المجلس الرابع عشر من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

المجلس الرابع عشر من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة - الغاية والتقريب, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين: فصل: ويخرج من الفرج ثلاثة دماء: دم الحيض والنفاس والاستحاضة. فالحيض هو الدم الخارج من فرج المرأة على سبيل الصحة من غير سبب. الولادة ولونه
أسود محتدم لاذع، والنفاس هو الدم الخارج عقب الولادة، والاستحاضة هي الدم الخارج في غير أيام الحيض والنفاس، هذه ثلاثة دماء تخرج عند النساء، وسبب ذلك الرحم، فمن لا رحم لها فلا دم عندها لهذه الدماء الثلاثة، لأن
الرحم موضع ميلاد البويضة، والحيض لطردها، فإذا حملت المرأة بقيت. البويضة الملقحة في الرحم وامتنع الدم، فكل دم تراه الحامل نزيف وليس من دم الصحة وليس من دم الحيض. إذاً فالحيض إنما هو دم صحة، يعني عادة بنات آدم. خلق الله المرأة على هذه الهيئة ورتب لها هذا الترتيب. عندما
تبلغ المرأة مبلغ النساء ترى الحيض حتى يطرد ما هو. تُوجد ثلاثة أنواع من الدماء التي تخرج من البويضات عند المرأة، أولها ما كان على سبيل الصحة وهو الحيض. والحيض بالتتبع والوجود وجدوه أنه يتلون. هنا أتى بحالة
واحدة وهي الغالب أن يكون غامقًا يميل إلى الأسود، محتدمًا، لاذعًا. يتكلم عن أن له لونًا وله رائحة وله طعمًا. فهذه إذن أبحاث علمية دقيقة. أساسها الوجود وليس أساسها الشريعة، فالوجود أصبح مصدراً لأحكام الشرع، وهكذا أقرّ الأئمة الأربعة أننا يمكن أن نبني أحكاماً من الوجود، من الكون، من كتاب الله المنظور،
حتى لو لم يرد فيه نص. لماذا؟ وجدوا أن ذلك له تنوع يُخرج الشريعة من جلالها، فلا بد من الرجوع إلى الوجود منها. أقل مدة للحمل، أطول مدة للحيض، وأقل مدة للحيض، أطول مدة للنفاس، وأقل مدة للنفاس، كل ذلك إنما استفدناه من الوجود. الوجود يختلف من مكان لمكان ويختلف من زمان إلى زمان، ولذلك لأن
الوجود يختلف، لا نبادر بتكذيب الأولين. يعني عندما يقول الإمام الشافعي أن أكثر مدة الحمل أربع سنوات. فيخرج أحد من المثقفين الذين يجلسون هكذا، وهو - والعلم عند الله - يرتدي عمائم، لكن لا توجد عمائم هنا، بل عمائم كالأبراج وأكمام كالأخراج، والعلم عند الله. فهذا - والعلم عند الله - من بدايتها، لا توجد عمائم ولا حتى أكمام، وفي نفس الوقت - والعلم عند الله - أثناء تعليم المنهج. علمونا ألا نتحدث بما لا نعرف، فيأتي شاب
هكذا يقول لك: "ماذا؟ شيخ الأزهر كان يقرأ كتاب أفول الغرب في الطائرة؟ ماذا؟ وبعد ذلك ماذا؟ كان يقرأ كتاب أفول الغرب في الطائرة لأنه شيخ الأزهر؟" قلت: "لا، الأصل أن الغرب لم ينتهِ. هل قرأت الكتاب؟ هل عرفت محتواه؟" ماذا يعني أفول الغرب؟ حسناً، هل عرفتَ مَن الذي يقول إنَّ الغرب انتهى، أي ذهب ضوؤه؟ الغربيون أنفسهم هم مَن يقولون ذلك، فهم ينتقدون أنفسهم كي يُحسِّنوا من حياتهم. وصاحبنا الذي هو المثقف يعترض على شيخ الأزهر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهو مِن كبار
