المجلس الخامس والستون من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

المجلس الخامس والستون من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة - الغاية والتقريب, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا بعلومه في الدارين آمين: فصل: ويصح ضمان الديون المستقرة في الذمة إذا علم قدرها، ولصاحب الحق مطالبة من شاء من الضامن أو المضمون عنه. ضمان الديون يسمى
عند عرَّف الفقهاء الكفالة بأنها ضم ذمة إلى ذمة لأداء دين مستحق مستقر في الذمة عند تعذر السداد. الكفالة هي ضم ذمة إلى ذمة أخرى على دين قدره مائة ألف، وبعد ذلك قال لي الرجل: "يا مولانا، أنت رجل محدود الدخل، ويبدو أنك لن تسدد المائة ألف ولن تسدد الخمسين ألفاً"، فهو لا يعرف ولا يملك فكرة. غبي قلت
له ماذا تريد يعني؟ لم أرغب في الرد عليه. دعه يستمر، المهم السمعة وليس المال. فقال لي: يا سيدي، يبدو أنك لن تسدد ولن تفعل شيئاً، تحتاج إلى شخص يضمنك ويكفلك. فتذكرت على الفور كلام الدرس أن الكفالة هي ضم ذمة إلى ذمة، فقلت: هذا الرجل يريد أن يضم ذمتي لأنه... تعتقد أنها لن تُسدد إلا بذمة شخص آخر مليء، مليء يعني معه مال يستطيع السداد عند تعذر السداد. من الذي في ذمته السداد؟ أنا. فالشرع رأى في هذا ما يسمى عندهم بالإرفاق،
يعني آتية من الرفق، فيها رفق، والرفيق نعم الصديق، يكون فيها رفق، يعني شخص سيقف معي ويسندني عندما. يتعذر عليّ السداد. الشرع يحب كثيراً التعاون، "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، ويحب المروءة، ويحب الشهامة، ويحب هذه الأمور. فيحب مسألة أن صديقي هذا أو قريبي أو أي شخص يقف للدائن ويقول له: "أنا ضامنه، أنا كفيله". أنا كفيله... كفيل ماذا هنا؟ كفيل ديون. يلزم
أن يكون هذا الدين محدداً. جاء الكفيل يسأل الدائن: "هل الشيخ علي هذا في ذمته قدر كم؟" قال له: "لا، في ذمته كثير، لا يصلح". "كثير هذا ماذا يعني؟ هل هو مئة أم مليون أم عشرة آلاف؟ لا نعرف. ما هذا؟ ماذا يعني ذمته كثير لا يصلح؟" إذاً لا بد... من التحديد مئة ألف خلاص، فهم أنه يحسب حسابه أن المدين إذا تعثر في السداد وتأخر، هو الذي سيقوم بسد مئة ألف. فعندما يأتي إليه الدائن في الوقت المحدد ويقول له: "أعطني مئة ألف"، يكون قد جهزها ويكون مستعداً، فلا
يُفاجأ. كل هذه شروط لتيسير العملية حتى تكون الشهامة مضبوطة. والضمان يكون مضبوطاً والدائن يأخذ حقه والنزاع والخصام يقل وهكذا. وثانياً، أن يكون مستقراً في الذمة، فعندما ذهب هذا الكفيل أو الكافل إلى الرجل الدائن، ذهب الضامن إلى الدائن وسأله: كم في ذمة الشيخ علي؟ فقال له: والله ما زالت إدارة الحسابات تحسب وعليه ديون، لكننا لا نعرف
كم لأنه سدد. أشياء وأخذ أشياء أخرى وأخذ بضاعة تلفت، أمور في أمور، والقضية تداخلت. فانتظر حتى نحسب ما لنا وما علينا. إذاً الدين غير مستقر في الذمة لأنه أيضاً سيكون كأنه مجهول. بعد أن تم ضبط الحسابات وأتقنت أمورها وعرفت رأسها من قدميها وما لها وما عليها، قال: والله هذا عليه. مائة ألف، اههاه. معترف يا مولانا الشيخ علي؟ قال: نعم يا معترف، وحساباتي أيضاً تقول هكذا أن في ذمتي حتى الآن مائة ألف. ولم تصدق؟ يجب في الدين أن يكون محدداً ومستقراً، ليس بعد في المستقبل إن شاء الله نعرف،
لا، هذا لا يصح، لا بد أن يكون مستقراً في... يقول الذهن له: "والله، الأصل أنه سيشتري مني شيئاً الأسبوع القادم، ويقول إنه ينقصه مائة ألف الأسبوع القادم. نعم، إذاً لا يصح؛ فربما يأتي الأسبوع القادم ولا نبيع ولا نشتري ولا نعطي ولا يستقر الدين ولا أي شيء". إذاً لا بد أن يكون مستقراً في الذمة، محدداً، معلوماً. مستقراً في الذمة على فعله، فالضامن هذا عرف الحكاية هذه من الدائن والمدين، ويصح ضمان الديون
المستقرة في الذمة إذا علم قدرها. أول شرط هو لصاحب الحق. جاءنا الآن في ماذا؟ الكلام هذا موعدنا يناير وجاء يناير، صاحب الحق وهو معه الكفالة، يكون معه إيصال المديونية ومعه الكفالة أن في. واحدٌ ضمَّ ذمته إلى ذمة المدين حتى يوفي بالسداد عند تعذر الدين، يتصل بالشيخ علي في الهاتف. الشيخ علي غير راضٍ أن يرد، الله يكون في عونه، مشغول. الرجل
المتهرب لعب في عيبه، قال: "أنا تصورت هكذا أيضاً، سيتهرب مني ولن يرضى أن يرد على الهاتف". أرسلت له أيضاً على الواتساب. لا يرد، فذهب رافعاً السماعة ليتحدث مع الكفيل الضامن الذي سيسدد مكانه. فقال له أحدهم: "حسناً، ألا يمكنك الانتظار حتى آخر النهار أم لا بد أن يكون الآن؟" فأجابه: "لا، فقد تعلمنا في درس الأزهر أنه يحق لصاحب الدين أن يستوفي من الضامن". المضمون أنني أريد المائة ألف، أريد المائة ألف، لا شأن لي. فوجدت الضامن أمامي وأخذهم دون أن
يقول لي شيئاً. حسناً، ألا تعيدها؟ حسناً، أنت لم تبذل مجهود الرجل المعتاد في استيفاء الحقوق. لا يقول لي هكذا. أقول له اليوم واحد وهات المائة ألف، فيقول: تفضل مائة ألف. نعم، أول ما أمشي. في الشارع وجدت الشيخ علي، أمسكت بخناقه وقلت له: "الخناق، وهي هذه المنطقة، تمسك بها هكذا". ثم طلبت منه المائة ألف، فقال لي: "تفضل مائة ألف". يومها ظهروا أناساً طيبين، ولصاحب الحق مطالبة مَن شاء من الضامن والمضمون عنه. تماماً، إذا كان الضمان على ما بيننا هو بين. ماذا أن يكون الدين محدداً وأن يكون واضحاً وأن يكون مستقراً
وأن يكون وأن يكون والضامن موافق والمضمون عنه كله موافق، وإذا غرم الضامن - الكفيل هو الذي سدد وليس المدين - رجع على المضمون عنه بعد ما سدد. كان يوم سبت ولا توجد بنوك مفتوحة، فجاء يوم الأحد واتصل به. قال لي: "على فكرة، أنا دفعتُ نقداً بالأمس لأنه كان موعد الدفع للمدينة للداية، فأرسل لي - حفظك الله - المائة ألف". قلتُ له: "حسناً، سأرسلها لك في شيك. هل البنوك مفتوحة؟" "نعم، يصلح
هكذا". بالأمس كنتُ في عطلة نهاية الأسبوع، وعطلة نهاية الأسبوع تعني نهاية الأسبوع، أي الجمعة والسبت. مسافر إلى البلد لآكل فطير مشلتت، فليس لي فضيلة. أصبح بلدان بلا خلاف بلا فائدة. كنت في البلاء، أنا فضلتك فمن يدفع عن من؟ الأستاذ الضامن يأتي ليقيم الحد ويقول لي أعطني النقود. وبالتالي يحق للضامن أن يرجع على... على المضمون عنه إذا كان الضمان والقضاء بإذنه، بإذن المضمون. عنه هذه الصورة أن الضامن كان
مع الدائن. الدائن لسن علي قال له: "هذا يعني أعطِ العشرين ثلاثة". أقرض الشيخ علي مائة ألف، وهذه المائة ألف الله أعلم إن كانت سترجع أم لا. كلمة هكذا، هو لم يقل شيئاً، هو قال: "الله أعلم إن كانت سترجع أم لا". فالرجل من المريدين وتُحرّف الكلمة. هذا الكلام على شيخنا مثله. انظر يا رجل، أنت هذا الدين عندي وأنا ضمنته. لم أقل له اضمنني ولم
أقل له يسدد عني، ولست حاضراً أصلاً ولا أي شيء. هو الذي تصرّف كالأسد، ولست أنا الضامن. قلت لك نعم، الشيخ الذي لنا ما... لا يتذكر هذا الكلام إطلاقاً، حسناً، جزاك الله خيراً. عندما نأتي إلى موضوع السداد، فأنا قد رتبت ترتيبات معينة، فجاء وقال لي: "أنا يوم السبت أمس دفعت". فأرسلتهم له. الله يحفظك. فقلت له: "الله! دفعت ماذا؟ ولماذا دفعت؟ إن بيننا حسابات مفتوحة ومستمرة ولم نُسوِّها بعد". قال: "لا، لم..." الأصل أنني تورَّطت ولم أَقبل فيك كلمة وأنا ضمنت، قلت له: على نفسك أنت حر، فمتى
يجب عليَّ أن أدفع فوراً؟ لو كان بإذني أنا الذي جادلته، أو كان هذا الموقف حدث أمامي وقلت ووافقت، قلت له: خلاص، ضمنّا ذمته والشرح الذي شرحناه هذا، لكن أنا ما... لا أعرف شيئاً أو لم آذن في هذا، يجب أن يأذن المضمون عنه حتى ينتقل الدين من الدائن إلى الضامن لأنه سدد عني، ولذلك ذُكرت هذه الكفالة بعد الحوالة التي شرحناها الأسبوع الماضي. تلك حوالة واضحة أحال فيها الدين وخرج هو، وهذا لم يُحِل الدين ولا شيء لكنه سنده فيه ضمان. ذمته إلى ذمة المدينة فقلت له:
"يا بني، هل الذي قلت لك صدر؟ أو قلت لك ادفع؟ أو قلت لك تعال؟ هل أكون كافياً لك؟ أو فعلت شيئاً؟" قال: "لا، أنا لا أقدر أن أتكلم على شيء". قلت له: "حسناً، اصبر يا حبيبي أنت وشيخك ما دمت غير راضٍ بالانتقال حتى أفعل". الأمور ونصلحها أنت. لا قلت لك كفالة وكذا، قلت زينب يقول ماذا وإذا غرم الضامن؟ وإذا غرم الضامن رجع على المضمون عنه، إذا كان الضمان والقضاء بإذنه. إذا كان الضمان والقضاء، يعني كم تقبل؟ ما تدفع، تتصل به وتقول لي: "فلان يطالبني
بما أنشأناه من كفالة من ورائك". أقول له نعم ادفع خلاص فيكون أنني قبلت، لكن إذا دفع قبلها من تلقاء نفسه هكذا، فيجوز لي أن أقول له لا انتظر، ولا يصح ذلك، لأنه في بعض الأحيان يقول لك إن الإمام الشافعي يقول إنه أعطاه على سبيل التبرع. الإمام الشافعي متشدد جداً في هذه المسألة. يقول لك: أنت لم تفعل هذا يا أسد، اشرب يا حلو، هذا تبرع منك لأنك لا تعلم أنك لا تريد أن يأتي اسم الشيخ في ماذا؟ في هذه الأمور المادية. قال: ما بالك وما
شأنك أن يأتي اسم الشيخ وكل شيء في ماذا؟ قالوا: لا، إذاً أنت ستتحمل هذه الديون الثلاثة لأنها... تبرع هبة كأنك وهبتها لها. الإمام الشافعي عمل شيئًا مثل ذلك في الاستصناع أيضًا، الناس تتعجب منها، وفي الإجارة أيضًا يتعجبون منها، لكن كلها مبنية على فكرة العقد أنه اتفاق بين طرفين، والكفالة اتفاق، والاستصناع اتفاق. عندي قطعة قماش وذهبت إلى الخياط وقلت له: اصنع لي من قطعة القماش هذه جلبابًا جميلًا. هكذا أنيقة يعني أنيقة يعني جميلة يعني ويقولونها
في الخليج كشخة بالكاف وفي دمياط هنا يقولونها بالهمزة أشخة. فشيء أنيق جميل هكذا. هو قال لي: من عنايتي يا مولانا، إنني سأصنعها لك صنعًا، إنني شيء آخر، إن يدي تُلف في الحرير. قلت له: إنني آتٍ إليك. لذلك أخذنا بعضنا ومشينا. حسناً، كم أجره؟ لم نتفق، لم نقل. فالإمام الشافعي قال: يكون على الصانع. انظر إلى الأمر الغريب الذي اعتدنا عليه في العرف، أنني سأذهب وأقول له: حسناً، كم تكلفتك؟ فأنا عندما ذهبت لأنني شافعي، أخذت الشيء وقلت: والله هذا أنت. يدك يا وقد تتلف في حريفه. قال لي: صح يا مولانا. قلت له: طيب، السلام عليكم. قال لي: السلام عليكم؟ كيف يعني؟
يعني حضرتك لن تدفع أجر الصناعة التي صنعتها وحضرتك تقول يدي تتلف في حريفه أيضاً، يعني أعطِني بعض المال. قلت له: أي صناعة؟ بالله، هل اتفقنا على... قال: لا. قلت له: الإمام الشافعي يقول إذا لم نتفق على أجر فيجوز أن لا أفعل. قال لي: والتعب الذي تعبته هذا والسهر الذي سهرته والنموذج الذي صنعته والعمل هذا كله يذهب هباءً؟ قلت له: أنت، هذا أنت لم تقل، فهذه مسألة. يعني طبعاً هي ليست متفقاً عليها بين الأئمة، يعني فيها خلاف، لكن الإمام الشافعي يريد أن تكون كل المعاملات واضحة ليس فيها نزاع، لأنه لو قال للجلباب هذا سيكلف مائة جنيه، فهذا يختلف
عما لو قال للجلباب هذا سيكلف ألف جنيه، فربما أقول له: "نعم، أنا موافق على المائة"، أما الألف فلا. موافق، فهو لماذا ما قال لي شيئًا وسيأتي اليوم بعد ما وجدني هكذا مسرورًا وما إلى ذلك، يقول لي الآن ألفين، فليقل ما يريد قوله الآن ونختلف. الأئمة الآخرون قالوا: لا، لا تظلموا ولا تُظلَموا، هذا رجل فتح محل خياطة ومعروف أن الخياط يأخذ أجرًا على صناعته، لماذا هو فاتح إذًا؟ هو يسترزق، فإذا لم يُحدَّد الأجر أخذ أجر المثل. الصانع الذي مثله يأخذ كم؟ الصانع الذي مثله يُنهي هذا الثوب في يومين، واليوم يأخذ فيه خمسمائة جنيه، فيستحق ألفاً. الصانع الذي مثله
يأخذ ثلاثمائة في اليوم، فيستحق ستمائة. علينا أن نرى الصانع الذي مثل هذا في السوق. الناس يعملون عنده بكم وعند الذي بجانبي والذي بجانبه والذي بجانبه، فيسمون هذا أجر ماذا؟ المثل كذلك. سيدنا يقول لو ركبت أوبر... سيدنا لا يقول أوبر، يعني... ها، لأن أوبر هذه حديثة. نعم، فالمبتدع يقول لك أشياء لا أفهمها، هل كان في أيام سيدنا الشافعي أوبر؟ حسناً، ماذا أفعل؟ أنا ماذا في هذه المصائب؟ قالها: إنك استنجليته حقاً. لم تلحق بالنبي لتستنجليه. ما معنى استنجليته يا مولانا؟ يعني في ربع لاسع في عقله. يقول عندما أستأجر
شيئاً، أياً كان، إبل أو حصان أو غيره. لكن الآن أوبر سينقلني من مكان إلى مكان، فلا بد من أوبر هذا. وأول مرة يقول يا. مولانا، هذه الرحلة بمائتي جنيه. أكمل وأنزل، أنا حر، لكن لا أفاجأ وأنا معي مائة وثمانون فقط أنني ذاهب ولن أعود، وأيضاً سيترك لي عشرين، ولا نتخاصم عليها، ولا قال لا. الشافعي يقول: لا. أوصلك دون أن يخبرك، يكون عليه هذا الكلام. أليس هذا هو العرف الذي نعيش فيه؟ في العُرف الذي نعيش فيه، أنه لا... هذا في الأجر. ماذا إذن؟ لكن لماذا سنلجأ إليه إذن؟ أجر المثل. فيجب على المرء أن يحدد أجر الصناعة، وأجر
التوصيل، وأجر المسكن، وإلا سيصبح عند الشافعي كأنه تبرع، وعند الأئمة الآخرين سنلجأ إلى أجر المثل. هذا أنتم علماء كلكم هكذا، وإذا غرم الضامن رجع. على المضمون عنه إذا كان الضمان والقضاء بإذنه، ولا يصح ضمان المجهول. يبقى إذا قلنا أن يكون محدداً ومقدراً ومعروفاً، وهذا الكلام. طيب إذا لم يكن كذلك، لا زمان مقدر ولا قيمة مقدرة ولا معروف هو استقر أم لم يستقر، حاجة مجهولة هكذا، لا ينفع، لا ينفع مطلقاً كل. الصور لا تصلح. قالوا
لا، توجد صورة انتشرت في الأسواق وعُرضت على الأئمة، وهذه الصورة أجازوها للحاجة إليها، نحتاجها كضمان الدرك. ما هو ضمان الدرك؟ قال: والله لقد ذهبت لأشتري كتاباً، أنا أحب الكتب كثيراً، فاشتريت كتباً كثيرة، وقد خُدعنا كثيراً في الكتب. لدينا خبرة أن الكتاب افتحه.
