المجلس الحادي والعشرون من شرح متن الغاية والتقريب | أ د علي جمعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين: "فصل: وشرائط الصلاة قبل الدخول فيها خمسة أشياء: طهارة الأعضاء من الحدث". إذا فهو يتكلم عن الشرط الذي هو شرط صحة. هناك شروط وجوب، يعني
لا تجب الصلاة إلا بها، منها الإسلام، ومنها البلوغ، ومنها العقل. لكن هنا يتكلم عن شروط الصحة التي لا تصح الصلاة عند أدائها إلا بها. لا تصح الصلاة إلا بالوضوء، ولذلك قال طهارة الأعضاء من الحدث، لأن الحدث قد يكون أصغر أو أوسط. أو أكبر باعتبار أي، الله هذا أنتم حاضرون الدروس ها هو باعتباري ما منع كلمة هكذا وورد غطاها لكن ما المعاني كلها باعتباري ما منع لأنه إذا لم
تكن متوضئًا فأنت ممنوع من ثلاثة أو أربعة أشياء، لكن لو كنت جنبًا فالثلاثة أو الأربعة يصبحون خمسة أو ستة، لكن لو لو كانت المرأة حائضاً فإنها سبعة، ثمانية، تسعة أيام، وذلك باعتبار ما مُنِع عليها، فماذا مُنِع عليها؟ ممنوع عليها الطواف وممنوع عليها الصيام، لكن الذي ليس متوضئاً يصوم أيضاً، وهكذا. فهذا باعتبار ما مُنِع من الأعضاء. انظر إنها كلمة عامة لأن هناك أعضاء عليها حدث الوضوء وهناك أعضاء يكون عليها حدث. الجَنَابَةُ أَعْضَاءٌ. حَدَثَ الجَنَابَةُ فِي الجِسْمِ كُلِّهِ مِنْ
أَسَاسِهِ إِلَى رَأْسِهِ. أَسَاسٌ تَعْنِي مَاذَا؟ الأَسَاسُ الَّذِي هُوَ القَدَمَانِ، أَيِ الَّذِي يَقِفُ عَلَيْهِ الإِنْسَانُ. يَقُولُ لَكَ مِنْ أَسَاسِهِ إِلَى رَأْسِهِ. أَسَاسُهُ الَّذِي هُوَ قَاعِدَتُهُ، وَرَأْسُهُ الَّذِي هُوَ الشَّيْءُ كَالبِطِّيخَةِ الَّتِي فِي الأَعْلَى، وَالَّتِي أَحْيَانًا لَا تَكُونُ ذَاتَ فَائِدَةٍ. عند كثير من الخلق لا يوجد عقل ليس له فائدة، فيكون من أساسه إلى رأسه، وتُنطق في العامة "ساسه وراسه"، "ساسه وراسه" يعني أُسقطت الهمزة لكثرة الاستعمال. إذاً، إذا كان كل الجسم هو محل الحدث في الوضوء الذي هو أعضاء الوضوء: الوجه
واليدين والرأس والرجلين فقط، وبقية الجسم لا ننظفها. من هذا الحَدَث فهموا وهم يشرحون لنا قالوا: "لكي تفهم اجعل هذا لوناً وذاك لوناً، فالذي هو مُصاب بالجنابة يدهن الجسم كله باللون الأزرق، والمصاب بنقض الوضوء يدهن الأعضاء باللون الأحمر هكذا". فلو أن الله أعطاك قدرة في بصرك أن ترى الحدث، فإن أصل الحدث لا يُرى. بالعين المعتادة، إنما ربنا هكذا جعلك عندك قضية أنك تنظر إلى الشخص هكذا فتقول له:
"أنت غير متوضئ، ماذا حدث؟" لأنك ترى أعضاء الوضوء عليها طلاء أحمر. هكذا تقول له: "أنت لماذا لم تستحم؟" تراه كله مطلي بلون أزرق لطيف هكذا. في أمانة الله، أول ما ينظر إليه هكذا يقول لك. اذهب واستحم. قال هكذا، وكان أولياء الله الكبار يفعلون هكذا، يعرفون هذه الأشياء من عند الله هكذا فقط. ليس هذا معتاداً، هذا على سبيل خرق العادة والكرامة. المعتاد أنه لا بد أن أرى بعيني شيئاً أمامي ينعكس على الشبكية والقرنية ويذهب إلى العقل وهكذا. أما أولياء الله فربنا يعطيهم خارقة من الخوارق. العادات أن يكشف لهم حالاً
غير الحال، وكثيراً ما شاهدنا هذه الأمور المنسوبة للشيخ. رأيناه يكون في حلقة القرآن هكذا، ثم يقول لأحدهم: "اقرأ" وهو الذي على يمينه، فيقرأ. والمفروض أن الذي بعده هو من يكمل، فيتركه ويطلب من الذي بعده أن يقرأ، فيقرأ. ثم يسأله: "لماذا تركتني الآن؟ أليس هذا حراماً؟" تكسر بخاطري يفكر هكذا قليلاً. ماذا؟ هذا أنا عليَّ جنابة وأنا لم أنتبه، نسيت. فينسل من الأطفال ويذهب ليستحم ويعود. ووصلنا إلى هنا في الحلقة، فأول ما يجلس يقول له: اقرأ. الله! طيب، وأنت
ما الذي أخبرك؟ والتأتأة التي يفعلها الأطفال الذين مثلك وهكذا. أنت عرفت كيف يا... مولانا ويصنع له هكذا أم مولانا يعرف كيف يرد، أم أنها أصلاً لها قواعد أو أشياء تُفعَل ثم يصل إليها هكذا أو شيء ما؟ هذا شيء وهبي، شيء من عند الله. هل ربنا يكشف لكم الغيب أم ماذا؟ لا جدال ولا غيب ولا شهادة ولا شيء، ما حدث هكذا. رأيت ما حدث لي في ذلك الوقت الذي كان جالساً فيه وكان يجب أن يغتسل لكنه لم يغتسل، هل تفهم؟ أي أن قلبي انقبض من عنده. لم يحدث
شيء، نسيته حتى وقلت ما بعده. قال: حسناً. وعندما جاء تذكرته. إن هؤلاء الأطفال الصغار غير راضين أن تدخل هذه المسألة في عقولهم ويظنون أن... الشيخ سيتكبر على الناس بالشيء الذي معه لأن هذا الأمر لا يحدث مرة واحدة بل يحدث دائماً، أي يتكرر. حسناً، نراه بأعيننا، فماذا نفعل؟ حسناً، فسر أنت الظاهرة، فسر الظاهرة. ليس له إلا أن يقول صدفة. حسناً، نحن لسنا أهل الصدفة، نحن أهل الله. وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، فهذه مسألة من عند ربنا فقط وانتهى الأمر، لأن خارقة العادة لا تجري على يد الولي إلا بإذن الله وهو
الفاعل الحقيقي. طهارة الأعضاء من الحدث تعني أنه يجب ألا يكون الحدث الأحمر والأزرق موجودين. كيف يزولان؟ ربنا قد أعطانا هذا السر. ما هو السر في أننا نذهب ونتوضأ بالماء؟ ألا يمكن الوضوء باللبن؟ اللبن أغلى من الماء. والله لا يمكن الوضوء باللبن ولا بزيت الزيتون. زيت الزيتون فيه بركة والله، ولا يمكن الوضوء بزيت الزيتون. بالماء، هذا هو السر. هذا سر يعرفه كل المسلمين، نعم، لكن غير المسلمين لا يعرفونه، نعم. سرٌّ، أجل سرٌّ، لكن ما الذي نطلق عليه هذا الاسم؟ إنه يطلق على جميع ما يحدث،
فلا أحد منتبه، ولا أحد يعلم أن هناك حدثاً، وأن هذا يزيل الحدث. هذا هو السر الذي لا يعرفه إلا المسلمون. أذهب لأتوضأ، أرش قليلاً من الماء على وجهي هكذا، لأنه لا بد أن نبدأ بالوجه. حسناً، لنفترض أنني بدأت بيدي وغسلت يدي، فما... لا يزول الأحمر الذي عليها، يجب البدء بالوجه أولاً ثم اليدين ثم مسح الرأس ثم الرجلين. حسناً، لنفترض أنني بدأت بالرجلين أولاً ثم الرأس ثم الوجه ثم اليدين، لقد أربكت أموري يا أبا ريش. قال لك: لا، هو كما هو، عندما يذهب الأحمر ويفعل هكذا ويأتي ولي الله، ماذا يقول له؟ الله.
لماذا لم تتوضأ؟ لأن الترتيب ركن من أركان الوضوء، أي لا يزول الحدث الذي هو هذا اللون الأحمر إلا بالترتيب. غسل وجهه ثم أخذ الهاتف، وبقي لمدة ربع ساعة ثم عاد ليغسل يديه، ثم رد على الهاتف، ثم مسح رأسه، ثم رد على الهاتف. لا توجد موالاة، فيسقط. هذا الاحمرار يزول لأن الموالاة ليست ركناً، فعندما يفعل هكذا ويأتي إلى سيدنا الشيخ يقول له: "نعم هكذا، أنت توضأت". حسناً، لنفترض أنه غسل وجهه ويديه ومسح رأسه ونسي رجليه، فيأتي الشيخ
ويجد أن الاحمرار الذي في الأعلى كله قد زال، ثم ينظر إلى الرجلين فيجدهما لم تتغيرا بعد، فيقول له. اضغط قدميك يا ولد لأنه ما زال غير مناسب أن يكون مع بعضه، فهو ليس فرداً. إذاً إذا كان هذا الحدث، فما هو الدهان؟ ستسقط، أي عندما تأتي في الاختبار الشفوي وأقول لك عرّف الحدث، فتقول لي الدهان الأحمر مباشرة، سأعرف أنك مغفل وقد سقطت، وسنحزن ونبكي. أمر اعتباري قائم بالأعضاء يمنع من صحة الصلاة حيث لا مرخص تحفظها مثل الجذع هكذا حتى تقولها. وماذا عن هذا الحدث؟ تقول لي أمر اعتباري،
اعتباري يعني أنني لا أراه ولا أشعر به. أمر اعتباري قائم بالأعضاء، صحيح، أنا في مخيلتي ما هذا الذي احمرّ فقط في ذهني. من داخله يمنع من صحة الصلاة، حسناً، لنفترض أنه جائز بالتمام. قال: لا، حيث لا توجد رخصة. لو كان هناك ترخيص سأذهب معك، لكن لو لم يكن هناك ترخيص فلا تصح الصلاة، فيجب أن أذهب لأتوضأ. حسناً، هذا للأحمر، أما الازدراء فتذهب لتغتسل، وجسم الإنسان كالعضو الواحد. كالعضو الواحد، طهارة الأعضاء
من الحدث، وهذا يشمل الوضوء ويشمل الاغتسال، أي يشمل الدهان الأحمر والدهان الآخر اللازم. وطهارة الأعضاء من النجس، فلا يكون عليها نجاسة، فإذا أصابت رجلي نجاسة أو يدي نجاسة أو غير ذلك، لازم أن أزيلها حتى تصح الصلاة. وستر العورة بلباس طاهر، ولابد أن أستر العورة، وبالنسبة للنساء كل جسدها إلا... الوجه والكف، وبالنسبة للرجال من السرة وفوقها بسنتيمتر تقريباً إلى الركبة وتحتها بسنتيمتر تقريباً، يعني الحرام حرام، والوقوف على مكان طاهر ظاهراً، ولذلك
اخترع المسلمون سجادة الصلاة. آتي وأفرشها، لكن افترض أن تحتها نجاسة، لا يضر لأنها في مكان طاهر، لكن تحتها يوجد نجاسة تحت البلاط. نجاسة لا علاقة لي بها، المهم أن ما أسجد عليه يكون طاهراً ظاهراً، أي أن يكون طاهراً. والعلم بدخول الوقت ضروري، فلا يصح أن نصلي المغرب الآن. ولنفترض أننا صليناها، فستكون غير مقبولة وغير صحيحة. نعم، لكنني صليتها ونفعت. نعم، نفعت معك من الناحية الكونية، ولكنها عند الله غير مقبولة. مقبولة وستأتي وقت ما يلزم إعادتها لأنك لم تؤدِ الصلاة التي أمر بها
ربنا، واستقبال القبلة، أين القبلة؟ لأن القبلة ها هي وراءه، لا يصح أن أصلي هكذا مستدبراً القبلة، يجب علينا جميعاً في العالم كله أن نتوجه إلى البيت الحرام، الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. هذه هي الشروط الخمسة، وإلحاقاً باستقبال القبلة. قال: ويجوز ترك القبلة في حالتين: في شدة الخوف، صلاة اسمها صلاة شدة الخوف، ونحن نحارب قوماً. أين القبلة؟ لا يوجد الآن وقت للقبلة. قد يكون العدو في اتجاه القبلة،
فأنا أنظر هكذا. لا أقول: والنبي أنا أصلي. يا ولد، اضرب هنا. إنه يضرب هنا يا. قال ولدٌ: "لا، أنا لن أترك القبلة، آه، هذا يعني أنه لم يحضر الدرس ولم يأخذ الكلمتين الجميلتين هاتين. إن القبلة تسقط في صلاة الحرب، هذه صلاة الخوف، في شدة الخوف، في شدة الخوف، في شدة شدة الخوف، يعني خوف شديد، الذي هو ماذا؟ الالتحام، نسميه عندنا في..." العسكرية ماذا تعني؟ الالتحام يعني أنني أمسكت العدو وهو يُسقطني وأنا أُسقطه في مصارعة، أليس هذا اسمه شدة الخوف؟ إسحاق بن راهويه في شدة الخوف هذه قال
لنا: أتعلمون لو قلت "الله أكبر، الحمد لله، السلام عليكم ورحمة الله" فهذا يعني أنك صليت الظهر، هل أنت منتبه؟ أي أنني لن أترك الصلاة أبداً. إذا وصل الأمر إلى هذه الصورة في شدة المعركة، يعني في الالتحام حدث هكذا، فلا يبقى ركوع ولا سجود ولا فاتحة ولا تحيات، لشدة القتال. حسناً، هل أكون بذلك قد صليت؟ قال له: نعم، تكون قد صليت لأنك في طاعة، طاعة الجهاد، ولا بد في الجهاد أن يكون تحت راية. الذي هو الجيش، حسناً، والشباب الذين يقولون إننا نجاهد، ونحن لا نعرف أنفسد في الأرض أم لا، وليس لديهم ذرة من الجهاد
ولا ذرة من أي شيء، هؤلاء شباب خوارج نابتة، فماذا نفعل بهم؟ نقاتلهم حتى يرتدعوا، هذه هي القصة. فالقصة تحولت كأنها مثل الشباب الذين ذهبوا وفتحوا مسجد ضرار. النبي أحرقه قالوا والله تحرق مسجدًا قالوا لهم لا ليس علي ليس علي أنا الله. حسنًا نحن إخوان مسلمون أنتم إخوان مسلمون. مسلمون كيف؟ أنتم ترون السنة وتفعلون عكسها. عيب عليكم. هكذا دائمًا ولا تجلس الآن. ماذا؟ لا أريدها منفصلة خلاص. الحق واضح والباطل متلجلج. فهكذا دائمًا. هو يُقال له: توجها على الفور، وفي
النافلة في السفر - النافلة وليست الفريضة - وذلك اقتداءً بفعل النبي، حيث كان يصلي النافلة على الراحلة فيستقبل القبلة ثم يدعها تسير في أي اتجاه، أي يستقبل القبلة هكذا في البداية قائلاً: "الله أكبر"، وهي تدور هكذا عكس القبلة، فلا يحدث شيء. استقبال القبلة عند العلماء يتحقق. قوس الوجه، في شيء اسمه قوس الوجه، ما هو قوس الوجه هذا؟ قال لنا أسيادنا المشايخ، قالوا لنا ونحن نقول لكم لعلنا نأخذ فيكم ثواباً - سنأخذ إن شاء الله - إنه الخط الواصل بين الأذنين،
فوجدناه فعلاً يشكل قوساً هكذا، ومنتصفه هو الأنف، حسناً. هو القوس بهذا الشكل كم درجة؟ مائة وثمانون درجة، والدائرة ثلاثمائة وستون درجة، فإذا كان قوس الوجه هذا مائة وثمانين، فأين الأنف؟ إنه في التسعين، أي في الوسط، تسعون هنا وتسعون هنا. سألوا ما المطلوب في الاستقبال، فقلنا: والله لو كنت ترى الكعبة فستكون الكعبة نفسها، فأنا أراها. ماذا؟ لا تكن الكعبة نفسها هكذا وأذهب لأصلي وأنا منحرف هكذا، هي مسألة بسيطة يعني. إنه لأنني لا أعرف أصل الدنيا، كما أنه لا يصح، فإن كنت تراها فعينها،
حسناً، وإن كنت لا تراها فاتجاهها، حتى لو خرجت خارج الحرم وأصبحت الكعبة غير مرئية لي، يكون الاتجاه إليها. ماذا يعني اتجاهها؟ ما المفروض بالضبط أن يكون رقم تسعين الذي هو الأنف متجهاً إلى الكعبة؟ فتكون الكعبة مع الأنف مشكِّلة خطاً، وهواء الكعبة من الكعبة، هواء الكعبة بغرضه هو نفسه ذاته من الكعبة، لأنني قد أكون على جبل أعلى من الكعبة في لبنان أو في الهند أو في المغرب، والكعبة هنا. وهذا هكذا، لا، إنه بسبب علوها من الهواء
الذي فوقها، هذا من، يعني هل يجوز للمسلمين أن يبنوا الكعبة يعني هكذا اثنين كيلو في السماء؟ نعم يجوز، نعم يجوز، لأن الكعبة هي مكانها هنا، لكن إبراهيم جعلها سبعة أذرع وقريش جعلتها أربعة عشر ذراعاً وابن الزبير هو الذي جعلها هكذا، أي سبعة وسبعة أربعة عشر، فتكون واحداً وعشرين ذراعاً، لها ثلاثة عشر متراً، فهي كانت أقل من ذلك. هل يمكن أن نزيدها، والخير كثير؟ نعم، يمكن أن نزيدها. لِمَ لا نزيدها؟ لأن الإمام مالك قال له: "بالله عليك، دع هذا البيت، لا تتلاعب به".
الملوك فجائز شيء، وإن نقوم به وننصح به وندعو إليه شيء آخر. فأنت هنا في درس علم يجب عليك أن تعرف ما هو الجائز وما هو غير الجائز. فهواء الكعبة من الكعبة، لكنها ستبقى كما هي هكذا. هي قداسة لها حتى لا يقترب منها أحد إلا بالإصلاح والترميم والرعاية والعناية والأمور المماثلة. هذه من القداسة، من الاحترام. حسناً، التسعون ينبغي أن تذهب إلى أين؟ إلى الكعبة التي هي الأنف. حسناً، افترض أنني جعلت وجهي هكذا، فتصبح قطعة من القوس بجانب الأنف ذهبت إلى
الكعبة. حسناً، فعلت قليلاً هكذا، فيكون من هنا. حسناً، من هنا إلى هنا هكذا، يكون هذا كم؟ خمسة وأربعون. درجة إلى الوسط هنا ربما لا يكون ضرورياً أن أكون أمامك تماماً هكذا، إذ من الممكن أن أتحول هكذا خمسة وأربعين درجة يميناً أو شمالاً، ولذلك عندما يأتون ليقيسوا اتجاه القبلة أحياناً في المساجد القديمة يقولون إنها ليست في التسعين درجة تماماً، فنقول لهم لا يحدث شيء. لأن المطلوب هو اتجاه الكعبة وليس عين الكعبة، لو جعلوها تسعين درجة فستكون عين الكعبة، لكن هذا خمسة وأربعون درجة يميناً وخمسة وأربعون درجة شمالاً. ربنا أعطانا فسحة
فيها بحيث لا يكون الأمر هكذا، فمن هذا الحد إلى ذاك الحد يصح. يعني في هذه المسافة التي هي تسعون درجة، خمسة وأربعون درجة هنا. خمسة وأربعين هنا يكون جائزاً استقبال القبلة وصلاتك صحيحة مائة في المائة، لماذا؟ لأنك مطالب أن تستقبل اتجاهها "شطر المسجد الحرام"، لم يقل "عين المسجد الحرام". نعم، هذا شيء، أي من رحمة ربنا بنا أنه قال "شطر المسجد الحرام" يعني الاتجاه الخاص بها، الاتجاه يُحدد. كيف عرفت بهذا الشكل وأنا واقف أقف هكذا أقف هكذا أنا في الاتجاه الحمد لله وهذا هو ضابط ذلك في العالم كله في أي مكان تذهب إليه تُخرج البوصلة
وتنظر وتتذكر تجد أنك هكذا يعني وضعت السجادة منحرفة قليلاً هكذا عشرين درجة لا يحدث شيء عشرين درجة من ناحية لا يجري شيء إلى متى خمسة وأربعين وخمسة وأربعين، يعني أنت ما زلت في استقبال القبلة. وما هو العلم الذي يرشدنا إلى هذه الأمور؟ قال لك الجيوديسيا، الجيوديسيا هي التي تعلمك هذا الكلام. حسنًا، نحن لم نسمع أبدًا بها. وماذا تعني؟ يعني ما إن... ما شاء الله، ما سمعت جاهلاً ومن جهل شيئاً تعلمه، لكن ستظل تفكر في نفسك أنك شيخ إسلام وأنت أصلاً ضعيف في جميع النواحي، فهذا لا يرضي ربنا. اهدؤوا بالكم
هكذا، واعلموا أن الذي عرفتموه قليل، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، فإذا كانت هذه شروط الصلاة وشروط... الصلاة لا تصح بدونها، والشرط كالركن إلا أن الركن داخل والشرط خارج. ما الفرق بين أن تصلي الظهر ثلاث ركعات عن عمد وعن تذكر وسلَّمت قائلًا: يكفي هكذا، فأنا كل يوم أصلي أربع ركعات، أفلا تكفي ثلاث؟ وبين أن لا تتوضأ وتذهب للصلاة وتقول: يا ربنا يا... رب قلوب ما هو... هي بني! كذلك، ما الفرق بينهما؟ الاثنان باطلان: الصلاة هذه باطلة والصلاة هذه باطلة. حسناً، وما الفرق بينهما؟
