المؤمن | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

المؤمن | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى سبحانه وتعالى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها. نعيش في هذه اللحظات مع المؤمن، ربنا سبحانه وتعالى من أسمائه الحسنى المؤمن، والمؤمن مشتق من الأمن ومن الإيمان. ومن الأمان فالله سبحانه وتعالى لا بد أن نؤمن به، والإيمان معناه التصديق الجازم المطابق لهذا الواقع والحقيقة. الإيمان
هو التصديق بالله تعالى، والله سبحانه وتعالى هو أكبر حقيقة في هذه الأكوان وفي هذه الحياة التي نعيشها. إذا أنكر الله في القلوب أو في العقول حدث الخلل، نرى كثيرا من الناس لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق، لماذا؟ لأنهم لم يؤمنوا بالله سبحانه وتعالى، لا بد من الإيمان بالله فهو الذي بإيماننا به يخلق لنا الأمان ويخلق لنا الأمانة، الأمن
يكون في علاقتنا مع الآخرين، فضد الأمن الاضطراب والفوضى. والاضطراب وعدم الاستقرار وانعدام الأمان يكون مع أنفسنا، فضد الأمان الكآبة وضيق الصدر وعدم السعادة، والله سبحانه وتعالى إذا خلق الإنسان باسمه المؤمن فآمن به وسلم له وأعلى شأنه في قلبه وخشع له خشوع العابدين واتقاه تقوى المتقين فإنه يشعر بالأمن والأمان، والأمن والأمان كما أنهما من آثار الإيمان
فهما مستلزمات هذا الإيمان ويجب أن تتوافر وأن يشيع الأمن والأمان في الناس حتى يستطيعوا أن يمارسوا إيمانهم من غير كره ولا قهر من أحد لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي المؤمن
سعيد بربه وآمن بربه ومؤمن بربه وهذا الاسم مما يشترك فيه الإطلاق على الذات الجليلة والحقيقة العليا على الله سبحانه وتعالى وعلى البشر أيضا، ولذلك يتصف البشر أو واحد من البشر بأنه مؤمن، بل وقد يكون عالما أيضا، فيسمى أحدنا بمؤمن، إلا أن الاسم الذي هو لله حقيقته المطلقة وكماله المطلق، فهو سبحانه وتعالى مؤمن لأنه يصدر منه الأمن ولأنه يصدر منه الأمان
ولأنه هو الذي يوفق إلى الإيمان ولأنه هو الذي يجب علينا أن نؤمن به على الحقيقة، ولكن لو سمينا أحدنا بمؤمن فإنه ينبغي عليه أن يبذل الجهد في أن يكون عمله عمل المؤمنين، وهذا يحتاج منه إلى مقاومة نفسه وإلى القيام بالطاعة وإلى البعد عن المعصية لكي يمكن للإنسان أن يطلق عليه اسم ولكنه لا يوافق حقيقة ذلك الاسم، فقد يطلق عليه أنه عادل ولكنه يكون ظالما، أو صادق ولكنه يكون كاذبا، أو مؤمن ولكنه يكون كافرا، أما بالله وإما بالعشير وإما
بالنعمة، فإن الكفر معناه الستر، ستر القلب عن الشكر المناسب أو عن التصديق المناسب أو عن العطاء المناسب، فلا بد لنا أن نبتعد عن هذه الأنواع كلها عن كفر العشير وعن كفر النعمة وعن الكفر بالله والعياذ بالله تعالى، الكفر سبب التعاسة سبب الفوضى سبب التشتت، والإيمان إنما هو وضوح في الأذهان وعمل بالأبدان والجوارح ولفظ طيب باللسان يخرج من فم الإنسان لأخيه الإنسان، كلمة
المؤمن كلمة طيبة أعلى الله شأنها. المؤمنين بأن أطلقها على نفسه سبحانه وتعالى حتى يفتخر المؤمن بأن له اسما من أسمائه تعالى، وقد سمح لنا بذلك كالرحيم والكريم. إلى لقاء آخر أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    المؤمن | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا