برنامج إحياء علوم الدين | حـ 16 | التوبة | قناة اقرأ | 2011 - 08 - 16 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات برنامجكم "إحياء علوم الدين" مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلاً ومرحباً بك يا مولانا. أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بكم يا سيدنا. نحن اليوم إن شاء الله في الحلقة رقم ستة عشر. تحدثنا مع فضيلتكم، وفضيلتكم أوضحت لنا الأشياء المهلكات. كنا نتحدث بالأمس عن البخل، واليوم نريد أن نبدأ الحديث عن المنجيات أو مفاتيح النجاة، ونبدأ بالتوبة إن شاء الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة. والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، كما هو معروف لدى الكافة أن الإمام أبا حامد الغزالي عندما ألف كتابه إحياء
علوم الدين قسمه إلى أربعة أرباع، إلى العبادات والمعاملات، وفي هذين الربعين أقام الشريعة وهي الإناء الذي سوف نضع فيه الأخلاق ونضع فيه الأنوار ونضع فيه كل جميل بعد ذلك من أعمال القلوب ثم جعل المهلكات والمنجيات كنصف ثانٍ للكتاب أو في ربعين ونحن قد انتهينا من المهلكات من تخلية القلوب أول شيء في المنجيات أن نتوب إلى الله. التوبة في لغة العرب معناها الرجوع، الرجوع، وهي تاب الحقيقة أتت من ثاب، نعم يعني كان الثاء والتاء. يتبادلان أي يأتي أحدهما مكان الآخر، كأن تقول مثلاً "ثوم" أو "توم". فمعنى "فثاب" أي
رجع، فهذا الرجوع يعني أنني قد عدت إلى الله نتيجة المراقبة. وعندما نرجع هكذا يكون هناك محاسبة. رجعت إلى الله وأقول له: يا رب أنا الآن فعلت كذا وكذا وكذا، فأنا قد عدت. عن ذنوبي وبدأت في طاعاتي، وكان سيدنا عمر يقول: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا". ما شاء الله، فمن هنا من كلام سيدنا عمر الخبير التقي النقي الخليفة، هذا أمير المؤمنين، يجب لا بد من الرجوع والتوبة. والأوبة إلى الله سبحانه وتعالى والمحاسبة
هذه ستنتظم ثلاثة أمور: أي علم وحال وفعل. العلم موجب للثاني الذي هو الحال، والحال موجب للثالث الذي هو الفعل إيجاباً. اقتضته سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه. سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "والله إني لأستغفر الله". وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، سبعين مرة وهو المعصوم الذي لا يرتكب ذنوباً أصلاً عليه الصلاة والسلام. نعم، فهي تحتوي على نوع من أنواع المراقبة أو النقد الذاتي، وفيها نوع من أنواع المراجعة، وفيها محاسبة لعمل اليوم، ثم بعد ذلك ننطلق إلى التوبة إلى... الله
سبحانه وتعالى، ننطلق إلى الصفحة الجديدة. مفهوم الصفحة الجديدة: هيا بنا نبدأ صفحة جديدة مع الله. جميل، طيب يا مولانا، نريد أن نعرف ما هي الأسباب التي يرتكب بها الإنسان ذنوباً، يعني لماذا يفعل المرء الذنب أصلاً؟ هل الإمام أبو حامد الغزالي قسمها إلى أسباب؟ هو له مصطلحات يعني. تحتاج إلى شيء من الإيضاح فيقول مثلاً أن أمهات الذنوب تنحصر في أربع صفات: صفات ربوبية، وصفات شيطانية، وصفات بهيمية، وصفات سبعية. السبعية هي من السبع وليست من وقع السبعة، لا، إنها من السبع وهو الأسد. يعني أن السبع في لغة العرب يُطلق على الأسد ويُطلق على... غيره قد يطلق على الكلب مثلاً، أجل، "سبع" من أسماء الكلب. فالسبع معناه السبع الضاري، يعني الحيوان
المفترس. الحيوان المفترس فلما كان الأسد والنمر والضبع وما شابه، وقد يكون أيضاً الذئب، وقد يكون الكلب عنده محاولة افتراس، فآكلات اللحوم هذه التي هي قوام ذلك تُعَدُّ سبعة، جميل. نعم، الصفات الربوبية يعني. مثلاً هو ضرب لها مثلاً بالكبر والفخر وحب المدح والثناء من الغير وحب الدوام ودوام البقاء. قومٌ يسميها الصفات الربوبية، سماها ربوبية نسبةً إلى الله، يعني أنت تنازع الله في صفاته. أنت تريد أن تبقى على الدوام، وهذا الله هو الباقي. أنت تريد أن تتكبر، والله هو الكبير المتعال لكن. أنت كان من شأنك التواضع ومن شأنك الفناء، فهذه سماها ربوبية،
يعني ما لك وما لها، يعني أنت ليست هذه من الصفات التي أُمر بها البشر أن يتكبر، بالعكس، فنحن قلنا في حلقة الكبر أن حديث: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، ومن نازعني واحداً منهما أخذته ولا أبالي"، أخرجه البخاري. فإذا هذا هنا يعني هذا جزء مهم جداً في هذا المعنى وهي الصفات الربوبية، فلماذا تنازع الرب سبحانه وتعالى في صفاته؟ القضية الثانية من أمهات الذنوب لكي أتوب منها هي الصفات الشيطانية، نعم صفات الشيطان. ما شأنك بها؟ نعم، لا تقلدها، لا تقلدها من الحسد والبغي والخداع والأمر بالفساد، فهذه هي. هذه لا يأمر بها ربنا، ليست مثل الكِبر ولا مثل العظمة ولا مثل الصفات
التي يوصف بها الله، فهذه صفات خسيسة. فما شأنك بالصفات الربوبية وما شأنك بالصفات الشيطانية؟ العلة الثالثة كما يقول الإمام الغزالي هي الصفات البهيمية: شهوة البطن وشهوة الفرج، فهي مثل البهيمة. إذا كانت البهيمة مثل الحيوانات، نعم فالبقر هكذا، أي أن البقرة تأكل صحيح، والفيل يأكل، إن الفيل يأكل. فهذه المسألة، أي سرقة المال وأكله بغير حق، قد تشبه البقرة التي تجوع أثناء سيرها، فتدخل حقلاً لا شأن لها به. فالحقل هذا ملك لمن؟ لا شأن لي بذلك. ما شأني؟ نعم، أنا آكلها وانتهى الأمر. نعم، أي في هذه الصفات الإلهية الربوبية والصفات الشيطانية، فأنا لا أقلد الإله فيما اختص به من جلال، ولا أقلد الشيطان فيما اختص به
من انحطاط أو نقص، ولا أقلد أيضاً البهيمة كأن ليس فيّ روح. أنا نفخ الله فيّ الروح، أما البهيمة فلم ينفخ فيها. فيها من روحه هي حية نعم ومتحركة بالإرادة لكن ليس فيها هذه الروح التي أسجد الله الملائكة إليها، لا إله إلا الله. الصفات الرابعة يسميها السبعية التي هي نسبة إلى السبعة، التي هي مثلاً مثل ماذا؟ مثل الغضب، أيضاً تكلمنا نحن عن الغضب، عن الإيذاء، فأنا يعني الإيذاء. هذا الشتم والقتل واستهلاك الأموال والاعتداء على الآخرين وهكذا، تجد أن هذه صفات سبعية لأن فيها نوعاً من أنواع القوة، وليست الشهوة، وإنما هي نوع من أنواع استعمال الجسد في شيء هو من صفاته
وهي الصفات السبعية، هذا هو الفرق بينها وبين البهيمية، يعني البهيمية هذه مثل شهوة البطن والفرج فيها شهوة. البهيمية فيها شهوة، أما السبعية فليس فيها شهوة، وإنما فيها عنف وقسوة وأمور أخرى ترجع إلى الجسد ليس من ناحية الشهوة. جميل، فالبهيمية والسبعية قريبتان من بعضهما قليلاً، هذا بهيمة وذاك سبع. أصل البهيمة يمكن أن تكون قطة، ويمكن أن تكون أي شيء، لكن السبعية لا بد أن تكون قوية. لا بد أن يكون أسدًا ذئبًا أو حيوانًا مفترسًا. الإمام أبو حامد فرّق بين الزنا كبهيمية أو أكل المال بالباطل وبين السبُعية مثل الغضب والتعدي والأحلام. نعم، نعم. وقال إن هؤلاء هم ماذا؟ هم كما تقول مصادر الذنوب، أي هم أمهات مداخل الذنوب. تتصف بصفات ليست صفاتك لأنها ربوبية أو ليست صفاتك لأنها
شيطانية أو ليست صفاتك يا صاحب الروح لأنها بهيمية أو ليست صفاتك لأنها سبعية. ما شاء الله، ربنا يفتح لك يا سيدنا. نذهب إلى الفاصل ونستكمل الحوار الشيق مع فضيلتكم. فاصل... عدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من حلقات. برنامجكم إحياء علوم الدين مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. اليوم يا مولانا أول حلقة نتحدث فيها عن المنجيات، وكنا نتحدث عن التوبة، وفضيلتكم أوضحتم لنا الأسس الأربعة التي هي الربوبية والشيطانية والبهيمية والسبعية التي تدعو إلى الذنوب التي تجعلنا نحتاج.
