القدير | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

القدير | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى مع اسمه سبحانه وتعالى القدير نعيش هذه اللحظات، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، إن الله على كل شيء قدير، والشيء في لغة العرب يطلق على كل شيء، فعندما يقول ربنا سبحانه وتعالى إن الله على كل شيء قدير، فإنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى، والقدرة إحدى الصفات السبع: القدرة، الإرادة، السمع، البصر، العلم،
الحياة، الكلام. هذه سبع صفات مهمة: القدرة، الإرادة، السمع، البصر، العلم، الحياة. حي سبحانه وتعالى وعليم وسميع وبصير وقادر ومقتدر ومريد ومتكلم يتكلم والكلام مستمر يعني ليس كان يتكلم وسكت بل ما زال متكلما أبدا لأنه لا يحيط بالله زمان ولا يحده مكان القدير لم نجدها في الأسماء التسعة والتسعين الخاصة بسيدنا أبي هريرة التي في الحديث المشهور المحفوظ أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة هو الله الحديث الذي تعرفونه هذا هو عندما نقرأ لا نجد فيه القدير ولكنها موجودة في القرآن
كما قلنا في أشياء موجودة في القرآن غير موجودة في السنة، وموجودة في السنة غير موجودة في القرآن ولكن الكتاب والسنة جميعا هما مصدر الإسلام، عندما نريد أن نذهب لشيء يجب أن نذهب للكتاب والسنة يبقى إذن قدير موجودة في القرآن وليست موجودة في الحديث هذا في رواية أخرى موجودة لكن الحديث هذا بالتحديد الذي هو حديث الترمذي ليست موجودة قدير قادر مقتدر من القدرة والقدرة إحدى الصفات السبع التي تدل على عظمة الله سبحانه وتعالى وعلى أن هناك فرقا بين المخلوق والخالق لا يتصور المسلمون لا يقبلون أبدا أن يحل الله سبحانه وتعالى في البشر، ولا أن يكون إنسانا يسير على قدميه ويأكل الطعام. لا
يمكن! كيف يأكل الطعام ورب العالمين لا يحتاج إلى شيء؟ ويمشي في الأسواق أي أنه يحتاج إلى الآخرين، ويحيا ويموت؟ لا يمكن! الله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك أبدا. السماوات والأرض صاحب العرش العظيم الله القادر المقتدر الذي يقول للشيء كن فيكون عظمة غير متناهية قوة غير متناهية قدرة غير متناهية الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق كل هذه الأكوان بكلمة واحدة أخرجها من العدم والعدم ليس شيئا فهو عليه قدير العدم ليس شيئا حتى نفس العدم ليس شيئا العدم كان
موجودا فلا يتخلف عن أمر ربه، فهو الذي خلق العدم وهو الذي خلق الخلق، كن موجودا فكان، وهكذا صفة القدرة في الله سبحانه وتعالى بالمفهوم الإسلامي قد يكون قد تفرد بها المسلمون، وإن شاركهم فيها كثير من الفلاسفة عبر القرون، لكن الإسلام الذي جاء به جميع الأنبياء كانوا في مسيرة المسلمين، آدم مسلم وإبراهيم مسلم وعيسى مسلم وموسى مسلم ومحمد مسلم. الإسلام معناه دين الله للجميع، ولذلك كل الإيمان بالأنبياء جزء لا يتجزأ من الإيمان في الإسلام. لذا المسلم يؤمن بجميع الأنبياء، كلهم
جاءوا بماذا؟ بأن الله على كل شيء قدير أبدا، وهذا يدفع المسلم إلى السجود يدفع المسلم إلى عبادة الله الواحد، يدفع المسلم إلى عبادة الله وحده. ما الفرق بين العبارتين إذن؟ الله الواحد لأنه واحد في ذاته، واحد في صفاته، واحد في أفعاله. الله وحده يعني لا يعبد ربا سواه ولا يعرف إلا إياه، لا يرى في الكون أحدا قادرا هذه القدرة إلا الله فلماذا يطلب من الآخرين فإذا أراد ملك السماوات والأرض طلب ذلك من الله وإذا أراد ملك الآخرة
طلب ذلك من الله وإذا أرادهما معا طلب ذلك من الله ولذلك ربنا في الدعاء يقول لنا ماذا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأهل الله يزيدون عليه يقول لك وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عفو يا غفار لماذا؟ لأن الله على كل شيء قدير وبالإجابة جدير انظر إلى الكلام إن الله على كل شيء قدير وبالإجابة جدير أساس من أسس الإيمان بالقدرة ووصف الله سبحانه وتعالى بها ومنها تأتي قضية أنه العلي أنه الكبير أنه على كل قدير هذه تأتي منها الإرادة تأتي منها أنه متفرد سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية وأن الإنسان لا يستطيع أن يخرج من سلطانه وهو محتاج إليه
أبدا فإنه قادر مقتدر قدير وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته