المجلس السادس من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

المجلس السادس من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة - الغاية والتقريب, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين وهو يتكلم عن شأن الوضوء وسننه عشرة أشياء ومعنى السنة هنا الشيء الذي داوم عليه سيدنا صلى الله عليه وسلم لكن تركه لا يبطل الوضوء، له أركان سماها وفرائضه ستة أشياء وله سنن هذه. السنن إذا لم تتم فإن
الوضوء صحيح. التسمية هي أول سنة، أي أن نقول قبل الوضوء "بسم الله الرحمن الرحيم" أو "بسم الله"، وهذا يسمى التسمية، أي طلب قول "بسم الله". وتسمى أيضاً على سبيل النحو البسملة، والبسملة حيثما وردت في الأكل أو في الشرب أو في المجلس أو في... الوضوء يبدأ بقول "بسم الله" لأن
الوارد عن سيدنا صلى الله عليه وسلم عندما قال للغلام عمر بن أم سلمة "سمِّ الله" قصد "بسم الله"، لكن لما بدأ ربنا سبحانه وتعالى كتابه بـ"بسم الله الرحمن الرحيم" أصبح من الكمال أن نضيف إليها هاتين الصفتين "الرحمن الرحيم" فنقول "بسم الله الرحمن وترى كثيراً من النابتة يقفون عند "بسم الله"، أي أنه الوارد، لا الكتاب مصدر من مصادر التشريع والسنة مصدر من مصادر التشريع. وطريقتهم
تجعل السنة حجة والقرآن ليس بحجة، وهذا باطل لم يكن عليه السلف الصالح. فتمامها "بسم الله الرحمن الرحيم" اقتداءً بالكتاب الكريم. انظر كلام العلماء، "اقتداء" يعني نقتدي. ونتبع ونسير وراء الكتاب، واقتصار النبي على البسملة بمعنى "بسم الله" لبيان الجواز، لأن البداية بـ "بسم الله" تعني أن "بسم الله" تكفي. "بسم الله" يأكل، و"بسم الله" يشرب، "بسم الله" ينام، "بسم الله" يتكلم. وفي الحديث: "كل أمر ذي بال
لا يبدأ ببسم الله فهو أبتر"، ولم يقل "بسم قال إنه بسم الله الذي هو البداية الخاصة به، فإذا قلدت الكتاب فهو أتم لأنك تكون قد قلدت الشيء الذي فيه ثواب لذكر أسماء الله الرحمن والرحيم. وهكذا ينص الإمام الغزالي أن وأكملها "بسم الله الرحمن الرحيم"، فيكونون قد انتبهوا إلى أنه ورد "بسم الله"، فالتسمية تكون التاء هنا للطلب. التسمية أي طلب الاسم، اسم ماذا؟ اسم الله، فنقول: "بسم الله"، وبذلك نكون قد أدينا السنة. "بسم الله الرحمن الرحيم" يعني أتممنا وأكملنا اقتداءً بالكتاب
الكريم. حسناً، وغسل الكفين هنا يكون بداية السنن، وهذان الكفان سنغسلهما مرة ثانية في غسل اليدين، نعم. وهناك من يقول: ما شأن البسملة؟ في حمامات اليوم هذا مكان للطهارة وليس مكاناً للنجاسة لأن المياه تجري فيه حتى سُميت بدورة المياه، دورة المياه تعني أن هناك دورة على سبيل التطهير المستمر، فأي شيء
مما هو نجس أو مستقذر يُصب عليه الماء حتى يدور ويذهب، ولذلك ليس مكاناً كما كان في الماضي حيث كانوا يقضون خارج هذه المحلات أو يكون ليس هناك دورة للمياه لكن الآن هناك دورة للمياه. دورة المياه جعلت هذه الأماكن لا يمنع فيها أن نذكر بسم الله ولو بصوت عالٍ، لماذا؟ لأننا في تطهير مستمر، في تطهير مستمر. وينطبق هذا على مثله فيما إذا كان هناك منفذ للمياه يعني كلمة. منفذ
يعني شيء تخرج منه النجاسات فيصير طاهراً. الخطيب الشربيني في المغني، في مغني المحتاج شرح المنهاج، فهم أيضاً يلتفتون إلى هذه المعاني، وإلى أن هذا الحادث إنما هو زيادة لمتطلبات الشريعة للتطهر من الأقذار والأنجاس، وغسل الكفين قبل إدخالهما الإناء، هناك احتمال أن يعلق بالكفين شيء من النجاسات أو... المستقذرات فمن الأطيب غسلهما وهذا
على سبيل السنة قبل إدخالهما في الإناء حتى يبقى الماء في الإناء على طهارته ونظافته وحلاوته. إذن نفعل هكذا: غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء هذه سنة، والمضمضة يأخذ غرفة بيديه ويتمضمض فمه غرفة أو غرفتين، وبه ما قُرئ "إلا من اغترف غرفة بيده". الاثنين تقرأ بهما، والمضمضة تكون في هذه
الغرفة أو الغرفة، والمضمضة تعني أن نحرك الماء داخل الفم فتذهب الرائحة الكريهة وقد يزول جزء من القلح الذي يسميه أطباء الأسنان بالبلاك، ويحدث شيء من الطيب أي فم رائحته ليست كريهة، والاستنشاق، ولذلك تجد الاستنشاق في الغرفة الثانية من أجل... تسليك حكاية الأنف ولذلك الالتهابات وما شابهها تقل في المسلمين من كثرة الوضوء لأنه يتمضمض ويستنشق، وتكثر في من لم يفعل هذا. ومسح
جميع الرأس للفرد ولو كان شعرة أو بعض شعرة، تكلمنا هناك، لكن هنا يمسح بقية الرأس فيقبل ويدبر. وتكلمنا عن المركبات صيفاً وشتاءً، إياك أن تقول شتاءً لا يصح ليلاً ونهاراً، احذر أن تقول نهاراً وليلاً، فالتركيب في اللغة العربية هكذا، مثل صيفاً وشتاءً، وليس صيف وشتاء. إقبال وإدبار، بالرغم من أن الحقيقة الواقعية هي إدبار وإقبال. ومسح الأذنين يكون بمسح ظاهرهما وباطنهما بماء جديد،
وهذه هي السنة. بمسح ظاهرهما وباطنهما بماء جديد بهذا الشكل، تكون الأذن منها ومسحت مع الرأس باعتبارها منها، ومسحت بماء جديد ظاهرهما وباطنهما. يكون نصيب الأذن اثني عشر مرة: ثلاثة مع ثلاثة الوجه، وثلاثة مع ثلاثة الرأس، وثلاثة مع الماء الجديد ظاهرهما، وثلاثة باطنهما. وصار اثني عشر: أربعة في ثلاثة يساوي اثني عشر، أي كأنه اهتمام بالغ بالأذنين حتى تطهرا.
الله سبحانه وتعالى حفظ سمعك مما سمعت من الغيبة والنميمة، لأن هذا السماع إلى الغيبة والنميمة فقط مصيبة كبرى تجعلك على غير العفاف. أما لو أنك نزهت أذنك عن الغيبة والنميمة، يسهل عليك العفاف. والذي لا يسهل عليه العفاف تتقلب عليه الأمور، ويجد قلبه ليس معه، يعاكسه ويجعله يميل إلى... المعصية ويميل إلى الآثام
التي تؤدي في النهاية إلى الفجور، والفجور يؤدي إلى النار. عندما نغسل آذاننا ونمسحها بهذا الشكل مع الوجه ومع الرأس وبماء جديد، فهذا أقرب، أي يساعدك، فعندما تعالج نفسك مع العفاف تجد العفاف قريباً، تقترب منه بسهولة، ليس فيه منازعة وصراع، وهذا أحد أنواع. الوصول إلى العفاف وكاد العفاف أن يُفقد في عصرنا، فمالت
القلوب واختلت بناءً على أنها لم تلتفت إلى مقويات العفاف. ومن مقويات العفاف أكل الحلال، فإذا أطبت مطعمك كنت مستجاب الدعاء وقريباً من العفاف وبعيداً عن الفحش والمعصية. فالمضمضة والاستنشاق ومسح الأذن بماء جديد كلها رموز تصل بك إلى الغاية. المُبتغاة وهي اتَّقِ الله حيثما كنتَ، وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسن، أطِبْ مطعمَك تكنْ مستجابَ الدعاء. ولعلنا نفصِّل
في ذلك تفصيلاً بعد ذلك. وتخليلُ اللحية الكثيفة، يبقى اللحية على نوعين: خفيفة وكثيفة. الخفيفة إذا رأيتَ البشرة من وراء الشعر، فهذه تُسمى ماذا؟ الخفيفة، نظرتَ. هكذا وجدت البشرة ظاهرة من وراء الشعر فهذه خفيفة، والكثيفة إذا لم تر لون البشرة من وراء الشعر فهذه كثيفة. اللحية الخفيفة ستخترقها المياه وتصل إلى البشرة لأن البشرة أصلاً ظاهرة، لكن الكثيفة تحتاج إلى تخليل
حتى يصل الماء بدرجة معينة إلى البشرة، فالتخليل للحية. اللحية الكثيفة هي التي لا نرى لون البشرة من تحتها، وتخليل أصابع اليدين والرجلين إذاً هذه سنة وليست فريضة، وتقديم اليمنى على اليسرى، وكان يحب التيامن في كل شيء، في إعطائه وفي أخذه وفي لبسه وفي كل شيء، كان يحب التيامن في كل شيء، امضِ ويبقيك هكذا
في ظلال. رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست فرداً، ولكن "يا غلام، سمِّ الله وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك"، فعندما أطاع [الغلام] أفادته الطاعة. وقال [الرسول] لأحدهم: "كُلْ بيمينك"، فقال: "لا أستطيع". كان الأكل بالشمال نوعاً من أنواع التعاظم. قال: "لا استطاع"، فشُلَّت يده. هو الذي أصابها بالشلل، وماذا سنفعل له؟ هو ما هو قيل عن سيدنا، حسناً، فسيدنا يبلغك عن ربنا، ماذا تفعل؟ أحمق! والطهارة ثلاثاً حسناً، إذا
غسلتَ نصف يدك ثم غسلتَ نصفها الآخر، فهذه تُعد مرة واحدة. يجب أن تغسل العضو كله ثم تعيد مرة ثانية ثم مرة ثالثة، إلا الرأس حتى لا يتحول المسح إلى غسل. لأن السنة المسح والفرض المسح، فلو كررتها ثلاثاً وزاد الماء انتقل من حالة المسح إلى حالة الغسل. ما الفرق بين المسح والغسل؟ الفرق أن الماء يجري على العضو وينتقل من مكان
إلى مكان في حالة الغسل، لكنه لا يفعل هذا في حالة المسح. فانتبه عندما أسألك في الاختبار الشفوي ما بين الغسل والمسح تقول لي الجريان هكذا. تعال واعلم أنك فاهم. هي كلمة واحدة فقط "الجريان" وتحرك رأسك هكذا لكي تصبح معنا في الأزهر. إن لم تفعل نعلم أنك من إندونيسيا أو من ماليزيا أو من أي مكان آخر. ما هو يا مولانا الفرق بين المسح والغسل؟ الجريان. أهذا سؤال؟ يعني هكذا؟ نعم والله، لم تكونوا تعرفونها. يبدو أنكم هكذا، سنجعل العلم هكذا سهلاً! ما الفرق بين الغسل والمسح والجريان؟ هذه هي
القصة. لا توجد أسئلة هنا، هذه الأسئلة في حلوان. أنت، بالتحديد، ما شأنك ولماذا ستسأل الشريعة في ماذا؟ في الوضوء؟ حسناً، قل هكذا. أرني السؤال كيف شكله، أرني لكي نتفرق. ها نحن جالسون ونتفرق. ماذا تفرق؟ ماذا تفرق؟ أنت هنا وقعت في البحر فغطست فيه. ما شأننا بهذه الحوادث؟ يعني أين الفرق بين المسح والغسل؟ هو بهذا الشكل غرق في البحر فجرى الماء على أعضائه
كلها من أجل البيئة، ليس من أجل... النية هي أن تنوي أنك ستغرق في البحر، نويت أنك ستغرق في البحر، نويت أن تحول المسح إلى غسل. ما هذه النية؟ إنها شيء غريب جداً. يجب أن تبحث عن السبب والعلة لكي تفهمها في كلمة واحدة فقط. إذا أكثرت من الكلام فهذا يعني أنك لا تفهم ما الفرق بين ونية التيمم نية الوضوء رفع الحدث، ونية التيمم استباحة الصلاة، انتهينا. ستجلس تقول الآن: خلق الله الماء وجعله يُحتاج
إليه من كل جهة، بل وجعل منه كل شيء حي. قم يا بني واذهب مباشرة، سندخل في كلام ليس له معنى وليس هذا مكان السؤال. الفرق في النية بالوضوء. إني أنوي رفع الحدث الذي عليّ. التيمم لا يرفع الحدث، بل هو استباحة للصلاة. انتهينا. إذن تقول هكذا: الفرق بين الوضوء والتيمم هو رفع الحدث. حسناً، أجبت وعرفت أنك فاهم، لأن هذا فيه رفع وهذا ليس فيه رفع، بل فيه استباحة. إذن الكلام واضح، أما أن تبقى تلف وتدور، والله مِنَ السَّمَاءِ فَأَنْبَتَ بِهِ اللهُ، مَا
عَلَاقَةُ هَذَا بِالنِّيَّةِ الَّتِي أَسْأَلُكَ فِيهَا؟ لَا تُوجَدُ عَلَاقَةٌ. إِذَنْ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْهَمَ هَذَا الكَلَامَ. وَالمُوَالَاةُ سُنَّةٌ وَلَيْسَتْ فَرْضًا وَلَا رُكْنًا. فَقَدْ غَسَلْتُ يَدَيَّ وَغَسَلْتُ رَأْسِي وَوَجْهِي، وَبَعْدَ ذَلِكَ طُرِقَ البَابُ، فَنَوَيْتُ رَفْعَ الحَدَثِ وَذَهَبْتُ لِغَسْلِ يَدَيَّ. تمضمضت واستنشقت وغسلت وجهي، ثم طُرق الباب، فذهبت لأفتح، فتحت، فقال الرجل: "إنني جئت لأخذ قراءة الكهرباء والغاز
وكذا وكذا"، فقلت: "ما هذا! ما علاقة شركة الكهرباء بشركة الغاز؟"، تبين أنه محتال، فأمسكت به وقلت: "أتريد أن تسرقني؟ أتريد أن تنهبني؟"، استغرق الأمر ربع ساعة، وقد جفت المياه التي على مولاه لأن حد المولاة جفاف الماء عن العضو، أخذت معه ربع ساعة واتضح أنه نصاب. ذهبت لأبلغ الشرطة: "تعالوا ألحقونا لأننا أمسكنا محتالاً عندنا هنا". حضرت الشرطة بعد ربع ساعة، فأصبحنا نصف ساعة والوضوء. انشغلت أنا بهذا الولد لنرى
ما الحكاية، وبعد ذلك أخذوه. ذهبت إلى قسم الشرطة ليعملوا له محضراً. حسناً، وأنا تذكرت: يا رب، ماذا كنت أفعل؟ ماذا كنت أفعل؟ لقد كنت أتوضأ، وهذا ابن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فأبوه من الصالحين الطيبين. هو لم يشغلني، نظرت إلى الساعة فوجدت أن ساعة قد مرت، فذهبت لأكمل وضوئي، ولم أفعل شيئاً آخر. من جديد عن الوضوء، فتغسل يديك وتمسح رأسك وتغسل رجليك وتذهب لتصلي. إن
الأمر هكذا، لا توجد موالاة، فالموالاة سنة. هذه كلمة، ما هي السنة؟ والسنة عشرة أشياء. إذاً هذه الصورة هي صورة أن الموالاة سنة، فهي ليست فريضة، ووجهي لا يوجد عليه حدث، أي لا يوجد عليه حدث طوال كل هذه المدة إلى أن تنقض وضوءك. الصورة الثانية: هذا الشاب أغضبني، ما هو إلا محتال. إذا خرجت ريح، فهكذا يكون وجهي الذي غسلته قد ذهب. فحدث آخر عليه، فلا يصح أن أعيد الوضوء من البداية. ولكن ما دام لا يوجد أي ناقض للوضوء، فهو
كما هو، ونكمل بسبب الموالاة. سنة وليست فرضاً، وهذا عند كل المذاهب. أبداً، هذا عند الشافعي أن الموالاة سنة وليست فرضاً. إذاً وسننه - سنن الوضوء - عشرة أشياء عرفناها وتتبعناها. فصل. لا، ارفع صوتك قليلاً. شخص يفترض لي فرضاً هكذا، وهو يظن أن هذه يعني لم تحدث. قالوا: لو نشفه يا مولانا بالفوطة. ينشفه أو سواء
جف وحده أو ما جف، نحن نتحدث عن الحدث القائم بالعضو. خلاص، أنا أنزلته من وجهي ماءً، ثم ذهبت ومسحت الماء بالمنشفة. الآن الحدث لم يعد موجوداً. نحن نتحدث الآن عن علاقة الماء بالحدث، فالماء يزيل الحدث، وأصبحت الآن نظيفاً من الحدث. يجوز لك الصلاة ويجوز لك الطواف ويجوز لك مس المصحف ويجوز لك إلى آخر ما هنالك مما يحتاج إلى وضوء، إذ العلاقة بين الماء وبين الحدث أن هذا الماء سيُذهب الحدث. نعم، فأنت بعدما أزلته من أعضاء الوضوء
تكون مستعداً للصلاة، وإن لم يُذهب الحدث فلست كذلك. مستعداً للصلاة، جففت وجهي بمناديل أو بما تريده، بهذا الشيء، هو منشفة تحضرها من عند أحمد حمدان، لا يهم، لن يحدث شيء. نعم، شخص مترف قليلاً فيغسل وجهه ثم يجففه بالمنشفة، يغسل يديه ويجففها بالمنشفة. الطبيب قال له هكذا: لا تدع الماء الكثير على يديك، وهو حساس في عينيه. لا يحدث شيء. يغسل رجليه وينشفهما
بدون ترتيب أو أي شيء. لا يحدث شيء. طيب، وإذا أنا تحدثت عن المذهب الذي يقول إن الموالاة - الموالاة أو الترتيب الخاص بالترتيب، ما هي مرة أخرى؟ لو مسح بدون ترتيب ما هي؟ لا، لو كان على مسألة مسح دون ترتيب، لا أنه يوجد شيء يُسمى بالقوة وشيء يُسمى بالفعل، فلو أنه غسل وجهه وجفف يديه، وجفف رأسه، وجفف رجليه وجففها، فهذا وضوء صحيح عند الجميع حتى من اشترط الموالاة. والموالاة هي ألا يبقى العضو حتى يجف. في الجو المعتدل، كم يستغرق حتى يجف؟ إنها دقيقتان، فتكون الموالاة عنده أقل من... دقيقتان،
