المجلس الرابع من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

المجلس الرابع من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة - الغاية والتقريب, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين: فصل، والسواك مستحب، فهو أشد استحباباً عند تغير الفم من أزم وغيره، وعند القيام من النوم، وعند القيام إلى الصلاة،
والنبي صلى الله عليه. وسلم يقول في شأن السواك وكانوا يستعملونه من عود تلاوة كلامه سبحانه وتعالى فيناسبه أن يطهر فمه وأن يطيبه. والأراك شجر ينبت في البادية وعوده على نوعين: أخضر ويابس،
والأخضر له رائحة تشبه رائحة الكستناء. هل تعرفون الكستناء؟ والله يبدو أنكم تعرفون شيئاً عن الكستناء، ها هو أحدكم يعرف، ها هو يقول. لك "مارون جلاسيه" هو فعلاً الكستناء أبو فروة الذي هو "مارون جلاسيه". حسناً، هم يعرفون أبا فروة، مع أنهم لم يروه. لن ترى "مارون جلاسيه" أصلاً، لكننا نتحدث عن أبي فروة أولاً. فالكستناء هو أبو فروة، وأبو فروة هو الذي يسكّرونه ويضعونه في ماء سكر ويصنعون منه "مارون جلاسيه" كيلوغراماً منه. بكم الآن أفضل؟ فرائحة
الكستناء هذه، عندما تُحضر هذا الشيء من الشجرة، تذهب إلى بلجيكا وهولندا فتجد كل الأشجار التي في الشوارع كستناء، لكن ممنوع أكله بسبب التلوث. يعني إن أكلته ستذهب إلى المستشفى مباشرة. عندما تشم رائحته تجدها مثل رائحة السواك الأخضر. حسناً، عندما يجف، تجده قد اشتد وأصبح قوياً هكذا. هو جف يصبح على هيئة بودرة لكنها غير مرئية، وهذه البودرة تعالج الأسنان واللثة وهذه الأشياء. فشجر الأراك هو الذي كان شائعاً وحتى الآن عندما
تذهب للحج أو العمرة تجد أن سواك الأراك هذا هو الموجود. وسيدنا علي يقول إنه دخل على السيدة فاطمة وبعد ذلك وجدها. تستاك لأنه من أجل أن يُحدث السواك أثراً لابد أن تستاك يعني ثلاث أو أربع مرات أو خمس مرات في اليوم، ومن هنا رأى الإمام مالك أن تستاك قبل الوضوء حتى تتمضمض فمك وتُخرج القلح، أي الذي يسمونه البلاك حالياً، القلح الذي هو البلاك، يزيل البلاك من أسنانك وتبصقه أيضاً، وكره مالك أن يكون ذلك قبل الصلاة لأن أهل المدينة لم يفعلوه،
ولكن لما قال النبي عند كل صلاة، حملها بعضهم ومنهم الإمام الشافعي عند الصلاة نفسها، يعني واللغة تحتمل ذلك. الإمام مالك لفعل أهل المدينة قال: لا، هذا عند كل صلاة يعني عند كل وضوء الذي هو شرط الصلاة، لأن هذا من باب إزالة المستقذر (البلاك) هذا يعني فضلات الطعام التي بداخلي، وهي ليست شيئاً محموداً، فهذا من قبيل إزالة المستقذر، والمسجد منزه عنه، منزه عن إزالة المستقذر. هذه وجهة نظره
هكذا. أما الإمام الشافعي فقد أخذها من الناحية اللغوية الموضوعية أنه عند كل صلاة، أي قبل كل صلاة. كل صلاة هكذا يدلك فمه بالسواك، وبعد ذلك قال العلماء والمقصود منه أي مزيل، يعني إذا لم ينفع عود الأراك لأنه غير موجود في بلادنا، ماذا نفعل؟ فكانوا يستعملون بدلاً عنه عود الزيتون، من شجرة الزيتون يُحضرون أيضاً منها العود مثل الذي من