العلماء في الأرضُ هو يعترضُ على ذلك يتحدّثُ بما لا يعرف ولا تقفُ ما ليس لك به علمٌ إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مسؤولاً. إذًا نحن نتعاملُ في اللامعقول لأنه يتكلمُ قبل أن يتعلّم، ومن تكلّم قبل أن يتعلّم فإن وضعه سيئٌ لأنه سيكون كثيرَ الخطأ بل كلامه خطأ إنما في المنهجية، قالوا لنا هكذا: "لا تتكلم بما لا تعرف"، الذي هو قوله تعالى: "ولا تقف ما
ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، احذر أن تتكلم من غير علم، "وفوق كل ذي علم عليم"، "وقل رب زدني علماً"، فالدماء الخارجة... ثلاثةٌ أولها الحائط، وغالباً ما يكون أسودَ محتدماً لاذعاً، لكن عندما تتبعوا الوجود وجدوا أن هذا قد يكون كالماء الكدِر، مياهٌ مضطربة، وقد يكون أحمر، وقد يكون أسود، وقد يكون أشقر. خمسة ألوان وجدوها، ثم
وجدوا شيئاً آخر أعجب وأغرب، وهو أنه قد تختلط تلك الخمسة فتكون من الألوان ما الله به عليم يعني الأسود مع الأحمر أو الأسود مع الأشقر أو الأسود مع المعكَّر الكَدِر أو الأسود وهكذا، فجلسوا يعدُّونها فعملوا لها جدولاً فبلغت ألفاً وثمانين حالة، ألفاً وثمانين حالة من الخمسة هؤلاء، عملوا ما يسمونه تبديلاً والتوافيق الخاصة بها، فلاحظ كم بلغت: ألفاً وثمانين
حالة. الإمام النووي يريد. يشرح كتاب المهذب لأبي إسحاق الشيرازي وهو من أركان المذهب الشافعي. أبو إسحاق الشيرازي له كتاب المهذب في مجلدين، فقام بتأليف شيءٍ سماه المجموع، وذهب فيه إلى ثمانية عشر مذهباً يشرح بها المهذب. وصل إلى كتاب الحيض وهو لا يريد أن يترك شيئاً، بل يريد أن يكون المجموع شاملاً كاملاً بحيث يصبح لديك شيء لا تخترقه المياه. ما أحد قال قبل هذا ولا فعل هذا، سيدنا الإمام النووي بدأ فتناول موضوع الحيض، فألَّف ثلاث مجلدات
في الحيض، ثم قال: "والله، إننا لن ننتهي، فنحن هكذا دخلنا - لا مؤاخذة - أي دخلنا دورة المياه ولا نريد الخروج منها. حسناً، وماذا بعد؟ هناك أمور أخرى في الحياة وقضاء. وشهادات وتعليم وعلاقات دولية وفي عبادات ومعاملات، فترك هذا ترك الشرط الخاص به الذي بدأ به كتابة المجموع، وتركه من الثلاثة مجلدات، ولم ينتهِ بعد. هذه ثلاثة مجلدات ولم ينتهِ بعد، فإذا رأى أن الأمر يعني أبسط من ذلك، يعني بسيطة، ولكننا نريد أن نرى كيف فكروا، فكروا أنهم يأخذون من. الشريعة
أوامرها لأنها من عند الله، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. ثم بعد ذلك أجملوا في الطلب، "اتركوني ما تركتكم، لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم". يعني الأصل في الأشياء الإباحة، يعني "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر"، "إنما بعثت بالحنيفية السمحاء". فيجب أن نعبد ربنا هكذا. ماذا بالسياسة هكذا بالحلاوة بالجمال، ليس يعني أن نجلس نحلل ونحلل حتى يصيبنا الوسواس. نعم... لا، دعنا نتجنب الوسواس. فيكون إذا هذا سبب أن أبا شجاع وهو يعلم أنهم ألف وثمانون، لكنه لم يرتبك. هو كتب أمره
هذا لعموم المسلمين، أسود محتدم لذاع سهل، لكن هذا أصبح أهلاً. العلم، حتى عندما تأتي فتاة وتقول لي: "لكنه ليس أسود جداً"، يقول لها: "من الممكن أنه أحمر، من الممكن أن لونه أشقر هكذا، من الممكن". حسناً، الحقيقة أنه... وهناك أناس من سويسرا، من الممكن. لدي ألف وثمانين... ما الحال؟ أنا... أنا عالم، أنا... نعم، حافظون. نحن والحمد لله رب العالمين فاهمون كل شيء، ونعلم أن جلسات الغرب التي تعقد فيها المؤتمرات منذ ثلاث سنوات وصاحبنا نائم لا يعلم. فهذه هي القصة، فالحيض
له مدة وله زمن يأتي، وهذا هو الذي خلقه الله. ماذا يعني الذي خلقه الله؟ يعني المعتاد. ماذا يعني المعتاد؟ يعني قد يصاب بشيء من الخلل فيكون مرضاً يحتاج إلى علاج أو اضطراباً يحتاج إلى تعامل. ليس من الضروري أن يكون مرضاً، قد يكون مرضاً فيختل الكلام، أو يكون اضطراباً فيختل الكلام. لذلك أنشأوا تخصصاً اسمه أمراض النطق حتى يعالجوا هذه الأشياء. حسناً، في الزمن القديم تجد... التي تنتظم دورتها الشهرية بشكل صحيح
تجدها تتماشى مع الشهر القمري وليس مع الشهر الميلادي، ففي كل يوم خامس وعشرين من الشهر القمري تجدها تعلم أنها في هذا اليوم ستأتيها الدورة الشهرية. تصلي الفجر وتتفقد فتجد أن الدورة لم تأتِها بعد، وعندما تصلي الظهر تنزل الدورة، فتخرج من الصلاة وقد بدأت. صلَّيتُ أول الظهر، ثم انتظرت حتى يأتي وقت العصر، فنزل الدم. حالما ينزل الدم تُرفع عنها الصلاة، فهذا هو وقت الحيض. ماذا يعني وقت الحيض؟ يعني أي يوم سيأتي لكِ. إذا كان مضبوطاً تماماً، فسيتوافق مع التقويم العربي الهجري
القمري في الخامس والعشرين من محرم. وخمسة وعشرون سِفر وخمسة وعشرون، لا أعرف ماذا وهكذا. تتفق مع أي شيء؟ مع التاريخ الميلادي لكي تتوه أنت. نعم، لكي لا تعرف أنت وتسكت تماماً. أنت في عالمٍ آخر لا يعلم به إلا ربنا، وهي تعلم أن هذا خمسة وعشرون، والمدة التي فيها يمكث عندها يوماً، سبحان الله، أختها التي هي... في نفس الشقة فتاة يمكث أبوها وأمها اللذان في الغرفة بجانبها يومين، وأختهم الثالثة ثلاثة أيام، وأمهم أربعة
أيام، وخالتهم التي تزورهم خمسة أيام. يعني كل واحدة لها حالها. هل فهمت؟ حسناً، خمسة أيام تنتهي من هنا، أو ثلاثة أيام، أو يومين، أو شيء كهذا، لا أعرف ماذا. طيب، أقصانا كم؟ أقصانا؟ خمسة عشر يوماً هذه مسألة مرهقة ومتعبة لأنها تضطر أن تترك الصلاة خمسة عشر يوماً، لكنها في طاعة وهي ممتنعة عن الصلاة تعبد ربها، تقول له: "سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير". يقول لها: "سأخفف عنكِ هنا، حسناً، قابلتُكِ وأنتِ صلي الثانية" التي
ليس لديها الحق فيها. قابلنا يكون كل شيء يكون المرأة تجدها التقية النقية أقرب إلى الله سبحانه وتعالى من سائر المخلوقات لأنها على ذكر دائم بالطاعة، إذا جاءها هذا على الفور ترفع يديها قائلة حاضر، وتفطر أيضاً، نعم تفطر، وتظل فترة حتى يرتفع الدم. التي لا تفهم تقول لك: لا، أفطر على جوهر تيتي. لماذا يا بنت؟ قالت: لا، لا يكون أخي صائمًا وأنا مفطرة. يا بنت، أخوك صائم طاعةً ويجب عليكِ أن تفطري طاعةً.
انتبهوا، القضية ليست في هذا الفعل، القضية في الطاعة لله رب العالمين. حكاية الحيض هذه وُضعت من أجل بيان مفهوم الطاعة للبشرية. قالوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير. إذاً لا يجوز أن تنوي الصيام. حسناً، لنفترض أنها نوته، فيحرم عليها وتأخذ إثماً. انظر كيف انقلبت الأمور؛ أنا ممنوعة من منع نفسي من الأكل والشرب، وبعد ذلك الملائكة تكتب عليها ماذا؟ لأنك عصيت. القضية ليست ببذل المجهود والامتناع عن الطعام والشراب، بل القضية هي أن الأعمال بالنيات. وإنما لكل
امرئ ما نوى. أمهاتنا وأجدادنا رضي الله تعالى عنهم. قالت: لكنني ألاحظ شيئاً أن الأطفال الصغار في سن الحادية عشرة والثانية عشرة عندما يجدونني مفطرة أمامهم، يتأثرون ويقولون: "الصيام يعني يمكننا نحن أيضاً أن نفطر". الطقس بارد وكل شيء وعليها الصيام، فالطفل يرى أمه مفطرة، فماذا يعني هذا؟ إنه يستهين. بالصيام فسوف أفعل شيئاً لأجل التربية. ماذا تفعلين؟ قالت له: في الصباح بعد الفجر آخذ لي رشفة ماء، فيكون
انتهى الأمر وتذوقت الماء. هي ومن الصائمة؟ أعلنت أن تأخذها في الدارة وما إلى ذلك، لا أعرف ماذا. الولد ليس موجوداً، إنه يصلي الفجر مع أبيه في المسجد، قم واشرب رشفتين. مياه تبقى فترة، خلاص فطرنا والحمد لله، وتظل اليوم كله تبتعد عن الأكل والشرب تربيةً للأولاد. نعم، هذه مسألة مختلفة تماماً. هذه المرأة عاقلة لأنها لم تفعل هذا عصياناً لله، وإنما لهدف إيصال رسالة إلى الأطفال تربيهم بها. فإذا سألها الولد، كان
يعني جيد جميل قليلاً، خمسة عشر. ستة عشر سنة، وأنت صائمة يا أمي؟ يقوم يقول لها: لا، لست صائمة. حسناً، فهمنا أن المرأة أحياناً لا تصوم، لكن ألا تأكل أمامك فهذه مسألة تربوية. النية متوجهة إلى ماذا؟ متوجهة إلى نقل الفعل إلى الأولاد، فهذه نية صالحة وليست نية معصية. الخمسة أيام مضت. قلنا إنه لي زمن ولي مدة، والزمن ومدة الزمن هي يوم ثلاثة وعشرين، حسناً، المدة خمسة أيام. انتهت الخمسة أيام،
فالواعية هي السيدة الواعية، وليست كل السيدات واعيات، يعني حوالي عشرة في المائة واعيات، والباقي يعني... ليست كل السيدات، لا، هن لا يزدن عن عشرة في المائة. أنا... مصمم على عشرة في المائة، والذي لديه كلام آخر فليقله. وإذا قلت أي شيء آخر فلن يكون حسناً. النساء هؤلاء ينزل منهن شيء بالتتابع سماه الفقهاء القصة البيضاء. هذه القصة البيضاء هي سائل لزج هلامي ينزل دلالة على انتهاء الحيض.
كثير، تسعون في المائة من النساء لا يعرفنه لأنه ينزل في حين غفلة منها، أي أنها ليست منتبهة وليست مركزة على هذه الأمور. عشرة في المائة يكونون منتبهين لأنهم سمعوها، أو لأنهم درسوا في الأزهر، أو لأنهم مثلاً حضروا في مسجد فاضل فالشيخ قال وأشياء مثل ذلك، لا يحدث شيء. لكن المهم أن القصة البيضاء هذه دليل قطعي على انتهاء الحيطة يعني. ما دليل قطعي؟ القصة البيضاء نزلت. حسناً، انتهى الحيض. في اليوم الثاني رأت الدم هكذا، ولا نقطة ولا شيء، ولا تهتمي لأن القصة
البيضاء دليل قطعي لا جدال فيه. انتهى الأمر. تقول لي: إنني مكثت يوماً جيداً، في أمان الله، واليوم الذي بعده رأيت شيئاً كأنه شعرة حمراء. ولا شأن لك بشعرة حمراء ولا شعرة زرقاء ولا أي شيء. القصة البيضاء دليلها القطعي، إذاً هذا الكلام يجب أن تعرفه الفتيات لأنه سيفيدهن في مجريات الحياة. ها هو أحد علماء الدنيا قادم ليسأل، اسأل بصوت عالٍ، ماذا تريد؟ طبعاً هو يريد هذا السؤال فقط، لكنه يريد تأكيداً. عالِمٌ
من العلماءِ وأستاذٌ في الجامعةِ، ويقولُ لكَ: "أوَّلَ مرَّةٍ أسمعُها وآخِرَ مرَّةٍ". واحدةٌ لا لا لا لا، عمليَّةٌ رهيبةٌ جدًّا. هذه الأشياءُ، كيفَ كانَ أهالينا يعرفونها؟ لأنَّهُ كانَ هناكَ قادمونَ لكي تأخذوا هذا الكلامَ وتَتلقَّى كلمتين في عِظامِكَ، معَ أنَّني أستاذُكَ. نعم، أنتَ أستاذٌ في الجامعةِ فقط. أنا أستاذك، المهم الحاصل أنني الآن أتحدث عن القصة البيضاء، وهذه أول مرة يسمعها، لا، هذا قطعاً وقطعية باتفاق، أي شيء يأتي بعد القصة البيضاء يُعتبر استحاضة، هذه القصة البيضاء
هي شيء يقيني، وهناك وسائل أخرى تلجأ إليها المرأة المتزوجة، أما البكر فلا تفعل ذلك، حيث كانوا يُدخلون قطنة ثم يسحبونها لينظروا ماذا فيها. شيء أحمر أم لا، لكن هذا ليس يقينياً. أما اليقين فما هو؟ هذه القصة البيضاء لا شك فيها، لكن الأمر الثاني، هذا الاختبار الذي يجرونه قد يكون صحيحاً بنسبة سبعين في المائة، وغير صحيح بنسبة ثلاثين في المائة. لكن انقضت الخمسة وظهرت القصة، فسننتظر أن يأتي هذا الحائط. كل شهر بهذا الشكل، طيب،
كل هذا على خلقة الله. وبعد ذلك أرادت الذهاب للحج أو العمرة، وممنوع الطواف إلا بالوضوء، فتريد أن تكون بعيدة عن فترة الحيض التي تأتيها من الثالث والعشرين إلى الثامن والعشرين من الشهر. لا، الرحلة محددة في ذلك الوقت. نعم، ستذهب في الثالث والعشرين حيثما تأتي وتعود. خمسة وعشرون حيث ما تنتهي ماذا تفعل؟ ذهبت إلى الطبيب، فأعطاها دواءً لتأخير هذا الأمر، وبالفعل جاء اليوم
الثالث والعشرون، أحرمت واعتمرت ولم يأتها هذا الأمر الذي يعيق. بالفعل تأخر، فيكون الطبيب هذا ناصحاً، والدواء الذي تناولته أتى بفائدة، وجاءت تسأل الشيخ: هل ما فعلته حلال؟ ولا حرام؟ قلت لها: حلال، لأننا نتعامل مع الدم. إذا لم ينزل الدم فاغتسلي واعتمري وافعلي ما هو حلال. إذا نزل الدم فهو ممنوع وكفى. كلمة ورد غطاء. قالت لي: طيب، الفقيه عندما يُستدعى إليه ليلتين في ليلة واحدة، اثنين في ليلة واحدة، يدعوه أن يقرأ الآية في هذه الليلة. فحضرتها
بعد أن فعلت ذلك في أول شهر جاءت ثاني شهر جاءت لها عُمرة أيضاً، فيكون المرء عندما يسعد ماذا يحدث له؟ يأتيه ليلتان في ليلة واحدة، وهذه جاءتها عمرتان في شهرين متتاليين، فذهبت إلى الطبيب. وكلمة "والنبي" هذه ليست مكروهة، قال الإمام أحمد وتنعقد بها اليمين، حسناً، وعلل ذلك بأن... سيدنا أحد ركني الشهادتين، وبشهادة واحدة لا يدخل الإسلام. افترض أن شخصاً قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" وسكت، فإنه لا يدخل الإسلام. فالإمام أحمد يجيز الحلف بالنبي.
قالت له: "يا دكتور، النبي عليه الصلاة والسلام، لقد جاءتني عمرة، فنريد أن نفعل ما فعلناه في العمرة السابقة وأخذ بلا بيع". وأنا ماذا؟ تتأخر أيضاً هذه المسألة. قال لها: حسناً، ثلاثة وعشرون، فيكون قد أخذها. لا أعرف قبلها بماذا والشروط الخاصة به التي قرأها في الكتاب. وسافرت، وبعد أن أخذت كل شيء وأدّت العمرة في يوم أربعة وعشرين، وبينما هي تطوف نزل منها دم.
لماذا؟ لأنها تلاعبت في الشهر الماضي، وهذا جزاء التلاعب. هذا الشيخ -والله- حلال، إنما له جزاء كوني، وهو اضطراب المدة والزمن. البلبلة لا نعلم ماذا فعلت في جسمها، فبعدما كانت ثلاثة وعشرين تنتهي إلى ثمانية وعشرين، أصبحت أربعة وعشرين تنتهي إلى ثلاثين. ما الذي حدث؟ أنا لا أعرف، لكن هذا ما يحدث عندما نتدخل فيما ليس لنا التدخل فيه. هناك قول ليس شرعياً، شرعاً هو مقبول ولكن يختل النظام. أنت تدخلت في النظام الرباني. حسناً، خذ يا عزيزي، فيختل النظام. فهي طائفة
مسكينة طافت طوفين ثم نزل لها في الثالث فانسحبت، لأن الطواف يحتاج إلى طهارة كاملة. إنما الطواف بالبيت صلاة، فأخذوا منها أن الطواف بالبيت يشترط فيه الطهارة قعدت حزينة أنها لم تتم عبادتها وإن كانت هي هكذا صحيحة مائة في المائة. مر السبت ومر الأحد وبعد غدٍ يوم الثلاثاء يقولون هكذا، فمر السبت حيض، ومر الأحد حيض، بعد غدٍ يوم الثلاثاء الذي مر الاثنين حيض، وسنسافر الأربعاء ولا زال الدم موجوداً وحيض،
ماذا فاختلف الفقهاء في هذه الحالة فنحن نقلد الحنابلة والحنفية وخاصة الحنابلة. السادة الحنابلة قد خففوا لنا قليلاً، خففوها كيف؟ أما الشافعية فانتهى الأمر ولا مجال للنقاش، ولكن الإسلام واسع يا جماعة. الرحلة هي يوم الأربعاء، فإذا فاتت الرحلة سنتعرض لبلاء كثير. قال تطوف وهي حائض وعليها دم وعليها ذبيحة، فتذهب لتتحفظ وتجهز نفسها. وتطوف بالبيت وتسعى بين المروة والصفا، وهي ليست محتاجة للطهارة
ولا أي شيء عند الجميع، وتتم عمرتها وتذهب يوم الأربعاء، لكن يبقى عليها ذبيحة. السادة الأحناف قالوا إن الذبيحة جمل من الإبل، والسادة الحنابلة قالوا لا، بل خروف. فنحن نتبع مَن؟ نتبع الحنابلة لكي يكون أهون قليلاً على الناس مال ويصبح متعباً عليهم. يقول ابن عابدين: "وهذه مما يسكت فيها المفتي". ماذا يعني ذلك؟ المرأة حائض وتريد أن تطوف لكي تنهي الأمر، فتأتي إلى فضيلة المفتي وهو جالس
هكذا، وتسأله: "يا مولانا، أنا عندي الحيض وأريد أن أسافر، فهل يجوز أن أطوف وأنا حائض؟" فيسكت المفتي. انظر إلى وأشاح بوجهه إلى الناحية الأخرى هكذا، كأنني لم أسمع، فتذهب وتفعل وتطوف وهي حائض وهكذا، وبعد أن انتهت أيضاً قلبها لا يطاوعها، فتأتي إلى المفتي مرة أخرى: أنا فعلت وفعلت وفعلت، فيقول لها: نعم، عليكِ ذبح بدنة، نعم عليكِ ذبح بدنة، حتى لا يدعه يقول لها ابتداءً: اذهبي وطوفي وعليكِ ذبح بدنة. فماذا نقول نحن؟ الآن لماذا؟ لأنه درس وليس فتوى.
حتى تعرف أن ما هو مكتوب في الكتب بين قوسين "يا مغفل"، ماذا يعني بين قوسين؟ يعني ليس كل واحد فيكم مغفلاً، بل هم بعض الناس الذين خطر في بالهم أشياء، فتأتي هذه الكلمة "يا مغفل". له هو هي بين قوسين "يا مغفل"، إذن ليس للجميع، أنت لست مغفلاً، أنت جيد وجميل وجيد، ولكن هناك بعضهم هكذا، فإذا كان هذا مما يسكت عنه المفتي، والشباب الذين يسألون عن مواضيع للدراسة، اجعلوا هذا موضوعاً للدراسة، تحصلوا به على الماجستير والدكتوراه. ما الذي يسكت عنه المفتي؟ فالذي يسكت عنه المفتي هذه واحدة منه، لكنه يسكت في أشياء كثيرة، أشياء تتعلق بالمواطن. يعني
حسناً، إذا كانت هذه المرأة عندما طافت وسعت وذبحت، فإنها تنصرف وقد أتمت عمرتها عند الحنابلة وعند السادة الأحناف، وبهذا نفتي. يعني نترك المذهب الشافعي من أجل المسلمين، ونِعم. هل هذا يصح؟ نعم يصح من أجل التيسير على الأمة، ومن ابتلي بشيء من المختلف فيه فليقلد من أجاز من أجل التيسير. نكون ماذا تحت المظلة لأن أبا حنيفة رجل كبير وأحمد رجل كبير والمذهبان هذان معمول بهما ومأخوذ بهما، فلا نضيق على عباد الله حتى لو فعلت في نفسك غير ذلك. وإذا كانت إحداهن مقتدرة
ويمكنها أن تجلس حتى يزول الدم وما إلى ذلك، فهي حرة في أن تفعل ما يناسبها. والنفاس هو الدم الخارج عقب الولادة. إذاً سندخل في موضوع آخر. هذه ثلاث مجلدات وهناك مجلدان آخران لم يؤلفهما سيدنا النووي. وسيدنا النووي يا إخواننا مكث سنتين لا ينام على جنبه، بمعنى أنه عندما يريد أن ينام ينام هكذا وهو جالس. وكان يدرس كل يوم اثني عشر علماً، وشرح صحيح مسلم وهو في العشرين من عمره. ومات وهو في الخامسة والأربعين من عمره، وكان يصوم الدهر
ولم يتزوج. وكانت أمه تصنع له الأقراص فيذهب كل ستين يوماً إلى نوى على بعد ستين كيلومتراً من دمشق ليأخذ هذه القرص ويعود بها ويفطر عليها. وكان عندما يأتي أحد ليسأل عن فضيلة الإمام النووي يقال إنه ركن الشافعية. فكان يدخل ولا يدرك أن هذا هو الإمام النووي. كان الإمام النووي نحيفاً مثل القلم الرصاص، أتعرف القلم الرصاص؟ نعم، وكانت له عمامة هكذا وهيئة ضعيفة جداً. فكان المرء يدخل ثم يسأل الذي بجانبه قائلاً: أين الإمام النووي؟ فيقول له: ها هو. فيذهب إلى الذي بعده غير مصدق أن
النووي الذي ملأ الأرض علمًا والإمام النووي إذا توسلت به إلى ربك استجاب، فاللهم ألحقنا به على الإيمان وكمال الإسلام يا رب. وقبل وفاته وصل إلى القطبانية، أي أصبح هو أفضل شخص في العالم، فرآه رجل في المنام، فجاءه فقال له: "يا قطب"، فقال: "اكتم علي"، وذهب ورد
الودائع، وقال للعلاء العطار. وكان خادماً له من كبار علماء الشافعية العلاء العطار علاء الدين العطار، قال له: "إني ذاهب إلى أهلي بنوى، فرُدَّ هذه الودائع وهذه الأمانات وهذه الكتب ردها للناس". قال: "متى تعود؟" قال: "بعد مائتي عام، بعد مائتين سنة"، يعني لن أعود، لأن تعليق الأمر على غير المعتاد مستحيل عادةً. فهو تكلّم بهذا المجاز بعد مائتي عام، فذهب فمات
عند أبيه وأمه، رضي الله تعالى عنه وأرضاه. ولما زرناه في نوى وجدنا الشجرة تخرج من قلبه، وهي علامة عند أهل الله على علوّ الشأن عند الله سبحانه وتعالى، وهي منصوص عليها في الكتب لكنها نادرة الحدوث، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، لقيتَ خيراً يا نوى، وَوُقِيتَ من ألم النوى، فلقد نشأ بك عالمٌ لله أخلص ما نوى، وعلى علاه وفضله فضلُ الحبوب على النوى. رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ونُكمِل في حلقة أخرى.