أن هذا باطل لأمر خارج عنها وهو الوضوء، وهذا أمر باطل لداخل فيها. إذن الركن هو جزء الشيء المحقق لهويته، جزء الشيء الداخل في حقيقته المحقق لهويته، جزء. الشيء يكون جزء منه جزء من الصلاة داخلها، نعم الداخل، إنه لابد أن يكون الركن داخل الداخل في حقيقته. ليس هناك حقيقة للصلاة إلا إذا أتيت بأركانها. إذا جئت ببعض أركانها فليست صلاة، فأنت إذا فقدت ركنًا واحدًا فلا تصح. جزء الشيء الداخل في حقيقته المحقق لهويته
هو الهوية. في الذهن هو في الخارج، هو في الخارج هو في الذهن، تصبح هُوِيَّة. وكثير منكم لأنه جاهل يقول هُوِيَّة. الهُوِيَّة تعني هو هو، جاهل، هو هو هو، هُوِيَّة بالضم هكذا. أساس. نحن سمعنا واحداً في التلفزيون يقول هُوِيَّة. ما شأني؟ يعني أنا ما شأني؟ أنا ما علاقتي ثانيةً بالذي قالها في... التلفزيون قال: "بعلمك، ما اسمها إذن؟ هوية". هو هو هو هو! يعني ماذا؟ وأيضاً بعض الأطفال ونحن نختبرهم يقول لك: "فهو هو". يا بني، "هو هو" هذا شيء آخر تماماً،
هذه قصة عواء الكلب. لكنك الآن هنا "فهو هو" لكي تقول الهوية. لكن ماذا سنفعل؟ هذا قدر الله وهذه حكمته، فصبراً. جميل، والله المستعان. أصبح تصفون. حسناً، ما هو الشرط؟ ما العلاقة بين الشرط والركن؟ الشرط خارجي والركن داخلي. لكن لو قلت لي هكذا في الامتحان الشفوي، سأجعلك تغادر فوراً لأنك فاهم. أما إذا قلت إن الشرط جمعه شروط، وأن الشروط هي الأشياء التي لا بد منها، فالحقيقة أن هذه أشياء... مهمة للغاية، نعم هكذا بهذا الشكل سأنهضك ودمعتك على
خدك، نعم والله أنا أقول لك العلاقة بين الشرط والركن، تقول لي هذا خارج وهذا داخل فقط وتنتهي، وتحرك يدك أيضاً كما قلنا هكذا، هذا خارج وهذا داخل، نعم، قال ماذا يعني مقطع السمكة وذيلها، يعني ولكن ستظل الآن. لماذا تقومين بإعداد خطب التأبين على شيء كالعلاقة بين الشرط والركن؟ لا، لن يكون جيداً، لن يكون جيداً، ونحن نريد أن ننجح كي نذهب إلى كنيستنا لأن الناس ينتظروننا هناك. وهكذا الشرط خارج والركن داخل، وقد عرفنا الركن بأنه جزء الشيء
الداخل في حقيقته المحقق لهويته. حسناً، إذاً ما هو الشرط؟ ما يلزم من فقده أو... من عدم وجوده عدم الوجود ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم، يبقى الشرط إذا فُقِد فُقِد المشروط. هذه أهم نقطة فيه. حسناً، أنا متوضئ، فهل يلزم أن أكون قد صليت؟ لا. تسألني: هل صليت؟ وأنا متوضئ، فأقول لك: نعم. أو أقول لك: لا. وهذا جائز. لكن إذا كنت متوضئاً أم لا... قلت لك لا، حسناً قم وتوضأ، لا تقل تعال نصلي الآن، نعم لأنك هنا أنت فاقد الشرط، فلا توجد صلاة إلا عندما تتوضأ. والله يفتح عليكم
فتوح العارفين به ويهدئ بالكم ويصلح حالكم، شكراً شكراً.