الأراك، فسيدنا علي دخل على السيدة فاطمة فوجدها تتألم. وصفها بالسواك، فعمل البيتين هذين وكأنه يداعبها بهما وقال لها: "ما الأمر يا شيخ مجدي؟" قال: "اللهم صلِّ على سيدنا محمد، فكرنا. أما فزتُ بعود الأراك بثغرها، ما خفتَ يا عود الأراك أراك؟ لو كنت من أهل القتال قتلتك، ما فاز مني يا سواك يا سواك، سواك وأخذ". اغتر عليها
من عود الأراك، انتبه جيداً للكلام لأنه يعجب النساء كثيراً، وهو ما قاله سيدنا علي: "أوفزت يا عود الأراك بثغرها، ما خفت يا عود الأراك أراك، لو كنت من أهل القتال قتلتك، ما فاز مني يا سواك سواك"، فالسواك الأول هو المقصود. ما الذي نتحدث عنه؟ العود والسواك. أما الثاني، أي غيره، فلم أفز به. أنت الذي فزت في هذه المسألة من ورائي. والسواك مستحب، وفرشاة الأسنان أيضاً مستحبة. حتى قال العلماء: ولو بإصبع
خشنة، أي إصبعه التي خَشُنت من العمل ونحوه، فيجوز له أن يشوص فمه. فيكون قد قام بسنة السواك، طبعاً هو ضيَّع على نفسه قليلاً من البودرة والرائحة الطيبة التي في الأراك. وإذا كان يستاك أصلاً بعود الأراك، فيجوز بأي عود من أي شجرة، بل ويجوز بالإصبع إذا كان خشناً حتى يزيل ما في الفم من بقايا ويصح الفم، ولكن بدرجات. أفضل شيء هو الأراك في الوقت الحالي. الأراك عملوا منه معجون أسنان من البودرة التي فيه، التي هي مخفية والتي يحاولون استخراجها
منه. والسواك مستحب وليس واجباً، وفي حديث أن النبي أشفق علينا أن يوجب السواك، يعني كان يتمسك به وظُنّ أنه سيوجبه من شدة تمسكه به. فالسواك له فائدة صحية وله فائدة شرعية. روحية أنك تدخل على ربك بعد التطيب "خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". كم مرة يجب أن نستاك؟ قال: في كل حال، يعني
بسبب ومن غير سبب. أقام من النوم يستاك، ذهب إلى الصلاة يستاك، أمام المياه يستاك. هكذا عشرين ثلاثين مرة. جماعة أطباء الأسنان يقولون. لك أنا أريدك على الأقل خمس مرات في اليوم أن تستعمل السواك هذا، هو فعندما نستعمله خمس مرات أو أكثر، قال في كل حال يكون مستحباً، في كل حال الاستحباب له درجات، يعني هو مستحب جداً جداً جداً أم مستحب جداً جداً أم مستحب جداً أم مستحب، له درجات هكذا، فهذا... من أي درجة يكون مستحباً في كل حال؟ قال:
إلا بعد الزوال للصائم. الزوال الذي يليه أذان الظهر، زالت الشمس عن وسط السماء. السماء هذه نعدها مائة وثمانين درجة، فالشمس عند درجة تسعين تكون عند الاستواء، أصبحت واحداً وتسعين، فقد زالت عن الاستواء، زالت عن درجة تسعين، زالت زالت. هكذا درجة واحدة فقط، ثم نجد الشيخ سيد شلتوت يؤذن للظهر. هل تنتبه كيف؟ لماذا يؤذن للظهر؟ نقول له: يا شيخ سيد، لماذا تؤذن؟ قال: لأن الشمس زالت. زالت؟
