المجلس الخامس عشر من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

المجلس الخامس عشر من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة - الغاية والتقريب, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. تناولنا في المرة السابقة قول المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين: "فصل: ويخرج من الفرج ثلاثة دماء: دم الحيض والنفاس والاستحاضة، فالحيض هو الدم الخارج من فرج المرأة على سبيل..." الصحة من غير سبب الولادة ولونه أسود محتدم لاذع، والنفاس هو الدم الخارج عقب الولادة، والاستحاضة هي الدم الخارج في غير أيام الحيض والنفاس وهو ما نسميه بالنزيف،
وهنا تصلي المرأة وتصوم وتفعل سائر ما يحرمه دم الحيض ودم النفاس من طواف وغيره، ثم شرع يقول: وأقل الحيض يوم وليلة. إذاً إذا كان اليوم والليلة يعنيان أربعًا وعشرين ساعة، لكن متى تبدأ؟ كما تبدأ الساعة الثالثة ظهرًا أو عصرًا، فتستمر إلى الساعة الثالثة في اليوم التالي، وهذا هو معنى يوم وليلة. فكلمة "يوم وليلة" تعني أربعًا وعشرين ساعة. بعض الفتيات
تأتيها دفعة واحدة، جاءتها الساعة الثالثة، ثم بعد ذلك لم تأتِ. لا يصح أن يكون أقل الحيض بهذه الدفعة، لا يصح. سنحسب لها يوماً، فستترك الصلاة وما يحرمه الحيض مدة أربع وعشرين ساعة. أي من الساعة الثالثة يوم السبت مثلاً إلى الساعة الثالثة يوم الأحد، هذا يوم وليلة. فتأتي وتقول لي: "والله، أنا لم تأتني إلا ساعة من..." أيُّ نهارٍ ما فائدة ترك ثلاثةٍ وعشرين للتتبع والوجود؟ وهنا دخلَ كتاب الله المنظور
ليُفسِّر كتاب الله المسطور، فتصبح مصادر المعرفة اثنتين وليست واحدة. "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علَّم بالقلم"، فهما قراءتان: قراءة لكتاب الله المنظور، وقراءة لكتاب الله المسطور وهو الوحي. وهنا يقول الشُرَّاح ويُستفاد ذلك من الوجود، أي ليس من الأحاديث أو من الآيات أو من هكذا مصدر، لا، ولكن هذا يُستفاد بالاستقراء والتتبع والوجود. وهنا يدخل الوجود كمصدر من مصادر
الأحكام الشرعية، فتنبه، فإنه يغفل عنه كثير من الناس، ويظنون أن الأدلة قد حُصرت فيما ورد من الآيات والأحاديث. وفي الحقيقة أننا نلجأ إلى الواقع في مثل هذه الأمور: مدة الحيض ومدة النفاس قلةً وكثرةً، والحمل قلةً وكثرةً، والولادة والرضاع، كل هذا نعود فيه إلى الواقع. وأقل الحيض يوم وليلة، لا يوجد أقل من ذلك، حتى لو لم يأتِ المرأة إلا دفعة واحدة، أيضاً ستترك الصلاة في هذه الحالة. وأكثره
خمسة عشر يوماً، حسناً، وفي اليوم السادس عشر إذا كان الدم ما زال نازلاً، تغتسل وتصلي وتصوم وتفعل سائر ما كان محرماً عليها في الخمسة عشر يوماً لأنه استحاضة قطعاً، بشرط أن يكون نفس اللون. وإذا كان أكثر من خمسة عشر يوماً فقد انتهى الأمر. وهذا مستفاد من الواقع كما يقولون، أي لا توجد مشكلة. هكذا في الشرع يعني تشير إلى ما في الوجود. حسناً، نحن مصدقون الوجود الذي تتحدث عنه. هو قال: "ألم ترَ أنها تترك نصف شطر عمرها في
الصلاة؟" شطر عمرها يكون خمسة عشر يوماً، فكأنه يتكلم أو يشير إشارةً، ليس نصاً، إنها إشارة على أن المرأة تترك عندما يكون... عندها أقصى ما يكون من الحيض قضية تَرْكِ الصلاة وما يُحَرِّمُهُ الحيض، وغالباً ستة أو سبعة أيام. وهذا الأمر نستنتجه من الواقع، فيكون الغالب حسب البلد المحدد وليس بشكل مطلق. وهذا تختلف فيه النساء في بلاد البرد وبلاد الحر وبلاد الرطوبة وبلاد الصحراء أو الزراعة، فهي تختلف؛ فقد يكون الغالب ثلاثة أيام، وقد... يكون غالبه خمسة
وفي عصور أخرى يكون غالبه شيء آخر طبقاً للملابس. الملابس تؤثر في هذا وطبقاً لعادات الأكل وطبقاً للتلوث الذي في الجو، وهكذا يؤثر هذا في الحركات الحيوية عند الإنسان فتتأثر بهذا تلك المدد. فالذي تم تتبعه في الوجود واعتُمِد عليه أن أقله يوم بليلة وأكثره خمسة عشر يوماً وأغلبه. طبقاً للظروف هذه كلها وأقل النفاس لحظة، نعم،
فهذا يختلف عن الحيض. المرأة ولدت اليوم، ولدت ومعها مثل دفعة من الدم، ثم بعد ذلك لم تر دماً، انتهى الأمر ونزلت القصة البيضاء. فإذا قامت المسكينة وهي والدة، والناس في البلد يقولون نِفاس، نِفاس، أي تريد. أحد يساعدها، تريد شخصاً يهتم بها ويعتني بها، يعمل لها مرآة بشكل صغير أو شيء من هذا القبيل. هل أنت منتبه يا مولانا؟ هل أنت متنبه جيداً؟ فهي
بحاجة إلى من يسندها، تذهب لتغتسل لأن الولادة من موجبات الغسل، وهذه الدفعة التي خرجت من موجبات الغسل. تغتسل وتبدأ - يا عيني - تصلي إن استطاعت واقفة، وإلا تصلي جالسة لأنها... عادةً ما تكون بسبب الحمل وآثار الولادة في غاية الضعف، ضعيفة جداً لا تستطيع المسكينة أن تصل بيديها أو تصل بطولها. فيخترع المصريون ويقولون لك: "أسقوها مُغاطاً". لماذا يسقونها المُغاط؟ لأنه يمنح الطاقة. والمُغاط هذا عبارة عن بعض الحلبة مع بعض... لا أعرف ماذا... حلبة وحصى، نعم، وتُطحن عند العطار وتُشرب كمُغاط ويسقونها إياه. أيضاً للضيوف الذين يذهبون ليباركوا للطفل الذي جاء لكي يزيدوا عن
مائة مليون، فقد أصبحنا مائة وعشرة ملايين الآن. نعم، الأمر لله وهم فرحون، كلهم فرحون على... أنا لا أعرف لماذا، لكنهم فرحون. أسأل الله أن يفرح قلوبهم. ويسقونك المغات التي هي خاصة بالولادة، لأنهم يحضرون كمية كبيرة وكل قليل يسقونها في مغات محلاة بالعسل. الخاص بإعطائها قوة أو إعطائها إمكانية، لكن هذا أقل. آية النفاس لحظة يعني جاءت هكذا وانتهى الأمر. عندما تفحص مائة من النساء لن تجد عندهن هذه الحالة سوى واحدة من مائة. يعني تجد واحدة فقط هي التي جاءتها هذه الحالة، أو واحدة في الألف، ولذلك بعض الناس ينكر ويقول لك: لا ما... لا يوجد
هكذا، بل هو موجود لكن حضرتك لا تعرف. نعم، لكن هذا طبيب نساء. يا سلام! ماذا يعني طبيب نساء في التتبع والاستقرار؟ نقول لك إنهم من طنجة إلى جاكارتا ومن غانا إلى فرغانة، ألف وأربعمائة سنة وهم يتتبعون طبيب نساء. ماذا رأى طبيب النساء؟ التسع مائة تسعة وتسعين من الألف ولم يرَ الوحدة هذه، لكن كان السلف رضي الله تعالى عنهم أكثر تمسكاً وتتبعاً لما يخدم أحكام الشريعة وأحكام الديان، كانوا هكذا. وضع ربنا في قلوبهم التتبع والجدية والعلم وما إلى ذلك. أما أكثره
فكم يكون؟ أكثره ستون يوماً، يعني شهرين، وأكثره ستون يوماً. وغالبه هذه البداية والنهاية. حسناً، كم يستمر غالبه؟ قال: وغالبه أربعون يوماً في الغالب، أربعين. ولكن أنت عندما تتناول المائة امرأة التي ذكرناها أو الألف امرأة، نجد واحدة فقط من الألف هذه القصة، ونجد أيضاً حوالي عشرة في المائة قصة الستين هذه، والأغلب نجده. أربعون كما يقول الشيخ هنا لكن بالتتبع هكذا لأن أغلبه أربعة وعشرون وليس أربعين
عندنا في مصر في دائرتنا. فيجب أن تنتبه إلى أن دائرتك ليست فرضاً على المسلمين في العالم، إنما أنت عندما تخبرك زوجتك أو أختك أو غيرها بأن الدم ما زال موجوداً، تقول لها أن تترك الصلاة. كم بقينا؟ حتى يومنا هذا سبعة وخمسون يوماً، فتتركين الصلاة ثمانية وخمسين يوماً، تتركين تسعة وخمسين يوماً، تتركين ستين يوماً، تتركين واحداً وستين يوماً، ثم تغتسلين وتصلين حتى لو كان هناك دم. لماذا؟ لأن أغلب فترة النفاس ستون يوماً وهكذا. أما بالتتبع هكذا فيقول لك الله: هل سأجلس الستين يوماً كلها؟ الحمد لله، لقد انتهى الدم بعد أربعة أيام. وعشرون يوماً انتهوا وتوقف الدم،
فسأظل أتجاهل حتى يبلغ ستين يوماً. لا، أخطأت، فهو بدايته مجيء وآخره ستون، لكن متى انقطع الدم في أي وقت كان، فأنا مكلفة بما كلفت به قبل الدم. وأقل الطهر بين الحيضتين هي جاءها الحيض واحد منه وواحد سفر، هي أختها هي. جلستُ إلى اليوم الخامس عشر من سفر، وابنتُها أختُها جلست حتى اليوم الخامس من سفر، ولم يأتِ الحيض. انقطع في اليوم الخامس
هنا، وانقطع في اليوم الخامس عشر هنا، فهما حالتان. نحن نتابع معهما لكي نقارن ماذا سيفعلان. الفتاة التي انقطع عنها في الخامس تبدأ في الصلاة، أما أختها فلا، أختها تتعبد لله بعدم الصلاة، وهي عبادة أيضاً، وستأخذ. عليها أجر بلا مقابل، فكأن الله يدلل البنات، ومن هنا يقول لك: "ولا تتمنوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض". فضلها هو أنه قلل تكاليفها، فاحذري أن تقولي: "لا، أنا أريد أن أقلل تكاليفي أنا أيضاً" أو أن تتشبهي بالرجال. يا لها! إن الله جعل عبادتها خلال هذه الأيام العشرة التي ستترك فيها الصلاة فما... تأتي إليّ باكية وتقول لي أن آخذ لها من صلاتي، أنا لا أصلي على الإطلاق. هل تفهم هذا؟ إنها لا تفهمه، لا
تفهم أن هذه عبادة. ترك الصلاة وهي حائض طاعة وعبادة والتزام. لو جُنت في عقلها وذهبت وتوضأت وصلت معه غضباً، ستدخل النار. أي أنها تصلي وستدخل النار بسبب هذه الصلاة. ما هذه الصلاة التي تحيا بأن تعتدي على أمر الله؟ هذه الحكاية بسيطة جداً. المهم ليس العمل، المهم هو الطاعة. إذا قيل أفطر فأفطر، وإذا قيل صُم فصُم. إذا خالفت هنا أو خالفت هناك، فقد خالفت الطاعة. يجب أن يتقرر هذا المعنى في قلب كل مسلم، فتجد الأمور حلوة وجميلة وتسير بسهولة.
في يوم العشرين نزل دم، والفرق بين الخامس والعشرين هو خمسة عشر يوماً. أقل فترة بين الحيضتين هي خمسة عشر يوماً. فجاءت تسألني: "يا جدتي، أهذا حيض أم ماذا؟ لم يمضِ شهر بعد". فقلت لها: "أقل فترة بين الحيضتين هي خمسة عشر يوماً". إذاً، الأمر واضح. حَيْضَةُ الفَتَاةِ التي ارْتَفَعَ عَنْهَا الحَيْضُ يَوْمَ خَمْسَةَ عَشَرَ، جَاءَتْ يَوْمَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا دَمٌ. يَظْهَرُ
أَنَّهُ بِسَبَبِ الغَيْرَةِ، فَكَأَنَّ جِسْمَهَا غَارَ مِنْ أُخْتِهَا. فَأُخْتُهَا طَهُرَتْ وَهِيَ تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ طَاهِرَةً مِثْلَهَا، وَأَتَاهَا الحَيْضُ وَهِيَ تُرِيدُ أَنْ يَأْتِيَهَا الحَيْضُ مِثْلَهَا. حَدَثَ خَلَلٌ عِنْدَهَا فَنَزَلَ الدَّمُ يَوْمَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ، وَجَاءَتْ تَسْأَلُ: "هَلْ هَذَا حَيْضٌ أَمْ نَزِيفٌ؟" قُلْ لا، هذا نزيف. قال: ما الذي يجعلك متحيزًا ضدي؟ لماذا أنا متحيز ضدك؟ كيف يكون هناك تمييز؟ كيف حدث التمييز؟ كيف؟ يا لَبُؤس الكفر! أليس كذلك؟ كيف يوجد تمييز؟ كيف يعني تحيز؟ يعني أن تقول لأختي هذا حيض، وتقول لي لا، ليس حيضًا. لا يا أمي، أختك مكثت خمسة عشر يومًا، وهي أقل فترة بين. بالنسبة للحيضتين، حضرتك لم تجلسي فيهما. أنت انتهيت في اليوم الخامس عشر وأتتك في اليوم الخامس والعشرين، فهذا ليس حيضاً.
يجب أن تأتيك في اليوم الثلاثين على الأقل، ومن الممكن أن تأتيك في إحداهما ولا تأتي في الأخرى. فالقضية ليست قضية أنني أريد أن أكون مثل أختي، بل القضية هي الطاعة وفق قواعد مقررة محسوبة ومضبوطة. أقل المدة بين الحيضتين خمسة عشر يوماً، فإن قلت فهو نزيف إلى أن تمضي الخمسة عشر يوماً. قالت لي: "حسناً، إذاً أنا لن أصلي حتى اليوم الثلاثين". فتجدها استمرت حتى اليوم الثلاثين لا تصلي، وهي مطيعة بنت حلال تقية. وجاءت في يوم
واحد والدم لا يزال مستمراً، فقالت لي: "هذه أتتني قبل..." هكذا يوم واحد قلت لها: "ها، من الآن سنعدها، سنعدها جداراً". يوم واحد جلست معه خمسة عشر يوماً تمضي بدون صلاة، فإذا كانت ستصلي من اليوم الخامس عشر إلى اليوم الثلاثين، ستترك يوماً واحداً وتجلس يا عزيزتي إلى اليوم الخامس عشر. لا تغضبي، كل هذا بأجره، كله. ستنالين عليه أجراً وليس ذنباً بأنك مفرطة أو أنك فعلت كذا وكذا، بل ستنالين عليه هذه الكلمة إذا جعلتها كالحلق في أذنيك، ووضعتها في أذنيك هكذا مثل الآية. ما معنى كالحلق في أذنيك؟ يعني أنها ملازمة لك دائماً في ذهابك وإيابك.
هذا مفهوم طيب، وأقل زمن تحيض فيه المرأة تسع سنين، أيضاً بالواقع جربنا وعملنا فوجدنا أن سن التسع سنوات اليوم أبداً... اليوم بدأنا ندخل في اثني عشر وثلاثة عشر عاماً. فالبنت عندها عشر سنوات لا يوجد حيض، وفي الحادية عشرة لا يوجد حيض، وفي الثانية عشرة لا يوجد حيض، وفي الثالثة عشرة في نهايتها يأتي الحيض. إذاً نحن نعود إلى الواقع لنقرر متى يكون أقل عمر للحيض عندنا، اليوم ثلاثة عشر سنة، نعم. ولا حد لأكثره. ألن نقول:
"هل أنت تقفزين؟ أنت مثل الفراشة، الله". وأقل زمن للحيض وأقل الطهر بين الحيضتين خمسة عشر يوماً، ولا حد لأكثره، ولا حد لأكثره، يعني هي... حاضت معنا الطهر بين الحيضتين، قلنا كم؟ خمسة عشر يوماً. حاضت وبقيت سنة لم تحض، وبعد ذلك حاضت ثانية، يعني تحيض مرة في السنة. هل يوجد ذلك؟ أن تحيض المرأة مرة في السنة؟ حسناً، صادفنا امرأة تحيض مرة في السنتين. نعم، سجلناها تحيض مرة في السنتين.
طيب، امرأة تحيض مرة في... الثلاث سنوات طب هذه ورطة، ما هذه؟ رجل متزوج بأربع وطلق واحدة، يريد أن يتزوج من؟ أختها! عينه فارغة! طلقها ثم توقف عندها الحيض تماماً. قال لها: "يا امرأة صالحة، عندما تنتهي عدتك الثلاث حيضات أخبريني، لأنني سأتزوج أختك". قالت له: "حاضر، أمر الله". أتعرف عبد المطلب وهو يغني؟ يقول لك: السبت مضى والأحد مضى
وبعد غدٍ يوم الثلاثاء. أو شيء كهذا. مرّت سنة يا ابنتي ولم تأتِ لي الدورة الشهرية. قالت: والله لم تأتِ أختها سنة ثانية، يعني دخلنا في سنة ثانية، ثم في سنة ثالثة، ثم في سنة رابعة، ثم في سنة خامسة. لا يوجد أحد، وهو -يا عيني- منتظر. منتبه بعد الخمس سنوات على فكرة، هي لا تتزوج لأنها ما زالت زوجته، وهو لا يتزوج أخرى لأن العدة لم تنتهِ بعد، وأيضاً عليه أن ينفق عليها نفقة العدة لأن العدة لم تنتهِ بعد. دخلنا في خمس سنوات، نزل
الحيض، تشهد الشهادتين، وقال الحمد لله. اللحظة الثانية أيضاً خمس سنوات أخرى، اللحظة. الثالثة بعد خمس سنوات أخرى أصبحنا منذ خمسة عشر عاماً. أختها كان عمرها كم سنة التي كان يريد أن يتزوجها؟ ولماذا كان يريد أن يتزوجها؟ كان عمرها أربعين سنة وكان يريد أن يتزوجها لكي ينجب. أمر معيب! أصبح عمرها خمسة وخمسين سنة ولم تعد قادرة على الإنجاب، وانتهت المسألة. هذا ما فعله التعيس الذي يفعل. هكذا لأجل ذلك ستقول لي لماذا هو تعيس؟ أليس يعمل شيئاً حلالاً؟ نعم، إنه
يعمل شيئاً حلالاً، ولكن هذا لا يليق. ما علاقة الحلال بما يليق وما لا يليق؟ ليكن لديك بعض الاحترام واحترم نفسك هكذا. هل أنت منتبه؟ هل فهمتني؟ لا، الحمد لله، أنت من أذكياء العالم. هذه الحكاية وليس أحد بمقدوره أن ينكرها، فالإمام النووي يقولون له يعني أن هذه المرأة ستجلس عندها خمسة وعشرون سنة، ستجلس غير متزوجة إلى متى؟ هل إلى مدة نهاية الحيض؟ عندنا خمسون وعندنا ستون، تنتظر حتى يكون عمرها ستين؟ قالوا له: هل
هذا كلام معقول؟ يعني تجلس خمسة وثلاثين سنة لأن الحيض لم يأتها ولأن... كانت متزوجة وطلقت. قال: "والله لا أعرف شيئاً غير ذلك في الشريعة". سيدنا الإمام النووي قال إن هذه الحالة نادرة جداً لدرجة أنها شيء من عند الله، يعني ليست كثيرة جداً حتى يقول أحدهم: "انظر إلى الإسلام". اسكت والهُ نفسك، فأنت لا تعرف شيئاً ولا تعرف العلاقة بين الإنسان وربه. العلاقة بين الإنسان وربه هذه مسألة أخرى، وهذه الحالة نادرة جداً جداً، لكن حكمها هكذا. إنها حالة نادرة جداً لكن حكمها هو هو. الثاني غريب جداً، إنما هذا ليس واقع الناس والفتيات. كانت
عندنا محاكم تسمى المحاكم الشرعية، جلس فيها مشايخ يحكمون بين الناس بالشرع خاصة. في الأحوال الشخصية أو في مسائل الأسرة وبعد ذلك وجدوا أنه من الأفضل توحيد القضاء كله في جهة واحدة فألغوا المحاكم الشرعية سنة أربعة وخمسين في يناير أربعة وخمسين، فكانت السيدة المحامية تقول لها: "قولي إن الحيض لم يأتني" حتى يدفع الرجل الذي طلقك هذا النفقة، فهو كان يحسب حسابه على ثلاثة أشهر. الذي هو المعتاد، القروء الثلاثة، كل قرء في شهر وانتهى الأمر.
إذا تأخرت فسيكون أربعة. كان المحامون يقولون لها: "احلفي أنك لم تصلي إلى الحائط، سيكون لها". فتقول: "والله لن آكل منه". فيحكم القاضي على الرجل أن يدفع، ويظل يدفع ويدفع ويدفع خمس سنوات، ست سنوات، سبع سنوات يا فتاة. لن ننتهي من هذه القصة. قالت له: ألست أنت الذي صعدت؟ والله لو كان هذا أبو أخيك في المحاكم هكذا وراءك. ألست أنت الذي ارتكبت هذا الخطأ؟ سترى. فجاء القانون الجديد وقال: يا جماعة هذه المسألة يجب أن تقف عند حدها. وذهبنا وسألنا الأطباء قضية أن المرأة وأكثرها
لا أحد. لهذه، التي هي الفترة بين الحيضتين، أقول إنها تصل إلى ثلاثين سنة وأربعين سنة. الحالات التي رصدتموها في عصرنا الحالي هذا، غاية المراد في الثلاث حيضات، تتأخر إلى أي مدى؟ عملوا لنا إحصائية وقالوا لنا إن نهايتها سنة ميلادية، نهايتها سنة ميلادية، فالقانون... نُصَّ على أن النفقة تتم لمدة سنة ميلادية، فجاءت أمام القاضي بعد انتهاء السنة وقالت له: "لكن الحيض لم يأتني بعد". فقال لها: "أتاكِ أم لم يأتكِ، هذا أمر بينك وبين ربك. نحن سنحكم بسنة حتى تكون هناك عدالة بين الرجال والنساء في
هذه المسألة منذ صدور هذا القانون". ما خرج وجعلها سنة، لم نسمع أن هناك امرأة تأخر حظها الثلاثة عن سنة في الحقيقة. وكل هذا كان وراءه السادة المحامون، والسيدة طبعاً - السيدات لا يعرفن الكذب. المحامون هم الذين ماذا يعني، يدفعونه دفعاً، والله أعلم. لكن الذي حدث هكذا، فهذا يدلك على ندرة الأمر. هذه الصور والنادر لا حُكم له، يعني نضعه هكذا في ملف خاص لأنه له وضع خاص. قَدَرٌ مثل هذه الحادثة، هذا قَدَرٌ،
ماذا نفعل؟ وأقل زمن تحيض فيه المرأة تسع سنوات، وأقل الحمل سنتناوله في المرة القادمة إن شاء الله، لأننا معنا اليوم قصيدة نظمها مولانا الشيخ محمد وسام رضي. رضي الله تعالى عنه، هذا هو الشيخ محمد، إنه معروف وخطيب المسجد أيضاً. لديه قصيدة من خمسة وثمانين بيتاً في مدح السيدة زينب. فقلت له: "رفقاً بكم" بعد الدرس. يقول: "خمسة وعشرين، عشرة من الأول وخمسة عشر من الآخر". نعم، قل يا شيخ محمد، تفضل، هيا امضِ
بسم الله الرحمن. الرحيم إلى السيدة المشيرة والأم الغالية. اللهم ارفع عندك درجتها مكاناً علياً، واجعلها مقبولة بكرمك، مكفولة بذكرك، مشمولة بعفوك، فائزة برضاك، ناظرة لوجهك الحسن. لطلعتها سلَّم، والجود لراحتها يمم، والوجه لوجهتها ولى، والوجد لكعبتها أحرم، والنور يموج بروضتها، والمجد بساحتها خيم، والقلب أسير محبتها، ذُهِلَ فيه فاستسلم. هي أم الروح. ومهجتها هي
ري صدى كل متيم، هي أخت السبطين وبنت الكرار، وللزهراء برعم والكوثر فاطمة، كانت أماً لأبيها ولها أم هي زهراء الزهراء ندى، هي زهراء الزهراء ندى وفداء وهدى، فهما توأم، هي حامية الآل، فزينب سر بقاء النسل الأعظم، وحماها الملجأ والمنجى، ورباها المغنى والمغنم، فاطلب ما تهوى، فاطلب. ما تهوى وتوسع في الديوان هنالك يُبرم
والجاه عريض نبوي بجناب المختار ستنعم وتذلل فالجار عزيز عندهما حاشاه يُهضم وتدلل فالضيف أثير ونزيل الكرماء مكرم وتبتل في ساحة قدس لو عاينها قيصر أسلم وتشفع بشفاعة جد طلبتها منه فتبسم نظرتها نظرته مددًا نفحات وفيوض تُقسم وإشارته أقدار وغيوب تُرسم وتأدب وتأدب بين يدي نور لو حلّ
على الطور تهدم واخشع، فالخضر بحضرتها ينبئك بما لم تكن تعلم، واخفض صوتك في جنبات ضريح تغشاه فاطمة ومريم، غداءٌ رواحٌ فيه جبريل يصلي ويسلم، واسكب دمعك يا صاحب الوجد، واسكب دمعك يا صاحب الوجد، فهنا حب الله تجسّد، عش ما شئت فما لك إلا ما تقضيه هناك متيم، واختم بصلاة الله على طه والآل معاً. تكرم يا سيدي يا رسول الله، أنت وسيلتي، قلت حيلتي، أدركني يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أحسنت.