إلى التوبة جميل. ما أهمية التوبة هذه يا مولانا؟ ربنا أمر بها. جميل، قال تعالى: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون". ما شاء الله! فتكون أهمية التوبة أن نكون من المفلحين. نعم، لأنه يقول لي "لعلكم تفلحون"، يعني لو لم أتب لن أكون مفلحًا. جميل يا الذين. آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم، هذه المنفعة الأولى. ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، هذه المنفعة الثانية. يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم، هذه المنفعة الثالثة. وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا، هذه المنفعة الرابعة. الغفران قادر على كل شيء. إذاً، فوائد التوبة هذه الأربعة، نعم. فعندما يقرأ الإنسان ويتدبر هكذا "إن الله يحب التوابين
ويحب المتطهرين"، إذاً التوبة تؤدي إلى أن الله يحبني! يا للعجب! هذا جميل جداً. أنا أريد أن يحبني الله، إذاً التائب من الذنب... كمن لا ذنب له، يقول سيدنا هكذا. إذاً، الصفحة البيضاء - نظرية الصفحة البيضاء هذه نظرية عندهم تقول أن الإنسان ليس له فطرة وليس له كذا إلى آخره - هذا خطأ. لكن الصفحة البيضاء عندنا تعني أن صفحتي بيضاء من الذنوب، الطهر عندي، طهر عندي، عفاف كأنها - يا مولانا إذا جاز التعبير. بعد إذنك يا سيدنا، الذي يمسك ممحاة ويكتب، يمحو الكتاب الذي كتبه بالقلم، والصفحة صفحته. ولذلك ورد، على فكرة، في الأحاديث - والحديث صحيح - أن الملائكة الكَتَبة يتأخرون ست ساعات بعد وقوع الإنسان في الذنب، يتأخرون في كتابته، أي ينتظرون قليلاً ست
ساعات، ست ساعات، ويرون إن كان سيتوب أم لا. حديث صحيح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكَتَبَة يتأخرون ست ساعات، فإذا رأوا العبد قد تاب لا يكتبون. ما شاء الله، يعني لا تُكتَب أصلاً حتى يتمسك بها. هناك كثير من الناس لا يعرفون هذه المعلومة يا سيدنا، بالرغم من أنه حديث صحيح، صحيح، نعم يعني. إن هذا التأخير في التوبة يجعلك ماذا؟ إذا اعتقدنا في الحديث وتمسكنا به وهو صحيح، فعليك أن تبادر إلى التوبة، نعم هي تعطيك فرصة، وفي ضحاها إذا فعلت الذنب، فتب على الفور، ما شاء الله، الحسنات يذهبن السيئات، قم وتوضأ، واستغفر ربك، وتصدق فإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وهكذا ولذلك سيدنا رسول الله كان كثير الاستغفار تعبداً لله. قال: "إنه ليُغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة" أخرجه البخاري. سيدنا
أبو الحسن الشاذلي أشكل عليه هذا الحديث، قال: كيف يُغان على قلبه؟ الغين والغيم يعني سحابة، كيف لسيد المرسلين أن يُغان على قلبه؟ صحيحٌ أنَّه ليُغان على قلبه، فيستغفرُ الله في اليوم والليلة سبعين مرة. قال: كيف؟ قال: فشاهدتُ في المنام سيدنا صلى الله عليه وسلم جاء يُعلِّمُه وقال له: "يا علي أبو الحسن الشاذلي" - كان اسمه علي - "يا علي، غينُ أنوارٍ لا غينُ أغيارٍ. الله غينُ أنوارٍ. نعم، سحابٌ من النور يُغلق". بابَ بين القلبِ وبين الخَلْقِ، أجل، لا، بين القلبِ وبين الخالقِ. الله! ما شاء الله! ما شاء الله! يبقى إذاً البابُ الذي كان يُغلَقُ فيستوجبُ الاستغفارَ هو بابُ الخَلْقِ لا بابُ الحقّ. ما شاء الله! يعني ماذا؟ قال: القلبُ له بابان،
