يأتي وأنا موجود. مُعزّي يعني ماذا؟ أهو شخص يُعز الآخر يعني يدعمه؟ أم شخص يُعزّيه ويقدم له العزاء؟ أم هو مُعزّي باركليت؟ ماذا يعني مُعزّي؟ حسناً، إذا في... كلمة (أهي) في احتمال أن تكون الترجمة يعني لم تكن ترجمة دقيقة وأن باراكليت هي أحمد وأنا سأرسل من بعدي أحمد وتبقى فعلاً الكلام صحيحاً الذي يقول: "ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد". كثيرون قالوا لك: لا، هذه ليست "بارقليد"، هذه "فرقليد"، هذه ليست "بارقليد" هي. بارقليط وجالسين الآن ماذا يبحثون بحوثاً من أجل أن يبتعدوا،
واعترف بعضهم من علماء أهل الكتاب أن هذه الكلمة فعلاً يمكن أن تشتبه بكلمة أحمد، جميل ولكنها ليست أحمد، نعم حسناً، إذاً أنا هنا بدأت أفسر هذه الحالة، بدأت أعرف أن هناك كلمة وأنها ما زالت موجودة وأن هناك يُحتَمَل أن يكون هذا أحد الكلام الموجود في كتب الأقدمين، في كتب التميمي وكتب رحمة الله الهندي وكتب الشيخ الألوسي وكتب فلان وعلان من الناس القدماء، أبحاث قديمة ويتحدثون عن شيء اسمه "مادماد" أيضًا، لكن سبحان الله يأتي شخص اسمه عبد الأحد داوود وعبد الأحد داوود.
من القساوسة الكلدانيين في أور الكلدانيين بمنطقة العراق ويمكّنه الله من الاطلاع على السريانية والآرامية والعامونية والعبرية والعربية والكلدانية والفارسية والتركية، وعبد الأحد داوود يعيش في هذه المنطقة ثم يرحل بعد ذلك إلى تركيا ويموت في اسطنبول بعد ذلك بعد زمن طويل من العطاء ومن الكتابة في الصحف ومن تأليف. الكتب ومن الأبحاث اللغوية ويشهر إسلامه ويشهر إسلامه وشهر إسلامه جاء بناء على تلك الأبحاث اللغوية أي ويؤلف كتاب وكتب الكتاب الأول إنجيل والصليب وكتاب الثاني محمد رسول الله هكذا في الكتاب المقدس والكتاب
وهكذا كتب ويكتب مقالات بالتركية في صحف تركية جمعت بعد ذلك وأخذ فيه رسالة دكتوراه من جامعات تركيا، نعم. وأيضاً جُمِعَ وتُرجِمَ إلى العربية، وأُخِذَ فيه أو سيُؤخذ فيه رسالة ماجستير من أصول الدين في القاهرة. جميل، بحث ووجد فيها اسمه أحمد أم لم يجد بعد؟ نعم، وجد. وجد. وجد ونُشِرَ الكتاب باللغة التركية وباللغة العربية في العشرينيات. "الإنجيل والصليب" نُشِرَ في العشرينيات وفيه هذه البشرى أنه الآية التي رددتها. الملائكة والتي نجدها في صدر الإنجيل والتي يقول فيها الملائكة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وللناس حسن
المسرة"، حسن المسرة. هذه الآية هي الترجمة العربية المعتمدة وكذا إلى آخره. وطبعاً توجد ترجمات كثيرة، والترجمة مشكلتها أنك تواجه مشكلات كثيرة في دلالات الألفاظ وفي المجاز وفي الحقيقة وفي... التقديم والتأخير ويعني مشكلات الترجمة معروفة ومفهومة، فتجد يا أخي أن السيد عبد الأحد داوود رحمه الله تعالى يبحث في هذه الجملة فيجدها بعد التتبع كالآتي: "الحمد لله رب العالمين، لله المجد، لله في الأعالي وعلى الأرض الإسلام" الإسلام وليس السلام، وليس السلام، "وللناس أحمد" وللناس أحمد، ما شاء الله. سبحان الله المسرة
الفرح، نعم، المسرة. لا، هو ليس حسن المسر، هي من الحمد، من الشكر، من الثناء. هو يترجم الكلمات، وجدها هكذا، وجدها هكذا في العامية وفي كذا، وبدأ يكتب ويبحث عن هذا المعنى في محمد وفي كذا وكذا، وجدت هذا سائداً. هذا فكان سبباً في إسلامه. رجل آخر اسمه مارتن لينجس كان مديراً للمتحف البريطاني في لندن، متحف لندن. هذا الرجل أسلم وسمى نفسه أبا بكر سراج الدين، وألَّف كتاباً في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذكر في الكتاب وهو باللغة الإنجليزية، وفاز بالجائزة الأولى للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر. وسُلِّمَت له هذه الجائزة في احتفال المولد
النبوي الشريف سنة ألف وتسع مائة وثمانين، سلَّمها له الرئيس حسني مبارك على كتابه هذا. والكتاب يصف سيدنا محمد وسيرته وما يمكن أن يُستفاد منها من عِبر ودروس، وهو كتاب جيد جداً ولقي قبولاً عالمياً ضخماً. ليس هذا المقصود، المقصود أنه وجد ماذا في الكتاب المقدس أسلم بموجبها وهي أولئك الذين يذكرون الله في وادي البكاء. في وادي البكاء هذا في العربي هكذا "وادي البكاء"، لكنه وجدها بالإنجليزية في ترجمة الملك جيمس "بكة" وليس وادي البكاء. جميل، هذا اسم مكان "بكة"، فجلس يبحث عن ماهية "بكة" هذه.
فوجد أن بكة هذه هي مكة، وفوجئ بأن القرآن الكريم يقول: "إن أول بيت وُضِع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً". لماذا خُصَّت هذه؟ فطوال عمرها اسمها مكة، لماذا يقول بكة؟ لكي توافق ما ورد في العهد القديم، سبحان الله. فجلس يعمل. دراسات وأبحاث وما إلى ذلك، وفي النهاية أسلم، وكان إسلامه على طريقة عبد الواحد يحيى الذي هو ريني جونو، الفيلسوف الفرنسي الكبير الشهير المعروف، الذي توفي في القاهرة سنة ألف وتسعمائة وخمسين. العصر الذي نحن فيه كشف لنا أشياء عجيبة غريبة.
أجد في عدد من أعداد مجلة الأمة التي كانت تصدر. في قطر مقالة للسيد حميد الله وهو من كبار المحققين الهنود المسلمين الذين عاشوا في باريس وماتوا في أمريكا، وكان من كبار العلماء مطلعاً على اللغات المختلفة، ويذكر أن هناك كتاباً من كتب الطب. سنرى ما الكلام الذي قاله السيد حميد الله بعد الفاصل إن شاء الله. فاصل ثم نعود. إليكم فابقوا معنا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عدنا إليكم من الفاصل، حلقة جديدة من حلقات المبشرات، الجزء الثاني من حلقة اليوم من حلقات المبشرات مع فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي دار مصرية. مولانا يقول لنا أن البشرى بدأت برسول الله صلى الله عليه وسلم، البشارة بمحمد صلى. الله عليه وسلم تفضل موكول نوصلنا إلى حميد الدين محمد حميد الله حميد الله وهو هندي مقيم في باريس أغلب عمره
ثم في أمريكا آخر عمره مطلع على عدة لغات متقنها مترجم معاني القرآن إلى اللغة الفرنسية مؤلف كثير من الكتب كان مدققاً محققاً له الوثائق النبوية وله وهكذا محمد حميد الله يكتب ويقول إنه في كتاب من كتب الهندوس اسم الأولين، أي "وإنه لفي زبر الأولين"، نعم، وهو اسم الأولين، وذُكر فيه اسم النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. ذكر هذا ولكن أين التوثيق؟ نعم، أين الدليل؟ أين الدليل لهذا؟ يأتي من بعده فيبحث ونجد فعلاً أن... هناك كتاب معين في الفيدا وهي كتب كثيرة بطريقة معينة، كل عائلة تحفظ كتاباً إلى يومنا هذا.
لا أحد يعرف أن يحفظ الفيدا كلها، جعلوا عائلة تحفظ كتاباً وتتوارثه في حفظه، والعائلة الأخرى تحفظ جزءاً آخر، وهو مقسم إلى عشرة أقسام، وأن واحداً منه اسمه الأولين فعلاً، وأنه قد ذُكر النبي الذي يسرى به من منطقة في جزيرة العرب هي منطقة الحجاز إلى القدس سبحان الله، وأنه يأتيه البراق، وأنه يركبه بالطريقة الفلانية كما ورد في السنة، وأن كل هذا مذكور في هذا الكتاب، وأن اسمه مشتق من الأمن، أمه عليه الصلاة والسلام مشتقة من الأمن، آمنة سيدنا، آمنة بك، آمنة ما. ما شاء الله وأن أباه يعبد الله وأن هذا الكلام لم نكتشفه إلا في هذا العصر، نعم مؤخراً سبحان الله. لقد أحضرت هذه النصوص باللغة السنسكريتية، نعم، وترجمتها
وذكرتها في كتابي عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما أننا وجدناها فعلاً موجودة، نعم موجودة منذ آلاف السنين، منذ آلاف. السنين ولم يلتفت إليها أحد. صحيح أن الذي نبه إليها أول ما نبه كان السيد محمد حميد الله، لأنه هندي، ولأنه مجاور، ولأنه علامة، ولأنه بحاثة، ولأنه كذا إلى آخره. في كل حين يا أخي تظهر مبشرات ومبشرات لنا، سبحان الله، كما هو الحال مع عمر بن الخطاب وسيدنا أبو بكر. لم يروا هذا الكلام، هم رأوا سيد الخلق ولم يؤمنوا بهذا الكلام. لم يؤمنوا لأنهم قرأوا هذا الكلام أبداً، بل آمنوا يا أخي بكم هائل من الكتب وجدناها في البحر الميت، ووجدناها في نجع حمادي في مخطوطات نجع حمادي، ووجدناها في منطقة هنا اسمها الجنيزة، والجنيزة
تعني المقبرة اليهودية. هنا في عين الصيرة هنا في القاهرة مخطوطات البحر الميت ومخطوطات الجنازة ومخطوطات نجع حمادي ظهرت فيها معلومات غريبة عجيبة وهي مدفونة قبل النبي صلى الله عليه وسلم تؤيد سورة يوسف يعني محمد كان يعرف سرياني وعبري وآرامي ومسماري واطلع محمد على كل هذه الكتب بكل هذه اللغات حتى يلخص لنا سورة يوسف ما شاء الله أنه هو إلا وحي يوحى، فإذا سبحان الله، فنحن كل يوم نكتشف أشياء وعجائب وغرائب، وبالحقيقة يعني أنها قطعية، أي لا تحتاج إلى مزيد من الكلام، لكن يقول لك
إنه أشرق في سعير وخرج من فاران، وفاران هي جبال الحجاز المعروفة. لا ليست جبال الحجاز وفي مكان آخر لا هي جبال الحجاز، لا ليست جبال الحجاز. أنا لا أريد من أحد ولا أتمنى من أحد أن يكون حجابًا بين الخلق والخالق، ودائمًا أدعو المسلمين لئلا يكونوا حجابًا بين الخلق، ولكن أيضًا أدعو غير المسلمين لئلا يكونوا حجابًا بين الخلق والخالق. جميل. لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون؟ طبعاً هناك أناس كثيرون لا يعلمون، لكن هناك أناس كثيرون يعلمون. هناك أناس كثيرون يفعلون هذا عن حسن نية وحسن قصد، لكن هناك أناس كثيرون يفعلونه عن غير قصد حسن وعن سوء قصد. أريد أن أقول إن المبشرات كانت كثيرة جداً. قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولكننا
نحن الآن نكتشفها متأخراً واحدة تلو الأخرى هكذا واحدة تلو الأخرى. كل عصر سيكون فيه من كشف عن المبشرات ما يثبت به قلوب المؤمنين ويدعو العالمين إلى الإيمان بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. كل عصر سوف يخلق الله سبحانه وتعالى فيه. من الدلائل ومن البينات ومن البراهين ما على مثله يؤمن الناس وتطمئن قلوبهم ويدخلون في دين الله أفواجًا، ولذلك ومن غير حول منّا ولا قوة نرى الإسلام ينتشر انتشارًا غريبًا عجيبًا من غير حول منّا ولا قوة، فنحن مقصرون في أنفسنا ولكن الإسلام يأخذ في الانتشار في الشرق وفي الغرب. وتطمئن به قلوب الناس وفعلاً كما يقول هرقل
لأبي سفيان أيزيدون أم ينقصون، قال: بل يزيدون. وهو يتعجب، أبو سفيان يتعجب. قال: هكذا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب. فنحن ندعو العالم إلى الإنصاف، وندعو العالم إلى الدراسة المتأنية، وندعو العالم ألا - يعني - يدخلوا في مزايدات. نحن الكلام الذي أنا أقوله. لك أؤكد وأجزم أنك أنت لأول مرة تسمعه، نعم أنا كنت دارسًا للدراسات المقارنة وأعرف الفارقليط، لكن لأول مرة أعرف أن هناك أشياء كثيرة جديدة جديدة عليّ. يعني هل تتصور أننا لا نذكر هذا في التلفاز ليلاً ونهارًا ونجلب المستندات ونعمل وكذا، نحن لا نفعل هكذا أنا في... كتاب اسمه هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى قرأته، ولكن فيه معلومات كثيرة حديثة جداً. تتصور أننا لا نفعل هكذا؟ نعم، وكان في إمكاننا أن نقلب الدنيا حقاً بمثل هذه الأشياء، ونصور الوثائق ونصور ونعمل ونفعل. تركنا ذلك لله
ولهم. بالله نحن مقصرون، يمكن أن نكون مقصرين لكن على... فكرة البشرى تعمل، نعم، والمبشرات القديمة هذه تظهر دون جهد منا ولا قول سبحان الله. ويؤلف شخص عن الإسلام في الأديان السابقة، ويؤلف آخر عن الإسلام في كتب الأقدمين، ويؤلف ثالث عن الهنود واليمن وغير ذلك إلى آخره، ويجمعون كل هذه الأشياء الغريبة العجيبة، وكلها موثقة وكلها... حقائق من غير ضجة ولا ضجيج ولا جعلنا أنفسنا نقف بين الخلق والخالق، ولذلك فكما أدعو المسلمين بهذا أدعو العالمين إلى هذا. ألا تقف أيها الإنسان بين الإنسان وبين خالقه، واترك هداية الله تسير في الأرض. لا
تكن كما يقول المثل العام المصري "لا ترحم ولا تدع رحمة ربنا تنزل". كأنه يصد عن سبيل الله بغير علم، لا تفعل هكذا، اترك الأمور واتركها للعلم، واجعل العلم هو الذي يقول الكلمة الأخيرة. يعني نُظهر يا مولانا النصوص والحقائق ونتركها، نتركها، وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. هل يا مولانا الإرهاصات؟ لأنه خلاص بقي دقائق معدودة والحلقة تنتهي. هل إرهاصات النبوة تعتبر من البشارات التي كنا نسمع عنها أو نقرأها كتصدع إيوان كسرى وانطفاء النار في فارس كما قلنا قبل ذلك في الفرق بين معجزة الرسالة ومعجزة الرسول؟ ففي مبشرات للزمان والعصر، نعم، وفي مبشرات لكل العصور. المبشرات التي تحدثنا عنها في
هذه الحلقة هي لكل العصور. كل العصور ما زلنا نكتشفها في القرن الذي حدثت فيه، نحن الذين نقرأها، نحن الذين نتأكد منها، الله هو الذي يهدينا إليها. فهي لكل العصور، لعصرنا والعصر السابق لنا أو لأي عصر اكتُشفت فيه والعصر التالي له. لكن حكاية أن إيوان كسرى انهدم أو لم ينهدم، وأن كسرى لم يُكسر، وأن النار خمدت أو لم تخمد... ما انطفأت هذه، كلها أخبار، نعم، خاصة بمن رآها، نعم، جميل. فالمرزبان الذي رأى النار انطفأت بعد ألف سنة اتقاد، هو الذي تبقى حُجّة عليه. افترض أنها لم تنطفئ، إن شاء الله لم تنطفئ، يعني هو ليس بشرى لي صحيح، لكن هذا خبر، ومن الممكن أن يأتي واحد من... المعاندون يقولون: لا، لم يحدث، لم يحدث، لم يحدث، لم يحدث. وأنت تقول له هكذا: لم نرها، نعم لم نرها، لم نرها، لم نرها، لم نرها، لم نرها، لم نرها. هذه هي القضية حقاً، هذه هي القضية. الشخص الذي أخبره الكاهن وأخبرته الكاهنة عن وجود نبي وغيره،
أمية بن الصلت. وما حدث معه مع الراهب ولا أعرف ماذا وحيّر الراهب أي شخص، هذه أخبار وقعت لأصحابها، حجة على أصحابها، وإن لم تقع لم تقع لم تقع. أنا من أقصد الشيء لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هذا معدود له ألف معجزة عليه الصلاة والسلام واحد. يقول لي: ليس ستمائة فقط، حسناً. وهذه الأربعمائة تعني في زيادة وهكذا. ألغِهم واجعلهم مئة حتى، ليست مشكلة. فهم ليسوا معجزات. طيب، أنا لستُ معتمداً على هذه المسألة لماذا؟ لأنها خبر. أنا معتمد على ماذا؟ أنا مؤمن بها على فكرة، وأنا أحبها على فكرة، وأذكرها على فكرة كدلالة. على أنه رسول على فكرة، لكن ليس هذا سبب إيماني به. سبب إيماني به هو معجزة الرسالة، القرآن الهادي، القرآن الباقي، معجزة باقية على مدى الأزمان، وكل
المبشرات الباقية هذه التي حدثت والتي تحدث من بعده. إذاً هناك فرق كبير بين ما هو زمني وما هو عام يتجاوز الزمان. الزمان والمكان والأشخاص والأحوال. نشكر حُسن تواجدك يا مولانا. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة على وعده باللقاء في حلقات قادمة إن شاء الله. نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الغزوات والمبشرات | المبشرات | حـ 21 | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا