الملائكة | المبشرات | حـ 4 | أ.د علي جمعة

الملائكة | المبشرات | حـ 4 | أ.د علي جمعة - المبشرات
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على مبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. الحلقة الرابعة من برنامج المبشرات، البرنامج اليومي مع فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية في رمضان. أهلاً بك يا مولانا. أهلاً. أهلاً وسهلاً. كنت فضيلتك في الحلقة التي فاتت يا مولانا أمس حدثتنا عن ارتباط الملائكة بالبشرى، ونحن نريد أن نعرف ونستكمل الحوار الثاني عن الملائكة، لأن هناك أناساً يفهمون أن الملائكة بشر بحجم البشر. نريد أن نعرف أحجام الملائكة كم تبلغ، وأعدادهم كم تبلغ. دعنا نتناول بعض المعلومات في موضوع الملائكة، ثم نربط بين... العمل الصالح وبين البشرى يا مولانا، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كلمة هناك، أي في القرآن الكريم، وهو قد نزل بلغة العرب، لا بد علينا أن ندرك خصائص هذه اللغة
أو بعض خصائصها من أجل أن نتمتع بالقرآن الكريم. ونتمتع في نفس الوقت بمعرفة دلالات الألفاظ وما مدى ارتباطها بما نحن فيه من دراسة للبشرى. نبدأ بكلمة "ملك". هناك خاصية في اللغة العربية تسمى الاشتقاق الكبير، والاشتقاق الكبير هذا يعني أن الكلام مهما كان موضع الحروف في الكلمة يرتبط مع الحروف، يعني مثلاً "م ل ك" مكونة من ميم. ولا مكافأة، فإذا كان لدي ست كلمات تحتوي على هذه الحروف الثلاثة: ما لك، ومكل، ولكم، ولمك، وكمل،
وكلم. ستة بترتيب الحروف، بعضها نجد أنه مهمل لا معنى له، مثل "لمك" هذه لا معنى لها. ما معنى "لمك"؟ لقد أهملوها. لو أننا أخذنا حروف العربية الثمانية والعشرين... حَرفٌ، وجلبنا الحروف الثلاثية منها، سيظهر عندنا أكثر من نصف مليار كلمة. نصف مليار كلمة، خمسمائة مليون كلمة، ما شاء الله! الكلمات التي في لغة العرب من الجذور المستعملة ثمانون ألف فقط، نعم. حسناً، والباقي؟ الباقي مهمل. الباقي مهمل. إذاً الحروف التي خلقها الله لنا نستطيع أن نتكلم بها. بها في مثال، مثلاً مثل لغة العرب، نستطيع أن ننطق بها خمسمائة
ألف كلمة، مليون، خمسمائة مليون كلمة، نصف مليار، يعني خمسمائة، لكن بعضها ليس له معنى، بعضها مركبات ليس لها معنى، ثمانون ألفاً لها معنى، والباقي ليس له معنى، سبحان الله. أعلم أن هذه ليست مسألة عشوائية بل منظمة، أي نعم ثمانون ألفاً تعني على نصف خمسمائة مليون. احذف الأصفار الثلاثة مع الأصفار الثلاثة الأخرى فيصبح ثمانون على خمسمائة ألف، ثمانون على خمسمائة ألف، يعني ثمانية على خمسين ألفاً، ثمانية على خمسين ألفاً، ثماني كلمات على... خمسون ألف جملة على خمسين ألف كلمة لا معنى لها، أي أنهم يريدون أن يروا ما هي النسبة، ثمانية على خمسين ألفاً، معنى ذلك أننا لو قلنا أربعين ألفاً مثلاً، فإن هذه الأربعين تحتوي على الخمسة، فيكون واحد في الخمسة آلاف، يعني كل خمسة آلاف كلمة واستخدمنا كلمة واحدة وتركنا الباقي. هذه معلومة جديدة. يا مولانا، بثمانية وعشرين حرفًا فقط نعمل بالثلاثي
فقط. نعم، نحن لم نتكلم في الرباعي والخماسي وما إلى ذلك. نعم، تبين أننا نتكلم عن جذر واحد، استقصيت خمسة آلاف وأكثر. نعم، هذه كلها ليست شيئًا، ما هي إلا حسابات غير دقيقة، أي حسابات تقريبية، تقريبية جدًا. نعم، يعني إذا كان هذا، فنحن ممكن... لدينا هذه اللغة واسعة جداً وتحتوي على ثمانين ألف جذر. القرآن تحدث في كم منهم؟ القرآن تحدث في ألف وثمانمائة جذر فقط. نعم، من الثمانين ألف، ألف وثمانمائة، يعني واحد وثمانية من عشرة. قل ألفين، نعم، على ثمانين ألف، فيكون واحد على أربعين، أي اثنين ونصف في المئة. يعني القرآن هذا بإعجازه هو عبارة عن اثنين ونصف
في المائة من اللغة العربية، نعم، التي هي واحد على خمسة آلاف مما يمكن للبشر أن يتكلموا به. جميل كصوت ملكة ولكمة وكلمة، ما الجامع بينهم؟ القوة، القوة. طيب، هل توجد خصيصة ثانية للغة العربية؟ خصيصة ثانية، اللغة العربية يقول لك... أي كلام يبدأ بالفاء واللام يكون معناه الشق. بالفاء واللام واللام يكون معناه الشق: فلك، فلح، فلج، فلق، كلها معناها يتعلق بالشق. هذا جميل، فعندما يسمع العربي "الفلك المشحون" يشعر أنها سفينة تشق المياه، وأن
لها صوتاً، وأن لها صوتاً جميلاً. الفلك، نعم، أليس كذلك؟ يشعر أن له [صوتاً]. صوّت هكذا هو عندما يأتي ويسمع كلمة "الفلك" نعم، يشعر أن هناك شيئاً انشق. فإذا شعر أن السماء والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما، كلمة "فلك" من كلمة "فلك" سبحان الله، يشعر أن كلمة "فلك" هذه لأن فيها الألف واللام والكاف، ها قد جاءت، "الفلك"، إذن هناك نوع من الانشقاق هكذا هو. فعندما يقول "إذا السماء انشقت" فهو يشعر أن هذا من عند الله ويخاطب وجدانه الذي بداخله. على فكرة، هذه
الأبحاث هي أبحاث العرب ولم تُكتب حديثاً. نعم، هذا ما كتبه الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه وهؤلاء العلماء عندما تأملوا في لغة العرب. العربي كان يشعر بها وحده هكذا، يشعرها من داخله. وجدانه من الداخل، فعندما كان القرآن يأتي ويخاطبه قائلاً: "إذا السماء انشقت"، يجيب: "نعم، بالطبع، فالسماء فلك، والفلك فيها شق، والشق وهكذا أمر جميل"، لكن لم يكن يترتب على ذلك شيء، كان يشعر بذلك، وهذا الإحساس كان يملأ قلبه. هذه هي العلاقة بين اللغة وبين البشر. نعم، جميل. ما أريده يعني أن أوضح قليلاً أن العربي عندما كان يسمع خصائص لغته التي هي راسخة في وجدانه كان يشعر بالبشارة. نعم، كان يشعر بصدق الكلام، كان
يشعر أنه قد خرج ممن خلق اللغة. جميل، فعندما "السماء انشقت" هذا كلام الذي خلق هذه اللغة الجميلة. يكون الذي أنزل هذا القرآن هو الذي خلق هذه اللغة، أتفهم؟ نعم. فحتى عندما سمع الكافر، وكان الوليد تقريباً، سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، قال لهم إن هذا الكلام ليس كلام بشر، "لا وما هذا بكلام بشر" جميل، قال هكذا، وعندما يأتي في قصة آدم ويقول "وعلّم". آدمُ الأسماءَ كلها، طبعًا نعم. فابن عباس يقول حتى القصع والقُصَيعة. جميل، طيب هذا يعني حين "قصع" و"قُصَيعة"، أي يعني حتى أيضًا الكلمة وتصغيرها وقوانين اللغة التي علَّمها لآدم هو ربنا. فإذًا هناك مردود للكلمة ملك، هذا المردود
كان يمثل بشرى. من أين يأتي المردود؟ من وعي مرتكز في الذهن العربي. وفي العقلية العربية وفي وجدان العربي يتعامل مع مردود الكلمة في أذنه ويحول هذا المردود إلى بشرى جميلة أول ما يسمع أن عليها ملائكة، وأول ما يسمع أن هؤلاء الملائكة سيؤيدونه في الحرب، وأول ما يسمع أن هؤلاء الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم، وأول ما يسمع أن هؤلاء الملائكة وهكذا كلما سمع كلمة ملائكة كلما اطمأن قلبه وشعر بأن شيئاً قوياً يقف معه، وشعر بأن شيئاً نورانياً واضحاً بجانبه.
كذلك الملك مع الملك مع الملك، صحيح أن الملوك والملك فيهم هيبة وليس فيهم انحطاط ولا سذاجة، ولكن فيهم طيبة ووضوح وقوة واستقرار واطمئنان. وكل هذا كان يعيش العربي في حالة من البشر جميلة. هل يا مولانا الحديث أن في بيت معمور في السماء يدخله سبعون ألف ملك ولا يعود إليه معناه أن كل يوم فيه سبعون ألف ملك؟ فهذا معناه أن هناك أرقاماً فلكية من الملائكة وليس عدداً محدوداً، فهي مليارات المليارات يعني. شرعاً وطبعاً نعم، إن خلق الله شيء يعجز عن تصوره العقل. نعم شرعاً
وطبعاً، شرعاً وطبعاً نعم. من ناحية الشرع، الله تعالى وهو يصف السماوات السبع، نعم، ويجعل السماء الدنيا حلقة في فلاة، يعني حلقة صغيرة هكذا في صحراء كبيرة ضخمة. نعم، والفلاة هذه معناها ماذا؟ أنني لا أرى نهايتها. بصري، نعم، أي عندما أقف في الصحراء، يقول خبراء الجيوديسيا: "حسنًا، إلى أي مدى يمكنني أن أرى هكذا حتى أشعر أن السماء التقت بالأرض؟" حسنًا، لا بأس، لنأخذ فاصلاً ثم نعود لنستكمل هذه النقطة المتعلقة بالجيوديسيا، فاصل ونعود إليكم. فقال: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد عدنا". إليكم من الفاصل الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامج المباشرة. تفضل يا مولانا، كنا نتحدث عن علماء الجيوديسيا الذين يدرسون الأرض وما إلى ذلك. يقول لك: "إذا وقفت في الصحراء، نعم، تشعر أنك في دائرة، الدائرة التي يسمونها خط
الأفق، دائرة تنظر هكذا فتجد السماء حولك". مثل صحن مقلوب هكذا وأنت واقف هنا في الوسط، فإنك تكون في دائرة نصف قطرها ثلاثون كيلومتراً. عيني تراها حتى ثلاثين كيلومتراً، وهذا أقصى ما يمكن لبشر أن يصل إليه بنظره. بعد ذلك تبدأ الأرض بالانحناء، أي تكون منحنية هكذا. تخيل أنني في دائرة قطرها ثلاثون كيلومتراً. قطرها ستون كيلومتراً، ثلاثون هنا وثلاثون هنا. نعم، هذه الدائرة فيها حلقة صغيرة هكذا واقعة مثل الخاتم. الثلاثون كيلومتراً أو الستون كيلومتراً فيها حلقة قطرها سنتيمتران. نعم، إنها نسبة لا تُقاس أصلاً، فسنتيمتران بالنسبة إلى ثلاثين كيلومتراً. هذه هي السماء الأولى بالنسبة للسماء الثانية، والسماء الثانية بالنسبة للثالثة.
حلقة في فلاة، والثالثة بالنسبة للرابعة حلقة في فلاة، إلى غاية السابعة حلقة في فلاة بالنسبة للعرش. خلاص، العقل يعجز عن بقاء التصور، نعم يقف عند حد من الاتساع يتناسب مع ما يرى. نعم، أنا محدود، لا أعرف أن أرى إلا السماء، فقط هذه التي هي ثلاثون كيلو في ثلاثين كيلو، فعندما... يجلس ويقول لي: حلقة في فلاح، حلقة في فلاح، حلقة في فلاح. لم أستطع أن أتصور معناه. أطرق! يا الله! هذا شيء أكبر من القدرات، أكبر من القدرات. فعندما يأتي ويقول إن هناك سبعين ألف ملك يدخلون البيت المعمور لا يعودون إليه أبداً بعد ذلك، في كل ساعة ولا في كل... لحظة، هل يوجد في كل أي شيء؟ ليكن. نعم. عددهم كم أصبح هؤلاء؟ لا تحسب، لا تحسب. صحيح هذه هي. هذا أنت أصلاً بالطبع. أقول لك بالطبع وشرعاً. نعم، بالطبع أنت لا تعرف أن تحسب. نعم، لا أستطيع حسابها. صحيح أنك لست تعرف
أن تحسب، وعندما تأتي وتنكسر معك، نحن نعرف كم ألف. وبعد ذلك مليون وبعد ذلك مليار وبعد ذلك مليار المليار، حسناً، وبعد ذلك وبعد ذلك ما نهايتها؟ ففكر المختصون بالحساب والرياضيات والأفلاك وما إلى ذلك، وبدأوا يعملون أشياء. يقول لك: "حسناً، أنا أضع واحداً وأمامه مائة صفر، ماذا يُسمى؟" نعم، قال: "والله لا نعرف، لم يُطلقوا عليه اسماً، دعنا نُطلق عليه اسماً". فسَمّوه "جوجول". نعم. وسمّوه جروجول، جروجول. قال: حسناً، واحد وأمامه مائة صفر، ما اسمه إذاً؟ صفر؟ قالوا: لنسمّه جروجول بليكس، أي شيء، أي شيء، جروجول بليكس. فسمّوه جروجولبليكس، وأصبح الجروجولبليكس هذا عبارة عن واحد أمامه مائة صفر، قِسْ! واحد وأمامه مائة صفر. نعم، حسناً، وبعد ذلك، هل هذا حل
ما يمكن أن يُرصد؟ في الكون، أقول دائماً: واحد أمامه ألف صفر، ألف صفر. ليس من، وقِس واحد أمامه ألف صفر، نعم. ونصعد مما أنت فيه إلى ما لا نهاية، إلى ما لا نهاية. عمل لأنه هكذا، فذهبوا أيضاً وجاءوا بفكرة اللانهاية، وجعلوا اللانهاية كمية غير محددة، نعم، لأنها كم الذي لا... لا، النهاية هذه ليست لا نهاية بالنسبة لي، لكنها لها نهاية لأنها معدودة. جميل، انتظر يا مولانا، يقولون هذا الكلام لأن للأسف بعض الناس المعاصرين يعتبرون أن الملائكة عددهم محدود، وأن هناك سيدنا جبريل وسيدنا ميكائيل والذي يمسك السوء، لا نعرف، نريد أن نوصل لهم أو ننقل. لديهم التصور أن الملائكة قدراتهم غير محدودة، وأحجامهم كبيرة. كما ورد في حديث سيدنا - رضي الله عنه - أن النبي رأى جبريل يملأ الأفق، يملأ ما بين السماء والأرض. لقد رأى النبي جبريل مرتين على هيئته الحقيقية، أما على هيئة متمثل فيها فكثيراً. نعم، مثل الحديث الخاص بمشكر، حيث نزل جبريل في صورة رجل يشبه دحية. الكلبي على هيئته الحقيقية
التي هي هيئته الحقيقية، أما دحية الكلبي فهو كان واحداً من الصحابة، وهذا شَبَهُه كأنه شَبَهُه. وكان دحية الكلبي من السفراء الذين أرسلهم الرسول صلى الله عليه وسلم ليحمل الرسائل إلى الروم وإلى غيرهم، وكان جميل الصورة، كان جميلاً. الصورة وكان أيضاً يعرف لغات وما إلى ذلك، لكن سيدنا جبريل عليه السلام خرج إليه فوجده قد سدَّ بين المشرق والمغرب بأجنحته، وأنها كانت أكثر من ستمائة ذراع أو جناح، فإذا هي أشياء ضخمة، ثم إن هذا هو الذي ظهر للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه عندما يسد. ما بين المشرق والمغرب يمكن أن يكون أكبر من ذلك، أكبر من ذلك بكثير. هذا هو فقط الجزء الذي رآه منه هو الذي سدّ ما بين المشرق والمغرب. فالملائكة
طبعاً عددهم لا نهاية له، وأنها تُخلق كل يوم، وأن المعروفين منهم جبريل وإسرافيل وغيرهم، هؤلاء هم الذين... وردوا في السنة حتى عزرائيل لم يرد في السنة، نعم، اسم كلمة عزرائيل لم ترد، لم ترد، وإنما ورد ملك الموت. فلما دخل المسلمون الإسلام وجدوا أن ملك الموت اسمه عزرائيل في الكتب السابقة فسموه عزرائيل، أو في الموروث من أنبياء بني إسرائيل، فشاعت كلمة عزرائيل في. الناس لكنهم ثلاثة أو أربعة ملائكة فقط الذين لهم أسماء: منكر ونكير في القبر، جبريل، إسرافيل، ميكائيل، وكذلك مالك ورضوان. هذه أمور بسيطة جداً، لكن ليسوا هؤلاء فقط الملائكة. الملائكة عددهم لا يُحصى طبعاً. هؤلاء مثل فكرة الرسل والأنبياء
تماماً، فالأنبياء سيدنا رسول الله يقول أنهم مائة وأربعة. عشرة آلاف نبي أو مائة وأربعة وعشرين ألف نبي في حديث ضعيف هكذا مائة وأربعة وعشرين ألف نبي، حسناً نحن لا نعرف منهم إلا ما ذُكِر في القرآن خمسة وعشرين بما فيهم سيد المرسلين، فهذه كذلك أعداد كبيرة ولذلك يوجد فرع هكذا في العقيدة يقول لك ماذا، يقول لك افترض أن شخصاً أحرجك وقال لك: أأنت مؤمن بالنبي الذي كان اسمه عبد الصمد؟ نعم، قال الله. حسناً، هذه ورطة. نعم. افترض أن عبد الصمد ظهر يوم القيامة نبياً حقيقياً من الأنبياء الذين لم أعرفهم، وافترض أنه لم يكن نبياً أصلاً، ولا يوجد أحد من الأنبياء جميعهم. اسمه عبد الصمد، فالشيخ الباجوري يقول لك ماذا؟ يقول لك: قل له آمنت به إن كان نبياً، آمنت به. يعني بهذا
الشرط. وهل كنت أعرف إن كان هناك نبي اسمه عبد الصمد؟ أنا مؤمن به، أنا مؤمن به حقاً، كما قال سيدنا أبو بكر: إن كان قال فقد صدق. صدق، ليس هناك معرفة، والملائكة يا مولانا كانوا ينزلون علينا، يعني في غزوة بدر، معروف أن في أول لقاء بين المسلمين وبين الكفار، الملائكة نزلوا بشرى، حيث كان ربنا أمدنا بألف ملك، وبعد ذلك خمسة آلاف ملك من الملائكة، كانوا من أنواع البشرى. هل كان الصحابة يا مولانا يرون يعني في... بعض الناس قالوا إن الصحابة كانوا يرون رجالاً معهم يُكثِّرون العدد، فيقولون: "ادخل يا أخا الإسلام، اضرب". وآخرون قالوا: "لا، هؤلاء ملائكة كانت تحارب بنفسها". نريد أن نخرج من هذه الإشكالية يا مولانا في الوقت المتبقي من الحلقة. هو بدون شك أن الملائكة قد أيدت المؤمنين وأنها نزلت تؤيدهم، نعم. هذا بدون شك نعم، سواء بالقتال الفعلي أو بالتكثير العددي. نعم، يعني الآن أنا أشعر أننا كثيرون. نعم، أراك تنظر حولك يميناً وشمالاً
فتجد أناساً معي. نعم، أما هل كانوا يقاتلون فعلاً، فهذه مسألة ليست هي القضية، لكن القضية أن هناك ملائكة، أن هناك ملائكة نزلت وأنهم... أدركوا أن هناك من يؤيدهم، ثم اختلفت الرواية فيما إذا كانوا قد وجدوا علامات للملائكة في القتلى أنفسهم. نعم أم لا، أو أنهم لم يشاركوا، لأنهم لو شاركوا لكان ملك واحد يكفي. صحيح أن جزءاً من جناحه فقط يستطيع أن يهدم الأرض ومن عليها، مثلما حدث في سدوم وعمورة، فعلها ملك واحد؛ مجرد أن يرفع جناحه هكذا فتحدث الخسوف. بها العرض إذا فهذه قضايا بسيطة يعني، لكن الاعتقاد هو أن الملائكة كانت تؤكد بشرى للمؤمنين في استقرارهم في قوتهم، وهذا هو الذي نقل المؤمنين من حال إلى حال. يعني فضيلتك تقول لنا ألا نتدخل في الرفاهية أو في العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا
يضر، عندنا يقين أن... الملائكة نزلت نراها، نعم تماماً، إذن نحن ربطنا ما بين الملائكة والبشرى، والآيات القرآنية كثيرة في هذا الأمر: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون". حسناً، نريد يا مولانا أن ندخل في موضوع العمل الصالح، ما ارتباط العمل الصالح بالبشرى؟ أو ارتباط العمل الصالح بالمبشرات، الإنسان عندما يوفق للعمل الصالح فإن هذا التوفيق يكون أول مراحل البشرى، التوفيق أول مراحل البشرى، جميل جداً. متى يسألني أحدهم قائلاً: "الله، أنا أريد أن أعرف هل ربنا راضٍ عني أم لا؟"، نعم، أقول له: "حسناً، السؤال هو: هل وفقك لعبادته؟" فيقول لي: "نعم، أصلي كل..." يوماً قلت له: حسناً، ومن الذي خلق هذه الصلاة، ومن الذي منحك التوفيق؟ إنه الله. إذاً هذه بشرى جميلة، فما كان ليوفقك ثم
يعذبك. إنه هو الذي وفقك، وكان من الممكن أن يخلق الضلال فيك، وأن يمنعك من هذا التوفيق، وأن يحول بينك وبين مرادك وبينك وبين قلبك. فعندما يقوم الإنسان بالعمل الصالح ويجد نفسه أنه قد واظب على ورده في الذكر، نعم، بدأ... حسناً، لقد انتهى وقتنا يا مولانا، فلنؤجل موضوع ارتباط العمل الصالح بالبشر إلى الحلقة القادمة إن شاء الله. الحلقة القادمة إن شاء الله سيكون له كلام مهم إن شاء الله. ربنا يفتح عليك يا مولانا. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة على وعده باللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله. نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    فيديو غير موجود - أ.د. علي جمعة