إلهي الصفحة بيضاء والكتاب الآن لكي يحفظوه من التراب ومن المياه ومن الهواء ومن أشياء أخرى يغلفونه هكذا. ذهبت لأشتري الكتاب وبعدها قلت للرجل: احذر أن تكون فيه صفحات بيضاء، لأنكم تصنعون مشاكل بعد ذلك عندما أرجع الكتاب فلا ترضى به وهذا خطأ. قال لي: لا، لقد درسنا أن خيار. العيب فوري على الفورية. عرفت يوم السبت، تعود يوم السبت غلقاً. أنا يوم السبت يصبح يوم الأحد على الفور. قلت له: حسناً، افترض أنني على الفور أنجزت كل شيء وفعلنا ما درسناه في الدرس، وأنت لم توافق على رد
الثمن ولا إعطائي نسخة مكانه، ماذا أفعل؟ فأجاب أحد الجالسين من الناس الوجهاء. قال لي: "يبقى الثمن عندي أنا، هذا رجل صالح، أنت أول مرة تتعامل معه، لكنني أعرفه جيداً جداً، والثمن يكون عندنا". يبقى هذا الرجل فعل ماذا؟ ضم ذمته إلى ذمة البائع وكفالة، لأننا أخذنا في الدرس أن الكفالة هي ضم ذمة لذمة، وهذا الرجل ضم ذمته لذمة البائع. لأجل ماذا يفعل؟ لأجل أن يتدارك خيار العيب، لأجل
أن يسدد لي الثمن. إذا رجعت إلى البيت وفتحته ورأيته ووجدت أنه ليس فيه عيب فلن أرجع إليه، أو وجدت أن فيه عيباً فسأرجع إليه. الله! حسناً، إنه غير مستقر، فالدين لم يستقر بعد في ذمة البائع، إذاً لا ينفع معه الضمان الذي لم يكتمل بعد. أتذكرون كل هذا؟ هذه الصورة هكذا، فهذا ليس ضمانًا ولا كفالة ولا شيئًا من هذا القبيل، فما الأمر؟ قالوا: لا، هذه الصورة نزيلها هكذا بمفردها ونستثنيها ونعطيها حكمًا. لماذا؟ قال: للحاجة إليها، أنا أريد ألا تضيع عليّ النقود التي اشتريت بها الكتاب وحدث عيب. في الكتاب وأخشى
في المرة الأولى أن أتعامل مع هذا الرجل، وفي النهاية مشكوراً ضمّ ذمته إلى ذمتي حتى يسدد لي ما ستنشغل ذمة البائع به عند ماذا؟ عند اكتشافه للعيب الذي لم نكتشفه بعد، وربما لا يوجد فيه عيب، حيث تكون تسعمائة نسخة سليمة وعشر نسخ فقط هي التي ليست سليمة، كما تقول. لي ولا مائة أقول لك لا. ما هم لم يطبعوا الذي تسعمائة وعشرة. ما هو ستتجادل معي ولن تنتهي. نعم، تسعمائة نسخة سليمة وعشرة من ثلاث، لكنني خائف لأنني وقعت في هذه العشرة مرات عدة. إذاً، ما الذي يسمونه ضمان الدرك؟ ما الذي تدركه؟ ما هذا الدرك يعني؟
أحدٌ أمسكهم يعني قبض عليه. تُدرك ماذا؟ تُدرك الثمن. يُدرك المشتري ثمن الكتاب أو ثمن المبيع الذي اشتراه، السلعة التي اشتراها. إذا ظهر فيها عيب فترتب على ذلك إرجاعها للبائع، فترتب على ذلك انشغال ذمته برد الثمن. أفاهمون يا أبناء أم غير فاهمين؟ فاهمون. هذا لو كانت حائطًا لكانت... فهمت والله، هذا تجد هذه الأسطوانات، فهمت بالله، أليس كذلك يا أبناء؟ فأنا أريد هكذا، نعم، مولانا فهم، ليس الذي ينام والذي يشرد والذي... فهمت يا أبناء؟ هكذا حسن،
وهكذا توقفنا عند الكفالة بالبدن، هذا سنقوله في درس قادم إن شاء الله.