المجلس الثاني والسبعون من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه قال المصنف رده وأرش نقصه وأجرة مثله فإن تلف ضمنه بمثله إن كان له مثل أو بقيمته إن لم يكن
له مثل أكثر ما كانت من يوم الغصب إلى يوم التلف غصب المال، والمال قد يكون نقداً وقد يكون عيناً. فإذا غصب أحدهم أرضاً وضع يده على قطعة أرضٍ خاصة بي، إيراد قيراط في البلد. والقيراط كم متر؟ مائة وخمسة وسبعين. احفظ يا ولد. طيب والفدان كم متر؟ أربعة آلاف ومائتان.
يعني ينبغي أن تكونوا عارفين هذه الأشياء، هذه ثقافة. طيب الفدان كم؟ قيراط أربعة وعشرين، فتضرب مائة وخمسة وسبعين في أربعة وعشرين، يخرج أربعة آلاف ومائتان. حسناً، فأنا عندي قيراط في البلد، وبعد ذلك تطاول عليَّ شخص ووضع يده عليها. وعندما وضع
يده عليها لم أسكت، فذهب وبنى عليها، فرفعت عليه قضية عند حضرة القاضي، وحكم القاضي بأحقيتي في المائة والخمسة والسبعين. متر هؤلاء ذهبت لأنفذ فوجدته بانياً عليه، هيا إنها مشاكل أرضي. حسناً، الشيخ عبد الله بكير أيضاً في كل مرة له قيراط بجانبها، فأقول له: "يا شيخ عبد الله، القيراط الخاص بك يساوي كم؟" قال: "القيراط الخاص بي يساوي مائة ألف جنيه،
لأن الفدان يساوي مليونين، والقيراط هو واحد من أربعة وعشرين من الفدان". هذا (الذي لي) على الطاولة بمائة ألف جنيه، حسناً هذا جيد. ذهبت إلى السمسار لأبيع القيراط، فجاء السمسار ورأى القيراط وماذا عليه؟ عليه بيت مبني. هل هذه القطعة هي التي بُنيت؟ لا، بُنيت بترخيص أم لم تُبنَ؟ فقال لي: قطعة الأرض التي لك هذه بوضعها الحالي بثمانين ألف جنيه، قل الله يا... هذه قطعة أرض وعليها أيضاً بيت صغير، كيف تتحدث إذن؟ أرض
مع بيوت وتقول لي ثمانين ألف؟ قال لي: نعم، لأنه ممنوع البناء عليها وتوجد عليها غرامات، ولكي أهدم ما هو موجود فسيكلفني. إذن كم تساوي؟ تساوي ثمانين ألف، ولن تُباع إلا بثمانين ألف. قلت له: "حسناً، خلاص، علمت الآن أن هذا الرجل الذي اغتصبها مني قال إن قيمتها كانت بمائة ألف، وهي قطعة الأرض التي تخص سيدنا الشيخ عبد الله بكير. وأنا الآن قطعتي التي بجوارها أصبحت بثمانين ألفاً، فأريد منه عيباً عشرين ألفاً، لن آخذ فقط تكلفة ما فعله في..." هذا البيت أنا أيضاً، وفوق ذلك
غرامة عشرين ألف لتصحيح الوضع، لأن اغتصابه وتعديه سبب لي خسارة عشرين ألف جنيه. فذهبت إليه فقال لي: "على فكرة أنا لست مسامحك"، فقلت له: "يا شيخ، أنت تغتصب أرضي وتعتدي عليها وتبني عليها، ثم أنت الذي لا تسامحني؟"، فقال لك: "ستغلط به، ولكن الآن هذه المباني..." ليس لها مال، ولم أدفع فيها مالاً. قلت له: نعم، أنت دفعت مالاً. قال: حسناً، فأعطنيها. قلت له: أنا آتٍ لآخذ منك عشرين ألف جنيه يا عزيزي. قال لي: لماذا؟ قلت له: ألا
تتذكر عندما كنا في الدرس في مسجد فاضل ومولانا الشيخ قرأ؟ علينا من كتاب لم نكن نعرف ما اسمه الذي هو أبو شجاع، وقال لنا أن هذا الغاصب يدفع أرش النقص. قال لي: "أنا لم أفهمها في تلك الساعة، ما معنى أرش؟ ماذا تعني كلمة أرش؟" قلت له: "الأرش يذكرونه في التعويضات في الديات عندما يقتل شخص شخصاً آخر." خطأ فيكون عليه هذا، حسناً، شخص أصاب شخصاً آخر بالعور فيكون عليه
