اللين | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال تعالى: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين إذ إن ربنا سبحانه وتعالى ألقى في قلب نبيه الرحمة فنتج عن الرحمة مباشرة اللين لين الجانب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عنه
عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أقيموا الصفوف فإنما تصطفون كصفوف الملائكة وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل في أيدي إخوانكم هذه من الرحمة فلينوا في أيدي إخوانكم ولا تتشددوا هكذا، لينوا في أيدي إخوانكم حتى يستقيم الصف، إذ إن ربنا جعل نبينا على غاية من اللين فرقق قلبه لأصحابه، ونتج من اللين العفو فاعف عنهم، ونتج من اللين الاستغفار فاستغفر لهم، ونتج من اللين المشاورة في الأمر في
الأمر إذا هذه الحالة من المعيشة في المؤمنين فإن حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين هي من نتاج الرحمة وعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، غرفة كما تقول من البلور. هكذا يعني مثل الزجاج وأنت في الداخل ترى الذي في الخارج وأنت في الخارج ترى الذي في الداخل فقال أبو موسى الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن لين الكلام
وأطعم الطعام وبات لله قائما والناس نيام أخرجه انظر إلى هذا الحديث الذي أمرنا فيه رسول الله صلى الله وبالين الكلام وبالطعام الطعام مندرجان في الأربعة التي ترسم طريق الإنسان إلى ربه أمرنا بنصيحة تتعلق بالطعام، بالمنام، بالكلام، بالأنام. أما الأنام فنقلل من الاتصال بالأنام، وأما الكلام فالصمت يولد الحكمة، وأما الطعام فحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وأما المنام فمن
الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك. يبعثك ربك مقاما محمودا إذا لان الكلام من الرحمة إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله