المجلس الثامن والأربعون من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

المجلس الثامن والأربعون من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة - الغاية والتقريب, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين وسنن الحج سبع الإفراد وهو تقديم الحج على العمرة يبقى إذا اختيار الأولى من الصيغ الثلاث في الحج عند الشافعي هو الإفراد والحج على ثلاثة: إما أن يكون قارناً كهيئة حج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإما أن يكون
متمتعاً كشأن غالب الصحابة الكرام، وإما أن يكون مفرداً. فالإفراد أحد صور ثلاثة. في القارن تقترن العمرة بالحج، يعني يحرم بالعمرة ثم يظل بعدها محرماً حتى يأتي وقت الحج حتى لو أحرم. في أول شوال بالعمرة قارنا يظل محرمًا إلى رمي الجمرات، يعني كأنه في الإحرام سبعين يومًا. إذا ساق الهدي معه فإنه
لا يستطيع الخروج عن هذه الصورة، صورة الاقتران. أما لو نوى القران ولم يسق الهدي فإنه يمكن له أن يخرج عن القران. يبقى إذًا القارن على نوعين، نوع... ساق الهدي أمامه ملبياً لله تعالى، وهذا كان شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فلما بلغ مكة نصح أصحابه، وكانوا كلهم قارنين، لكنهم لم يسوقوا الهدي. هو ساق أمامه ستة وثلاثين بدنة، يعني هو مسافر
وأخذ معه ستة وثلاثين جملاً، ساروا معه إلى الكعبة. خلاص، يبقى القارن محبوس. نفسه في تلك الصورة لأنه ساق الهدي معه، حسناً، والصحابي الذي لم يسق الهدي يجوز له أن يحول القرآن إلى تمتع، فيجوز له أن يعتمر وينوي التحلل متمتعاً إلى وقت الحج. إذاً، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل في الإحرام،
والإحرام صعب لأنه يمنع من أشياء ويمنع من غطاء الرأس، من غطاء. القدمين واليدين ولبس المخيط المحيط صعب، لا يضع عطراً، لا يضع، لا يقص شعره ولا ظفره، تكاليف كأنه محبوس داخل هذه الهيئة، لكن كله بثوابه وكله بأجره. فقال لأصحابه: "تمتعوا"، يعني رأى الجهد فيهم، غير قادرين هكذا، متعبون من السفر، متعبون من الإحرام نفسه، كلفة، والكلفة إلزام ما فيه مشقة. فالكلفة معناها فيها مشقة، وفي طلب ما فيه مشقة قولان
للأصوليين، إما طلب ما فيه مشقة أو إلزام ما فيه مشقة، والاثنان فيهما مشقة. كلفة تعني مشقة، فلما رأى المشقة قد أخذت بأصحابه صلى الله عليه وسلم، وهو كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، أمرهم أن يفكوا القِران إلى التمتع، فقالوا: أنت. قارِنْ يا رسول الله، نُريد أن نفعل مثلك. قال: "لقد سُقتُ الهدي". فسبب عدم تمتُّعه أنه كان يُحب التمتع أو يُريد التمتع. "يُريدُ اللهُ بكم اليُسر ولا يُريد بكم العُسر". فقال: "سُقتُ الهدي".
فكأنه صلى الله عليه وسلم عندما دخل في صورة القرآن لا يخرج منها، التزم وهو سيد. الملتزمون فظل مقارناً الشافعي عندما أرى كل هذه الأمور: التمتع فيه دم، والقران فيه دم، أما الإفراد فليس فيه دم. قال: فيكون كأن هذا الدم جبران، فالذبيحة التي تُذبح تُكبِّر شيئاً. وأما الإفراد فليس فيه جبران، فيكون الإفراد أتم،
أي أن الإفراد مائة بالمائة، فليس فيه أنك تتبع شيئاً، والتمتع تسعون. طيب، والعشرة نكملهم دماً، نتبرع بالدم لله سبحانه وتعالى ليذهب إلى الفقراء والمساكين، فنأخذ العشرة التي نقصت هذه فتصبح مائة، مائة أيضاً ولكن بعد أن جبرتها. طيب والقرآن تسعين في المائة، كيف يصل إلى المائة؟ عندما تقدم الجبران، تقدم ما استيسر من الهدي، قدمت ما استيسر من الهدي فتكون قد أكملت العشرة في. المائة ففكر الشافعي بفهمه أن هذا دم جبران، وما دام
دم جبران فإن أهون الأولى ورقم واحد هو أن الإفراط لا كلام فيه، أي عجب! لأنه لا يوجد فيه دم، ألا تجبره لماذا؟ لأنه مائة بالمائة، لأنه مائة بالمائة، كيف ستأتي بأكثر من مائة بالمائة؟ هي مائة بالمائة إذا. مذهب الشافعي أن الذبح جبران وأكثر الصور تماماً وكمالاً فنجعله المرتبة الأولى، أما المرتبة الثانية فهي
التمتع. لماذا؟ لأن النبي نصح به وأمر به، وحينما لم يحصل الإفراد وأنت خارج بالعمرة فإما أن تكون قارناً أو متمتعاً، فنقول الأفضل هو التمتع لأنه أمر به. أما ما فعله، فقال إنه لم يفعله. لسوق الهدي هذا التزام، فرتب الأمور على هذا الشأن: الأفراد أولاً، عندما تريد أن تختار، ماذا تختار؟ تختار الإفراد، أو التمتع ثانياً، أو القِران ثالثاً. فإذا سقت الهدي، فلابد من القِران. هذه أنواع الحج.
طيب، تركوه في حال الأئمة الآخرين الذين هم الحنابلة، هؤلاء أيضاً موتان. الآخرون أبو حنيفة ومالك وأحمد والأوزاعي والحمدان أناس كبار أيضاً ناقشوه قائلين: "لا يا شافعي، التمتع أفضل". فقال لهم: "لكنني شرحت لكم". فردوا: "لا بأس، أنت الذي شرحت، أنت الذي قلت". فسألهم: "وماذا ستقولون أنتم؟" فأجابوا: "هذا دم شكران وليس جبران، دم شكران". وقالوا: "شكران". لماذا لم يقولوا شكراً؟
لأنه قال جبران، فنرد عليه ونقول له: ها هي قال شكراً، فتكون موزونة مع بعضها. نحفظ، قالوا له: الله، لقد أقفرت علينا أنه جبران. لماذا؟ قال: إنها واضحة، ما هذا! هذا فيه دم وهذا ليس فيه دم. قال: لا، هذا التمتع أعلى، وبعد ذلك القرآن. وبعد ذلك الأفراد الذين تتحدث عنهم، فعندما وفقك الله للتمتع، شكرته بالهدي أو القِران، شكرته بالهدي. ما معنى ذلك؟ شكرته هكذا وتمدها قليلاً. ها، يعني رقم واحد بالهدي، والثاني شكرته بالهدي. ماذا يعني؟ شيء فقط. هذه خمسة عشر في المائة وهذا عشرة في المائة،
والشيء الأفراد ضعيف جداً، لن يصلح. الإمام الشافعي ليس بسيطاً، لا لا، إنه متمكن. حقاً، إمامنا الشافعي هنا صاحب مصر متمكن جداً. أقسم بالله عليكم، هل هذا كلام؟ هل الدم الذي فيه تكلفة أي إلزام؟ أبداً، الشكر ليس مفروضاً عليّ، أنا لم أفعله من تلقاء نفسي لكي يكون شكراً. لا يصح أن يكون شُكراناً، أي أنه أيضاً لم يسكت، وهذا أيضاً يُعتبر جُبراناً، لأنه من المفترض أن هذا الكلام لو كان
بالإرادة فأنت تفعله من تلقاء نفسك، لكن هذا أنت مُلزم به. الشُكران مُلزم به، شخص متشكر وآخر يقول الحمد لله، هكذا أنت مُلزم به، لا، هذا شيء من عندك أنت. يعني في صلاة الشكر لا تكون في فريضة، بل تكون في فريضة أقرب إلى الجبران، مفهوم هكذا جبرها. يعني إذا أيضاً في النافلة لا تقعد في ماذا؟ ستبحث في المسائل، ستجد أيضاً أن الإمام الشافعي ليس بسيطاً، هو إمام كبير جداً، ولذلك نحن اتبعناه. قال لك: أنا شافعي ما حييت فإن... إن مت فوصيتي للناس أن يتشفعوا، فهذا أفضل لكي لا تكونوا غير منتبهين، وهذا ليس تعصباً. لماذا ليس
تعصباً؟ لأنه شخص يطبق الكتاب والسنة على هيئة كلام العرب متخذاً من السلف الصالح من الصحابة والتابعين منهجاً وإماماً له. ولكن نعم، نحن نريد أي كتب من هذا القبيل، هو هكذا صاحب هذا أنت. أول مرة تأتي أم ماذا؟ هل تأتي كل مرة وأنت لا تعرف النظام أنه لا توجد أسئلة في هذا الأمر؟ حسناً أولاً، من أجل تدبير الخواطر، ما أبسطكم! حسناً أولاً، إذا كنت جالساً لأن الأمر هنا ليس فصل دراسة، اجلس وقم بسوق الهدي إذا اشتريته قبل مسائل كهذه، سقط الهدي. لا لأن سوق الهدي لا يكون
حتى لو اشتريته قبلها إلا بعد أن تنتهي من الحج، بعد أن يأتي بعد أن يبدأ من يوم العيد. فهم يأخذون بالحسبان هذا الأمر، فسوق الهدي لا يكون. نعم، أنت حجزت ولم تشتر، فأنت لم تسق شيئاً ولم تأخذ المعزة. معك في الطائرة لم تأخذ الماعز معك في الطائرة، إذاً إذا لم يكن هناك سوق أيضاً، كان السؤال جيداً وفتح أموراً، لكنني أجبت. انتبه أيضاً، أنا مذاكر كما أراه. نعم، أعمل مذاكرة أيضاً. مذاكرة تفيد للعلم، مذاكرة في حياة العلم. الأمر هكذا يعني، لا تقل قد
ذهبت أربابه كل. مَن صَبَرَ على الدربِ وَصَلَ، لا تقُلْ قد ذهبتْ أربابُه، كُلُّ مَن صَبَرَ على الدربِ وَصَلَ. يبقى إذاً الحجُّ على ثلاثةِ أنواعٍ: أعلاها عندَ الشافعيِّ الإفرادُ. والإفرادُ ما دامَ فيهِ اختيارُكَ للحجِّ المفردِ فرضٌ ولا سُنَّةٌ؟ سُنَّةٌ. وسُنَنُ الحجِّ سبعٌ. الإفرادُ يبقى الإفرادُ اختيارُكَ للإفرادِ، طيبٌ يعني لو اخترتَ التمتُّعَ. لا يحصل شيء أبداً يا شيخ، شيخك وملك. اختار التمتع. أغلب الناس اختاروا التمتع، أغلب الخلق اختاروا التمتع، لأن
التمتع هو المناسب لبرنامج الرحلات، للبرنامج الخاص بالرحلات، لأنك لو ذهبت للحج مباشرة، وبعد ذلك وضعك أولاً في المدينة، فستظل محرماً إذا أحرمت من مصر مثلاً، وستظل محرماً حتى تذهب لتحج. أيضًا هي عملية طويلة قليلًا، فاشرب بيمينك وأنت في درس علم، واجلس تشرب مثل شباب الصالة الرياضية، الشباب الذين يقولون أعطني كذا، لا أعرف ماذا، هكذا بيمينك. حسنًا، قال لعمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة، قال له: "كُلْ بيمينك يا غلام، كُلْ بيمينك"،
فكان يحب التيامن في كل شيء، وهو بعيني ماسك. الألم باليمين فمشغول فذهب شارباً بشيء، قال: "بسيطة، لا تبسّطها كثيراً، اتركها هكذا جميلة"، لكن دائماً اتّبع حركات وسكنات سيدنا صلى الله عليه وسلم، قم تجد قلبك نوراً. نعم، تكون سنن الحج الإفراد، فيكون الإفراد هو السنة، ولكن أغلب المصريين وأغلب الرحلات من كل العالم يختارون التمتع لأنه أرفق. في ترتيب الجدول فنذهب لأداء العمرة، ويمكننا أن نعود إلى المدينة للزيارة ثم نرجع مرة أخرى. ومن الممكن أيضاً أن نذهب إلى المدينة أولاً، ثم نُحرم من هناك للعمرة، وبعد
ذلك نأخذ استراحة (بريك) بين العمرة والحج، أي عندما نعود ونلبس ثانية وهكذا، بمعنى استراحة أو التقاط الأنفاس. الأنفاس، وبعد ذلك نُحرِم مرةً ثانيةً للحج، فالناس أغلبهم يسيرون على التمتُّع. هل أنا بهذا يعني غاضب من الشافعي؟ لا، لأنني انتقلت من الإفراد إلى التمتُّع لأجل الجدول، ولأمرٍ آخر وهو أن التمتُّع أصبح شائعًا فأحكامه هي الأكثر معرفةً من الإفراد، حتى عندما تسأل تجد الجواب حاضرًا على الفور، خُذْ. خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. لم نُغضبه ولا شيء.
والتلبية من السنن أن تبدأ التلبية مع أول نية للعمرة أو للحج "لبيك اللهم بحج" أو "لبيك اللهم بعمرة متمتعاً بها إلى الحج" "واجعل المحل حيث حبستني". عندما تقول هذا الشرط تخفف على نفسك أشياء كثيرة أثناء ذهابك. من مطار القاهرة وقالوا له لا تحرم من مطار القاهرة، ينفع، ينفع، فهو قبل الميقات صحيح بألفين أو ثلاثة آلاف كيلومتر، لكن لا عليك، هذا ينفع، ينفع من المغرب أو من أمريكا، ينفع ما
دام قبل الميقات. ادخل وأنت محرم، طيب، لبيك اللهم بعمرة متمتعاً بها إلى الحج وجعل محلي. حينما حبسوني قلت هذه الكلمة. ركبت الطائرة، ثم اختُطفت الطائرة، اختُطفت الطائرة. والناس طبعاً يعني تنبأوا عليك من قبل وقالوا أنت فقير، أي لا تأتي حتى تُختطف الطائرة عندما تذهب للحج. ها قد حدث. ماذا أفعل؟ ما شأني إن ذهبت للحج أو ذاهب للعمرة؟ ليس لي علاقة بأنني ركبت. الطائرة،
والحمد لله، قلت: "لبيك اللهم بعمرة متمتعًا بها إلى الحج، واجعل محلي حلالي"، يعني أفك الإطار الذي أدخلت نفسي فيه. هذا هو بقيراطي وبنيتي وكل شيء، حيث حبسني شرط. فركبت الطائرة، فذهب العيال الثوريون، لا أعرف ماذا، خطفوها وذهبوا بها إلى مكان آخر الله أعلم أين ذهبوا. بها أين نزلوا؟ بها في روما، يعني بدلاً من أن يذهبوا إلى الكعبة أو جدة، نزلت فوجدت نفسي في بلاد أخرى وهكذا، والناس تنظر إليّ قائلة: "ما بالك ترتدي هكذا؟ ما الحكاية؟ هل أنتم الذين اختُطفتم؟" وهكذا دائماً. أذهب لأغير
ملابسي وأفتح الحقيبة، لكن الحقيبة في الطائرة، سيوزعونها. علينا أيضًا ما هو إلا أنني أريد الطائرة، لكنني لا أريد الأمتعة وأجيء لابسًا الإحرام. حسنًا، أنت هكذا خرجت من الإحرام من غير أن تتمم شأنه وهو الوصول إلى البيت وعمل العمرة وكذا وكذا إلى آخره. قال: نعم، فأنا قلت: "واجعل محلي حيث حبستني". حسنًا، والذي لم يقل؟ كان معنا شخص. صاحبنا قال: "يا عم، لماذا حبستني؟ لماذا اصطحبت معنا هذا الشخص في الرحلة نفسها؟" قال: "ماذا أفعل أنا الآن؟" قلت له: "أنا لا أعرف، أنت أوقعت نفسك في ورطة لا يعلم بها إلا الله". قال: "حسناً، سأفعل مثلما تفعل أنت". قلت له:
"لكنك لم تشترط". قال: "يعني هي..." جاءت على الشرط، يا أخي، قال لي: ماذا تعني بـ "جاءت على الشرط"؟ قال لي: يعني الحكمان مختلفان. قلت له: نعم، الحكمان مختلفان، هذا يصلح وهذا لا يصلح. قال لي: كيف يعني؟ حسناً، ماذا أفعل أنا الآن؟ أنا مضطر، الدنيا باردة، الجو بارد جداً، في عز ما بين شهر طوبة وأمشير، الهواء والزمهرير. واليوم الطقس بارد جداً في الدنيا، ماذا أفعل؟ قلت له: هل هناك من يفعل بنفسه هكذا؟ قلت لك: قُلْ كلمة، فرفضتَ. فهو لديه أمر سيء والغباء - حاشاه منه - فذهب وخلع ملابسه ولبس الإحرام
لأن الجو بارد. هكذا بالإحرام وبالحساب الذي وضعه الأئمة، سيصوم ستة أشهر، ستة أشهر متتابعة، هذه مشكلة. مشكلة كبيرة، وهذا ما نسميه أحكام المُحصَر: حُوصِرَ ومُنِعَ من الوصول إلى البيت. وقع حادث: سقطت الطائرة. أما هو فقير أصبح. خطفوها، هذه سهلة يعني. ها أنا أحضرت لك شيئاً جيداً، أي موسرة. فلا بد أن نقول:
"واجعل محلي حيث حبستني"، لأنها تدخلنا في أحكام أخرى تفصيلية قد لا تستطيع تحملها. حلّ في حياتك هكذا في الفقه مسألة أو اثنتان أو ثلاث لا تهمك كثيراً، ستظل هكذا معلّماً، فهذا يعني واجباً ومهماً. الاهتمام بدين الله على هذه الدرجة يُنشئ شخصية معينة فيها نوع خشوع وخضوع وتسليم لله، وفيها ثواب، وفيها التزام وطاعة، فلا بد من هذا الأمر. وطواف القدوم هو طواف التحية، نقول للبيت. السلام عليكم
مثل تحية المسجد عندما أدخل المسجد، قال: "هلا حييت الله بركعتين". لم يقل: "السلام عليكم أيها المسجد". حسناً، والسلام عليكم الخاص بالكعبة الذي هو الطواف سموه طواف التحية. نسلم عليه. أنتم تجعلون الحجر كالبشر، نعم لأنه يسبح وأنت لا تسبح. نعم هو أفضل منك على فكرة، وإن من... شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحه، يعني أنتم تسيرون في هذا الكون وتظنون الكون هذا، يعني آه تظنون آه، فما بكت عليهم السماء والأرض، السماء تبكي، والشمس والقمر يسجدان، والنجم والشجر يسجدان، كل
الكون الذي حولنا هذا بقى، إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها. وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً، وأخذ بصدره على طول حتى مع ربنا، فيقول لك اتأدب، كل الكائنات التي حولك هذه تعاملها برفق: نبات وحيوان وجماد، فعندما تأتي على الإنسان تذبحه! يعني هل ستعامله برفق أيضاً؟ فهو من جملة الأشياء. فتخيل هذا العبد الرباني، هذه تربية ربانية. رَبَّاه وربَّوْه فناس تقول لك ماذا يعني هذه؟ يعني هذه شيء. ها! لا تحقرنَّ صغيرة إن الجبال
من الحصى. لا تستحقر، لا يحقرنَّ أحدكم من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق. اجعل شفتيك هاتين قرب أذنك، ها ها، ابتسم. يعني هكذا، لكن التجهُّم الذي يسير الناس فيه. هذا يُنشئ شخصيات معوجّة، وهذه الأحكام متسقة مع الأمر كله. طوافه تحية. نُحاجي مَن هي الكعبة؟ هل تراه أو تسمعه أو تفعل شيئاً ما؟ أنت تتفاعل مع الكون الذي يعبد ربه ويسبحه ويسجد له ويخشاه. فعندما تشعر بذلك،
تستحي قليلاً من المصائب التي ترتكبها وتصبح بذلك شخصاً. يعني حبوب يحبك الناس كلها المسلم وغير المسلم عندما يجدونك هكذا، فتكون نبوياً، أي منسوباً إلى سيدنا النبي. والمبيت بمزدلفة أيضاً من السنة. حسناً، والذي يتركه، ماذا يترك؟ كلمة المبيت، ما معنى المبيت؟ هو مضي جزء من الليل يسمى مبيتاً. حسناً، أنا ذهبت إلى مزدلفة ونزلت من الحافلة ووصلت. المغرب والعشاء، وكان معنا هكذا طعام في ساندويتش جبن أكلته، ثم شربت
بعض الماء. صعدنا إلى الحافلة مرة أخرى وتحركنا. نعم هكذا، بهذا أكون قد وفرت جزءًا من المال الذي هو ثمن العشاء، وتوضأت وصليت المغرب والعشاء، وأكلت لقمة أو شيئًا كهذا. بهذا أكون قد اتبعت السنة. حسنًا، لنفترض أنني لم... لم أفعلها أبداً من الأساس أي أنني لم أدخل مزدلفة مطلقاً. الحافلة أخذتني من عرفات وسلكت طرقاً جديدة وأنزلتني في منى، دارت حول مزدلفة ولم تدخلها. فيجب عليك أربعة دماء
(هدي): أولها الهدي المقدر للتمتع إذا كنت متمتعاً ذبحت تمتعاً وحجاً قراناً، وتركت رمي الجمرات كلها، فيجب عليك ذلك. دمٌ والمبيت بمنى وترك الميقات والمزدلفة،
وقد جاءت. أي ما هي صورتها؟ ركبت الحافلة وذهبت عن طريق الطريق الدائري السادس إلى منى، ولم أمر بالمزدلفة هذه إطلاقاً. حسناً، والذين ذهبوا إلى المزدلفة ونزلوا فيها، منهم من توضأ وصلوا المغرب والعشاء، وتناولوا بعض الطعام، وشربوا بعض المشروبات، وسهروا قليلاً، وجمعوا الحصى. وصعدوا إلى منى. أجل، هكذا يكون قد حصل المبيت. كمال المبيت، لا. كمال المبيت أنه جلس في المزدلفة وصلى الفجر حتى اصفرت الدنيا جداً، يعني اصفرت التي هي الدنيا. الشمس
ماذا؟ اصفرت جداً هذه التي هي قبل الشروق بعشر دقائق، تجد الدنيا أنارت هكذا لكن الشمس لم تطلع بعد. فدفع إلى... منى حتى إذا جاء وادي محسّر أسرع الخطا. وادي محسّر هذا الذي حصر الله فيه الفيل القوي، الفيل الذي كان قادماً ليهدم الكعبة. كانوا ينادونه ويقولون له: "يا محمود"، فاسمه هكذا كما ورد في السير. فمحمود هذا جاء عند هذا الوادي وقال: "أنا لن ألعب هذه اللعبة". فأصبحوا يدفعونه هكذا. يصدُ ويردُ هكذا هو يدفعونه. قال: حبسه حابسُ الفيل، ففي شيءٌ حبس الفيل أن يستمر إلى الكعبة لهدمها. إذن،
إذا كان وادي محسر هذا شأنه فيه أننا ماذا؟ نمدُ قليلاً الآية أيضاً تفاعلاً مع الشيء الذي فيه أننا... أنه هذا وادٍ حصلت فيه هذه الكرامة أو الخارقة أنه رَدَّ. في المسجد الحرام وأديت ركعتي الطواف بعد انتهائنا من الطواف، حتى طواف الإفاضة، واتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنذهب لنصلي ركعتين تسميان ركعتي الطواف. لقد طفت وذهبت إلى الصفا والمروة ولكن بسبب الزحام فعلت هكذا، وقلت: دعني أترك الركعتين
فهما سنة ولا مشكلة في تركهما، وركعتا الطواف من السنن، وكذلك المبيت بمنى، فلو تركناه كله ما لم نذهب إلى منى مطلقاً فعليه دم، أما إذا ذهبنا ليلة واحدة فلا دم عليه، والباقي يُعوَّض بالحبوب أو يخرج صدقة. وكذلك ترك الرمي والمبيت بمنى وترك الميقات والمزدلفة أو عدم الوداع أو أمور أخرى نادرة. فمثلاً شخص نذر أن يذهب للحج ماشياً ثم لم يستطع، فعليه دم واحد. هذا لمن حج وأخذ بعضه. وسافر من غير وداع حجه كامل لأنه
من سنن الحج أنك تطوف وليس من فرائضه، لكن عليك دم عند الشافعي. وطواف الوداع يكون إذا هذه هي سنن الحج. وفقنا الله سبحانه وتعالى للالتزام بأركانه وفروضه، ومتعنا الله سبحانه وتعالى بآثاره من العفو والغفران، ومن كتب له الحج في هذا. العام فليدعو لنفسه ولأهله ثم ليدعو لمصر وأهلها أن يرفع الله البلاء والغلاء وأن يوفق لأن نتجاوز هذه الأزمات وأن يفتح علينا ولنا وبنا وأن يمتعنا بما هو حاصل
من نعمة الأمن والأمان وأن يديمها علينا نعمة، اللهم آمين.