المغيث | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش مع اسمه المغيث، والمغيث من الإغاثة، والله سبحانه وتعالى هو خير مغيث. الإغاثة قد تتعلق بنزول المطر، والمطر فيه الحياة ولذلك سمي في لغة العرب بالحياة المطر ينبت منه النبات والمطر يأتي من السماء وهذا النبات يحيا به الإنسان والحيوان فإذا امتنع المطر حدث
الجفاف وإذا امتنع المطر ذهب الري والسقيا وإذا امتنع المطر هلك الزرع والضرع، الزرع الذي هو النبات والضرع الذي هو الحيوان وإذا امتنع الزرع والضرع أصبح الإنسان أمام صحراء جرداء قاحلة، ولكن الله سبحانه وتعالى الغوث شرع الله صلاة تسمى بصلاة الاستسقاء، طلب السقيا، يقوم فيها الإمام ويخطب ويدعو ويصلي بالناس ركعتين، يا رب أنزل علينا الغيث، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة دائما، كان
من معجزاته العجيبة الغريبة التي يقول فيها لأصحابه كيف تكفرون وأنا فيكم وهم لا يرون معجزات كل يوم دائما كان مستجاب الدعاء وقف مرة في الاستسقاء ودعا وكان يتوسل إلى ربه في الدعاء فيكثر من الإلحاح على الله والدعاء والخضوع له سبحانه وتعالى وإظهار الذلة له سبحانه وتعالى فإنه العزيز حتى ظهر بياض إبطه الشريف صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وناشد ربه فنزل الغيث وأغرق المدينة، هذا يعني نزل الغيث بزيادة قليلة، فجاء أعرابي وهو على المنبر بعد أسبوع والدنيا غرقت تماما، قال له: يا رسول الله، كفى
هكذا، يعني هذا كأن قرب السماء انفتح، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، حتى صارت مثلا يعني ألا ينزل الغيث على رؤوسنا هكذا هو فنتضرر بضرره وننتفع بنفعه لا دعه ينفع أحدا فدعه حول المدينة على البسط والتلال ومنابت الشجر فيحدث أن تمتلئ الآبار والعيون تكفينا سنة الزرع يعمل ويبقى ما ليس علينا ضرر الانزلاق الخاص بالطريق الناتج من كثرة النقل اللهم حولنا ولا علينا فصارت كأنها عبارة تعني أي يا ربنا إذا أردت أن تنزل علينا الخير فأنزل لنا الخير النافع وقنا شره، فكل شيء له نفع وضرر، يقول لك ما من شيء في الدنيا
إلا وله نفع وضرر، المرأة تحمل وتتقلب وتصبح راغبة طبعا في الحمل وسعيدة به وهي تلد تعاين الموت وقلبها فرح، ضع هذا مع هذا تريد أن يستوي اللحم فتتأذى من النار أو تتأذى من الدخان، ما من شيء خلقه الله خالصا هكذا، فنحن ندعو ونقول له لا أيضا اجعلها لنا خالصة اجعلها لنا، وهو أصلا سبحانه وتعالى مغيث يغيثك والإغاثة أيضا تتم ليس فقط في الأرزاق بل أيضا في النكبات كهذه النكبات الطبيعية التي نراها الآن نقول يا مغيث أي أغثنا يا رب، لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت العزيز الكريم، عاملنا بلطفك
ورحمتك ولا تعاملنا بأعمالنا وقسوة قلوبنا، نتوسل إلى الله باسمه المغيث أن يتم هذا الإغاثة، فربنا يغيث. ويجعل هذه المحنة تحتوي على منحة، تحتوي على مغفرة للذنوب، وإن تبدلت القرى وحدثت الكوارث وهكذا نبني قرى جديدة فيحدث نشاط جديد للعالم وهكذا. عسى ربنا أن يخرجنا منها سالمين، اللهم سلم دائما لا يأتي من الله إلا الخير حتى ولو كان في صورة مؤلمة، ولكن علينا أن نلجأ مصدر الإغاثة يكون وهو لله دائما وليس لأحد من البشر، ولو جرت على يد بشر فإنما هي بخلق الله وبإذن الله. فدائما
الاعتماد على الأسباب شرك، لكن ترك الأسباب جهل. فنحن نعلم أن كل شيء من مجريات هذه الحياة بإذن الله وبخلق الله، ولكنه يسبب الأسباب ولا بد لنا منها. بدلا من أن نرضى بهذه الأسباب بسبب أن السحابة تنزل المطر، لكنها ليست السحابة ولا المطر هو الذي ينفع هكذا. إذا توسلنا إليه باسمه المغيث أن يغيثنا في حياتنا وأن يسترنا في مماتنا. وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.