الغني المغني | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

الغني المغني | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله تعالى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش مع ما أورده أبو هريرة رضي الله تعالى عنه في حديثه المشهور من أسماء الله: الغني المغني، هو غني في ذاته ومغن للآخرين للعالمين لما سوى الله فالسماوات تحتاج إليه والأرض تحتاج إليه والحجر يحتاج إليه والبشر يحتاجون إليه وهو غني في ذاته لا يحتاج إلى شيء ولا إلى أحد فهو رب العالمين
سبحانه وتعالى ليس حالا في هذه الأكوان ولا ينبغي له أن يحل فيها وكيف ذلك وهو رب العالمين وهي لا تطيق أن تحمل أمره، فكيف بذاته سبحانه وتعالى؟ وما قدروا الله حق قدره. ربنا سبحانه وتعالى رب السماوات والأرض وما بينهما، فهو غني عن الناس أجمعين وغني عن الأشياء وغني عن السماوات والأرض وعن العرش وعن الجنة والنار وعن الملائكة والجن وسائر المخلوقات. رب العالمين هو الغني. معناها أنه
له ملك السماوات والأرض وبيده مقاليد الدنيا والآخرة، فإذا أردت الدنيا فاسأل الغني، وإذا أردت الآخرة فاسأل الغني، وإذا أردت الاثنين معا فاسأل الغني سبحانه وتعالى. كان قديما يحبون أن يتسموا بعبد ثم يأتون بصفة أو اسم لله تعالى، فكانوا يسمون عبد الغني لا يزال معنا ولكن قلت الأسماء عبد الغني ويقول أحدهم كيف أخاف الفقر وأنا عبد الغني هو التفت لاسمه ليس هذا العلم المكتوب في شهادة الميلاد
بل إلى معناه كلنا عبد الغني فمن نعبد سواه لا نعرف ربا إلا إياه كلنا عبد الغني فكيف تخشى الفقر والذي لا يخشى الفقر لا ينبغي له أن يذل نفسه لا ينبغي له أن يطلب الدنيا من أحد، وإذا طلب فليطلب من رب العباد، فيكون حرا في كلامه حرا في تصرفه حرا في قراره حرا في نفسه وفي قلبه، لا يتسلط عليه أحد ولا يذل لأحد، والله سبحانه وتعالى يذكرنا ويعلمنا أنه وإن كان غنيا في ذاته قادرا على كل شيء في الدنيا والآخرة يحتاج إليه، فهو قيوم السماوات والأرض
ولا يحتاج هو إلى شيء، فيذكرنا بأنه حنان منان لطيف بنا، فيقول إن من أسمائه كما أنه قد سمي بالغني من أسمائه المغني، فالله سبحانه وتعالى قد أعطى كل شيء وكل أحد ما أغناه به فأعطانا العينين وحتى تعلم أنها نعمة سلبها من بعضنا أما هذا الذي سلبت منه فسيدخل الجنة لأنه قد فقد حبيبتيه كما ورد في الحديث، وعموم الناس ترى بالعينين فتستغني والذي سلبت
منه عيناه فصبر وأحسن ظنه بربه واستعاضها عنده سبحانه وتعالى فهذه بشرى النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الأعمى وقال له يا رسول الله ادع الله لي أن يرد بصري علي قال أولا تصبر ولك الجنة النبي يستكثر النعمة التي هو فيها أن تزول منه التي هي نعمة ما نعمة العمى الله هل العمى نعمة نعم هذا النظر أعماك عن القائد لكن العمى أحدث حلاوة في القلب علقه بربه هذا إذا كان صابرا فإذا تبرم لا يرجع بصره من ناحية
ولا يرضى عنه الله من ناحية أخرى فالله غني حيث أعطاك النظر غني حيث علمك المشي غني حيث رزقك الأرزاق فلا يأتي أحد فقير يقول حسنا وأين أنا ليس معي ولا معك كثير، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، ولذلك فيما نقص منك فعليك بسؤال الغني، وفيما أعطاه لك باعتباره هو المغني فعليك بشكر المنعم سبحانه وتعالى، والمنعم أيضا من أسمائه تعالى، يقول لك عبد المنعم، هو في عبد، هذا عبد المنعم لأنه منعم علينا بمنن لا تتناهى وبخير لا مزيد
عليه إلا أن نطلب منه المزيد لأنه صاحب ذلك المزيد وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته