أختي لا تصلي وتجدها ثقيلة عليها | ا.د علي جمعة

يسأل ويقول: أختي لا تصلي وتقول أنها كل ما بدأت في الصلاة وجدتها ثقيلة جدًا عليها فتتركها وتنساها وترجع مرة أخرى، عفوًا، تجدها ثقيلة جدًا عليها فتتركها وترجع مرة أخرى تصلي، تستمر يومًا أو يومين وتتركها مرة أخرى، فهي ثقيلة عليها، غير قادرة،
متضايقة، مختنقة. ماذا نفعل؟ مشايخنا أرشدونا إلى أمرين قالوا لنا. أولاً: أكثروا من الصلاة على النبي خارج الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، يعني كان ذكر الله أكبر من الصلاة، فتصلي على النبي. ولماذا خُصَّت الصلاة على النبي؟ لأن كل الأعمال بين القبول والرد إلا الصلاة على الجناب الأجل صلى الله عليه وسلم. الله عليه وسلم قوم، ربنا اقبل الصلاة، سيقبل الصلاة لأنها متعلقة بالجناب الأجل، من أجله، من أجل سيدنا النبي. فعندما يقبلها
منك يرضى عنك فيوفقك. ورقم اثنين، الرقم اثنين الاستمرار، وكان يحكي لي شيخي قال: أنا كنت أنزل من البيت متوجهاً إلى المسجد للصلاة - وهو شاب - فوجد كأن هذا تعبيره - رحمه الله - أنه يجد كأن كيسَيْ إسمنت في رجليه، أي أنه لا يستطيع نقل رجله إلى الخطوة التالية، ورجله الأخرى أيضاً لا يستطيع نقلها إلى الخطوة التالية، كأنهما كيسا إسمنت. فيقول: "ما هذا؟ لماذا أنا في هذه الحالة؟"، فيلتفت ويوجه وجهه نحو البيت - بينما كان وجهه متجهاً نحو المسجد - فيجد... روحه مثل الرهوان
يجري فقال لي: قلت لنفسي "الله، هو أنت الذي تفعل هكذا يا إبليس؟ حسناً، أنا ذاهب إلى المسجد، ذاهب إلى المسجد". الهمة والتصميم، يمشي فيجد ماذا؟ الإسمنت! الإسمنت! سأذهب ولو زحفاً. ظل يمشي ويمشي ويمشي بعناد، وهي الحالة التي كانت عليها هذه الأخت، ثم انفكت. جاء بعد ذلك أمام المسجد. وذهب ففُك تلك الأشياء، يا إخواننا هذه الأمور تحدث، لكن انظر كيف أدرك الرجل أن هذا أمر يريد أن يصده عن الخير. ففي هذه الحالة النفسية التي تأتيك تصدك عن الخير، ماذا تفعل؟ أولاً: نستعين بالله،
ثانياً: نستمر، "أحب الأعمال إلى الله أدومها"، وانقلب هو وذهب مستمراً في الطريق فوصل. فهذه نقطة مهمة جداً يجب أن تنتبهوا إليها.