المجيب | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش هذه اللحظات مع اسمه سبحانه المجيب، فهو الذي يستجيب دعاء الداعين له سبحانه وتعالى، والدعاء هو العبادة، وقال ربكم ادعوني أستجب لكم الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين، فإذا كان أبو هريرة يروي الحديث ويقول الدعاء هو العبادة، وفي حديث آخر يقول الدعاء مخ العبادة، إنما الأصح الذي رواه الأربعة عن أبي هريرة الدعاء هو العبادة، وإن لم تصدقوني
فاقرؤوه ويستدل بالآية وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، المجيب اسم من أسماء الله تفضل علينا به حتى نعلم أنه ليس هناك واسطة بين الإنسان وبين ربه، وهذا الذي يقولون إنه ليس هناك كهنوت في الإسلام، ليس هناك رجل دين في الإسلام، هناك عالم دين يعلم الدين ويعلمه الناس، لكن ليس هناك رجل دين يشرع أو يكون واسطة بين الناس وبين ربهم، أنت بينك وبين الله بالليل والنهار تقوم في الثلث الأخير من الليل وتدعوه يا رب يا رب ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل أي ينزل
أمره فيقول هل من سائل فأعطيه رواية البخاري هكذا فأعطيه لأنه يجوز فأعطيه لأن الفاء تنصب لكن رواية البخاري فأعطيه يعني وأعطيه كأنها للعطف هكذا هو هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له بالضم هكذا إذا الإنسان مع ربه ولذلك في كثير من الأسئلة وردت في القرآن فوسط الله النبي بين البشر وبين الإجابة يعني بين الحق وبين الخلق لأن الذي سمع الله أو أوحى إليه الله سبحانه وتعالى هو النبي سيدنا النبي والأنبياء
وكلم الله موسى تكليما ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء فإذا كان الرسول والنبي هذا هو الذي يوحي الله إليه فكان وسيطا بين الحق والخلق لأننا لم نكلم ربنا وإنما النبي هذا هو كلمنا وقال لنا يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض يسألونك ماذا ينفقون قل العفو يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم وهكذا يسألونك عن شيء آخر عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير يسألونك هذا كثير وبعد ذلك
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب لا يوجد قل وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان الله فلماذا لم يقل له قل فإني قريب حتى يبلغ يعني قال له رفع الوساطة بين الخلق والحق انظروا كيف يعني إذا كان هناك في التبليغ وساطة ولا بد لأن النبي يسمع كلام ربنا ويقول لهم واسطة بين الخلق وبين الحق يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فيلاقي عمر في الطريق فيقول له وهما ينصرفان سيدنا رسول الله ذاهب إلى مكان وسيدنا عمر ذاهب إلى مكان لا تنسانا من صالح دعائك يا أخي
سيد المرسلين حبيب الرحمن الذي عصمه الله سبحانه وتعالى ورفع ذكره يقول كل شيء للتعليم قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي، إذا فهناك واسطة بين الحق والخلق وهم الأنبياء، وليس هناك واسطة بين الخلق والحق لا في العبادة ولا في الدعاء ولا فيما في القلوب. إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وإنما ينظر إلى قلوبكم فهو المجيب. الذي يستجيب للدعاء وحتى يستجيب للدعاء ينبغي أن تستجيب له فهو مجاب أيضا هو مجيب ومجاب هذا يعني ومجاب فيجب أن تستجيب له فليستجيبوا لي أنا سأستجيب لهم وكل شيء
ولكن ليبقوا معنا هنا فلتبق قلوبهم معي فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون