الميقات الزماني والمكاني للحج وأنواع الحج | أ.د علي جمعة

الميقات الزماني والمكاني للحج وأنواع الحج | أ.د علي جمعة - فتاوي
يسأل سائل قال تعالى: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"، فما هي تلك الشهور؟ الحج له ميقات زماني، والميقات الزماني يبدأ بمغرب آخر يوم من رمضان، لأن الليل هو الذي يبدأ به اليوم، فالليل الذي هو لآخر يوم من الصيام سواء.
كان يوم التاسع والعشرين أو الثلاثين، وبعدما أُذِّن للمغرب أصبحنا في ليلة العيد. ماذا تعني ليلة العيد؟ تعني شوال، فصباحاً سنصلي صلاة العيد ويبدأ التكبير في عيد الفطر من المغرب. فور أدائنا لصلاة المغرب ونحن ذاهبون للصلاة نقول: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر"، وتضج الشوارع والميادين. والأسواق وما شابهها بالتكبير احتفالاً بيوم العيد، نفعل هذا إلى صلاة العيد. وأول ما يؤذن المغرب، يجوز لك أن تغتسل اغتسال العيد. حتى لو لم يؤذن للفجر
بعد، يجوز لك أن تغتسل اغتسال العيد بعد منتصف الليل. إذا أذن في الساعة الحادية عشرة والنصف أو الثانية عشرة، قم لتذهب وتغتسل اغتسال العيد. حسناً، وأيضاً يجوز. لك أن تحرم بالحج، هذا الجزء المتعلق بالميقات الزماني. الحج في أشهر معلومات، ما هي هذه الأشهر المعلومة؟ هي شوال أولاً، وذو القعدة، وذو الحجة، فتصبح ثلاثة أشهر. إذا أذنت المغرب فقلت: "لبيك اللهم بحج"، أو "بعمرة متمتعاً بها إلى الحج"، أو "لبيك اللهم بعمرة مع الحج" مقترنة،
يعني قارن. قُمْ تَنْعَقِدْ التَّلْبِيَةُ. النِّيَّةُ التي أَنْتَ وَضَعْتَهَا هَذِهِ تَنْعَقِدُ، وَلَابُدَّ أَنْ تَكُونَ وَأَنْتَ تَقُولُهَا مُحْرِمًا. لِمَاذَا تَنْعَقِدُ؟ تَنْعَقِدُ لِأَنَّهَا فِي الزَّمَنِ المُنَاسِبِ. حَسَنًا، أَنَا فَعَلْتُ قَبْلَ ذَلِكَ، ارْتَدَيْتُ الْإِحْرَامَ قَبْلَ الْإِفْطَارِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ وَقُلْتُ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ بِحَجٍّ"، لَا تَنْعَقِدُ. إِنَّهَا مِثْلَ قَوْلِكَ "اللهُ أَكْبَرُ". الساعة الحادية عشرة لكي تصلي الظهر، هل تنعقد الصلاة؟ والله لا تنعقد، فلم يدخل وقت الظهر بعد ولم
يُؤذَّن له. يمكنك أن تتوضأ، لكن عندما تقول "الله أكبر" وتدخل في الصلاة ولم يأتِ أذان الظهر بعد، كيف يصح ذلك؟ يمكن جمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، لكنني الآن في الساعة الحادية عشرة، لا يصح ذلك ولا تنعقد الصلاة. إذا كان الحج له مواقيت، وهذه المواقيت معلومة تبدأ مع بداية أول يوم في شوال، فتنعقد التلبية بالحج، وهذا معنى الميقات الزماني. حسناً، إذا جئت في شوال أو ذي القعدة أو أي وقت آخر وقلت: "لبيك اللهم بحج" وأنا محرم، فقد انتهى الأمر
وتحركت. أنا أحرمت بهذا الشكل في بلدي في القاهرة. يجوز قال يجوز يجوز أنك أنت تُحرِم في القاهرة وتُحرِم في بيتكم، الأفضل ماذا؟ الأفضل أنك تُحرِم عندما تصل إلى الميقات حتى لا تظل مُحرِماً ويَحرُم عليك محظورات الإحرام هذه المدة كلها، فيكون ذلك مشقة عليك، وما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما عليه الصلاة والسلام، فالأفضل أنك تنتظر حتى تقترب. من الميقات، هذا الميقات يشكل نصف دائرة حول الكعبة المشرفة. الكعبة هنا وهذا نصف دائرة،
وتكملتها هي البحر، بحر القلزم. ما هو بحر القلزم هذا؟ إنه البحر الأحمر الذي بيننا، هو هو. حسناً، فإذا أتيت هنا من بغداد، فلي ميقات، وإذا أتيت من نجد، فلي ميقات. الآتي من اليمن له ميقات والمواقيت هذه معلّمة من اليمن اسمه يلملم، ومن العراق ذات عرق، ومن نجد قرن الثعالب معروفة هكذا، وهو من هنا، وهو المدينة الجحفة، وهكذا ذو الحليفة. كل شيء له ماذا؟ له موقع على الخريطة، ولكن هذه المواقيت
تشكل نصف دائرة حول مكة المكرمة. هذا هو ميقات المكان. لا يجوز لك أن تدخل الميقات (هذا المكان) إلا وأنت محرم. حسناً، إذا ذهبت ولأي سبب كان ليس معي إحرام، كنت نائماً في السيارة ودخلت الميقات المكاني وأنا غير محرم، فيجب عليك دم (ذبيحة). يجب عليك أن تذبح ذبيحة لأنك تعديت الإحرام أو تعديت الميقات من غير إحرام. أربعة دماء. حج تحصر أولها المرتب المقدر، تمت فوت، وحج
قرن، وترك رمي، والمبيت بمنى، وتركه الميقات والمزدلفة، أو لم يودع، أو كمشي، اخلفه نذره، إن دماً فقد يصوم ثلاثة فيه وسبعاً في البلد. يبقى هذه هي الأشياء التي سيكون فيها، تبيح منها ماذا؟ أنك تعبر الميقات، تترك الميقات وأنت بملابسك هكذا. حسناً، أنا رجل عجوز ولن أُحرِم أصلاً، هل يجوز ذلك؟ يجوز، وعليك إثم. سأدخل وأنا بالجلباب هكذا في أمان الله، وأذهب لأطوف وأسعى وأذهب إلى عرفة بجلبابي هذا. لماذا تفعل هكذا؟ قال الرجل: أنا
عجوز عمري تسعون سنة وأخشى أن أُصاب بالبرد فأموت. تموت؟ حسناً، ربنا يعطيك طول العمر. يجوز، يجوز. لم يُحرَّم، يجوز، لكن يدفع فدية. حسناً، فإذا عرفنا الميقات الزماني وماهيته، وهو يبدأ من شهر شوال لمدة سبعين يوماً: شوال بأكمله (قُل ثلاثين يوماً)، وذو القعدة بأكمله (قُل ثلاثين يوماً) لأنه قد يكون تسعة وعشرين يوماً، وعشرة أيام من ذي الحجة. وانتهينا خلاص من يوم عرفة، ورمينا الجمرة الكبرى، فيكون... كم هذا؟ إنه سبعون وثلاثة
أيام التشريق، فيصبح ثلاثة وسبعين. ولو كانت تسعة وعشرين وتسعة وعشرين، فيصبح واحداً وسبعين. إذاً، من واحد وسبعين إلى ثلاثة وسبعين يوماً، هذا هو زمن الحج الذي يمكن للإنسان أن يُنشئ فيه الحج. ماذا أيضاً متعلق بزمن الحج هذا؟ قال لك: أنا ذهبت في... في موسم الحج ذهبت لأداء العمرة ثم عدت إلى منزلي الصغير وأهلي، ثم أخذت أغراضي وانطلقت من الميقات وعدت إلى مصر، أو أخذت أغراضي وذهبت إلى المدينة المنورة، فأديت العمرة في بيت الله ولم
أكن ناوياً الحج في ذلك الوقت، أديت العمرة وذهبت إلى المدينة ولم أكن ناوياً الحج، أي أنني لم أقل "لبيك اللهم بحج"، بل قلت "لبيك اللهم بعمرة" فقط، وانتهى الأمر. وأنا خارج من مصر وقلت لبيك اللهم بعمرة وذهبت لأداء العمرة وسافرت لزيارة سيدنا في المدينة، وبعد ذلك رجعت من عند سيدنا محرمًا بالحج، فهل هذا تمتع؟ هم على مذهبين، قالوا نعم عمرة في زمن الحج وحج يكون تمتعًا من الناحية الظاهرية. الشافعي قال لا، هذا يجوز الإفراد فيه بالحج. اعتمرت في زمن الحج
وبعد ذلك تريد أن تنوي الحج بعد أن رجعت إلى منزل أهلك، ليس بالضرورة أن ترجع إلى مصر، فلو خرجت خارج الميقات وسافرت إلى الرياض في مشوار، أو ذهبت إلى الشام، أو نزلت إلى اليمن، أو ذهبت إلى المدينة، فأنت بذلك خارج الميقات. وإذا أردت أن تحج فتقول: "لبيك اللهم بحج"، وعليك دم، أبداً لأن الحج المفرد. لا يجب عليه دم، هذا كلام الإمام الشافعي ومعه أبو حنيفة ومالك وأحمد، قالوا لا يجب عليه دم. أتدرك كيف؟ وهذا مبني على ماذا؟ على هل يلزم المتمتع أن يبقى في مكانه دون فصل أو خروج أم لا في زمن الحج؟
أول ما تقرأ "في زمن الحج" تعرف أنهم يقصدون السبعين يوماً، هل... لا بد أن نبقى ولا يمكن أن أخرج ويأتي، قال له: "تخرج وتأتي أنت، فعلته في الزمن"، فيكون هذا نظراً إلى ماذا؟ إلى الزمان الثاني. قال: "لا، هذا خارج وآتٍ"، فيكون نظراً إلى المكان. فيكون الإمامان هؤلاء نظروا إلى المكان، والإمامان هؤلاء نظروا إلى الزمان. أخذت بالك؟ فيجوز لك عند الشافعي أن... أنت ترجع وأنت راجع تقول لنفسك اللهم بحج، حتى لو كنت قد أديت عمرة في زمن الحج، لا يحدث شيء. الثانية، لا يحدث هذا، بل يكون تمتعاً ويكون عليك دم لأن التمتع عليه دم.
    الميقات الزماني والمكاني للحج وأنواع الحج | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا