المجلس الرابع والعشرون من شرح متن الغاية والتقريب | أ د علي جمعة

المجلس الرابع والعشرون من شرح متن الغاية والتقريب | أ د علي جمعة - الغاية والتقريب, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين وهيئاتها أي هيئات الصلاة فالصلاة على ثلاثة أنحاء أركان لا تصح إلا بها وعددها مع تكرار الاطمئنان ثمانية عشر وسنن وهما أمران القنوت في الفجر وفي نصف رمضان الأخير والتشهد الأوسط فيما هو أعلى
من ركعتين سواء في الحضر أو السفر، لأن السفر تصبح فيه الصلاة الرباعية ثنائية، فهذه السنن لو نسيت تركناها وسجدنا للسهو سجدتين قبل السلام بدون تحيات. وهنا الهيئات، والهيئات إذا نسيت أو لم تفعل فلا شيء فيها، منها التكبير ومنها رفع اليدين عنده ومنها وضع اليدين اليمنى على اليسرى أثناء القيام ومن التسبيح
في الركوع وفي السجود ومنها سورة التي بعد الفاتحة ومنها آمين ومنها دعاء الاستفتاح كل ذلك من الهيئات وهيئاتها خمس عشرة خصلة رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام يبقى تكبيرة الإحرام ركن لكن رفع اليدين هيئة عند ولذلك في بعض المذاهب كمذهب ابن إباض لا يرفعون أيديهم، أي يقول "الله أكبر" وهو هكذا، لا توجد أيدٍ تُرفع ولا شيء. لا تُجرى هيئة ليس فيها إعادة ولا بطلان، وهيئاتها خمس عشرة خصلة: رفع اليدين عند تكبيرة
الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، ووضع اليمين على الشمال، والتوجه، والاستعاذة. التوجه الذي هو دعاء الاستفتاح "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض" لأنك تقول فيه وجهت وجهي، والاستعاذة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، "بسم الله الرحمن الرحيم" من الفاتحة، ولا تجوز الصلاة عند الشافعية إلا بها. الإمام الذي لدينا اليوم كان حنفياً فقال "الحمد لله رب العالمين" بالرغم من أنه كوفي والكوفيين كلهم. البسملة جزء من الفاتحة. ألا تعلم كيف يحل هذا الإشكال؟ نعم، لأنه درس
المذهب الحنفي في الأزهر، والحنفية يبدؤون بالحمد لله. وأنتم حنفية، ألا تسيرون مع الشافعية؟ من يترك الشافعية يتعب. التلفيق فيه نظر. كيف يعني؟ أبو حنيفة أبطل الصلاة عندما تقول... بسم الله الرحمن الرحيم، ما هو لم يُبطل الصلاة، فكان ينبغي أن يراعي هذا الأمر. هو المسجد الذي يقرأ فيه ويتبع المذهب الشافعي. أنا شافعي ما حييت، فإن مت ففي وصيتي للناس أن يتبعوا المذهب الشافعي. نعم هو حنفي، ولكن عندما يأتي إلينا يقول بسم الله الرحمن الرحيم، وهو قارئ وبالعشرة هذا إمام. الأئمة يعني هذا تلميذ الشيخ عبد الحكيم، يعني هو إليه الملجأ والملاذ في القراءات. إلى من
سنذهب إذن؟ هو هذا، نعم، ولكن لا يخرجوا علينا، نحن يجب أن يكون شافعياً معنا أيضاً. نعم، قارئ، قارئ على نفسه أستاذ كبير، يعني ليس بسيطاً، لكن أيضاً العين لا تتعدى على الحاجب. يعني لا تتعال ولا يصح أن تفعل ذلك، نعم لأنني أكبر منه بنحو عشر سنوات، نعم فلا بد من أن هو ماذا؟ يستحي تماماً. وعند الركوع وعند الرفع منه يكبّر أيضاً، ووضع يده اليمنى على الشمال، وضع اليمين على الشمال أثناء
القيام الذي هو أصل القيام الأول. الرفع من الركوع ليس فيه ذلك. وضع اليمين على الشمال عند جماهير الأمة، وبعد ذلك فجأة وجدنا رواية في كتاب الإنصاف للمرداوي عند الحنابلة، وهي رواية ضعيفة، أن الإمام أحمد أجاز أنك عندما تقول: "سمع الله لمن حمده"، تقوم بوضع اليمين على الشمال مرة ثانية. وهذه الرواية لم أفهمها يا سيدي الإمام، فكيف ذلك؟ ذهبنا إلى الجماعة المختصين بالأصول وسألناهم: ما معنى هذا؟ وكيف يكون ذلك؟ يعني فهمها هذه الأمة كلها بما فيها أحمد، بما فيها سيدنا الإمام أحمد نفسه في الرواية الصحيحة. نضع
أيدينا إرسالاً هكذا "سمع الله لمن حمده" ونضع أيدينا بجانبنا. مالكي، شافعي، حنفي، أوزاعي، أي جعفري، بدأ كله. لكن في رواية في صفحة هكذا في الإنصاف للمرداوي يقول فيها: لما تقول سمع. سمع الله لمن حمده تأتي مرجع يدك ثانية، قالوا لنا هذا الفرق بين العموم والخصوص والإطلاق والتقييد. جماعة أهل الأصول يقولون إن ما الذي يجعل أحداً، لأن الرواية ضعيفة، لكن شخص مثل المرداوي يعرف ما الذي يجعله يخطر في باله أنه يقول،
وعندما نرفع أيضاً كان يضع يمناه على. يسراه وهو قائم في الصلاة، هذا من قبيل العموم أم من قبيل المطلق؟ اتبع أن هذا من قبيل العموم، فيكون طالما أنت قائم تضع، قائم تضع، قائم تضع، أي عام. لكن لو كان من قبيل المطلق، لا، المطلق نكرة شائع في جنسه، فيجوز أي فرد من. الأفراد يكون هنا أنني
وضعت يدي اليمنى على اليسرى وأنا واقف، خلاص فعلت ما عليك، هل انتبهت؟ يكون هذا كان يضع يده اليمنى على اليسرى وهو قائم في الصلاة. قائم هذه عامة أم مطلقة؟ فالأئمة فهموا أنها مطلقة، ولذلك لم يضعوا أيديهم في كل وقفة، والشخص هذا الذي أحضر لنا. الأمر الغريب العجيب هذا فهمه أنها عام، فنقول له: يا أخانا، يبدو والله أعلم أنك لست تعرف الفرق بين العام والمطلق. نعم، عندما لا أعرف الفرق بين العام والمطلق، أقع في هذا الموضع وأظن
أن كلمة "قائم" وهو "قائم" أنها عام، في حين أنها ماذا؟ مطلق، حسناً، هذا ما حدث، إخواننا شرق البحر الأحمر، المتوسط بيننا وبينهم، وكل هذا هو، وبعد ذلك كلمتُهم وقلت لهم: "يا جماعة، لماذا تفعلون هكذا؟" قالوا: "أتريدنا أن نصلي مثل الناس؟ كل الناس هكذا، يجب أن نتميز". قلت لهم: "أنا أريدكم أن تصلوا مثل الناس مع المسلمين هكذا". لماذا كلما ترفعون أيديكم تحركونها هكذا؟ حتى صارت علامة كأنها سمة مميزة، فنحن إذاً نسير
وراء جماهير الأمة استناداً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذّ شذّ في النار". شأنه هو الآن مع ربنا، ليس لنا شأن به. هذه هي القصة، وهل لذلك من آثار؟ مَن علِم أن تقول له مِن قبيل المطلق ليس مِن قبيل العام، وتحرك يدك هكذا مثلما قال لنا مشايخنا وعلمونا، ولا بد أن نبرة الكلمة تخرج هكذا: مِن قبيل المطلق ليس مِن قبيل العام. يعني أنا متضايق مِن أي شيء؟ مِن هؤلاء الجهلة، لأنه لا يفرق بين هذا وذاك، بين العام وبين... المطلق فهمتموها كيف؟ هذه معرفة علماء
كبار جداً. حسناً، والتوجه الذي هو دعاء الاستفتاح والاستعاذة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" امتثالاً للكتاب "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم"، والجهر في موضعه وأنت تصلي الركعتين الأوليين اللذين لا يوجد إلا هما في الفجر أو الركعتين اللذين في المغرب أو الركعتين الأوليين اللتين هما في العشاء، قُم بالقراءة بصوت عالٍ بعض الشيء مُسمِعًا نفسك ومن خلفك، سواء كنت منفردًا أو غير منفرد. الجهر في موضعه والإسرار في موضعه. صلاة
الظهر والعصر والركعتان اللتان هما بعد ذلك، والركعة والركعتان اللتان بعد ذلك أيضًا، كل ذلك يكون سريًا، وكذلك هيئة التأمين. أن تقول آمين وأمين، ماذا يسمونها في النحو؟ ماذا يسمونها في النحو؟ لا شيء، كان الله بالسر عليم. نعم، آمين اسم فعل أمر، آمين تعني اللهم استجب. وقراءة السورة بعد الفاتحة أيضاً من الهيئات، بعض المذاهب قالوا: لا، هذه سنة، إذا نسيتها تسجد، وكذلك
التكبيرات عند الرفع والخفض. وقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد عند الرفع من الركوع والتسبيح في الركوع والسجود ماذا يعني؟ يعني لو ركعت وأنت ساكت، ركعت وسكت، ليس هناك شيء، تركت هيئة، ضيعت على نفسك ثوابًا، نعم فعلت شيئًا هكذا يعني كأنك زاهد في الخير، نعم، لكن الصلاة صحيحة لأن المطلوب ركنًا. هو الركوع هيئة الركوع، أما التسبيح فيها فهذه هيئة السجود، أما التسبيح فيه فهذه هيئة شخص مهموم. يا عيني سجد
وجلس يفكر في همه ونسي أن يسبح، لا يحدث شيء، صلاته صحيحة لأنه أتى بالركن الذي هو السجود. والأشياء التي نقولها في السجود هذه هيئة، ووضع اليدين على الفخذين في... الجلوس عندما نجلس بين السجدتين أو في التشهد الأوسط أو الأخير ثم نضع أيدينا على الفخذين، لأنه من الممكن أن يضع أحدهم يده هكذا، أي يكون جالساً ومستنداً على الأرض، فيكون بذلك قد ترك هيئة صلاته الصحيحة. لماذا تفعل هكذا؟ قال: والله
لدي انزلاق غضروفي ولا أستطيع الحركة، ألدي انزلاق غضروفي فعلاً؟ قال: لا. يعني أنت خائف أن يأتيني ديسك؟ لا، يعني في الأصل قلت ليس فيها شيء. أتنتبه للمشكلة؟ صلاته صحيحة بالرغم من أنه أتى بهيئة غريبة بعض الشيء لسنا معتادين عليها، وهي أنه يضع يديه ويستند بهما على الأرض التي أمامه. فأنت تقول: هل هو متهيئ للقيام أم أنه أنهى الصلاة أم ماذا؟ لكن ليست هي التي نريد أن نبحث فيها. ما نريد أن نبحث فيه هو هل هذه الحركة تُبطل صلاته أم لا. عندما لا تُبطل صلاته، إنما تُضيّع عليه ثواب الهيئة، وهي وضع اليدين على
الفخذين. هذه الهيئة في ذاتها فيها ثواب وفيها جزاء ضيّعه حضرته بهذه الحركة، أو وضع يده هكذا في وسطه. هكذا أيضاً سيكون غريباً عجيباً أو عمل أي شيء وهو في التحيات فذهب وجعل يده هكذا، هي لا تُبطل صلاته ولكن ضيّع على نفسه ثواب الالتزام والاتباع والهيئة. وبذلك نكون هنا نفعل ماذا؟ نرتب عقولنا: ما الذي يُبطل الصلاة وما الذي لا يُبطلها، وما هو شكلها وما هي أقسامها. أركان وسنن وهيئات، وماذا نفعل لو حدث كذا؟ هذا ما نتعلمه في الفقه، ليس أننا دائماً اليوم
ستضع يدك هكذا وتقول: "الشيخ قال كذا". أنا أُفهمك الترتيبات الإدارية الخاصة بالصلاة، وماذا يقول الفقه، وأين الركن وأين السنة وأين الهيئة وأين الذي... له ثواب وأين سنفعل ماذا إذا نسينا أو وهكذا، لست أقول لك افعل هكذا، لا، إنما إذا حدث هكذا أمامك، قلت له هكذا: ضيعت على نفسك ثواباً، لا تقل له صلاتك باطلة. هذا هو الفرق بين الذي يعرف والذي لا يعرف. ووضع اليدين على الفخذين في الجلوس يبسط اليسرى
ويقبض اليمنى، اليسرى. يبسطها هكذا على فخذه واليمنى يقبضها على هيئة ثلاث وخمسين، ثلاث وخمسين. ما هذه الهيئة؟ هذه الهيئة تسمى العد بالأصابع، وكانت منتشرة بين التجار في قديم الجاهلية. أريد أن أبيع لك هذا الشيء برقم معين، بمائة مثلاً، واحدة يعني... يعني مائة واحدة، أو بدينار، فأقوم بعمل هذا وآتي. أُسلِّم عليك، فأنت تضع يدك هكذا. هل تعرف ماذا أقول؟ دينار. أنا لا أريد الناس أن تسمع لأنك عرضتها باثنين دينار.
لقد فعلت هكذا وذهبت لأسلّم عليك. العقد بالأصابع يُسمى هكذا: عدَدٌ هكذا يكون اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة. فهذه الهيئة التي كان سيدنا يفعلها اسمها ثلاثة وخمسين، هذا اسمها. ثلاثة خمسين وهذه العقد بالأصابع ألّف فيها المؤلفون ووصلوا بها إلى الآلاف، يعني هناك طريقة تُستخدم بالأصابع هكذا إلى الآلاف. وكان الغرض منها أنني كتاجر أمسك يديك، فأفهم من خلال الإشارة هكذا أنك تريد هذه السلعة بكذا، فأوافق أو لا أوافق، وأقول لك حسناً، اجعلها بكذا، ثم أرد عليك. فيها اختراع اخترعه التجار كي
يجعله هكذا، فلما ورد في الحديث فقبض يديه على هيئة ثلاثة وخمسين، العلماء لم يتركوها. قال الله ماذا تعني ثلاثة وخمسين؟ فبحثوا فيها وعرفوا أنها العقد بالأصابع، فذهبوا مؤلفين فيها بعض الكتب. نحن ذهبنا وأحضرنا الكتب وقرأناها لكي نصبح علماء ونأتي لنتعالى عليكم. هذا هو. الحكاية لكن في النهاية هذا علم وله علماء، ماذا سنفعل؟ إلا المسبحة التي سموها مسبحة لماذا؟ لأننا نرفعها عند الشهادتين. يقول الإمام صاحب التهذيب، ما
اسمه صاحب التهذيب؟ لا، ليس البغوي، التهذيب الذي شرحه النووي يا أخي. أبو إسحاق الشيرازي المهذب، فيقول أبو إسحاق الشيرازي في... وصف للتحيات كما وردت عن سيدنا صلى الله عليه وسلم إنك ترفع المسبحة أي ثلاثة وخمسين ها ترفع المسبحة عند النطق بلفظ الجلالة من كلمة التوحيد يقولون أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله
فترتفع مع ماذا مع لفظ الجلالة فيكون من الجزء الأول اشهدوا لا يرفعها بعد إلا إله، بعد إلا، بعد الله، ويأتي رافعها هكذا، يعني هم منتبهون أن كل هذا الكلام نُقل بالتواتر، والآخرون غير منتبهين أن هذا على ما اقتضاه العمل. ما معنى العمل؟ يعني متواتر عن متواتر عن متواتر، فيقول لك فقط إلا الله، هذه فقط لم تَرِد. كيف لم ترد وقد وردت بآلاف المرات التي ورد فيها نص لأنها واردة ما
الأبناء عن الآباء الأبناء عن الآباء إلى منتهاه صلى الله عليه وسلم رأوه وهو يفعل إلا الله ويفعل هكذا فذهبوا ناقلينها لمن بعدهم وجرى العمل عليها حتى اليوم أبو إسحاق الشيرازي يبين هذه النقطة لأنه استفاض فيها في المهذب، فتكون المسبحة لأننا نرفعها للدلالة على الشهادتين ووحدانية الله، ولذلك تجد العوام عندما تمر جنازة يقولون: "أشهد أن لا إله إلا الله"، ويأتي رافعاً إصبعه؛ لأن هذه إشارة إلى التسبيح أو التوحيد أو الذكر بـ "لا إله إلا الله"، فإنه يشير
بها متشهداً. انظر إلى هذا الكلام. يشير بها متشهدًا أول ما تنتهي الشهادة الأولى وتنطق كلمة الله يكون السبابة مرفوعة هكذا وهو يقول "وأشهد أن لا إله إلا الله" وتظل مرفوعة بقية التحيات. والافتراش في جميع الجلسات يعني أن يجلس على قدمه اليسرى ويقيم قدمه اليمنى ويجعل أصابعها تجاه القبلة إذا استطاع ذلك، وهي هيئة التورك في الجلسة الأخيرة. التورك معناه أنه بدلاً من أن يجلس
على قدمه سيجلس على فخذه على وركه، حيث يخرج الورك الأيسر من تحت ساقه اليمنى فيكون على هذه الهيئة مع استمرار قيام القدم اليمنى وتوجه الأصابع إلى القبلة. والتورك في الجلسة الأخيرة والتسليمة الثانية من الهيئات يعني أنه أول ما يقول السلام عليكم ورحمة الله. هكذا خرج من صلاته. حسناً، وما فائدة أنه بعد أن سلّم قال: "السلام عليكم ورحمة الله"، ثم نقض وضوءه؟ هل يعيد الصلاة أم لا؟ لو كانت التسليمة الثانية ركناً لقلنا
له: نعم، يجب عليك إعادة الصلاة لأنك لم تخرج منها بعد. لكن التسليمة الثانية ليست ركناً وإنما هي هيئة، فلا يعيد الصلاة لأنها قد تمت. وأما التسليمة الثانية فهي هيئة وليست من أركان الصلاة، ولذلك يُعفى عن هذه الحالة، هذا والله تعالى أعلى وأعلم. انظروا إلى جمال هذا الكلام الذي أُخذ من القرآن ومن السنة ومن العمل ومن ميراث الأمة جيلاً بعد جيل لكي يعطينا ما يسمونه الآن في العلوم كتاب النص، كتاب النص يعني النص الأصلي، لأنه
دائماً هذه أركان، وهذه سنن، وهذه هيئات، وهذه كذا، وهؤلاء خمسة عشر، وهؤلاء ثمانية عشر، وهؤلاء قُمْ وارجع لتعرف آلاف الصور من الكلام الذي ذكره. إذاً هؤلاء هم أهل العلم لأنهم أولاً حددوا المصادر، وثانياً عرفوا طرق البحث، وثالثاً... عرفوا شروط الباحث، ورابعاً جعلوا لكل علم الموضوع، وخامساً عرفوا فائدة كل علم وما يتميز به، وسابعاً عرفوا مسائله من محمول وموضوع الجمل المفيدة الذي هو مبتدأ وخبر أو فعل وفاعل. رضي الله تعالى عنهم. ولسيدنا
أبو شجاع هذا حصلت له هكذا كرامة أنه عاش مائة وستين سنة قضى منها مائة وثلاثين في خدمة الغرفة الشريفة المباركة، ودفن في المسجد كما كان يخبرنا مشايخنا، فنقرأ له
ونلحق به على الإسلام وكمال الإيمان، اللهم آمين.