برنامج إحياء علوم الدين | حـ 24 | المحبة | قناة اقرأ | 2011 - 08 - 24 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات برنامجكم "إحياء علوم الدين" مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلاً ومرحباً بك يا مولانا. أهلاً وسهلاً، مرحباً، أهلاً بك سيدنا. ما زلنا في الحلقات التي تتحدث عن مفاتيح النجاة، ومنها محبة الله عز وجل. فما معنى محبة العبد لله عز وجل؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مما منَّ الله به على الإنسان شعور. الحب هو ميل القلب ويسبب
الراحة وهو أيضاً يسبب التعلق، فالحب حقيقته ميل القلب لكنه يأتي بالتعلق، يتعلق القلب. الحب بصفة عامة يا سيدنا، الحب بصفة عامة. ولذلك كما قلنا في الخوف: هناك خوف من الأكوان وخوف من الرحمن، فنقول هنا أيضاً أن هناك حباً للأكوان وحباً للرحمن، حب الأكوان. طبعاً الإنسان محصور في الكون، والكون موجود فيه أشياء كثيرة. تجد إنساناً يحب شيئاً معيناً فلا يريد مفارقته، تجده متمسكاً به، وتجد أنه لو فقده يحزن، ولو بعد الفقد عاد إليه يفرح. إذاً التعلق هو سبب
الحزن وسبب الفرح. فحب الإنسان متعدد، فهو يحب ذاته، لكن حب الذات هذا هو... إذا زاد عن الحد يصبح أنانية. يحب سلامة أعضائه، يحب ماله، يحب ولده وأهله، يحب عشيرته وأصدقاءه، يحب أشياء كثيرة له حظ في التعلق بها. ولكن إذا تعلق بالمال تعلقاً زائداً لا يريد إنفاقه، فيسمى ذلك بخلاً وشحاً. وإذا تعلق بولده وعشيرته بحيث أنهم يدفعونه لارتكاب الحرام، فنسميها فتنة. إذا تعلّقَ بمنصبه وجاهه بحيث أنه لا يريد تركه ولا مشاركة الناس في سلطانه
وما إلى ذلك، فنسمّيه حبّ الجاه أو نسمّيه حبّ السلطان. ولذلك النجاة من هذا أن نجعل حبّ الله هو الغالب على القلب. فلو أن حبّ الله كان غالباً على القلب وكان هناك بقية من الحب فلا مانع. نحب الولد ولا مانع أن نحب الزوجة ولا مانع أن نحب الأشياء ولا مانع، إنما من خلال حب الله وصلنا إلى مرحلة الأمان ما شاء الله. أما لو تعلق القلب وانشغل بالأكوان وخلا قلبه والعياذ بالله من الرحمن وما يترتب على حب الرحمن من حب شرعه وحب رسوله وحب... الحب المتولد أنه لله، حب
الأخ لأخيه في الله. المتحابون على منابر من نور يوم القيامة، ما شاء الله. فلا بد من ضبط حب الأكوان بحب الرحمن، حب الرحمن هو الأساس، ما شاء الله. من علامات حب الله سبحانه وتعالى أن العبد يكون مؤثراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه هو في ظاهره وباطنه ضابط، إنها مسألة ستُضبط. نعم، أنا أحب ولدي، كما أن سيدنا (نوح) أحب ولده ورآه وهو يغرق، لكن مع رؤيته وهو يغرق قال له: "يا بُني اركب معنا". في سورة هود القصة عجيبة، "سآوي إلى جبل يعصمني من الماء"، "اركب معنا".
هذا حب صحيح، أشد والذين آمنوا أشد حباً لله هذه هي القضية "يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله" ولذلك ابن المبارك كان يقول: "تعصي الإله وأنت تُظهر حبه، هذا لعمري في الفعال بديع، لو كان حبك صادقاً لأطعته، إن المحب لمن يحب مطيع". ما شاء الله "قل إن كنتم تحبون فاتبعوني يحببكم الله، ما شاء الله، إذن مقياس الحب الصحيح هو أن يعلو حب الله على حب الكائنات. أي أن هذه علامة من علامات حب الإنسان لله، وهو علو حب الله على سائر أنواع
الحب. يعني إذا كنت - سيدنا فضيلتكم - تقول لنا أنه لا مانع أن يحب المرء يحب ابنه كما يحب ماله، ولكن إذا تعارض هذا الحب مع حب الله سبحانه وتعالى وأمر الله، فإنه يترك هذه الأشياء ويتمسك بحب الله عز وجل. نريد أن نسمع من فضيلتكم يا سيدنا الآيات والأحاديث أو الآثار التي تتحدث عن حب الله عز وجل، لنأخذ المزيد من هذه الأنوار يعني... هناك ما ورد بالصريح وهناك ما ورد بالمعنى، يعني عندما يقول مثلاً: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم"، الحب هو ما أقصده. فأنا أقول: "بسم الله الرحمن الرحيم" هي أساس الخلق كله، ومنها قضية الحب. "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي يقوم بحبهم ويحبونه، ما هي صفاتهم إذن؟ أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين،
يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم في الله. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. عندما نجد مثلاً قوله تعالى: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا". أشد حباً لله عندما نطلع على أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "والله لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما". وعليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن العبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله ونفسه والناس أجمعين"، أخرجه البخاري. وكان سيدنا عمر يريد أن بعمق فقال: يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا نفسي، إلا نفسي. فقال: والذي نفسي بيده، حتى أكون
أحب إليك من نفسك. لا، هذا لن ينفع. فقال عمر: فأنت والله أحب إليّ من نفسي. فقال: الآن يا عمر. أخرجه البخاري. ما شاء الله، كان يقول: أحب الله. لما يغذوكم به من نعمه، فهو يغذيكم بالنعم التي لنا، وأحبوني لحب الله إياي - أخرجه الترمذي. وفي هذا الحديث ضعف، ولكن هنا في مقام الحب يُؤخذ به. فيا سيدنا، بعد إذن سيادتك يا مولانا، هناك أناس يضيفون إضافة "وأحب أهل البيت بحبكم لهم"، فهل في هذا أيضاً ضعف؟ هو أهل بيتي بالصيغة هذه ليس وارداً هنا، ليس وارداً، ليس وارداً هنا. نعم، ولكنه وارد في القرآن. نعم، أحب البيت.
"قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى". صحيح، هنا هكذا لسنا محتاجين حديثاً، ليس مشكوراً فيه. نعم، هذا عندنا هنا هكذا، ولذلك مودة أهل البيت. يعني النبي عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الترمذي قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي". عليه الصلاة والسلام، هذا الذي أخرجه الترمذي. نعم، أما "وسنتي" فهذه أخرجها أحمد بن حنبل. نعم، فإذن "وعترة أهل بيتي" هي التي وردت في... الأصول الستة ما شاء الله، فإذا لم نكن محتاجين فضل أهل البيت وحبهم وهذا ثابت بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة، فنحن لسنا محتاجين أن نلوي عنق النص لكي ننوي صلاة أو نقول مثلاً آية سنزيد قطعة هنا، نعم أحب أهل بيتي بحبي، لا، هو المعنى صحيح ووارد في أحاديث كثيرة. نعم، إنه حب وشرف أهل البيت ونتشرف بهم لأنهم هم
بضعة النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. نعم، حسناً، الوقت مع فضيلتك قصير يا سيدنا. نريد أن نذهب إلى فاصل ثم نعود لنستكمل الحوار الشيق. فاصل ونعود إليكم، فابقوا معنا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عدنا إليكم من حلقة اليوم من برنامجكم "إحياء علوم الدين" مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، ونتحدث عن حب الله عز وجل. سيدنا، ما مفتاح هذه المحبة؟ ما هو حب الله سبحانه وتعالى؟ وما تأثيره على العبد؟ مرة جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني سأل رجل رسول الله متى الساعة؟ فقال له: لماذا
أنت متعجل بشأن الساعة؟ دعنا نستفيد من الوقت. قال الرجل: متى الساعة؟ فسأله رسول الله: ما أعددت لها؟ فأجاب: ما أعددت لها كثيراً من صلاة ولا صيام، إلا أنني أحب الله ورسوله. ما شاء الله! فقال له رسول الله صلى الله "المرء مع من أحب" آه وضح قاعدة "المرء مع من أحب". يعني ينظر كل واحد منا الآن من الذي يحبه حقاً. أتحب الدنيا وتحب متاعها أم تحب الله ورسوله؟ إذا كنت ستحب رسول الله، فإنك ستكون معه في الجنة ما شاء الله. هل أنت منتبه؟ كان سيدنا أبو... قال أبو بكر، كما أورد صاحب كتاب الإحياء رضي الله تعالى عنه: "من ذاق من خالص محبة الله تعالى شغله ذلك عن
طلب الدنيا وأوحشه عن جميع البشر". هذا ما يسمونه درجة الأنس، بالله. شرب - أي تناول المحبة - نعم، محبة الله، فدخلت وتخللت في جسمه، فحصل له يرى أحد أنه لا يصلح. هل أنت منتبه؟ لقد حصلت له محبة، وهذه متعة كبيرة جداً. من حصل له ارتواء بحب الله، حصل له ري بحب الله سبحانه وتعالى. ولذلك كان السلف يقولون: من عرف ربه أحبه، من عرف ربه أحبه الله، ومن عرف الدنيا زهد فيها. ما شاء الله، عندما تدرك أن هذه الدنيا إلى فناء، وأن هذه الدنيا مليئة بالمشاغل والشواغل والكدورات والمصائب والتعب والجهد والمقالب
- أتفهم؟ - تبقى فيها حقاً، أي شيء ما يعني، لكن عندما تعرف ربك بأنه هو الباقي الكريم الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق. البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط، ما رأيك؟ أتحبه دائماً؟ هل ستحبه أم كيف ستحب جل جلاله؟ نعم، فعندما يعرف المرء حقيقة الإله وأنه متصف بهذه الصفات العُلى يحبه. المؤمن إذا عرف ربه أحبه، المؤمن إذا عرف ربه أحبه. انظر كيف أن "ربه أحبه" متوازنة إذا... عَرَفَ رَبَّهُ فَأَحَبَّهُ، وَإِذَا أَحَبَّهُ أَقْبَلَ
إِلَيْهِ، وَإِذَا وَجَدَ حَلَاوَةَ الإِقْبَالِ إِلَيْهِ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الشَّهْوَةِ، وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى الآخِرَةِ بِعَيْنِ الفَتْرَةِ، وَهِيَ تَحْصُرُهُ فِي الدُّنْيَا وَتُرِيحُهُ فِي الآخِرَةِ. يَعْنِي إِذَا كَانَ الإِنْسَانُ يَنْظُرُ إِلَى الحَقِيقَةِ فَيَعْرِفُ الدُّنْيَا وَيُعَمِّرُهَا لِأَنَّ اللهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، يُزَكِّي النَّفْسَ وَهَكَذَا، وَيَنْظُرُ إِلَى ويرجو كرم الله فيها وستراً وغفراناً وما إلى ذلك. نعم، جميل. حسناً يا سيدنا، نريد أن نعرف بعد أن عرفنا أهمية محبة الله عز وجل، نريد أن نعرف ما هي الأسباب، هل توجد أسباب تقوي هذه المحبة عند العبد؟ التخلية والتحلية، التخلية والتحلية، أخرج حب غير الله من القلب، نعم، ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. أدخل
حب الله في قلبك، فقوة المحبة هذه سوف تؤدي بك إلى الشعور باللذة. فالتمسك بحب الله، التخلية والتحلية جميل. خلِّ قلبك من سوى الله وحلِّه بحب الله. ولنحب ربنا قليلاً كما أوضح لنا سيدنا النبي، وكما أوضحت لنا فضيلتك الحديث أن عندما يغزونا به يعني كما أن ربنا يمنحني نعماً أحبه. حسناً، هنا يا مولانا ننتقل إلى الزاوية الأخرى، فكما قلنا عن محبة العبد لله، الآن نتحدث عن محبة الله للعبد. هل لها علامات تدل على أن الله يحب فلاناً؟ لقد ذكرها في القرآن، نعم، "إن الله يحب الذين يقاتلون في مَرْصُوصٌ يَعْنِي أَنَّهُ يَكْرَهُ الأَدْبَارَ يَوْمَ الزَّحْفِ، نَعَمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ، يَعْنِي أَنَّهُ يَكْرَهُ الْعِصْيَانَ وَالِاسْتِمْرَارَ وَأَنْ
يَتَمَادَى الإِنْسَانُ فِي غَيِّهِ، أَوْ غَيْرَ الْمُتَطَهِّرِينَ، هُوَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ، جَمِيلٌ مَا شَاءَ اللهُ. قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ، يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ والأرض وما بينهما وإليه المصير، هذا عندما قال اليهود: نحن أبناء الله وأحباؤه. حسناً، لا، هذا هو برنامج الحب عند ربنا. قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. وبعد ذلك أيضاً، بالإضافة إلى يعني هذا الحب، ما هو، ما هو أيضاً هو. لا يحب سبحانه وتعالى، واستخدام تعبير "يا سيدنا" ليس "يبغض" أو "يكره"، بل "لا يحب".
