الكبير | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

الكبير | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش هذه اللحظات مع اسمه تعالى الكبير، والله سبحانه وتعالى هو الكبير المطلق فهو أكبر من السماوات والأرض وهو أكبر من الناس ومن الزمن ومن التاريخ وهو أكبر من الجنة والنار سبحانه وتعالى والكبر هنا ليس كبر مسافة وحجم فإن الله منزه عن المسافة وعن الحجم بل الكبر هنا له معنى أنه هو المقدم هو الأول هو الآخر هو الذي ليس لنا سواه في هذا الكون هو مرجعنا إذا
أردت الخير فعليك بالله وإذا أردت الدنيا فعليك بالله، وإذا أردت الآخرة فعليك بالله، وإذا أردت كل شيء فعليك بالله. الكبير ليس هناك رب سواه، ومن أجل ذلك استحق منا أن نتوكل عليه وأن نرضى بقضائه وقدره وأن يستحق منا الشكر والحمد. وكلمة الكبير نستعملها في صيغة أخرى لأن كبير بوزن فعيل في الصلاة. إذا ما أردنا أن ندخل فنقول الله أكبر فهو كبير وهو أكبر، من ماذا؟ أكبر من كل شيء، بما يستوجب أن يدخل المصلي في
حالة لم تكن من قبل، كنا نتحدث مع من بجوارنا فإذا دخلنا الصلاة امتنع الكلام، إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير، وقوموا لله قانتين، يعني ساكتين، لا تتكلموا مع إخوانكم، لا يجوز وأنا أصلي أن أقول لمن بجانبي لا تنس أن تحضر الكتاب، لا أحد يفعل ذلك لأن الله أكبر، من هذا الشاغل الذي يشغلني وهذا التنبيه الذي أريد أن أنبه إليه وهذا الفعل أو العمل الذي أريد أن أفعله، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الصلاة:
لا بارك الله في عمل يلهي عن الصلاة، لأن الصلاة هذه صلة بين الإنسان وربه، وهذه الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم لا تصنعوا هذه الصلة هي التي تنشئ لنا الإنسان الجيد الذي لا يرتشي ولا يغتصب ولا يكذب ولا يفسد في الأرض ولا يقتل الناس بغير الحق ولا يفعل ولا يفعل إنسان محترم كل هذا آت من كلمة الله أكبر التي جعلت الصلاة خالصة لله فلا يجوز أن نتكلم فيها ولا أن نشرب ولا أن نأكل ولا أن نقرأ ولا أن نفعل شيئا سوى الاتصال بالله، تقديم
الدعاء، طلب العطف والحنو من الله، فهو الحنان المنان، إذا فهو الكبير وإذا فهو الأكبر، هذا الكبر الذي قد وصف به الله سبحانه وتعالى يجعلنا لا نتصور إطلاقا أن يحل في بشر، كيف يعني؟ كيف يحل في بشر؟ هذا والله عظيم، لا يجوز أن يحل في بشر، لا يجوز أن نجعل القائل بأن الله قد حل في الوجود كما يقول الفلاسفة لك: هذا ربنا في الوجود هذا، ويقولون وحدة الوجود، ربنا حل في الوجود، لا يجوز هذا، كل الأكوان هي
لا شيء بالنسبة له كن فيكون وما قدروا الله حق قدره، من المهم أن تدرك الأسماء الحسنى لأن الأسماء الحسنى إذا أدركها الإنسان كإنسان فإنه يرفض العقائد الفاسدة الباطلة، لماذا يرفض العقائد الفاسدة الباطلة؟ لأنه عرف ربه لأنه أدرك صفاته العليا وأسماءه سبحانه وتعالى التي سمى بها نفسه، ولماذا يسمي الله نفسه بكل الأسماء تنبيها للبشرية أنني أنا الكبير أنا الأكبر أنا الواسع أنا القادر المقتدر أنا الحنان المنان أنا الرحمن الرحيم أنا المنتقم الجبار اعبدوني خافوني وأحبوني لا تفسدوا في الأرض اعلموا
لماذا قد أوجدتكم فيها وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون إني جاعل في الأرض خليفة هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها أي طلب منكم عمارتها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها من أجل ذلك خلقنا الله ولذلك نبهنا إلى أسمائه ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته