الودود | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، نعيش هذه اللحظات مع اسمه سبحانه الودود. والودود مشتق على وزن فعول من الود، والود هو الحب، والحب قد يكون عارضا وقد يحب الإنسان في يوم ما يحب ثم بعد ذلك يكره، ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا
ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما. والعامة يقولون في هذا الشأن إن القلب يتقلب. لا يحب إلا بعد عداوة وهذا هو الملاحظ أن العداوة تنشأ لأي سبب كان، ثم بعد ذلك يتحول الشعور بين الاثنين عندما يطلع كل واحد منهما على حقيقة صاحبه إلى حب وصداقة تستمر لأنه كان قد فهم خطأ من موقف أو من تصرف أو من كذا إلى آخره وهذا كثير الحياة الدنيا أما الود ففيه نوع اتصال لا يتقلب، يرد على الإنسان الميل
القلبي بالحب، يرد على الإنسان الميل القلبي للكره، لكن الود ليس كذلك، الود فيه استمرار، فالودود فيها نوع من أنواع الأمان مع الله سبحانه وتعالى، يا ودود يعني يا من تحب فلا تكره، فإن الحب من الله سبحان الله وتعالى أصلا لعباده في ذواتهم لصنعته، لأن هذا الإنسان هو حبيب الله، فالله سبحانه وتعالى خلقه وافتخر به على ملائكته وأسجد الملائكة له، فالأصل هو أن هذا الإنسان حبيب الله،
وما دام الإنسان حبيب الله فحب الله له لا ينقطع، فإذا انحرف الإنسان عن جادة الصواب فأفسد في ومن خلق الله وارتكب المعصية فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له باب التوبة فهو التواب ولأجل ذلك فهو ودود سبحانه لا ينتهي هذا الود ولا ينتهي هذا الحب ولا يمكن للإنسان مهما عصى أن ينزع من إنسانيته ولذلك نتعجب كثيرا من أولئك الذين يريدون ألا يتوب الله على عبادة مصيبة هذه كثيرة الآن على شبكة المعلومات الدولية يقول لك هذا المسلمون عندهم أن
الذي يرتكب ذنبا يتوب فماذا نفعل إذن طبعا يجب أن نتوب يا حبيبي يا رب الذي قبل توبتنا ويا حبيبي يا رب الذي أدام محبته على الإنسان انظروا إلى ما يدعو إليه الإسلام وانظروا إلى ما هذا الحب الذي لله للإنسان والود الذي لله للإنسان لا ينقطع لأنه قد خلقه وهو صنعته يا ودود كنا نسمع مشايخنا وهم يدعون في سرهم يقولون يا حبيبي يا رب يا حبيبي يا رب فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فيا حبيبي يا رب هذه عظيمة جدا ما يلخصها قلنا يا ودود يا
ودود فكلمة يا ودود تشمل أنه يحب حبا أصيلا يحب حبا مستمرا يحب حبا تترتب عليه قبول التوبة والمغفرة والعفو والمسامحة يحب حبا فيه رحمة بسم الله الرحمن الرحيم يحب حبا يعلم الإنسان أنه إنسان ولذلك يا ودود من الأسماء الستة الفرعية التي تلخص كثيرا من أسماء الله الحسنى فأمر المشايخ بالذكر بها يقول لك سبعة أصول لا إله إلا الله هو حي قيوم حق طهور وفي ستة فروع أحد
عزيز قل هو الله أحد عزيز وهاب مهيمن ودود باسط ستة نعم الثلاثة عشر اسما هؤلاء قال لك هؤلاء لخصوا الأسماء الحسنى كلها لما جلس المشايخ يذكرون بهذه الأذكار وعندما تدبروا هذا الأمر وجدوا أنها تدل على ما وراءها من بقية الأسماء الحسنى فذكروا بها وفي أثناء الذكر يبقى الواحد مستحضرا المعاني الكثيرة لها وفقنا الله وإياكم إلى ذكره سبحانه وتعالى وإلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة