برنامج إحياء علوم الدين | حـ 27 | الزهد | قناة اقرأ | 2011 - 08 - 27 | أ.د علي جمعة

برنامج إحياء علوم الدين | حـ 27 | الزهد | قناة اقرأ | 2011 - 08 - 27 | أ.د علي جمعة - إحياء علوم الدين, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات برنامجكم "إحياء علوم الدين" مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلاً ومرحباً بكم، أهلاً بكم. في الحلقة الماضية يا مولانا كنا نتحدث عن الشكر، وعندما كنا نختم الحلقة أوضحت فضيلتك لنا أن بعض الناس يزهدون في النعمة ويتمنون المشاكل لكي يحلوها. اليوم سنتحدث يا مولانا عن الزهد، فهل الزهد كما يرتبط في ذهن الناس هو الخشونة والتقشف، وأن أكون شاعراً بقلة المال أو قلة الطعام؟ هل هو زهد وهل له معانٍ أخرى، ونربط بالمعنى الخاص بالحلقة الماضية يا سيدنا؟ بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الزهد معناه عدم التعلق، عدم التعلق، وكلمة عدم التعلق هذه تستوجب أن هناك شيئاً موجوداً يقتضي أن أتعلق به فمُنعت. أرغب في نفسي ولم أتعلق به، نعم. أما إذا كان الشيء غير موجود، يعني أنا رجل فقير، وبعد ذلك أقول: أنا زاهد في المال، نعم. حسناً، ولكنك لا تملك مالاً حتى تزهد فيه. إن الزهد يقتضي أن تكون غنياً وتزهد في المال، نعم. فاحرص عليه ولا تمِل إليه بقلبك ولا... الزهد معناه عدم التعلق بموجود جميل. نعم، الزهد
بهذه الكيفية يوجد فيه زهد صادق وزهد كاذب. هذا يُسمى استفقاراً، وهو الذي يقول لك أنا لا أريد المال وهو أصلاً ليس عنده مال. قال تعالى وهو يقرر قاعدة أخذها أهل الله بعد ذلك: "لكي لا تأسوا على ما فاتكم". وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ. إنَّ الاخْتِيَالَ وَالْفَخْرَ هُوَ ضِدُّ الزُّهْدِ. الْقَاعِدَةُ تَقُولُ: لَا تَفْرَحْ بِالْمَوْجُودِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَى الْمَفْقُودِ. لَا تَفْرَحْ بِالْمَوْجُودِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَى الْمَفْقُودِ. جَمِيلٌ جِدًّا مَا شَاءَ اللَّهُ. فَإِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَعَلُّقٌ يَكُونُ هُنَاكَ زُهْدٌ، وَهَذَا مِنْ عَلَامَاتِ الزُّهْدِ. هَذِهِ من علامات الزهد ألا تفرح بالموجود وألا تحزن على المفقود، فيكون
ذلك دليلاً على أن قلبه مستقر. الله منحه وأعطاه فلا يميل قلبه إلا لله، والله أخذ منه ما أعطاه فلا يتأثر قلبه ولا يغضب ولا يحزن ولا يشعر بأي شيء. وقد استنبطوا هذا المعنى من الآية الكريمة، فهم أهل ولا كلمة التي اعتمدوا فيها على الكتاب والسنة. نعم، فالعلامة الثانية للزهد أن يستوي عنده الذم والمدح، الاثنان يكونان مثل بعضهما ما دام هو متعلق بالقضية. فأنا الآن مؤمن بالله، فوجدت أحدهم قد ذمني على هذا الإيمان، وماذا يهمني حقاً وأنا أعمل بيدي، ووجدت أحدهم قد مدحني على هذا الإيمان، لأنني
سوف أؤمن بالله في الحالتين، في حالة مدحه أو قدحه، ولا يهمني ذلك لأن إيماني هذا خالص لوجه الله، وليس لإغاظة أحد، وليس استجلاباً لرضا أحد. فالزهد هو هذا، هو الطمأنينة هذه، السكينة هذه، عدم التعلق هذا، عدم الميل مع الوجود ومع الفقد، مع الوجود ومع الفقد، نعم. ما هو لا يفرح بالموجود ولا يحزن على المفقود، الزهد بهذا الشكل يسبب ما يسمى بالأنس بالله، ما شاء الله، ما أنا لا يهمني، نعم صحيح، فأخونا يشتمني وأنا -يا عيني- حزين جداً أنني مؤمن، وأخونا الآخر يمدحني وأنا -يا
عيني- سعيد جداً أنني مؤمن، وأنا غير منتبه، نعم. لا مَنْح ولا مِن القادح، أنا منتبه لربنا سبحانه وتعالى. كيف أنني منتبه؟ يعني "ورزق ربك خير وأبقى". هذه العبارة "ورزق ربك خير وأبقى" تشعرك بالأنس. "من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤتيه منها وما له في الآخرة من نصيب". لا، أنا أريد أن يكون لي في الآخرة نصيب. سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام، وهو الزهد، قال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس". ما شاء الله عليه الصلاة والسلام، فازهد في الدنيا، أي ولذلك
عن ابن عمر قال: "كن في...". الدنيا كعابر سبيل، نعم، هل أنت منتبه؟ ما إن تسير قليلاً وتمضي، حتى ستصبح بعد قليل كأنك غريب في الدنيا أو عابر سبيل، كأنك غريب أو عابر سبيل. فعندما زهدت في الدنيا، أصبح الله يحبني لأنني أخرجتها من قلبي، فلا أفرح بالموجود ولا أحزن على المفقود. هذا هو المعيار والقاعدة، في أيدي الناس قُم تجد ناساً تحبني. نعم، أنا لست واضعاً عيني على ما في أيديهم. ما في أيديهم لا أريده، نعم. ولذلك توجد في أحاديث توجيه المؤمنين في آخر الزمان، نعم، يقول ماذا؟ "أعطِ الناس حقهم ولا تسألهم حقك". ما شاء الله، يعني هي عملية غيظ في الحقيقة، يعني هكذا لن أسأله عن حق. قال لي:
نعم، إذا أردتَ النجاة فأعطِ الناس حقوقهم، فليس لأحد عندي شيء في ذمتي. حسناً، ألي حقوق عند الناس؟ قال: لا تسألهم، دعهم. خذ واترك، وانتبه في التربية الثانية، واسأل الله السلامة، واسأل الله السلامة أيضاً. يعني سأعطيهم حقي ولن أطالبهم بحقوقي. حقوقي وحقوقهم أخذوها، وحقوقي لن أطالب بها، وبعد كل هذا قل يا رب سلّم، قل يا رب سلّم. لماذا هذا؟ على أي أساس بُني؟ بُني لأنه زُيِّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، لكن ربنا يقول: ذلك متاع الحياة الدنيا والله حُسْنُ المَآبِ، قالَ تَعالى:
"اعْلَمُوا إنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ". فَإنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ، هَذَا يَقُولُ لَكَ إنَّهَا حَقِيقَةٌ أَنْ تَزْهَدَ فِيهَا وَهِيَ مَعَكَ، وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى فَإنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى". فَالهَوَى كَلِمَةٌ وضده الزهد. أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه، أي ميله، يعني رغباته وشهواته ومراداته، وهكذا. في الحقيقة أن الزهد هذا، يعني سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام ليس فقط وجهنا إليه وأمرنا
به "ازهد في الدنيا يحبك الله"، بل إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ضرب الأمثلة العملية أيضًا. يعني في حياته، حسناً، نعرفها يا سيدنا هذه الأمثلة بعد أن نذهب إلى الفاصل ونعود إن شاء الله. نعم، عدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامجكم "إحياء علوم الدين" مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. وحلقة اليوم كما تعرفون حضراتكم عن الزهد. فضيلتكم أوضحتم لنا في الفاصل الأول يا مولانا أن الزهد هو ألا تفرح بالموجود وألا تحزن على المفقود، وفي آخر الفاصل ذكرتم لنا أن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام كان يطبق الزهد تطبيقاً عملياً. فهل يمكننا معرفة نماذج
من هذه التطبيقات التي علَّمنا إياها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟ هو أيضاً أوسع من الزهد، علمنا عدم التطلع، علمنا عدم الحرص على الدنيا، علمنا الصبر، علمنا منظومة متكاملة ومنها الزهد. نعم، أنا أتذكر مثلاً حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، كانت تقول لابن أختها عروة بن الزبير. نعم، عروة هذا ابن الزبير بن العوام وابن أختها لأن أمه. أسماء، نعم، وأسماء أخت عائشة، والاثنتان بنتا الصديق رضي الله عنه وأرضاه. والله يا ابن أختي، إننا كنا ننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال،
ثلاثة أهلّة في شهرين. بالطبع هي نظرت إلى الهلال في البداية، ثم مرّ شهر فنظرت إلى الهلال ثانية، ثم مرّ شهر آخر. فنظرتُ إلى الهلال الثالث، فيكون بذلك ستون يوماً، نعم. أو يعني إذا كان تسعة وعشرين يوماً وتسعة وعشرين يوماً، فيكون ثمانية وخمسين يوماً أو تسعة وخمسين يوماً أو ستين يوماً. هي ستون يوماً للتوضيح حتى لا نختلط بين ثلاثة أهلة وثلاثة شهور، وثلاثة شهور في شهرين، في شهرين. جميل، وما لم توقد نار في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يطبخوا أي شيء خلال شهرين، أي إذا لم يكن هناك لحم أو مرق أو حتى خبز، لأن الخبز يحتاج إلى خبز ونار. نعم، لم توقد نار في بيته خلال هذه المدة، سبحان
الله وبركاته. إذًا، ماذا كانوا يأكلون؟ يأكلون المقليات يعني يأكلون المكسرات أو يأكلون الخضروات، فلا توجد نار ستين يوماً، بل عشرون يوماً، كيف ذلك؟ نعم، قال عروة: "فما الذي كان يُطعمكم؟" يعني والله هذه عملية صعبة جداً، ما القصة؟ قالت: "الأسودان: التمر والماء". العرب لديهم عادة هكذا أنهم حين يأتي شيئان متلازمان. في مجموعة واحدة أي قوم يسمونهم باسم أحدهما، باسم واحد منهم، يطلقونها على الاثنين معاً، الاثنين معاً، جميل، وهذا يسمونه الملحق بالمثنى، الملحق بالمثنى. الأسودان، سنفككها، أي أسود وأسود. قال: لا، هذا هو التمر أسود، لكن المياه ليست سوداء صحيح،
لا لون لها المياه صحيح، فلما التزم. التمر مع المياه وهما اللذان عليهما قوام المعيشة حينئذ مع هذا الصبر وهذا الزهد وهذا العطاء لأنه كان يجلب لهم المؤنة الخاصة بهم لمدة سنة فتنتهي خلال شهر أو نحوه لأنه كان كالريح المرسلة لا يرد يد سائل ما شاء الله عليه الصلاة والسلام فالأسودان يسمونهما. يسمونهم الملحق بالمثنى. الملحق بالمثنى، نعم. يقول لك: "العمران"، من هم العمران؟ هما أبو بكر وعمر، جميل. فيقول لك: "الحدثان"، من هما الحدثان؟ هما الليل والنهار. القمران، هما الشمس والقمر. وهكذا، هذا اسمه ملحق بالمثنى، ليس مثنى حقيقياً. نعم، سببه أن المثنى الحقيقي ينفصل
إلى كلمتين متماثلتين مثل ولد بنتٌ وبنتٌ تساوي ولدان، بنتان مسلمتان مؤمنات، نعم ولكن هذا لا ينفصل إلا في غرفتين. الأسودان بعضهما دون إعطاء كلام فضيلتك يا سيدنا. بعض أدعياء العلم يخرجون ويأخذون هذا الحديث ويقولون أن الماء في أيام سيدنا النبي كان مليئاً بالتراب وهكذا كان لونه أسود، لأن سيدنا اشتهر بالأسودان، إنهم لا أنا فضيلتك أوضح الآن، نسأل الله أن ينير عقله وقلبه، لأننا نقول هذه الأمور من أجل هذا المعنى، نعم، وهو أنه يجب علينا أن نتعلم أولاً اللغة والعلوم المساعدة حتى نفهم عن الله ورسوله. وقد ورد أيضاً عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: أخرجت لنا عائشة رضي الله وإزاره غليظاً خشناً هكذا، فقالت: قبض رسول الله صلى
الله عليه وسلم في هذين، هذه الملابس التي توفي النبي وارتفع إلى الرفيق الأعلى فيها. هذا الملبد الذي نسميه الآن المرقع، نعم، يعني فيه رقعة هنا ورقعة هناك، فهو ملبد، عليه الصلاة والسلام. أريد أن أفهم هذا، سيد. انتبه أيها الخلق، نعم، هذا قائد الأمة وقائد الغر المحجلين، انتبه، هذا المصطفى المختار، انتبه، هذا قائد الجيوش، هذا الذي بنى الحضارة، هذا نبي الله رسول البشرية خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، ثم يستحي ويكون عنده خشية هكذا لله، ويخشى من نفسه ومن ربه، فكيف بأي متصدر؟ من المتصدرين هكذا إلا أن يجعلوا هذا هو الأسوة الحسنة الخاصة بهم عليه الصلاة والسلام. لقد كان قادراً وكان معه وكان قادراً على أن يفرض
فيُطاع. إن سيدنا أبا بكر أنفق في الإسلام ثمانين قنطاراً ذهباً، لم يأخذهم ويضعهم عنده ولا شيء. وكذلك سيدنا عمر أنفق نصف ثروته، وكذلك سيدنا كوّن جيش العسرة، تخيل أن شخصاً صرف على جيش، نعم صحيح، هذا سيدنا عبد الرحمن بن عوف، كان يملك قناطير مقنطرة من الذهب والفضة، فكان لديه ثروة، لكنه كان في زهد، عملي. فعندما يكون سيد المرسلين تحت يده هذا، حتى صفوان عندما أعطاه النبي العطية، قال... ثم خذْ ما في هذا الوادي، قال: "والله هذه عطية نبي، ما شاء الله، ما شاء الله". فكان زاهداً في ملبسه وفي فراشه وفي غير ذلك إلى آخره. قالت
عائشة: "إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من أدم حشوه ليفاً". الليف النباتي اسمه الليف ليس مطاطًا ولا إسفنجًا ولا شيئًا، والإدام الذي هو جلد، قطعة الجلد هكذا، والحشو الخاص بها ليف نباتي. والوسادة الخاصة به ليست ريش نعام، نعم ليست مطاطًا حتى، نعم ولا حتى قطعة الإسفنج ولا شيء آخر. فإذا سيدنا الرسول أمرنا بالزهد وعلمنا الزهد وعاش الزهد عليه الصلاة والسلام، نعم، حسنًا بقي حوالي دقيقتين نريد أن نعرف هل الزهد درجة واحدة أم درجات وما هي أضرار حب الدنيا على الإنسان. كما قلنا إن المعاني درجات، فالغزالي يتحدث عن ثلاث درجات للزهد: الدرجة الأولى أن
يزهد العبد في الدنيا وهو مشتهٍ لها لكنه منع نفسه، الدرجة الثانية أن يترك الدنيا طوعاً ولكن... يرى زُهده يقول: "على فكرة أنا زاهد". لقد انتبه لنفسه حديثاً. الدرجة الثالثة أن يزهد في الدنيا ويزهد في زهده. يزهد في زهده حتى زهده لا ينتبه إليه. نعم، ويقول لك: "نحن تراب ابن التراب". جميل يعني أنه حتى لن يفكر في أن يُظهر للناس أنه زاهد. أيضاً أنا مقتنع أنه زاهد، نعم، أي أنه زاهد وهو غير مقتنع أنه زاهد. جميل، وفضيلتكم أوضحتم لنا أن الزهد هو كما قلتم لنا: ألا أفرح بالموجود ولا أحزن على المفقود. نعم، جميل، هذا هو. ربنا يفتح عليك يا سيدنا وينفعنا بعلمك. الوقت مع فضيلتكم يمر سريعاً، اسمحوا لي. باسمِ حضراتكم نشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة على
وعده باللقاء مع فضيلته في حلقات قادمة إن شاء الله من برنامجكم "إحياء علوم الدين". فإلى ذلك الحين نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.