المتكبر | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

الله العظيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع اسم من أسماء الله الحسنى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها نعيش هذه اللحظات مع اسمه سبحانه الذي تفرد به وتعلق به الخلق المتكبر فالله سبحانه وتعالى هو الكبير المتعال والله سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده وهناك من الأسماء ما يمكن أن نسميه بالأسماء الأصلية وهناك من الأسماء ما هو تابع وشارح للاسم الأصلي فالاسم الأصلي المتكبر من أسمائه الحسنى التي هي من الأصول وهي
من أسماء الجلال ولذلك تفرد الله سبحانه وتعالى بها ربنا سبحانه وتعالى متكبر ولا يجوز لأحد من الخلق أن يتصف بهذه الصفة، بل نهى عنها الشرع الشريف أشد نهي. يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر"، وحبة الخردل خفيفة الوزن جدا بحيث أن نحو ستة آلاف من حب الخردل يزن غراما واحدا. ومثقال حبة الخردل معناها أنه واحد على ستة آلاف من الجرام يعني وزن
قليل جدا، هذا القدر اليسير من الكبر كفيل بألا يدخل الإنسان الجنة. إذا فالإنسان مأمور بضد الكبر لأن الكبرياء لله وحده سبحانه وتعالى، هذا الكبرياء هو يستحقه، هو الذي خلق، هو الذي جعل الخلق يستمر، هو الذي بيده الملك هو الذي بيده الحياة وبيده الموت هو الذي بيده التقدير وهو على كل شيء قدير ومن أجل ذلك استحق العظمة والكبرياء وفي الحديث القدسي الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ومن نازعني واحدا منهما أخذته
ولا أبالي فالإنسان لا بد أن يكون متخلقا بأخلاق الله الجمالية متعلقا بصفات الله الجلالية الله سبحانه وتعالى فوق عباده ولا يحب المتكبرين منهم، فإذا تكبر واحد من البشر فقد خرج عن التكليف وخرج أيضا عن التشريف. الله سبحانه وتعالى كرم بني آدم وحملهم في البر والبحر وشرفهم، والتشريف كماله في الطاعة، كمال التشريف في التكليف، كلفهم والتكليف معناه أنه أمرهم ونهاهم، فإذا التزم الإنسان
الأمر والنهي فإنه يكون قد فعل ما كلفه الله به، الأمر أن يتواضع ومن تواضع لله رفعه، والنهي أن يتكبر فقد نهاه عن الكبر. ما أثر الكبر في حياة الإنسان؟ هناك بعض الأقوال السائرة على ألسنة الناس وهي خطأ كقولهم: تكبروا على المتكبرين فإن ذلك ذلة لهم، والكبر على أهل الكبر صدقة وكنا نسأل مشايخنا رحمهم الله تعالى عن معنى هذا الكلام الذي قد يرد في بعض المقولات أنه حديث أو أنه وارد في الشريعة وهو ليس كذلك بل هذه أقوال
تجري على ألسنة الناس لا أصل لها من الشريعة بل هي ضد الشريعة فيقول الشيخ لا تتكبر لا على لا تتكبر ولا تتعال على عباد الله، فالكبر لا يدخل في قلب إلا أفسده. ما هو الكبر؟ الكبر هو رد الحق وازدراء الناس. الكبر الذي يصيب الإنسان عندما يتعالى وليس من شأنه العلو، وعندما يقهر وليس من شأنه القهر، وعندما يستضعف من أمامه بينما كان من شأنه أن يتعاون معه. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، إذا ما كان كذلك فإنه يكون قد خرج عن حد التشريف والتكليف، ويكون قد خرج أيضا عن حد الالتزام بما أمره
الله سبحانه وتعالى ونهاه عنه، ويكون حينئذ قد خرج عن حد الإنسان الكامل أو الإنسان المحترم الذي ينبغي أن يكونه. من أجل ذلك فإن هذا الاسم دائما يذكرنا أن هناك فرقا بين المخلوق والخالق وأن الرب رب والعبد عبد وأن الله سبحانه وتعالى قد اختص لنفسه بأسماء دون البشر وأنه لا يجوز أن نتخلق بذلك بل نتعلق به فإذا ما رأينا المتكبرين فعلينا أن نرثي لحالهم لأنهم وإن كانوا قد استقووا على عباد الله الضعفاء إلا أنهم خارجون عن أمر الله وعن رحمته