وهي موجودة في السماء! كيف زالت؟ قال: زالت عن موضع الاستواء، تركت موضع الاستواء الذي هو درجة تسعين الذي... هو منتصف السماء ونزلت على واحد وتسعين درجة. حسناً، والشمس تبقى في هذه الدرجة كم من الوقت؟ أربع دقائق بالتمام. يعني تبقى أربعة لا... ساعات أربعة وكذا ثانية، ساعات أربعة وكذا، الذي هو أقل من كذا ثانية. هذا طبقاً للصيف والشتاء لأن ميل الأرض هو سبب هذه الظاهرة. حسناً، هي الآن أصبحت في واحد. وتسعين، وأذَّن الظهر، فيكون بعد الزوال أم لا؟ على الفور بمجرد أن يؤذَّن للظهر نكون بعد الزوال، لأنه يؤذن عند الزوال نفسه. حسناً، ولماذا
تحديداً بعد الزوال؟ قال: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لخلوف فم الصائم أحب عند الله من ريح المسك". خلوف يعني ماذا؟ رائحة كريهة. هكذا يعني تقول: "يا إلهي، أنا يجب أن أغسل أسناني"، أو تفعل هكذا. قم يا سيدنا لأنك لا تتقزز وتجعل نفسك ولداً لطيفاً هكذا فارغاً أصلاً. إنه تخشن فإن النعمة لا تدوم، قم! أقول لك: على فكرة، الذي أنت تشمه هذا وتقول إنه سيئ، هو أحب عند الله من ريح المسك. فالإمام... قال الشافعي: "يكون من الحماقة أن نتخلى عن
الشيء الذي يحبه الله تعالى. وخلوف فم الصائم يظهر بعد الزوال، فعندما تستيقظ من النوم لا يكون الخلوف واضحاً، لكن بعد طول الصيام ست ساعات - فالفجر الآن في الثالثة، وهذا يعني تسع ساعات وأنت لا تأكل - يبدأ الخلوف في الظهور". فقال... حسناً، فقد ظهر الخلوف الذي هو أحبّ عند الله من ريح المسك. هل أزيله؟ وانتبه، إنه للصائم يكون مستحباً فقط قبل الزوال، أما بعد الزوال فليس مستحباً، لكنه أمر عادي. وإذا قال أحدهم: "لا، أنا لا شأن لي بخلوف أو غير خلوف"، فأنتم تتكلمون كلاماً...
أيصلح لعقلك ماذا ستفعل معه؟ قال: سأستاك. وأنا قلت: الاستياك لا يحدث به شيء، ولكن في الفقه عدم الاستياك هو المستحب في هذا الوقت لكي نحافظ على خلوف فم الصائم. وليست حكاية يعني لا نجلس نتخاصم معه: ألازم؟ لا، دعه يفعل قدره هكذا، الله لم يرد أن يكتب له. هذه الثوابت مهمة للعقل، فلا يمكن ترك كل شخص على هواه وعقله ليعيش حياته. من المهم أن تعرف الصواب صواباً والخطأ خطأً. والسواك مستحب في
كل حال إلا بعد الزوال للصائم، وهو في ثلاثة مواضع أشد استحباباً، أي استحباباً شديداً جداً، وذلك عند تغير الفم. من المزعج والغريب أن يجلس أحدهم صامتاً هكذا، وهذا أمر غريب في عصرنا الحاضر، لأنه يقول لك: أنا أريد أن أتحدث، أي ثرثرة، أي لغواً. فهو جالس صامت، لكنه ليس صامتاً لأنه صامت، بل صامت لأنه جالس يكتب على الفيسبوك وغيره، وتويتر وغيره، جالس يثرثر فقط. كلام لا أصل له ولا فصل. الكلام الليلة أفضل، أما من يتكلم
فالصامت لا يتحدث، فيتغير فمه، فيصبح هذا هو الإلزام الملزم، يشبه الأزمة. الأزمة تعني شيئاً مغلقاً، وهو مغلق فمه فتكون أزمة. وكيفية حلها؟ بأزمة. لا تصنعي لي أزمة، أي لا تصنع شيئاً مغلقاً هكذا لا يُفَكّ. وعند القيام من... النومُ أيضاً، المرءُ عندما يستيقظُ من النوم، يجدُ تغيُّراً عنده. وعند القيامِ إلى الصلاة - وهذا ما ذكرناه - أنّ كلمة "عند" تأتي للزمانِ وتأتي للمكانِ وتأتي للمُلْكِ
وتأتي للمذهب. تقولُ: عند الشافعيةِ، أي في مذهبِ الشافعية. ورأيتُكَ عند المسجدِ، أي هذا مكانٌ. وعندَ طلوعِ الشمسِ، أي هذا زمان. لدي مصحف يكون ملكاً، فتكون هذه الأربعة تحفظها، والسيوطي في الاغتراب ذكر ثمانية، هل انتبهت؟ لكن احفظ أنت الأربعة فيكون جيداً. تُستعمل "عند" للزمان والمكان والمذهب والملك، فيقال هنا: "عند الصلاة"، أي عند وقت الصلاة أو عند مكان الصلاة. عند وقت الصلاة يكون ملكاً مباشرة، عند مكان الصلاة. يبقى
شافعي، ها هي يا سيدي حكاية. والسواك فصل، وفروض الوضوء ستة أشياء. يعلمنا بداية الحكاية: الوضوء لكي نذهب للصلاة، فتكون أهم شيء هو معرفة أركان الوضوء. وعبّر عن الأركان بالفروض. ما هو الركن؟ هو جزء الشيء الداخل في حقيقته المحقق لهويته. جزء الشيء: غسل الوجه، جزء الشيء: غسل اليد، جزء الشيء: مسح. الرأس جزء من الشيء، والجزء من
الوضوء داخل وليس خارجاً. إنه داخل، أي من مكوناته. في داخله يعني المحقق لهويته. ما معنى هوية؟ هل هو في الخارج في الدنيا هكذا، أم هو في الذهن؟ هو في الذهن وهو في الخارج، فيكون هو هو اثنان. إياك أن تنطقها هو هو هو هو، لا، فنحن قد رأينا. العَجَبُ العُجابُ هو كيف أنَّ اللهَ هو هو، يعني هو في الذهنِ وهو في الخارجِ. إذًا هو في الخارجِ وهو في الذهنِ، فيكون هناك تطابقٌ بينهما مثل بعضهما، مثل المرآة. عندما تقف أمامَ المرآةِ، مَن الذي أمامَك؟ أنت. ومَن
الذي في المرآةِ؟ أنت. ومَن الذي خارجَ المرآةِ؟ أنت. إذًا هو هو. لا تنظر إلى المرآة لتجد شخصاً آخر، بل تنظر في المرآة لتجد هو هو، هو الذي بالخارج هو الذي بالداخل. حسناً، فلماذا لديه هوية؟ قل معي: "الهوية"، لا تقل: "الهوية". من أين جاءت كلمة "الهوية"؟ من "هو هو"، إذاً أخونا هو تماماً، واستخرجنا الهوية. أي هوية؟ هوية "هو هو"، جاءت من "هو". هو إنما عندما تقولوا الكلام الفارغ هكذا، لن يصدقنا أحد. الغريب في عصرنا أصبح أن الجميع يصدقوننا.
هذا هو الغريب الذي نعيش فيه. حتى تعرفوا مدى معاناة العلماء وهم صامتون، يعانون الهوية. "هُوية" بالضم وليست بالفتح، يعني "جت"، يعني الاستهانة. لا، هذه أشياء سهلة. لا تقل "هَوية"، قل "هُوية". أنا استخرجت الهوية التي هي البطاقة، يعني أنت معك هوية أم ليست معك، أي البطاقة. أخرج هويتك، تضمها هكذا، فيصبح جيداً. أما هوية الله، يعني عندما أقول لك أخرج الهوية، قل له: هو هو، هو الذي طلب هكذا، طلب هوية، فيكون هو هو مباشرة. حسناً، يكون ركناً.
ما هو الشيء؟ هو جزء الشيء، فتكون الركعة جزءًا من الصلاة. وماذا عن الوضوء؟ لا، ليس جزءًا من الصلاة، إنه شرط، إنه خارج الصلاة. بما أنه خارج الصلاة فليس ركنًا. إذن ما هو الركن؟ إنه داخل الشيء، جزء من الشيء الداخل في حقيقته. الركعة من حقيقة الصلاة أليس كذلك؟ حقيقة الصلاة المحقق لهويتها عندما يقول لك الشيخ أن تصلي. كيف أصبحت الصلاة في ذهنك؟ نقوم فنقرأ الفاتحة ونرفع ونسجد ونعمل، ونقوم. هويتها في العقل، فلتجعلها في الخارج كي تصبح مطابقة لما علمته لك وجعلته في ذهنك. ما تعلمته داخلياً، اجعله في الواقع الخارجي فتصبح هوية، أي الجزء
الذي يدخل في حقيقة الشيء ويحقق هويته. وفروض الوضوء ستة أشياء. أي أن الأركان لا تصح الوضوء بدونها، فإذا لم تقم بهذه الأركان الستة فلا يكون هناك وضوء. شخص ذهب وصلى بدون وضوء، فقلت له: يجب الوضوء للصلاة، لا تصح الصلاة بدونه. فقال لي: لقد صليت بدون وضوء وصحت الصلاة. إنه يريد شيئاً يقيده حيث أنه غير متوضئ. كان من الممكن هكذا أن يجعل الله ذلك. أمام من ليس متوضئاً ولا يعرف أن يقول الله أكبر، لا، هذا
شرط صحة. يعلم أن القبلة هكذا، فذهب يصلي هكذا وهو يعلم أنه لا توجد طهارة للمكان، ولا توجد طهارة للبدن، ولا توجد طهارة للثياب. كل هذا من شروط الصلاة أو من شروط صحة الصلاة. تصبح الآن فرائض الوضوء أو أركانه ستة أشياء. وكلمة "أشياء" هذه جمع ماذا؟ فقال لك هي جمع شيء. وما هو الشيء؟ نعم، فعل. تقول فعل يا أخي؟ لا تُعقد الأمور علينا يا أخي. أنا ساكت ولا أتدخل في شؤونك. هل تراني فعلاً؟ حسناً، ما رأيك؟ إنه ليس فعلاً. هههه
الشيء عند الأشاعرة يُطلق على الموجود سواء كان واجباً أو ممكناً. إذاً الشيء هو الموجود. حسناً، ألا إن الله موجود؟ قال: نعم، يُطلق عليه شيء. قل: أي شيء أكبر شهادة؟ قل: الله. إذاً، يُطلق عليه شيء أم لا؟ القرآن قال هكذا. فماذا فعل؟ لا، هذا أنت في ورطة. انظر، السكوت أحياناً يكون سِتراً. دائماً نسكت عمّا عرفناه. نسكت لله. هذا يتبرّع. الشيء فعل...
فعل ماذا؟ والجبائية والله ليس يعني... أنا أعني أريد أن أقرش ملحتك. لا، هي مقروشة جاهزة، لا أشك فيها. أنا جئت، فإذا الشيء هو الموجود هذا عند الأشاعرة، هكذا عكسَتْنا جماعة المعتزلة. قالوا الشيء... هو الممكن شيء، هو الممكن. قلنا لهم يعني لا يصح أن نقول على ربنا شيئاً، قالوا: لا، لا يصح. وأنكروا السياقة القرآنية أو أوّلوه. الممكن منه موجود ومنه معدوم، يبقى هم عندهم العدم شيء. العدم شيء هذا عند المعتزلة أحياناً. نحن - أهل السنة
- تضيق العبارة معنا مع الفلاسفة ونحن نناقشهم. قم لنأخذ هذا المذهب ونستعير من أبناء عمومتنا المعتزلة. نحن لا نحبهم لكننا أحياناً نستعير منهم بعض الأشياء. لماذا؟ لكي نقرضها للفلاسفة لعلنا نحرز معهم هدفاً بأن العدم شيء. ما حكاية الفلاسفة؟ الفلاسفة يقولون يا إخواننا إن هذا العالم قديم، قديم، قديم. ماذا يعني ذلك؟ يعني... كان مع ربنا، يعني ربنا لا أول له، والعالم هذا لا أول له. قالوا: نعم، لا أول له. ومع ربنا، يعني كان ربنا والعالم، أي أن هناك
شريكاً لربنا الذي هو هذا العالم، هذا الفاني. قالوا: لم يحدث شيء. فقلنا لهم: ما الذي جعلكم تقولون هذا الكلام الفارغ؟ قال لأن ربنا وحده قلنا له، نعم كان الله ولم يكن شيء بعد، نعم كان وحده. قال أصدر الأمر إلى ماذا؟ عندما أصدر الأمر هكذا، لا بد أن هناك شيئاً يصدر له الأمر. عقلي لا يستوعب هذا. أصدروا للعدم "كن فيكون". قالوا: حسناً، هذا عدم، فهل كان ربنا يصدر الأمر؟ هكذا وصاعداً للعدم، الأمر لن يجد شيئاً فلن يتنفس.
قلنا لهم: أنتم لا تنتبهون إلى أن العدم شيء، الذي هو كلام المعتزلة: العدم شيء توجه إليه الأمر فأطاع، توجه إليه الأمر الإلهي "كن" فكان. هذه هي القصة، فلم يعرفوا كيف يردون. قال: الله! العدم شيء؟ جديدة هذه! العدم شيء؟ نعم، شيء. توجه إليه الأمر الإلهي بكن فكان وأصبح سماوات وأرض وإنسان وحيوان ونبات. الكون هذا كله يصبح هذا إشكال تُحل به الكل والذي في ذهن الفيلسوف الذي يرى أن العدم ليس
شيئاً، فإذا توجه إليه الكلام توجه إلى غير ذي موضوع فلا يكون ولا يتم، فنأتي قائلين لكي نهدئ باله وربنا. يُصلِح حالَه نقول له ماذا؟ قال عدمُ شيء وانتهت الحكاية. هذه هي الحكاية. إذن، الشيء عندنا في الأشاعرة يُطلق على الموجود سواء كان واجباً أو ماذا أو ممكناً، وعند المعتزلة يُطلق على الممكن سواء كان موجوداً أو معدوماً. أرأيت كيف أن الحكاية أكبر منك؟ ماذا فعلت؟ تقول هذا أنت فعّال. حسناً، "شيء" تجمع.
على أي شيء تُوزن كلمة "أشياء"؟ إنها ستة أشياء، أي ست قطع، بمعنى ست موجودات. كيف نزن كلمة "أشياء"؟ فاختلفوا فيها، اختلفوا في وزن كلمة "أشياء". فالكسائي قال: "يا جماعة"، وهو إمام أهل الكوفة: "أنا من رأيي أنها على وزن أفعال، كلمة أشياء على وزن أفعال، فهي واضحة سهلة". البصريون كانوا يعارضون الكوفيين، يقولون لهم يمين، فيقولون لهم شمال. شمال يقول لك يمين
هكذا هو لأجل أن نجلس في هذه الحكاية فقال أشياء تُوزن على ماذا يا أولاد؟ أفعال سهلة. جاء سيدنا يحيى الفراء وقال: "لا، أنا يبدو لي أنها أفعاء وليست أفعالاً، أفعاء واللام الخاصة بها محذوفة ومكانها الهمزة هذه جاءت مكان اللام أفعاء". سيبقى وجه، قال لهم: "والله". لا أنتَ ولا هو فاهمان شيئاً. بصري صار من البصر. قلنا له: حسناً يا سيدنا سيبويه، هل هذا نوع؟ قال: نعم، وما غير ذلك؟ هذه مسألة مهمة جداً. قلنا له:
الناس أصلاً لا يفهمون معنى الوزن. فقال: هذه مسألة مهمة جداً، فانظر إلى الفرق بين النابتة وما. بين هؤلاء الناس الذين خدموا القرآن لكن على هذا المستوى، هذه هي الحكاية. الحكاية أن هؤلاء أخذوا الهرم مقلوباً، لكن العلماء أخذوه معتدلاً. هذه هي الحكاية والرواية. يقول لك ما سبب داعش وأمثالها والإخوان؟ إخوان ماذا؟ هذا تورط الله في برسيمه. في وزن أشياء عند القوم أقوال، قال الكسائي إن الوزن أفعال. وقال يحيى بحذف اللام فهي إذاً أفعاء وزناً وفي القولين إشكال وسيبويه
يقول القلب صيرها الفعاء فافهم فهذا تحصيل ما قال. الله هو أنت كتبت هذا الكلام، حسناً، اكتب الذي يكتب يكتب والذي لا يكتب دعه هكذا كما هو، سينسى في وزن أشياء عند القوم الذين هم العلماء الذين. يتركونهم جالسين ليلاً ونهاراً وقالوا ماذا قالوا؟ ولحوم العلماء مسمومة والعادة في منتقصيهم معلومة، خذلان وهزيمة بعد هزيمة وبلاء شديد يصيبهم، لا قوة
إلا بالله. في وزن أشياء عند القوم أقواله، قال الكسائي إن الوزن أفعاله، وقال يحيى بحذف اللام فهي إذاً أفعاء وزناً، وفي القولين إشكال وسيبويه. يقول القلب سيرها كالأفعى، وهذا يحصل. ما قال لأجل أن يحصل
هذا الكلام تجلس لك سنتين أو ثلاثة تبحث عنه هنا وهناك وهناك وهناك. فعندما فعلوها هكذا، يصبح معك المفتاح، وتكون جالساً هكذا وتعرف رأسك من قدميك. إليك العلماء وفرائض الوضوء ستة أشياء، فلم يتركوها هكذا بل يقولون لنا الكلام. الذي أقوله لكم هذا لكي يترسخ في ذهنك وتعلم أن هذه الأشياء فيها خلاف في الوزن، وهذا يدلنا على أن الصرف يمكن أن يختلف في الوزن، فهذا يقول شيئاً والعالم الآخر يقول شيئاً آخر، ثم نأتي بالطالب ونحن نمتحنه ونقول له: قال الكسائي
إن الوزن أفعال، وقال يحيى بحذف اللام. فهي إذاً أفعال وزناً وفي القولين إشكال. ما الإشكال الذي في القولين؟ هيا يا مولانا. ماذا تفعلون الآن؟ هل يوجد أحد يعرف الإشكال الذي في القولين أم لا يوجد؟ سيأخذ مائة جنيه. يعرفه. إنه يريد أن يأخذها دون أن يعرف. لا، هذا غير ممكن. لقد طلبت آخر زمن. تمام. نعم، أنا أقول. ها هو يقول: وفي القولين إشكال، وتنقلني المسألة ثانيةً. هذا يُسمى الشغب، نقل الموضوع من أركان الشغب. فحضرتك تشغب عليّ الآن.
أنا أقول لك: ما الإشكال الذي في القولين؟ نعم، لست مُطالباً مع كل موضوع من الصفحة الأولى في الأفعال، والثانية في الحذف. ها، مهموز! أنا أعرف ذلك. أن أنا مهموز، كل واحد يجمع نفسه إذا لم يكن يعرف، فليقل ويأخذ المائة جنيه، وما دام لا أحد عرف فستكون مائتي جنيه. الإشكال الأول ماذا عن الكسائي عندما قال إن
الأشياء أفعال، فتقول إن أفعالًا ليست ممنوعة من الصرف، و"أشياء" ممنوعة. "لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم". كل الروايات في العشر قراءات منصوبة، فتكون ممنوعة من الصرف. "أفعال"، "أفيال"، أهي مصروفة؟ أهي "أفعال" فتكون مصروفة؟ فأنت يا من وزنتها على "أفعال"، لم تنتبه أن هذه الكلمة ممنوعة من الصرف بنص القرآن. إذا كانت ممنوعة من الصرف، فلماذا وزنتها على وزن مصروف يتصرف؟ "أفيال"، "أقيال"، لماذا تكون؟ لا يصح أن يكون هذا رقم واحد، وهذا ما أجاب
به السيد المفطر. أخذتها من فمه وأعدت تدويرها. أين الإشكال في المائة جنيه أو المائتين جنيه، واللذين أصبحا الآن ثلاثمائة جنيه على الاثنين؟ كلام الكسائي وكلام يحيى، فأولاً الكسائي مخطئ لأنه أورد لنا وزن أفيال. أقوال وأفعال مصروفة وأشياء غير مصروفة، مَن لا، لكنها غير مصروفة. صورة المائدة "لا تسألوا عن أشياء إن تبدَ لكم تسؤكم"، فتبقى إذاً هي ممنوعة من الصرف. وأفعال وأقوال وأعيال غير ممنوعة من الصرف، يعني لا تصلح الثانية. هذا خاص بسيبويه الذي
ليس لها حل. إنما أفعاء بقي قال لأن أشياء تُجمع على أشاوي، اجمع لي أشياء هكذا جمع الجمع، فتُجمع على ماذا؟ أشاوي. طيب، وأفعاء تُجمع على أفاعي أم على أفاعو أم ماذا؟ لن تُجمع. إذن واحدة لأجل الصرف وواحدة لأجل الجمع، فهذه غير مناسبة لتلك، والأفعاء سالمة من الأمرين لأنها على وزن. صحراءُ بلاءٍ التي أنا فيها الآن بلاءٌ يعني الألف الممدودة، فإذاً تبقى منتبهاً، لا تقرأ وتحفظ وأنت
غير منتبه. لا، في وزن الأشياء عند القوم أقوال: قال الكسائي إن الوزن "أفعال" غلط لأن الصرف يأباها، وقال يحيى بحذف اللام فهي إذاً "أفعاء" وزناً، وفي القولين إشكال لأنها تجمع. على أشاوي وهذه لا تجمع عليها، وسيبويه يقول القلب سيرها لفعاء وذا تحصيل ما قال، يعني لن تجد إلا هكذا، يلف ويدور ويفعل هكذا، هم الثلاثة هؤلاء، هل انتبهت؟ فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، الحمد لله رب العالمين. الستة ماذا هم؟ سيكون هذا في الدرس القادم لأن الأشياء أخذت. منا أشياء نعم