المجلس السادس والستون من شرح متن الغاية والتقريب | أ.د علي جمعة

والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. وبعد أن أنهى كفالة الديون وقلنا عنها إنها نحو ضم ذمة لذمة لاستيفاء عند تعذر السداد، ضم ذمة الكافل هذا الذي أنشأ الكفالة إلى ذمة المدين حتى يستوفي الدائن. دينه من أحدهما أو من كليهما أو بالترتيب من استطاع ضمان، بعدما أنهى كفالة الديون تكلم عن نوع آخر من
الكفالة قلّ في عصرنا، لأن العلاقات بين الناس ومفهوم الكبير ذابت. كان قديماً الكبير الذي للعائلة كلامه ينفذ على كل العائلة، والكبير الذي للقبيلة كلامه ينفذ على كل القبيلة. كبير الحي كلامه يُنفَّذ على كل الحي. اليوم وقت تافه بثلاثة صاغ يجعل رأسه برأس الكبير، ورأسه برأس أبيه، ورأسه برأس كبير القوم وكبير الحي، ولا يهمه رأس برأس. إن الدنيا حرية، فذهبت البركة،
وذهبت الطاعة، وذهب هذا النوع من أنواع الكفالة وهي فصل، والكفالة بالبدن جائزة، الكفالة بالبدن. أنا وجيه من وجهاء الناس وذهبت إلى القسم فوجدت شخصاً هناك اسمه محمد عبد الله على اسم سيدنا النبي، قابضين عليه وملقين به هكذا في الحجز. فالضابط أول ما رآني قام وسلّم عليّ، ويمكن أن يكون من التلاميذ أو شيء من هذا القبيل، قبّل يدي يعني، أعطاني وضعاً خاصاً،
فقلت له. أريد أن أصطحب محمد عبد الله هذا لأن أهله في البيت يسألون عنه وقد شفعوا لي لآتي وآخذه من القسم. قال لي: "لكن هذا يجب أن يُعرض على النيابة غداً الساعة العاشرة، وإذا أطلقت سراحه الآن فسيكون كمن أطلق العصفور الذي معي والمحبوس تحت يدي. كيف أطلقه وعلى مسؤولية من؟" فأقول... له، أضمُّه بكفالتي. أنا أُحضره لك الساعة العاشرة صباحاً. نعم، وهذه سمَّوها الكفالة بالبدن. أنَّ لي كلمة عند محمد أفندي عبد الله، وأنني سأجعله ينام في حضن السيدة الوالدة، وأنني سأُحضره صباحاً. سأذهب إليه الساعة
التاسعة لكي نصل العاشرة في النيابة. إذاً، هذه كفالة بماذا؟ بالبدن. هي موجودة. حتى الآن، لكن ماذا يعني من الأسية وذوبان الاحترام بين الناس، فلا توجد طاعة، فأنا نفسي أتشكك، ليس الضابط فقط. حسناً، سأعطي كلمتي، يا رب غداً. حسناً، محمد عبد الله هذا رجل متمرد وجعل رأسه كرأس، عندما أقول له تعال غداً سأجده في أفلام محمود عبد العزيز، الله. يرحمه وخاصة صلاح قبيل وخاصة لست أعرف من. ما معنى أنه يتكلم بلا معنى في هذه الحالة لأن الشرطة
لا يضعون له قيوداً لأنه يريد أن يُبرِز نفسه، عقله هكذا. حسناً، والشيخ الذي أخرجك وفيه كفالة؟ أنا لا شأن لي بالشيخ، أنا أريد أن أُبرِز نفسي. فعملية الثقافة ليست متطابقة تماماً مع الواقع ولكن... كفالة البدن تبدو هكذا: لا تخف، هذا في ذمتي، أنا أُحضره. إذا كان على المكفول به حق لآدمي وأنا آخذه، أمضي به وأذهب ويُعرض على النيابة غداً. قلت له: يا حضرة الضابط، ماذا فعل محمد؟ ماذا يعني؟ يعني لماذا قابضون عليه؟ قال: والله عنده شيك بلا رصيد...
الشركة الفلانية أو الشخص الفلاني ويقدمونه يشكونه، فيُعرض على النيابة غداً لنرى إن كان سيدفع أم لا، وهكذا. فلو قلت له: "هذه مسألة بسيطة، سأسدد أنا عنه"، فتكون قد كفلته بماذا؟ كفالة الديون. قلت له: "أنا لا أملك المال"، ثم سألته: "كم المبلغ؟ أريد أن أعرف". فقال لي: "المبلغ مليونان ونصف يا محمد". عملت به مائة الاثنين مليون ونصف، قال: أنا أنت الشيخ ولا أخفي عليك، شربت بهم مخدرات، يعني لا يوجد معك أي شيء منهم، يعني لم تتاجر وخسرت وأصبحت قطعة وكذا. قال: أبداً ضاعوا في الهواء. طيب من أين أجلب لك
اثنين مليون ونصف لكي تسددهم في المخدرات التي تعست وشربتها؟ ليس سأستطيع إذن فلا داعي لكفالة الدين، فما الذي يبقى لها؟ كفالة البدن. فهذا ستر واحد لكنه ينظم كيفية إدارة الأزمة التي تكون موجودة بيننا وبين الخلق. وبعد ذلك دخل وقال فصلاً: "وللشركة خمس شرائط". فدخل في الموضوع الثاني تماماً ونهائياً بالكلية، وهو الشرك. فأنا أفضل أن نؤجل هذا لوقت لاحق. القول فيه ولكي يكون كلاماً متصلاً إلى الجمعة القادمة أو الجمعة التي نتلو فيها هذا قادماً
إن شاء الله