نعم، "لا يحب الكافرين". أجل، ونعم بالله أن الله لا يحب الكافرين، وفي الأحاديث أيضًا: "إذا أحب الله تعالى عبدًا لم يضره ذنب"، و"التائب من الذنب كمن لا ذنب له". ثم تلا: "إن الله يحب استدل بالفعل أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، فالدنيا ليست مقياساً، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب. أخرجه الحاكم، نعم، فقال تعالى: كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول هكذا: "لا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره". الذي يبصر به إلى آخر الحديث، وكذلك إذا أحب الله تعالى عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه.
هذا أخرجه الديلمي في الفردوس وهو ضعيف، لكن جماله هو التدرج في العلاقة مع الله. نعم، يعني في البداية ابتلاء، وإذا صبر العبد سيكون هناك... اصطفاء نعم جميل، فهذا كله يبين لنا أن حب الله سبحانه وتعالى المتفرع منه حب الإسلام وحب الشريعة وحب الجنة وحب النبي عليه الصلاة والسلام وحب التكليف الذي كلفنا إياه، ونحن نؤديه بشوق، حب التكليف بعمل العمل أو العبادة وأنا أحبها وأنا مشتاق إليها، أنا مشتاق إليها، جميل نعم فأنا... مشتاق إلى هذا، يعني كل هذا يدل على أن حب الله هذا أمر عظيم جداً، وهذا الحب يؤثر في
النفس أيضاً، نعم، يعني في حديث: "إذا أحب الله تعالى عبداً جعل له واعظاً من نفسه وزاجراً من قلبه يأمره وينهاه"، ما شاء الله، يعني ماذا تقول لي؟ أثر الحب يُوضع له ميزان يثبت له أعماله، يضع له شيئاً في قلبه، نعم يوجهه ما شاء الله، فواعظاً من نفسه وزاجراً من قلبه، يعني منه رقابة داخلية ذاتية. الله يأمره وينهاه سبحان الله، يعني إذا قَبِلَ نصيحة الناصحين وقَبِلَ أي شخص يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لكن... دائماً تريد أن تتدخل في نفسك، نعم تريد أن تكون متحكماً وتريد أن تكون متحكماً فيه، نعم الله يا أخي، إن ربنا قال للنبي: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، وربنا قال له: "ما على الرسول إلا البلاغ"، وربنا قال له: "لست عليهم بمسيطر"، إن ربنا... قال له: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا"، يعني لا تخجل.
نعم، أنت لماذا تريد أن تتسلط على الناس؟ إنما أنت ادعهم إلى الحب، ادعهم إلى الحب، والحب سيجعل هناك وعظًا من نفسه. الحب سيجعل له وعظًا من نفسه. سيدنا، الوقت مع فضيلتك يجري. لدينا الحديث القدسي أن الله... إذا أحبَّ عبداً نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل وينادي في الملائكة فتحبه الملائكة، ثم يوضع له القبول في الأرض. ربنا يحبك أكثر فأكثر يا مولانا، ويزيدك أنواراً وينفعنا بعلم فضيلتك. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام العلامة أستاذي وسيدي الدكتور علي جمعة مفتي الديار. نشكر فضيلة الشيخ على هذا الجهد، على وعد باللقاء مع فضيلته في حلقات قادمة إن شاء الله من برنامجكم "إحياء علوم الدين". فإلى ذلك الحين نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم،
ونترككم في حفظ الله ورعايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.