بابٌ بينه وبين ربّنا، وبابٌ ثانٍ مفتوحٌ على الناس. أي فهو مكلف من عند الله بالتبليغ، فيجب أن يكون باب الخلق مفتوحاً. نعم، هو أحياناً يضيق ذرعاً من الخلق فيُغلق الباب، ثم يستغفر ربنا سبعين مرة لأن الباب أُغلق رغماً عنه بسبب انقطاع الأنوار وتعطلها، وليس بسبب الأغيار التي هي الغفلة. سيدنا لم يكن غافلاً. عليه الصلاة والسلام وهو يصلي مرة سها لكي يعلم الأمة ماذا نفعل عندما ننسى في الصلاة، فقام واحد من أهل الله بنظم بيتين هكذا قال: يا سائلي عن رسول الله كيف سها والسهو من كل قلب غافل، الله قد غاب عن كل شيء سره فسها عما سوى الله فالتعظيم لله. ما شاء الله، سيدنا النبي غاب سره عن كل شيء، اشتغل بالله فنسي حتى الصلاة، سبحان
الله. فإذاً، ما هي التوبة؟ ليس ضرورياً أن تكون التوبة من ذنوب، بل قد تكون توبة من شيء يراه التائب أنه أقل مما يستحقه الله سبحانه وتعالى. فالتوبة لها ثلاثة شروط: أن... أن تندم على الذنب وأن تقلع عنه وأن تعزم على عدم العودة لمثله أبداً، وينضم إليهم شرط رابع إذا كانت المسألة تتعلق بحق من حقوق العباد، وهو أن ترد هذا الحق إلى صاحبه. ليس كمن اغتصب قطعة أرض ثم يقول: "خلاص، أنا ندمت وتبت وفعلت" والأرض ما زالت معه. لا، بل يجب أن أردها. ورجع حقوق العباد حتى تُقبل التوبة، فبهذه يقبل الله سبحانه التوبة. قال تعالى عن نفسه: ﴿غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا
إله إلا هو إليه المصير﴾. نعم، لقد أوضحت لنا فضيلتك شروط التوبة كما قال ربنا: ﴿وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى﴾. هنا يا سيدنا لأنه تبقى حوالي دقيقة أو دقيقتين. إعادة الحق يا مولانا، في بعض الناس الذين يدّعون العلم، وهم متدينون وليسوا علماء، يقولون: إذا كنت اغتبت أحداً فلابد أن تذهب وتقول له وتستسمحه، وإذا كنت أخذت من أحد شيئاً فلابد أن تقول له: أنا سرقتك والشيء ها هو، وإلا فإن الله لن يغفر لك. وهذا يمكن أن يسبب مشاكل لسيدنا بين أفراد المجتمع. المهم هو وصول الحق إلى المسروق منه والمغتصب وما إلى ذلك. أما الأخبار وما شابه فقد توغر الصدور، ولذلك كل شيء بحسبه. أما الإنسان فليس كلما يلقى الآخر يقول له: "على فكرة أنا اغتبتك، أنا فعلت بك كذا"، لا، إنما العلماء قالوا يستغفر. له ويدعو له ويقلع عن هذا ويذكره بخير مكان الذكر بالسيئات وكذا إلى آخره، والله سبحانه وتعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن
السيئات ويعلم ما تفعلون، هذا ربنا الكريم، إن الله عز وجل يبسط يده بالتوبة لمسيء الليل إلى النهار ولمسيء النهار إلى الليل حتى تطلع الشمس. من مغربها التائب من الذنب كمن لا ذنب له يعني بادروا بالأعمال وبالغفران، سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، أعدت للمتقين. ما شاء الله، هذا يذهب سيدنا، ليس شرطاً أن أذهب إلى شخص وأقول له أنا فعلت كذا، يمكنني أن أتصدق عليه أو أدعو له أو... يعطي له ويذكره بالخير ويدعو له ويستغفر له في غيابه، فكل هذه ممكن أن يُرجع له الحق في صورة هدية بقيمتها كما يقولون. ليس بالضرورة أن يضعها في حسابه، بل يمكن أن يقدمها له بطريقة أخرى أو يرسلها له بأي وسائل متعددة، لكن لا أذهب وأخبره فنتصادم مع بعضنا، هذا ليس ضرورياً، لا. حسناً يا سيدنا، إننا إن شاء الله سنستكمل الحوار في مفاتيح النجاة. إن شاء الله في الحلقة القادمة نتحدث عن المحاسبة. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة، على
وعد باللقاء مع فضيلته في حلقات قادمة إن شاء الله من برنامجكم إحياء علوم الدين. فإلى ذلك الحين نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.