المجلس الثامن عشر من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

المجلس الثامن عشر من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة - الغاية والتقريب, فقه
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ. الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا رسولِ اللهِ وآلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ. قال المصنفُ رحمهُ اللهُ تعالى ونفعَنا اللهُ بعلومِهِ في الدارينِ آمين: كتابُ الصلاةِ، الصلاةُ المفروضةُ خمسٌ، فما فرضَهُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى على المسلمينَ أمرٌ فريدٌ وحيدٌ لأنهُ فرضَهُ على سائرِ المسلمينَ من العقلاءِ البالغينَ. سواء كانوا رجالاً أو نساءً، سواء كانوا علماء أو غير ذلك، سواء كانوا
يعملون بعلوم الشريعة أو غير ذلك، فُرض هذا على كل المسلمين، وهو أمر عجيب غريب لا مثيل له في سائر أديان الأرض. في الأديان الأخرى هناك ما يسمى برجال الدين، وهم رجال يقومون بالعبادة عن الشعب، والشعب. يأتي في يوم معين لعبادة مخصوصة كصلة بينه وبين الله مرة في الأسبوع أو مرة في السنة، أما أن يعبد أحدهم ربه كل يوم خمس مرات فهذا شيء بديع جميل فريد
وحيد في العالم كله. وتميزت هذه الصلوات بالسجود، فليس هناك من يسجد لله سبحانه وتعالى في الأرض إلا المسلمون. ليس هناك سواهم. هناك سجود في بعض الأديان يعني للتحية أو للعبادة المؤقتة أو لمرة واحدة لإظهار الاحترام أو الشكر، لكن السجود العبادي الذي تميز به المسلمون فهم وحدهم من يسجدون لرب العالمين. وهذه الصلوات
الخمس المفروضة على المسلم مهمة حتى إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الفرق أو العهد الذي... بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر. والكفر على ثلاثة أنحاء: كفر ناقل عن الملة وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى، وكفر فيه نوع من نكران الجميل، وهو هذا أنه بعد الشهادتين وبعد دخوله الإسلام وبعد أن صار مسلماً، يصعب، أي يصعب إخراجه من الإسلام إذا ترك مهمّة
من مهمات الدين. وعظيماً من عظائم الأمر وهو الصلاة، وذروة سنامه الصلاة، ذروة صلاة من الأمر، وركن الإسلام هو الصلاة. يأتيني أحدهم يقول: أنا أذكر الله كثيراً لكنني لا أصلي. ذكرك في هباء لأن الله سبحانه وتعالى أول ما يحاسب الإنسان عليه يوم القيامة هو الصلاة، فإن صحت صح عمله، نعم يعني ذكر وصيام. حَجّ كذا إلى آخره يَصِح، وإن لم يَصِح لم يَصِح باقي عَمَلِه. فالصلاة من المُهِمّات العِظام، ولذلك المُنذِري عندما جَمَع كُلّ ما ورد في الصلاة
سمّى كتابه "تعظيم شأن الصلاة"، لأنها عظيمة ولأنها كبيرة، حتى إن الإمام أحمد، مُخالِفاً بذلك جمهور الأئمة، قال بكُفرٍ حقيقي ناقل عن المِلّة لِمَن لا يصلي إذا فترك الصلاة مصيبة من المصائب وكارثة من الكوارث وفيها خلاف هل هي من الكفر كفر العشيرة وكفر الشكر أو أنها من كفر الكفر الناقل عن الملة. فمن ترك الصلاة فهو يخاطر مخاطرة عظيمة في هذا الأمر. تعظيم شأن الصلاة ومن أجل هذا وحتى يتم للمسلم الحفاظ على الصلاة. أُمِرنا
أن نربي أطفالنا عليها، فنأمرهم بها من سن السابعة، ونضربهم ضرب تأديب لا ضرب انتقام وعقوبة من سن العاشرة، وإذا بلغ الطفل الخامسة عشرة فإنه يكون قد كُلِّف. إلى آخر ما هنالك من تراتيب كلها تصب في وجوب الاهتمام بالصلاة اهتماماً بليغاً، فليراجع كل واحد منا نفسه أنه يجب علينا أن. نهتم بشأن الصلاة اهتماماً عظيماً لأنها هي الإناء الذي سوف يعطينا الله فيه البركة ويعطينا الله فيه توفيق الأعمال ويعطينا الله فيه الثواب، ومن
الحمق أن نكسر الإناء الذي نأخذ فيه أحوالنا وثوابنا ونأخذ فيه ترقينا إلى آخر ما هنالك. والنبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة مفروضة كما أمره الله. فَرَضَ اللهُ على كلِّ مسلمٍ من حُرٍّ وعبدٍ، من ذكرٍ وأنثى، من كبيرٍ وصغيرٍ بعد البلوغِ، من مسافرٍ ومُرتحِلٍ وحاضرٍ ومُقيمٍ، جعلها فريضةً لا تُترَكُ إلا برفعِ القلمِ عن ثلاثةٍ: عن النائمِ
حتى يستيقظَ، وعن المجنونِ حتى يُفيقَ، وعن المُغمى عليهِ حتى يرجعَ إليهِ عقلُه، فقط لا غير ذهابِ العقلِ بنومٍ. أو بمرض أو بغير ذلك، أما سوى هذا فما دمت هكذا، يقول: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها عندما يستيقظ أو يتذكرها. ومن حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن لا تدع الصلاة لا جزئياً ولا كلياً، فإنه في حديث ابن عباس عند مسلم جمع بين الظهر. والعصر وجمع بين المغرب
والعشاء من غير عذر من مطر ولا مرض وهو في المدينة يعني صلى الظهر أربعاً وبعده العصر أربعاً وصلى المغرب ثلاثاً وبعده العشاء أربعاً. هذا نفعله إذا كان هناك مطر يحول بيننا وبين جماعة المسجد فنصلي الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء والمطر نازل. إنما هذه... صلى مرة من غير عذر من مرض ولا مطر أربعة وأربعة وثلاثة وأربعة، وراوي الحديث حبر الأمة ابن عباس. فقالوا لابن عباس: ولماذا فعل هذا؟ قال: لكي لا يجعل على أمته من حرج، يعني
ستصلي، ستصلي، يعني لا يمكن أن تترك الصلاة. أقول: أنا مشغول، أقول: المدينة اتسعت، أقول: صلِّ. الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء ولا تترك الصلاة، فأنا طبيب أدخل العمليات لاثنتي عشرة ساعة. صلِّ الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء واجعل هناك هذا الفرق. تحير بعض العلماء في هذا الحديث عندما كان الأمر كما هو، إذ لم يعرفوا المدن حينما اتسعت والمواصلات والاتصالات التي أخلت بالبرنامج اليومي. للإنسان فقالوا: لعله أن يكون جمعاً صورياً، ورفض هذا الإمام النووي في شرحه لمسلم. قال: إذا كان
جمعاً صورياً لكان أصعب، وهو جعله لكي لا يجعل على أمته من حرج. وفي النهاية أجازه وقال بشرط أن لا يكون عادة على ما هو مقتضى عصره، قال بشرط أن لا يكون عادة. يعني تصلي كل صلاة في وقتها ما دمت قادراً على ذلك. لما اتسعت الأمور وأصبحنا هكذا، سألوا الشيخ أحمد بن الصديق: هل لهذا وجه في فقه الأمة؟ فألف كتابه الماتع "إزالة الخطر عمن جمع بين الصلاتين بدون عذر في الحضر" وأورد مذاهب التابعين، ووجدنا من التابعين من يقول أن هذا المذهب.
وجدناهم تسعة من التابعين وصحح هذا. هذا يُعين المسلم على الحفاظ على صلاته، لأن الصلاة عظيمة من العظائم، وتركها كبيرة من أكبر الكبائر. ولذلك يجب علينا أن نحافظ عليها، وأن نحتال لذلك بكل حيلة. لا بد أن نحتال على ذلك بكل حيلة، ولكن ليس هناك عذر مُسقط للصلاة أبدًا الظهر. بدأ يعدد الصلوات الخمس، الظهر وهي خمس بإجماع الأمة، فكل من كان من أهل القبلة قال إن الصلوات خمس، وأول
وقتها زوال الشمس. والقبة السماوية التي فوقنا يقسمها العلماء، علماء الهيئة، إلى مائة وثمانين درجة. عندما تأتي الشمس إلى درجة تسعين تكون في المنتصف، فإذا أتت إلى واحد وتسعين تكون قد زالت. في المنتصف كانت موجودة هنا وذهبت بمجرد زوالها عن هذا الشيء، هو المنتصف. ثم تجد الشيخ عبد السلام هنا فأذّن للظهر، وتجد النتيجة اليوم إحدى عشرة. لا أعرف من أين أتى بخمسة وأربعين. ننظر إلى النتيجة ونقول: إن قسم الجيوديسيا
بمصلحة المساحة المصرية هو الذي فعل ذلك، فذهبنا. قلنا لقسم الجيوديسيا: "يا إخواننا، ما هذا؟ في كل مرة تنقصون وتزيدون وما إلى ذلك، نريد أن نفهم"، فقالوا: "هذا بحساب الزوال"، "زوال ماذا؟"، "زوال الشمس عن وسط السماء"، "وسط السماء كم؟"، "مائة وثمانون على اثنين، تسعون"، فعندما تكون في وسط السماء فهي في التسعين بالضبط، هكذا نفعل. قلنا لهم: "وهذه لها منحنيات". فأخرجونا المنحنى ومنحنى الظهر واحد في العالم كله، كل العالم بكل خطوط عرضه وطوله منحنى الظهر فيه واحد. إذاً الظهر هذا ضابط مهم في الصلوات، ولذلك
ذهب بعض العلماء الأقدمون إلى أنه هو الصلاة الوسطى لأنه هو رمانة الميزان، هو الذي سيقاس عليه كل الصلوات. الظهر تجد مرة يكون... ساعة اثنتي عشرة وعشرة، ومرة الساعة اثنتي عشرة وثلث، ما سبب هذا؟ عشرة وعشرون وثلاثون، سبب هذا أن اليوم الشمسي ليس أربعة وعشرين ساعة بالضبط، وإنما يتراوح ما بين أربعة وعشرين ساعة وسبعة عشر دقيقة إلى أربعة وعشرين ساعة إلا سبعة عشر دقيقة، أي سبعة عشر دقيقة بالزيادة أو بالنقصان. كم دقيقة؟ أربعة وثلاثين، سبعة عشر،
وسبعة عشر، أربعة وثلاثين. إذاً اليوم في السنة ليس ثابتاً. أربعة وعشرين التي نقول عنها هذه، هذا فيما بيننا لأجل الساعات، أما حقيقتها أن اليوم أربعة وعشرون وسبعة عشر أو أربعة وعشرون إلا سبعة عشر. ما الذي يكشف هذه الحكاية؟ الظهر، تراه هكذا. في النهاية تجد أن النتيجة تتراوح ما بين الثانية عشرة وعشر دقائق إلى الثانية عشرة إلا أربعاً وثلاثين دقيقة، يتغير فيها وقت الظهر، وينتقل من هنا إلى هناك وفقاً للتوقيت الصيفي والشتوي. يعني لا يوجد يوم يكون فيه أربعاً وعشرين ساعة بالضبط، نعم، هناك مرتان في السنة
فقط يكون فيهما اليوم أربعاً وعشرين ساعة بالضبط. وفيهم وغالبهم تجد الفرق ما بين الفجر وما بين المغرب مساويًا للمغرب إلى الفجر، هما يومان فقط، وبقية الثلاثمائة وخمسة وستين يومًا مختلفة بالزيادة والنقصان، لأن اليوم ليس أربعًا وعشرين ساعة، بل يزيد وينقص. إذا ذهبنا للمتخصصين في الهندسة في تخصص اسمه جيوديسيا ليعطونا هذه المعلومة ويقولوا... لنا المنحنيات تُحسب كيف؟ فمنحنى الفجر والشروق والعصر والمغرب والعشاء خمسة، والظهر
وحده مختلف. تختلف المنحنيات باختلاف خط العرض، فخط عرض القاهرة كم؟ ثلاثون، وخط عرض لندن ستة وأربعون، فتختلف هذه الأمور من هنا إلى هناك لأن المنحنيات تختلف. لدينا مجلد في كل خطوط العرض من صفر الذي هو خط الاستواء إلى... تسعون فوقاً وتسعون تحتاً. لدينا كل خط له صفحة، والصفحة تحتوي على كم منحنى؟ خمسة. وهذه الخمسة هي: الفجر والشروق والعصر والمغرب والعشاء.
الله! أين الظهر إذاً؟ الظهر في ورقة واحدة في البداية، والباقي كله خمسة منحنيات في الصفحة. كم صفحة هؤلاء؟ تسعون صفحة. صفر، تسعون درجة، تسعون. وموجود أمامك المنحنيات في أمانة الله وتضيف إليهم الورقة الخاصة بالظهر ليصبحوا ستة أوقات. ستة أوقات ماذا؟ ستة أوقات أنت تراعيها: الفجر والشروق والظهر والعصر والمغرب والعشاء. هذه الستة، هذه. حسناً، فأول ذلك الظهر، فيكون أول صلاة الظهر ووقتها زوال الشمس. أول هكذا، أول وقت زوال الشمس،
فتكون الشمس في... كم درجة في السماء؟ واحد وتسعون. تسعون تعني الاستواء، لأنها تسعون درجة. إنه يُسمى الاستواء لأنه تجاوز التسعين وسيأتي إلى التسعين. لكن عند الواحد والتسعين، زالت الشمس. هذا هو الزوال. لقد زالت الشمس من كبد السماء. كبد السماء هو كم؟ تسعون. يعني أصبحنا الآن كم؟ واحد وتسعون. لا تقل تسعين الآن. ها؟ ما زلنا عند التسعين. لم يؤذن للظهر، يتبقى له أربع دقائق. الله يهديك. حسناً، لأن الشيخ عبد السلام موجود، ولو مشيت على تسعين [دقيقة] ستجده يؤذن قبل الأذان. أريد أن أسألكم سؤالاً: كنتم تجرون في مسابقة، وبعد
ذلك أنت سبقت المتسابق رقم اثنين، فأنت أصبحت المتسابق رقم كم؟ اثنين. فهمتها، نعم. عندما تقول لي أنا أصبحت المتسابق... رقم واحد يكون خطأً، هذه هي القصة. فالشمس يا إخواننا عندما تؤذن متى؟ في واحد وتسعين، يجب أن تؤذنوا وهي في تسعين وأنتم لا تعرفون تسعين من واحد وتسعين. ها هو، ربنا يسهل، لكن سأفهمكم إن شاء الله، سأفهمكم. وآخره، آخر وقت الظهر إذا صار ظل كل شيء مثله، أي ظل كل شيء. لقد ذهبوا ووضعوا عموداً كهذا، وهو عصا غرسوها
في الأرض. عندما تشرق الشمس من الشرق، يكون ظل هذا القائم أو العمود أو العصا في الغرب. فالشمس تأتي من هنا فتُلقي بالظل في الناحية الأخرى في الغرب. فوجدنا أنه بسبب أن الشمس ما زالت في بداية طلوعها، كان ظل هذا الشيء طويلاً جداً، وكل... ما تطلع الشمس إلا وينقص الظل تدريجياً، ثم وجدنا الشمس وهي متفرقة في تسعين موضعاً. هذا هو
الفيء، وماذا نسميه؟ ما معنى الفيء؟ الفيء يعني "فاء إليه الظل"، أي رجع إليه، وهذا يعني شيئاً معيناً، أي أنه لن يقل عن ذلك. فالعصا واقفة مغروسة في الأرض، وهذا يشكل ظلاً. واسمه الفيء، فقد قاموا بوضع علامة على الأرض على هذا الفيء. قالوا: هذه علامة، فتكون المسافة من هذا الخط إلى العصا، ما اسمها؟ الفيء، وهو ظل خارج.
قل: أبداً بعد ذلك، هذا هو الفيء، هذه العصا طولها متر، والفيء طوله ثلاثون سنتيمتراً، وعملنا خطاً فوجدناه بينه وبين... العصا ثلاثين سنتيمتراً، أين ننتظر؟ بعد الفيء هذا اثنان متر، يصبح ظل كل شيء مثله بعد الفيء، ليس مطلقاً، هذا بعد الفيء. وانتظرنا
إذ ثلاثين سنتيمتراً والشمس وهي نازلة إلى الناحية الأخرى، تغير ظلها، جعلت الثلاثين سنتيمتراً هنا واستمر، وصنعت خطاً آخر، فظل الظل يزيد ويزيد ويزيد إلى أن... عندما وصل إلى المتر الذي يلي الثلاثين سنتيمتراً، وحينما فعل ذلك أصبحت المسافة بينه وبين العصا مائة وثلاثين، وهي عبارة عن مسافة ثلاثين سنتيمتراً ومتر بطول العصا، وهذا أمر سهل جداً. حسناً، أصبحت مائة وثلاثين. بمجرد أن رأى الشيخ عبد السلام الظل يبلغ
مائة وثلاثين، ذهب وشغّل الميكروفون وأذّن للعصر. في النهاية، انظر ماذا يقول. هنا يقول وآخره إذا صار ظل كل شيء مثله بعد ظل الزوال سُمّي الفيء. ما هو ظل الزوال؟ مثله بعد ظل الزوال يعني ليس متراً مائة وثلاثين، المتر الذي هو بقدر العمود الذي نصبته، والثلاثين التي هي ظل الزوال التي هي الفائض بعد ظل الزوال، مفهومة أول الشيخ عبد السلام. هذا هو ملخص الحكاية. مائة وثلاثون، فذهب مسرعاً إلى الميكروفون: "الله أكبر، الله أكبر" بهذا
الشكل. الله يؤذن له الآن. لم ينتظروا ليقول لي خلاص، حدث مثلها. حسناً، ووقت العصر في أوله، والزيادة على ظل المثل، ظل العمود ثلاثون سنتيمتراً، وظل المثل متر، وهي التي تحدثنا عنها في البداية. سنوفيه بالكامل، أي بزيادة. عندما أذّن الشيخ أرسطه لصلاة العصر أولاً، ما هي الزيادة على المائة والثلاثين؟ أصبحت مائة وثلاثين وكاملة. عندما يؤذن العصر وآخره في الاختيار، يكون هناك وقت يُسمى وقت الاختيار. ما
هو وقت الاختيار هذا؟ لديّ بعض الأشياء أقوم بإنهائها، وأوراق ومستلزمات، أو اجتماع، أو عندما يؤذن العصر. نحن ماذا؟ نكمل الاجتماع. دخل الوقت، يمكنني أن أقوم لأصلي ويمكنني أن أنهي العمل الذي بين يدي. وجدت شخصاً لديه طائرة فيريد أن يقول لي كلمتين ويذهب، فلن أقول له: لا، انتظر حتى أصلي العصر. أجلس وأسأله: ماذا تريد أن تقول؟ وما إلى ذلك. استمرينا هكذا إلى متى؟ وفي النهاية يكون الاختيار لمن ظل. المثلثين. نحن لسنا في وقت العصر. الأذان عند مائة وثلاثين يكون مائتين وثلاثين متراً
ومتر أيضاً، فيكون المتر الإضافي هذا صنع... دعك من ثلاثين مترين، والعمود طوله متر، ظله من مثلين. ما هو الفرق بين الاختيار والاضطرار؟ أنت جالس تعمل وتكتب رسالتك للدكتوراه أو الماجستير، ولم تصل بعد. الاثنان متر وثلاثون يُقرّبون الدنيا، تجري الأمور. الملائكة تاركةٌ لك الخيار، تخيل ذلك لكي تفهم الفرق بين الاختيار والاضطرار. الملائكة تاركةٌ لك الخيار،
انظر ما ستكون عاقبتك معها. وبعد ذلك وصلت إلى اثنين متر، فدخلنا في الاضطرار، فالملَك ينخسك هكذا ويقول لك: قُم وصلِّ. فتقول له: حاضر، سأنهي هذه فقط ثم أقوم لأصلي. حاضر، سأنهي هذه فقط وأقوم. يصلي ويستمر في إلحاحه عليك حتى تقوم لتصلي، يعني الاختيار بدون إلحاح أو حث، لا يضربك، ليس هناك ضرب. أما الاضطرار فيضربك: "قم صل"، "أقوم أصلي"، "قم يا ولد صل". هذا هو الفرق بين الاختيار والاضطرار. قمت أنت بعدما أصبحنا على بعد مترين ونصف، يعني في حدود عشرين سنتيمتراً في...
الاضطرار وصلّيت صلاتك أداءً وليس قضاءً. حسناً، عندما كانت أداءً لماذا كنت تستعطفني؟ قال له: لا، هذا الضغط لأنك في وقت الاضطرار. في وقت الاضطرار يجب عليك أن تقوم وتصلي، يجب عليك أن تقوم وتصلي، يجب عليك أن تقوم وتصلي. وكان شيء يقول لك هكذا: يجب عليك أن تقوم وتصلي. قبل ذلك لم يكن يقول يجب أن تصلي. تأخَّرَ وعَمِلَ لكَ فُسحةً، لكن الآن لم تعُد لكَ فُسحةٌ، لم يعُد اختياراً، بل أصبحَ اضطراراً، فيجبُ عليكَ أن تقومَ وتُصلّي. فإن صلَّيتَ قبلَ الغروب فهي
أداءٌ جيدٌ، وليست قضاءً ولا شيء. فاللكمة التي ستتلقّاها في كتفكَ هذه اسمُها لكمةٌ. يا... ما اسم هذه الضربة؟ إنها لكمةٌ. الكم مَن أمامَك. هكذا التوجيه بحركة اليد هكذا الذي بجانبك. حسناً، يجب عليكم أن تعودوا إلى ماليزيا وإندونيسيا وأنتم تعرفون هذه الأشياء، التوجيه بحركة اليد، التوجيه بحركة اليد، نعم هكذا. تعال يا عبد الله، هذا هو التوجيه بحركة اليد، فهمته؟ نعم، بيدك هكذا. هو توجيه بحركة اليد هكذا، وهو الذي هو التوجيهات التي تلقيناها ونحن نحفظ القرآن على مر الوقت. الشيخ هكذا، هو أخطأ ثم صححها. إذاً، لدينا في العصر ما يُسمى وقت الاختيار، أي متر أيضاً مثل
الظل، وصار الظل مثلين غير فَيء الظل الذي هو ظل الزوال، بعد ذلك حتى الغروب. أما الغروب فيكون عندما تغيب الشمس بأكملها، ويكون قرص الشمس كله تحت الأفق. أما إذا كان نصفها تحت ونصفها فوق، فلا، لم يحن الغروب بعد، ولكن عندما... تغرب كلها فيكون قد وجب المغرب وانتهى وقت العصر. فلو صليت العصر حينئذ تكون قضاءً وليست أداءً. والعصر أول وقتها الزيادة على ظل المثل وآخره في الاختيار إلى
ظل المثلين وفي الجواز إلى غروب الشمس. والمغرب وقتها واحد وهو غروب الشمس، خلاص يجب أن تقوم لا في اختيار ولا في... اضطرار عند الشافعي وبمقدار ما يؤذن ويتوضأ ويستر العورة ويقيم الصلاة ويصلي خمس ركعات، اثنتين سنة وثلاث فرض. لقد رأيت الشمس غربت الساعة السادسة إلا ربع، فمتى أتوضأ؟ استغرقت أربع دقائق، ثم بحثت عن شيء أستر به العورة فاستغرق ذلك أربع دقائق أخرى، فأصبح المجموع ثمانية دقائق. ثم أحضرت لا أعرف السجادة وبحثت عن... القِبْلَة ووضَعْتُها
أربع دقائق أخرى كم يكونون؟ يكونون اثني عشر. صليتُ ركعتين سُنَّة، قُلْ الركعة في دقيقتين. صليتُ ثلاثًا للمغرب، فهذا يعني أننا دخلنا في عشر دقائق واثني عشر، أي حوالي خمسة وعشرين دقيقة. فالشافعي يقول ماذا؟ يقول إن هذه الخمسة والعشرين دقيقة هي وقت النظر، قلنا نرى الله وبعدين. قال وبعد ذلك حتى العشاء أصبح مثل الفارق بين الشروق والظهر، يعني وقت غير متصل بل منفصل. الإمام أبو حنيفة يقول لا، إنه متصل. هل
أنت منتبه؟ يعني من الممكن أن يكون كل هذا حتى أذان العشاء، وكل نظر في النص هل المغرب له وقت واحد بالمعنى الذي قلناه هكذا الذي هو يا... تقريباً خمسة وعشرون دقيقة حيث ستتوضأ وتستر العورة وتبحث عن القبلة وتأتي بالسجادة وتُصلي خمس ركعات، ويكون بذلك: ربي لك الحمد. أم أن الأمر فيه سعة إلى صلاة العشاء؟ عندنا في مصر هنا الشائع في مفهوم الناس مذهب أبي حنيفة وليس مذهب الإمام الشافعي. نأتي للعشاء إذن، العشاء عندما تغرب الشمس. بينما كنتُ جالساً
أشاهد الشمس وهي غاربة وأتأمل ما بعدها، وجدتُ أن هناك احمراراً من الشمس في جهة الغروب، من حوالي العصر، نزلت والاحمرار هذا يشغل مسافة من القبة السماوية، وكان هو أيضاً يغرب وينزل. وهذا ما يُسمى بالشفق الأحمر. يغيب الشفق الأحمر بعد ساعة إلى ساعة ونصف. وأربع دقائق خلال السنة طبقاً للاختلاف بالسبع عشرة دقيقة التي تحدثنا عنها. غربت
الشمس الساعة السادسة، والساعة السابعة وأربع دقائق اختفى الشفق الأحمر وبدأ بالنزول، لكنني وجدت بعد أن اختفى هذا الشفق الأحمر ظهر الشفق الأبيض. فقلت: حسناً، والله سأظل مراقباً هكذا لأرى متى سيختفي ومتى سينزل. فالشفق الأحمر ينزل بعد ساعة إلى ساعة وأربع دقائق، حسناً، والشفق الأبيض؟ الشفق الأبيض ينزل بعد ذلك من اثنتي عشرة دقيقة إلى خمس عشرة دقيقة، من اثنتي عشرة إلى خمس عشرة دقيقة يبدأ هذا الشفق الأبيض في النزول. سيدنا الإمام الشافعي
قال: يدخل وقت العشاء بغياب الشفق الأحمر. وسيدنا أبو حنيفة قال: بغياب الشفق الأبيض، لأن النص وارد أنه بغياب الشفق، أهو الأحمر أم الأبيض؟ اختلفت المدة بربع ساعة. وكنا نرى في الحرم المكي الجماعة الشافعية يقومون بصلاة العشاء قبل الأذان، وبعد ذلك، بعد غياب الشفق الأبيض، تقوم الجماعة الحنفية بالصلاة، يؤذنون ويصلون. من أين جاء هذا الاختلاف؟ لأن هؤلاء اتبعوا كلمة... غياب الشفق الأحمر، وهؤلاء ساروا وراء كلمة
"غياب الشفق الأبيض"، يعني هؤلاء فسّروا الشفق بأنه أحمر، وهؤلاء فسّروا الشفق بأنه الأبيض. إذن يجوز عند الشافعية بعد ساعة وأربع دقائق أن تقوم لتصلي العشاء، ولا يحدث شيء. يعني عندما تجد شخصاً فعل هكذا، لا تنكر عليه، لأنه كلام من كلام الأئمة. والبحث العلمي ملتزم بمذهبه ولا يتجاوز شيئاً، ووقت المغرب واحد وهو غروب الشمس، وبمقدار ما يؤذن ويتوضأ ويستر العورة ويقيم الصلاة ويصلي خمس ركعات، أي حوالي خمس وعشرين دقيقة أو نصف ساعة على أكثر تقدير. أما العشاء فأول وقتها إذا غاب الشفق
الأحمر. انتبه وأنت تقرأ وأخبرني ما يقوله جماعة الحنفية. لماذا يختلفون معنا لأنه ديكهت الأبيض وهذا الأحمر وآخره في الاختيار، أيضاً جئنا للاختيار إلى ثلث الليل، وفي الزواج إلى طلوع الفجر الثاني، وثلث الليل هذا كيف نحسبه؟ نأتي بوقت المغرب، لنفترض في وقت كهذا يؤذن المغرب في الساعة السادسة، ونرى الفجر يؤذن في الساعة الرابعة، فتكون المسافة كم بين المغرب والفجر؟ عشر ساعات. ساعات تتبعها بضع ساعات، ثلاث ساعات وثلث، تضيفها إلى الستة فتصبح تسعة وثلث، أي ثلث الليل في تمام
الساعة التاسعة والثلث. فقد أُذِّن للمغرب، ثم أُذِّن للعشاء بعد ساعة. مرَّت ساعة من الثلاث ساعات والثلث، فأصبحنا في الساعة السابعة والنصف. وأنا جالس أكتب بعد صلاة العشاء الآن، وأنا جالس أكتب بعد العشاء، وكل شيء في أمانة الله والملائكة. تركني تركني اختياراً. جاءت الساعة التاسعة والثلث، التاسعة والثلث. بدأ الملك يقول، الملك يقول ماذا؟ يدفعني هكذا أيضاً. يقول ماذا؟ صلِّ، قم صلِّ. حسناً، السؤال عندما انتهى: قم صلِّ. حسناً، قم صلِّ. ويستمر ماذا؟ يحثني على الصلاة لأننا قد دخلنا في وقت الاضطرار. ويظل هكذا حتى الفجر لو
صليت العشاء. قبل الفجر أدِّ مثل نفس قضية العصر هي إياها، لكن ثوابها أكثر أن تصلي الوقت في وقته. فيكون الاختيار في ثلث الليل الأول، وها أنت عرفت ثلاثة وثلث في هذا اليوم. ثلاثة وثلث وتسعة يصبح عشرة، أحد عشر، اثنا عشر، وبعدها دخلنا في الثانية عشرة وأربعين دقيقة فيكون. هذا ثلث الليل الأخير، يبدأ من الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقة، وهو الوقت الذي ينزل فيه ربنا إلى السماء الدنيا ويقول: "هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟" بصيغة الرفع كما ورد
في صحيح البخاري. وأنت حينها تسأل وتدعو وتتضرع وتبكي وتستغفر. "هل من مستغفر فأغفر له؟" فثلث الليل الأخير يبدأ متى يعني؟ على الساعة الثانية عشرة والنصف أو الواحدة، وهي ثلث الليل الآخر حتى الفجر. والعشاء أول وقتها إذا غاب الشفق الأحمر، وآخر وقتها في الاختيار إلى ثلث الليل، وفي الجواز إلى طلوع الفجر الثاني. والصبح أول وقتها طلوع الفجر الثاني، وآخر وقتها في الاختيار إلى الإسفار، وفي الجواز إلى طلوع. الشمس تأتي عند الفجر. هناك فجر كاذب يشبه ذنب الذئب
في السماء. يظهر ذنب الذئب هذا مثل ذيل الثعلب. ذيل الثعلب يكون هكذا، فهو ينزل بشكل بسيط ثم يتسع على امتداد السماء. أما الضوء المستطيل المنتشر فيمتد على طول السماء، فيكون مستطيلاً، لكن المستطير يعني المنتشر في الأفق. هكذا هذا الفجر الحقيقي الذي ستمتنع فيه عن الأكل والذي ستبدأ تصلي فيه الفجر، فيكون الفجر فجران: كاذب وصادق، أول وثاني. فأنت يمكنك أن تأكل الطعام
إلى غاية الفجر الثاني الذي هو الصادق. والفجر المستطيل يختفي ويظهر ويختفي، ويكون قبل الفجر المستطيل بحوالي ثلث ساعة عندما جاء الشباب المختصون في علم الجيوديسيا الذين أرسلناهم إلى كلية الهندسة ليتعلموا كيف يحسبونها، فوجدوا أن الشمس عندما تكون تحت الأفق بنحو تسعة عشر درجة، يأتي الفجر المستطير هذا، وعندما تطلع الشمس، فإذا ظهر أي شعاع منها يكون الشروق، ولو قطعة صغيرة. فالفجر يمتد من الثاني
إلى الشروق، وهذه مسافة حسبوها من سبعة عشر إلى... تسعةَ عشرَ درجةً. يبدو أنَّ خلافاً حدثَ في أوّلِ القرنِ العشرينِ استوجبَ أن يأتوا بخبراءَ من ألمانيا من أجلِ حسابِ هذا الفجرِ. وجاءَ فعلاً كان اسمهُ ياش محمد هايدي، أو لا، لقد نسيتُ، أو كان اسمهُ هايدي أيضاً، وذهبَ إلى أبي سمبل وأجرى أبحاثَهُ، وكتبَ تقريرَهُ، ثمَّ أخذَ أغراضَهُ ورحلَ. المساحة ومختصو الجيوديسيا ومهندسو الهندسة عملوا كثيراً في هذا الأمر وأوضحوا
لنا أن هذا هو الاتجاه الذي نسير عليه الآن، وبعد ذلك حدث أن شخصاً في الكويت قال لهم: "يبدو أنكم تصلون بطريقة خاطئة". فسألوه: "خاطئة كيف؟" فقال: "لا، أنا لا تعجبني هذه الصلاة، يجب أن تكون على..." أربعة عشر تعني أن هناك فارق خمس درجات، والشمس تتحرك في الدرجة أربع دقائق، وأربعة في خمسة تساوي عشرين، أي أننا ننتظر عشرين دقيقة بعد الفجر لكي نتوقف عن الأكل في رمضان ولكي نصلي.
اجتمعنا وبحثنا هذه الأمور بحثاً جيداً ووجدنا أن هذا الكلام حديثه خرافة وأن الفجر الصحيح طبقاً... للوارد في السنة المشرفة في الحديث الصحيح لا نحن نسير على الصواب ولذلك لا تستمعوا لهذه المحاولات التي تحاول دائماً أن تشكك في الأمور، يقول لك أنت رجل تابع للحكومة، حسناً وما علاقتي بالحكومة يا أبناء الفجر؟ أنت مع الحكومة، يهديكم يهديكم ربنا. والله فجاء الجماعة التابعون للمرصد وأعدوا تقريراً للشيخ جادر. لحق
شيخ الأزهر وقالوا له: لا، إنه على أربعة عشر كما يقول الجماعة. والجماعة طبعاً، كما تعرفونني، هي الإرهابية التي تُسمى الإخوان المسلمين، ليهدمهم ربنا. فاستدعاني الشيخ وأعطاني البحث لأدرسه، وأرسلت البحث إلى الشيخ جادل رب رمضان الشافعي الصغير، وأرسله إلى الشيخ الحسين الشيخ، وأرسله إلى الشيخ. الدَّهْمَة ومجموعة من المشايخ وقال لهم: "قولوا لنا رأيكم في هذا الهراء أو في هذا الكلام"، وبعد ذلك قال لي: "يا شيخ علي رحمه الله، الشيخ المشايخ لم
يُجبني أحد، لم يرد علي أحد، فانظر لنا في هذه المسألة". قلت له: "حاضر"، فذهبت إلى سيدنا الشيخ، شيخي، شيخ الجد، وقلت له: "يا مولانا". وصلني بحث يقول كذا وكذا وكذا، فقال: نعم. فقلت له: ما رأيك في هذا؟ فقال لي: أنا أتعجب منهم. قلت له: لماذا يا مولانا تتعجب منهم؟ قال: لأنه ليس من المعقول أن الحكومة تعين عند هدية كهذه. قلت له: لا، لستُ فاهماً، ماذا تعني أن الحكومة تعين عند هدية كهذه؟ قالَ لي: الديكُ يؤذنُ تماماً على النتيجة. ما الأمر؟ الديكُ في بلدنا يؤذنُ على
النتيجة. إنه تابعٌ للحكومة وانتهى هذا الأمر على هذا. انظر إلى البساطة! طبعاً هذه فلسفياً فيها كلامٌ وغير ذلك إلى آخره، لكن الرجل سيتعجب: ما الذي تفعلونه هذا؟ ما الذي تفعلونه هذا؟ صاحت الديكة، فقالوا له: "لا". قال: "ائتوني بسحوري". يعني كانت الديكة علامة من علامات أن الفجر قد طلع أو لم يطلع. وطبعاً الشيخ عندما يتحدث عن هذه الديكة، كان الجو في الأرياف لم يُلوّث بعد بالأضواء والكهرباء وما
شابه، فكانت الديكة صحيحة الأذان. أما في عصرنا الحالي فالديكة تؤذن بشكل متواصل ومستمر. هذا تجده يؤذن الساعة الواحدة ليلاً والثانية ليلاً، لم تعد الديكة التي كان يتحدث عنها الشيخ جاد الحق جاد الرب رحمه الله - جاد الرب رمضان شيخ الشافعية - لم نعد حتى نستطيع الاستدلال بها، لأن ديكهم يؤذن الساعة الواحدة، يعني باتفاق أن هذا ليس معه سلطة، لكن من ناحية المنحنيات ومن... من ناحية الضبط والجيوديسيا والعلوم كلها، هذا الكلام صحيح، وقد كرّس ووهب نفسه لهذا الحساب الدكتور
حسين كمال الدين رحمه الله تعالى. وكان حسين كمال الدين رئيساً لقسم الجيوديسيا في الهندسة، وألّف ستة مجلدات: مجلداً لتحديد القبلة، ومجلداً لرؤية الهلال، وأربعة مجلدات لمواقيت الصلاة في العالم كلها، ولدينا في مكتبتنا كل هذه المجلدات. بمنحنياته ودراساته وبالتمهيدات وبالنتائج وبكل شيء، لكن لا تتحدث بما لا تعرف، وفوق كل ذي علم عليم. وإذا أردت والأمر دين، فهذا يعني أن لا تكن صدى صوت لأولئك الذين لم يدرسوا وتحكمت فيهم الأهواء. عقدنا مع الشيخ نصر
فريد واصل مفتي الديار وأستاذنا مؤتمراً في المرصد الذي دعا إلى هذا وبيننا لهم. إن هذا الكلام فيه خطأ واضح وتقبلوا ذلك وقالوا حسناً نعيد البحث، لكن البحث لكي يُعاد نحتاج خمسة ملايين. لم يكن معنا الخمسة ملايين حينها، كنا في سنة ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين ولم يكن معنا الخمسة ملايين التي يريدونها. فالأمور يا إخواننا، فآدم للعلم مذاكرة، فحياة العلم. مذاكرة، إنها كلمة واحدة فقط تقولونها لمن يقول هذا القول، قل له: "اخْشَ". لكن ستقولون له ماذا؟ "اخْشَ" وتحرك
رأسك هكذا. إذا لم تفعل ذلك فلن يبدو جميلاً، يعني إذا قلت له "اخْشَ"، لا، "اخْشَ"، قلت له وأنت ترفع رأسك هكذا مثل الإبل. هل انتبهت كيف؟ هذه هي الحكاية، وإلى لقاء آخر، نستودعكم الله.