النور | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

النور | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش هذه اللحظات مع اسم ورد في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وهو النور، فالله سبحانه وتعالى نور السماوات والأرض. الله نور السماوات والأرض ولكنه نور ليس ككل نور، في ذاته هو سبب النور، هو سبحانه وتعالى خالق النور، هو سبحانه وتعالى الذي يخلق
أثر النور، هو سبحانه وتعالى الذي أنزل النور، فالنور يطلق على ضياء الشمس ويطلق على كل ما يبدد الظلام، ولذلك عندما اخترعنا واكتشفنا الكهرباء أطلقنا عليها نور والنور يطلق على الهداية ولذلك أطلق على التوراة والإنجيل والقرآن لأنها من عند الله سبحانه وتعالى والنور يطلق على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومما كان شائعا في ألفاظنا وقل الآن وياليته يرجع اللهم صل على نور النبي فاللهم نصلي على نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو نور في نفسه ونور في هدايته ونور في قلبه ونور في دعوته ونور على
نور فالنور يطلق إذا على المخلوقات ويطلق على الصفات كالقرآن الذي ليس بمخلوق لكنه نور ويطلق على رب العباد يبين لنا ربنا بذلك وهو يخاطبنا بلغة بشرية تصل إلى عقولنا وتحرك قلوبنا وأنفسنا وأرواحنا يبين لنا أنه يبدد ظلمات الفسق والمعصية والكفر في قلوبنا، فإذا حبب إلينا الإيمان أدخل النور في قلوبنا، ومن خالطت بشاشة الإيمان قلبه فإنه لا يخرج أبدا. إذا شعر القلب بحلاوة وبشاشة الإيمان لا يخرج أبدا، فسبحانه
وتعالى نور. بعض الناس في التفسير يقولون الله نور السماوات والأرض يعني منور السماوات والأرض يعني هو سبب هذا الضياء وهذا النور هو سبب هذه الهداية وهذه الدلالة لأن الهدى على ثلاثة أنحاء هدى بمعنى التوفيق وهذا بيد الله سبحانه وتعالى قال إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء هذه الهداية معناها التي نسبها الله لنفسه واستقل بها وجعل سيد الخلق ليس لك من الأمر شيء، هي هداية التوفيق فليس
لأحد سوى الله أن يوفق الناس وأن يدخل في قلوبهم النور نور الإيمان إلا الله سبحانه وتعالى، والهدى بمعنى الدلالة والإرشاد وأنك لتهدي إلى صراط مستقيم يعني ترشد إلى الصراط المستقيم، والهدى بمعنى التوفيق والانجذاب كما جعل الله البيت الحرام هدى وقياما للناس فجعله هدى للعالمين فيه آيات بينات إذا هناك
ما يسمى بالمشترك في اللغة الألفاظ يكون لها معنيان أو ثلاثة فبعض الجهلة الذين لا يعرفون هذه الحقيقة من كلام العرب يقولون لك كيف إذن إنك لا تهدي من أحببت وإنك لا تهدي إلى صراط مستقيم كيف لا تهدأ وتهدئ مسكينا، الجهل أساس البلاء، عدم إدراك الشيء سواء كان في الكون أو كان في اللغة أو كان في الشريعة مصيبة، ولذلك قال تعالى "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، وسمى العصر الذي فيه الشرك بالله وخلط الأوراق بعصر الجاهلية، مشتق من الجهل مباشرة. تعلم أن هناك جهلا هنا لأنه
جهل المشترك اللغوي، فالعين قد تكون بمعنى الجارحة التي نبصر بها وقد تكون بمعنى البئر، هكذا لغة العرب، ولا يختص هذا الاشتراك بلغة العرب بل هو موجود في كل لغة، فلماذا يتحدث الجاهل بمثل هذه الأشياء؟ الحقد بعضه، والضلال بعضه، والأموال. التي تصرف بعضها ولكن كل ذلك مبني على الجهل فاللهم نور قلوبنا وعقولنا بنور العلم والإيمان واقض على الجهالة يا أرحم الراحمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد