الفرد | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

الفرد | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، مع اسم مما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وهو الحديث المشهور الذي أخرجه الترمذي بروايات مختلفة وغيره أيضا مع اسمه سبحانه الفرد فهو واحد أحد وحده لا مثيل له جمع بين أمرين
وهو يخاطبنا عن نفسه سبحانه وتعالى بين تشبيه وتنزيه فهو وهو يكلمنا بما يشبه التشبيه لا بد علينا أن نستحضر أنه فرد لا مثيل له وهو أيضا يكلمنا عن التنزيه يجب علينا أن نتذكر ونضع مدخلا للتنزيه وهو أنه لا مثيل له فهو إن وصف نفسه بأنه سميع بصير فسمعه وبصره متفرد لا مثيل له سمعنا بآلة وهي الأذن بصرنا
بآلة العين لكن الله سبحانه وتعالى يسمع ويبصر من غير آلة ولا احتياج ولا اعتماد على شيء مطلقا فهو سبحانه وتعالى متفرد لأنه الفرد ليس كمثله شيء تنزيه وهو السميع البصير، إقرار إثبات، فهو بين التنزيه والإثبات، ولكن في حالة التنزيه هو فرد، وفي حالة الإثبات هو فرد قد خرج عن دائرة التشبيه بالكلية من جميع المخلوقات
بالفردية، وخرج عن دائرة التنزيه بالكلية من كل ما يستوجب الضد في ذهن الإنسان بأنه فرد، فنحن ننزهه بلغتنا ونثبت له الصفات بلغتنا لكنه سبحانه وتعالى كان موجودا قبل هذه الأكوان وهو الآن على ما كان عليه، سبحانه وتعالى الدنيا كلها أمامه في وقت واحد لأنه خارج الزمان، الدنيا كلها في مكان واحد أمامه سبحانه وتعالى، فهو يشاهد الجنة والنار وما دخل فيها ومن دخل فيها الآن.
كما هي ستكون وهو الماضي الآن كما هو سيكون ولذلك سبحانه وتعالى فرد لا مثيل له لا يقاس بأحد أول من قاس إبليس قاس نفسه مع آدم قياسا فاسدا خلقتني من نار وخلقته من طين يريد أن يقيس شرف النار على الطين فيكون من خلق من نار أشرف ممن خلق من طين قياس فاسد، كذلك هنا قياس الله سبحانه وتعالى على شيء من البشر من الكائنات من الملأ الأعلى من الملأ الأسفل غير وارد لأنه متفرد
سبحانه وتعالى بصفاته، إنما الصفات نفسها وردت إلينا تكلمنا بما يبلغ عقلنا من أنه عليم وقدير ومريد وأنه سبحانه وتعالى سميع وبصير لكنه فرد في كل ذلك لا مثيل له وهذا هو الذي اختل في يد كثير من الأمم تشبه الله سبحانه وتعالى والله لا شبيه له وادعوا أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يماس وأن يتصل بالكائنات وبالبشر فبعضهم عبد الأوثان وبعضهم عبد الأصنام وبعضهم عبد الأشخاص والله سبحانه وتعالى منزه من كل ذلك لأنه هو الفرد، فرد معناه أنه
الواحد ومعناه أنه الأحد الذي لا مثيل له، ما قبل الواحد لا شيء سبحانه وتعالى عن المماثلة، فالحمد لله رب العالمين الذي هدانا إلى الإسلام حيث العقول واضحة والقلوب منيرة بأمر الله، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.