الكريم | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، فمع اسم من أسماء الله الحسنى وهو اسمه الكريم نعيش هذه اللحظات، وهو اسم من أسماء الله تعالى التي نتخلق بها، فالكرم صفة وسجية حميدة يجب عليك أن تكون كريما كما أن ربك كريم، والكرم هو السخاء في العطاء، السخاء في العطاء، والسخاء لا يكون في العطاء إلا إذا كان من
القلب، وأنت عندما تعطي من قلبك وليس تعطي وعينك عليه، والسخاء لا يكون في العطاء إلا أن يكون من أحب الأشياء إليك، تنفق مما تحب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إن هذا يدل في السخاء في العطاء أن يكون مما تحب وإذا كان من قدرتك من وجدك فإنك تعطي إذا كنت قادرا على الوفرة بوفرة وإذا تكن فأصبح
المحب خروفا كما يقول يا عائشة اتقوا النار ولو بشق تمرة إذا حتى تكون كريما لا بد أن يكون هناك سخاء في العطاء، وحتى يكون الأمر كذلك لا بد أن يكون وافرا إن أمكن، ولا بد أن يكون مما تحب، ولا بد أن يكون من قلبك، ولا بد تبتغي به وجه الله الكريم وهو العطاء بل هو السخاء في العطاء هو عين الحب يعني ماذا واحد يحب الآخر يعني قلبه يميل إليه وهذا الميل يدفعه إلى العطاء ولذلك قالوا الحب عطاء إذن العطاء هذا
لا يتوقف على العطاء المادي بل أن تعطيه من جهدك المرأة التي تعطي جهدها لزوجها وأبنائها تحبهم، الرجل الذي يعطي جهده ووقته لأسرته يحبهم، الإنسان الذي يعطي الآخرين من خيره ويسعى في خيرهم يحبهم، وهكذا فهناك علاقة كبيرة بين الكرم وبين الحب، قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، إذا لم ترضوا أن تسيروا على الصراط المستقيم إذا كان للكرم علاقة قوية بالحب وأصل الكرم، فكيف يأتي ذلك؟ الكرم نفسه وعلاقته بالآخرين
وعلاقته بالحب، فمن أين يأتي؟ من الرحمة. لذلك عندما بدأ الله سبحانه وتعالى الكلام "بسم الله الرحمن الرحيم"، جمع كل صفاته في "بسم الله الرحمن الرحيم" لأن الرحمة تولد الحب. والحب هو العطاء والعطاء يولد الكرم والكرم يولد وهكذا مدح الله الكرم وأحب النبي الكرم حتى ولو صدر من غير مسلم جاءته ابنة حاتم الطائي فخلع لها عباءته وأجلسها عليها وقال لها خلع العباءة هذا يعني ماذا استقبال الملوك يعني كأنها من الملوك استقبال
شيء آخر يعني أول ما النبي يخلع عباءته ويضعها إلى الحد الذي وصل إليه هذا شيء يعني ما ليس بعد ذلك فقال لها إن أباك كان يحب مكارم الأخلاق ما هو كان كريما وكان يذبح فرسه لضيافته حتى يقوم بالواجب واجب الضيف إكرامه فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ابن جدعان عبد الله بن جدعان ابن جدعان هذا كان يضيف الحجاج إلى بيت الله الحرام، وقد روي أنه رئيت قصعته يصعدون إليها بالسلالم، أي طبق كبير جدا يصعدون إليه بالسلالم. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر هؤلاء وقد ماتوا على الشرك لأنهم كانوا
كرماء، فالله كريم، فاللهم يا كريم وفقنا إلى ما تحب ورحمة الله