قرش واحد. شخص ضرب آخر على عينه، كانت كم؟ ستة على ستة. عندما يأتي الطبيب ويفحصها يجدها ستة على ستة، فأصبحت كم؟ أصبحت ستة على أربعة وعشرين. الله! هذا قال إن نظره قال هذا يكون فيها ماذا؟ يكون فيها قرش. كأنك أضعت له نصف عينه. افترض أن هناك أموراً غير محسوبة تماماً في الشرع، فتكون فيها حكومة. فكلمة "قرش" وكلمة "حكومة" تعني في التعويضات أن هذه الأرض كانت بمائة ألف، والدليل على ذلك أن أرض سيدنا الشيخ عبد الله بكير أصبحت بثمانين ألف، والدليل على ذلك... المعروف في
السوق فأنت عليك عشرون ألفاً لأنك حضرت هذا الدرس وأنت عليك قرش النقص الذي هو كم هنا؟ عشرون ألفاً. قال: أنا تبت إلى الله فسأدفع العشرين ألفاً أمام الشيخ. قال في الدرس من كتاب أبي شجاع هذه الحكاية، خلاص، إذاً هم على صواب، هم يعرفون الآن. بالشريعة والأمور والأحكام هذه، حسناً سأدفع العشرين ألفاً. قلتُ له: لا، حسناً، فأنا جئتُ إليك في مهمة أخرى، ما هذه العشرون ألفاً؟ إن العشرين ألفاً هذه مبلغ زهيد. قال لي: ماذا ستدفع لي ثانيةً؟ هذه ورطة! ما هذا؟ لقد كان يوماً
أسود، مجلس بجلوس سيء، يوم اغتُصبت هذه المسألة. قلتُ له: نعم. ما الشريعة لابد أن تفعل هكذا لأن مَن أمِنَ العقاب أساء الأدب. لماذا تغتصب مال الناس؟ فإذا كانت هذه جريمة سيترتب عليها ما يترتب. قال لي: "ماذا أيضاً؟ عشرون ألف قرش، ما النقص وأجرة مثله". قلت له: "المائة وخمسة وسبعون متراً هؤلاء، منذ متى اغتصبتهم مني؟" قال لي: "منذ سنة". الكورونا التاسع عشر منحتنا خمس سنوات، حسناً، بكم يؤجرونها؟ قال لي: يؤجرون هذا
الفدان بكم يا شيخ علي؟ بألف ونصف، بألف ونصف في السنة، إذاً بسبعة آلاف ونصف. قلت له: أضف السبعة آلاف ونصف إلى العشرين، فماذا يُسمى البند الأول؟ نقص القرش عشرون ألفاً، والبند الثاني أجرة مثله. أنت حرمتني! قال: يا رجل، اتقِ الله! أنت كنت تاركها عشرين سنة، عندما تقول لها السلام عليكم أو عليكم السلام، كنت تقول: أنا حر، ملكي، وصرخت هكذا: ملكي. الله! هكذا ليس لك شيء عندي. أما أنت فتضع يدك عليها وتدفع ألفاً ونصف كل سنة! قال له: أهذا يرضي ربنا؟!
قلت له: أيرضى ربنا أنك تخاصمها، وأيرضى ربنا أن تبني عليها، وأيرضى ربنا أنك تعلم الناس قلة الديانة وقلة الأدب؟ أهذا ما يرضي ربنا؟ نعم، يرضى ربنا، فقد فرضها الله عليك غرامة حتى لا يفعل أحدٌ مثل هذا مرة أخرى. أصبحنا في السابعة والعشرين ونصف، فإن تلفت صورة التلف. أصبحت ماذا؟ ألن تأتي؟ الأرض لا تتلف، لكن افترض أنها تلفت. كيف؟ طار وهي تسير قنبلتان أو ثلاثة من القنابل التي هي كيماوية
جرثومية، صنعت حفرة خمسة عشر متراً تحت الأرض، وأصبحت قطعة الأرض هذه محظورة. كم متراً الذي حُظِرَ؟ مائة وثمانون، مائة خمسة وسبعون مني وخمسة من... عند عبد الله بكير وخمسةٌ من جاري الشيخ عبد الله بكير إلهه، وماذا فعل هذا؟ قال: "الحكومة وضعت يدها عليها حتى لا تتلوث البيئة، وضاعت عليك الأرض". طيب، إذاً إذا حدثت هذه المسألة في اغتصابك. قال: نعم. قلت له: إذاً ستدفع مائة
وسبعة وعشرين ألف جنيه، مائة ثمن. الأرض التي ذهبت كانت تحت يديك أيها الغاصب، وعشرين لأن هذه الأرض بجانبها أرض أخرى بيعت بمائة، وغيرنا يريدون أن تكون بثمانين. كنت أنا أثناء القضايا وما شابه، ذهبت إلى سمسار فقال لي بثمانين، فقلت كم يكون القرش؟ عشرون وسبعة ونصف أجر المثل. قال: أنا أعطيتك المائة ألف. ماذا تريد أيضاً؟ قلت له: "ماذا تريد؟ أريد أن آخذ عينيك، أريد أن أهينك، أريد أن أرى فيك يوماً." قال: "لماذا يا أخي؟ أليست الروح حلوة؟" قلت له: "ليس مع شخص مثلك، أنت مُجبر أن تطأطئ رأسك هكذا وتقول تبنا
إلى الله، وسنرى ماذا سنفعل بك." فكم أصبح عددنا الآن؟ والحكم معي، نعم، حسناً. ولماذا له علاقة بالمائة سبعة وعشرين ونصف هؤلاء؟ هل سيتم خصمهم من تعويض الدولة أم لا؟ قلت لك، يقول لك لا. فالدولة ستأتي وتقول لي: انتبه، لقد وضعنا أيدينا هنا من أجل المصلحة العامة وأخذنا هذه القطعة لأنه ضُرب فيها قنابل جرثومية ستضر بالبيئة، فنحن سنعطيك تعويضاً. تقول لهم: كاملاً بالطبع، نحن عارفون. الدولة صارت لها خمسون ألفاً، قلت له: "ولكن هذا الشيء بمائة"، "نعم، ما شاء الله، مائتان. لدينا خبراء ولدينا كل هذا، ويخرجها لك بعشرين"، يعني وافق فوراً. نعم،
لا تجلس تجادل لأننا ما زلنا سنأخذ ماذا؟ مائة وسبعة وعشرين من الولد المغتصب. نعم، فتجمع بين المائة. سبعة وعشرون ونصف وحوالي خمسين وجهاً من الفقه يقول: نعم، اجمع. ما دام الشخص غاصباً، فانظروا ماذا فعل هذا الغاصب. أي ليس له حق، أضرَّ وأتلف وضيَّع نفسه، فعليه ضمانه بمثله إن كان له مثل. سيدفع المائة لأن له مثلاً، وهو قراءات الشيخ عبد. الله ببديله أو بقيمته، يعني
سيأتي له مائة وخمسة وسبعين مترًا، أو يدفع المائة ألف إن لم يكن له مثل. أكثر ما كانت، يعني عندما اغتُصبت، كانت الأرض هذه بخمسين ألفًا التي ثبّتتها علينا الحكومة عندما جاءت لتعويضنا، ثم ارتفعت إلى مائتي ألف، ثم انخفضت إلى مائة ألف، فيكون... أخذ بالمائتين لماذا؟ لأنه في ذلك الوقت لو كانت هذه الأرض تحديداً لكنتُ بعتها، فأنت ضيعت علي فرصة البيع. إذاً لن آخذ بثمن الآن ولن آخذ بثمن الاغتصاب، بل سآخذ بأعلى الأثمان في الفترة
التي اغتُصِبت فيها الأرض من يوم الغصب إلى يوم التلف. نعم، بهذا الشكل الغصب هو شيء سيء. جداً، والنبي صلى الله عليه وسلم حذّر وقال: "من غصب شبراً من الأرض"، الشبر هذا يعادل حوالي ثلاثة وعشرين سنتيمتراً. شبراً من الأرض، القدم ثلاثون سنتيمتراً على حساب الفراعنة، الشبر ثلاثة وعشرون. أخذت ثلاثة وعشرين هكذا وحددت ونقلت العلامة الحديدية الخاصة بالحدود، نقلتها من هنا ثلاثة وعشرين سنتيمتراً إلى... هنا طوقه
الله سبع أراضين يوم القيامة يكون كأنه سيضعه بين سبع أراضين كأنهم يسحقونه ويعصرونه من الضيق الذي سيكون فيه من أجل شبر من الأرض. فماذا نفعل إذاً في مائة وخمسة وسبعين متراً؟ هذه تصبح ورطة. وماذا نفعل فيمن أكل ميراث البنات؟ الله يعينه يوم القيامة. القيامة التي أكل ميراث البنات هذا الله يعينه ليس لها حل يعني نحن مشفقون عليه وعلى ما سيحصل له، اشترى العاجلة بالآجلة، ترك
الآجلة الآخرة وذهب مشترياً الدنيا ليصبح في ورطة ما بعدها ورطة، فنسي الله السلام. فقد يستهين بعضهم ويتلاعب به الشيطان في أمور يستهين بها ولو عرف حقيقتها ما... فعلها أو قاربها، لا بد من استيفاء المرأة لحقوقها. أما ما يحدث من هذا التغابي والتحامق فلا يجوز، وأمره عسير عند الله سبحانه وتعالى، والظلم ظلمات يوم القيامة.