فلو غسلتَ وجهك وجلستَ ولم تجففه أو أيَّ شيء لمدة ثلاث دقائق، عليك أن تتوضأ مرة أخرى لأن المدة المتاحة لك قد انتهت. أما الإمام الشافعي فيقول غير ذلك، يقول: "ولو جلستَ ساعة بين غسل عضوٍ وآخر فلا شيء عليك". وهذا أوضح من الواضحات وأجلى من البيِّنات وأسهل من شيء سهل جداً، لا تربك نفسك، لا تخدع نفسك. المسألة سهلة جداً. هل انتبهت سيادتك كيف؟ حسناً، نعم. عزوب وعزوب النية لا يؤثر لا في الوضوء ولا في الصلاة. فشخص طيب
يقول لي: عزوب النية يعني ماذا؟ عزوب النية يعني أنني نويت وقلت في قلبي هكذا: نويت أن أصلي. الظهرُ أربعُ ركعاتٍ، ودخلتِ الدنيا تُلهي، مليئةٌ بالملاهي، تركوها كما هي. الهمُّ ثقيلٌ والأزمةُ تشتدُّ، وابنُ التوزري يقولُ: اشتدِّي أزمةُ تنفرجي، قد أذِنَ ليلُكِ بالبلجِ، وظلامُ الليلِ لهُ سُرُجٌ، حتى يغشاهُ أبو السُّرُجِ. وجلستُ أقولُ لنفسي: تخلَّصي هكذا من هذا الهمِّ. نسيتُ ماذا أصلِّي، غابت عني النيةُ، أي أنَّ النيةَ بعضها ومشيت. قالت: "لا، هذا رجل أي شيء. آه، هذا جالس يفكر في:
اشتدي يا أزمة ما تشتدي، انتبه لصلاتك". فعُذِبَت النية. أنا أطفأت النور وأغلقت الشبابيك. أنا أصلي الظهر. تذكرت وذهبت أنني أصلي المغرب. فماذا تسمى هذه؟ عذاب النية. أفلتت مني. النية مضت، وبعد قليل فعلت. ركعة هكذا على أساس أنها ماذا؟ مغرب، رجعتْ إليّ ثانيةً وقالت: الله! أنت تصلي الظهر؟ أين عقلك؟ وهكذا. ماذا أفعل؟ هل الصلاة بطلت؟ أبداً، الصلاة صحيحة مائة في المائة، وعزوب النية في الصلاة لا يؤثر. طيب، وعزوبها في الوضوء بعدما نويت،
غسلت وجهي، مسحت رأسي، الدنيا تتلهى، مليئة بالملاهي. تركوها كما هي، عذبت النية. قلت: أنا هنا أفعل ماذا؟ أغسل أسناني أم ماذا؟ ولماذا أنا جالس هنا؟ وأنا أكلت وجئت لأغسل يدي بعد الأكل. وبعد ذلك تنبهت وقلت: لا والله، هذا عبارة عن عذوب النية، هذا يتوضأ. فهل أكمل الوضوء بنية جديدة أم بدون نية جديدة؟ سؤال. أيضاً بنية جديدة من غير نية جديدة، لماذا؟ لأن النية الأولى مستصحبة، النية الأولى مستصحبة إلى
نهاية الوضوء، والله تعالى أعلى وأعلم. لأننا سندخل بعد ذلك من المسلمين، هل وجدت نصاً مثل هذا ولن تجده؟ نحن لا، عليك الآن، أصل يا جماعة مصدر الشريعة الله ورسوله وليس النساء. أي أن النساء لسن لدينا في الكتاب مصدراً
للشريعة، بل الله والوجود هما مصدر للشريعة، لكن النساء لا. إن قلتَ لي: "ألسن موجودات؟"، أقول لك: بلى، هن ملائكة، لكنهن مع ذلك لسن مصدراً للتشريع. ولكن لكي ينتبه كل شخص، فالسؤال العجيب الغريب أن امرأة تغسل يديها ثم تكمل غسل ملابسها، ماذا هكذا! غسلت يديها؟ لم يقل أحد من المسلمين هكذا، لا قديماً ولا حديثاً، لا رجل ولا امرأة. طيب، وهذه السيدة الصالحة صلاتها باطلة ووضوؤها باطل، ويجب عليها أن تتعلم. هذه هي القصة. ليس كل شيء يُختَرع نقول: "نعم، إنه أصل". هي قياساً -
لا أعرف - على الهراء الذي فهذا نوع من أنواع الهراء، سواء كان رجلاً أو امرأة. هذه هي الحكاية وهذه هي الإجابة. يكفي هذا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.